استمع قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي إلى افادة المحامي ميشال تويني بصفة شاهد في ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، ولم تدم الجلسة اكثر من نصف ساعة. ولم يحضر باقي الشهود الذين جرى استدعاؤهم، فيما حضر عدد من المحامين الذين مثلوا المصرف المركزي الذي اتخذ صفة الادعاء في هذه القضية.

واوضح حاكم المركزي وسيم منصوري «أن موضوع «اللائحة الرمادية» وإدراج الدول ضمن هذه اللائحة نتيجة معايير معينة هو اجراء روتيني دوري من قبل FATF وقد مرت بهذه التجربة دول عدة، لافتا، إلى استقرار سعر صرف الليرة، معددا الأعمدة الأربعة لإعادة تفعيل الاقتصاد وهي:المحاسبة عبر القضاء الشفّاف، إعادة ودائع المودعين، إعادة تفعيل القطاع المصرفي، الإصلاحات الإداريّة في الدولة.



وكتبت سابين عويس في" النهار": في جردة الحساب للتجربة التي خاضها على رأس حاكمية مصرف لبنان يلمس بعض من التقى سلامة عدم الاعتراف بأي أخطاء أو ارتكابات تُنسب إليه، وكأنه يعيش في حالة إنكار تام للواقع أو لحجم الاتهامات الموجهة إليه أو حتى لخطورتها. يعلق أحد أصدقائه على ما تردّد أخيراً بأنه بكى عندما وُضعت الأغلال في يديه وسيق متهماً إلى السجن، بالقول "أقطع رأسي إن كان هذا الكلام صحيحاً. رياض لا يمكن أن يبكي، ولا يمكن أن أصدق ذلك حتى لو رأيته بأمّ عيني". لكنّ الواقع ليس كذلك، لأنه في الحقيقة فشل في إخفاء حالته النفسية وخانته دموعه التي انهمرت على وجهه، عاكسة حجم الخوف والقلق، خصوصاً أنه توجّه مطمئناً إلى مكتب المدعي العام التمييزي على أساس خلوّ الملفّ من أيّ دلائل ليفاجأ بأن التحقيقات كانت في مكان آخر كليّاً. لم يكن ليظن أن ملفّ الاستشارات والعمولات التي لا تتجاوز ٤٠ مليون دولار يمكن أن تسوقه إلى السجن، فيما كل الاتهامات والدعاوى الأخرى تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، وهي لا تزال في إطار التحقيق.

تعكس تعليقات أصدقائه القدرة العالية التي كان يمتلكها سلامة حيال إظهار مكامن قوته، وعدم السماح للآخرين بتلمّس أي مواقع ضعف أو استسلام يمتلك هو وحده التوقيت الملائم لتنفيسها. هو حتماً يعي الآن أنه بات وحيداً في معركته، بعدما تراجعت كل وسائل الدعم السياسي التي توافرت له على مدى عام كامل. ينقل عنه بعض الزوار اقتناعه بأن توقيفه يعود إلى أسباب سياسية محضة، تماماً كما كانت الحملة عليه، رافضاً الاعتراف بكل ما يطلق ضده من اتهامات، يضعها في خانة الاستهداف السياسي. لا يعترف بالمستندات والقرائن التي يواجه بها. يذهب أبعد في اتهاماته ليرى أن الاستهداف لا يقتصر على الداخل بل هو خارجي ويحمّل مسؤوليته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توسّط لدى الأميركيين لرفع الغطاء عنه، على ما تذكر رواية الزوّار (التي لا يمكن التأكد من مدى صحّتها).

من المنزل المطلّ على البحر إلى زنزانة من بضعة أمتار، تسعى إلى توفير الحدّ الأدنى من الرفاهية التي لا تقارن حتماً برفاهية حياته السابقة. على الأقل، لم تحرمه الباحة الخارجية على صغر مساحتها، من الاستمتاع بتدخين السيجار أو قراءة بعض الكتب التي طلبها وسط سؤال يُطرح اليوم في الأوساط المختلفة، حيال مصير الرجل الذي حكم لبنان بنقده الوطني، وتحكّم بمدّخرات شعبه، محققاً لنفسه شعار الاستقرار حتى سقطت الشعارات والجوائز (المدفوعة على الغالب). هل التوقيف وسرية التحقيق لحمايته وإنقاذه أم لإسقاطه؟ وهل سيبقى سلامة متماسكاً أم تخونه أعصابه وربما صحّته؟؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خسائر هائلة إثر أكبر عدوان جوي على منطقة اقتصادية بلبنان (شاهد)

