السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بمناسبة اليوم الدولي للسلام، وما دار في وسائل الاعلام حول لقاء السفير عبد الرحمن شرفي، سفير السودان بدولة الامارات، ورئيس الجالية السودانية محمد بهاء الدين، وأمينها العام، ودعوتهم لتوطيد العلاقات مع الإمارات التي يعمل فيها عشرات الالاف من السودانيين، تذكرت مقالا كتبنه بعنوان (قاطعوا سفراء التمكين من أجل نيرتتي والجنينة) وذلك في 17 يناير 2017، ادنت فيه صمت السفراء الذين ينددون بالإرهاب في تركيا وخلافها، ويصمون أذانهم عن مذابح الجيش وميليشياته (الجنجويد) في هاتين المنطقتين، وما يجري من إبادة جماعية للمواطنين الأصليين لدارفور واستبدالهم بعرب الشتات - أزمة الحرب اليوم – وقد ورد فيه (أم انهم سوف يصمتون عن سياسات حكومتهم العنصرية البغيضة؟؟ التي بعد ان فصلت الشمال عن الجنوب، أطلقت ميلشياتها العسكرية، ومرتزقة جنودها، ليعيثوا مجدداً الفساد في دارفور، فِي دورة جديدة لتمزيق النسيج السوداني، وتفتيت وحدته وأرضه) انتهي.
ولقد حذرنا في ذاك المقال (ومن المؤكد طالما ان المتأسلمين يملكون أرصدة في البنوك العالمية، وجوازات اجنبية تؤهل لهم الهروب، والانضمام لعضوية تلك الجاليات مستقبلاً، عندما يتلاشى بلد اسمه السودان لا قدر الله ولا شاء، فلقد عودنا انه حافظ لهذا البلد الطيب وأهله! سوف لا يهمهم شي ان مات الشباب في الجنينة ونيرتتي او مات جميع شباب السودان)!! انتهي. وقد حدث ما كان يخشاه كل وطني يعلم سوء حكومة الاخوان المسلمين، حرباً عبثية