تسبب قوات الاحتلال في خسائر مادية وبشرية فادحة في لبنان، بعد استهدفت 10 غارات 6 معارض للجرافات والحفارات على طريق المصيلح -الزهراني متسببة في أضرار بمئات الملايين من الدولارات.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن جيش الاحتلال شن، السبت، "أكبر عدوان جوي" على منطقة اقتصادية في لبنان منذ انتهاء الحرب الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

وذكرت الوكالة أن الطائرات الحربية الاسرائيلية شنت فجر السبت سلسلة غارات جوية تجاوزت الـ10، مستهدفة بشكل مباشر مجموعة من معارض بيع الجرافات والحفارات على طريق المصيلح -الزهراني جنوبي لبنان.

وأضافت أن الطائرات المغيرة ألقت عددا كبيرا من الصواريخ التي حول انفجارها المنطقة إلى "كتلة نارية أشبه بزلزال".

"خسائر مادية كبيرة نتجت عن العدوان الإسرائيلي على منشآت اقتصادية في بلدة #المصيلح"

مراسل #الميادين جمال الغربي #لبنان #الميادين_لبنان@JamalGhourabi pic.twitter.com/W7CrSadFNU — الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) October 11, 2025
ولفتت إلى أن الغارات أدت إلى استشهاد مدني وإصابة 6 آخرين بجروح خطيرة. وأضافت أن الغارات دمرت خلال لحظات كذلك أكثر من 300 آلية بين جرافات وحفارات، ومنشآت المعارض بما تحويه من مبان وخيم حديدية، إضافة إلى عدد من السيارات التي كانت مركونة في المنطقة.

وأشارت إلى أن "المعارض التي تعرضت للتدمير الكامل تعتبر من أكبر وأضخم معارض الآليات في لبنان"، مقدرة الأضرار المادية جراء العدوان بمئات الملايين من الدولارات.

وأوضحت أن الغارات تسببت أيضا بغلق طريق المصيلح - النبطية بسبب الحُفر التي أحدثتها وبعضها بعمق 8 أمتار، وتسرب كبير لمادة الزيوت من الآليات المستهدفة.


وتابعت الوكالة أن العدوان الجوي ألحق أضرارا جسيمة بشبكة كهرباء الضغط العالي، وتسبب بتحطم زجاج عشرات المنازل والمحال والمؤسسات التجارية على مسافة مئات الأمتار من موقع الاستهداف.
وخلصت إلى أن ما حدث في جنوب لبنان فجر اليوم هو "أكبر عدوان جوي يستهدف منطقة اقتصادية بحتة منذ انتهاء حرب الـ66 يوما"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على البلاد.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت دولة الاحتلال عدوانا على لبنان حولته في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.

ورغم التوصل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" ودولة الاحتلال، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
وفي تحد للاتفاق تحتل "إسرائيل" 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • قماطي: نستنكر الافتراءات التي طالت النائب أسامة سعد
  • اللائحة الجديدة لعمال المنازل.. حماية كاملة للعامل وحقوق واضحة لصاحب العمل
  • محافظ المنوفية: الدولة تولي اهتماماً بالغاً بملف التعليم
  • قداس في المصيلح من أجل سلامة الأهالي وشفاء الجرحى
  • خسائر هائلة إثر أكبر عدوان جوي على منطقة اقتصادية بلبنان (شاهد)
  • مارون: دماء الشهداء التي بذلت في 13 تشرين هي التي أوصلت إلى تحرير لبنان
  • سكاف: هناك شيء ما يُحضر من خلال كثافة المسيّرات التي تجول في سماء لبنان
  • التحقيق في دهس قائد سيارة لشاب وفتاة يستقلان موتوسيكل بالجيزة
  • ما الذي يمكن أن يتعلمه الصحفيون من الماراثون؟
  • سلامة استقبل وفدًا لعرض مشروع يحفظ هوية جبيل التراثية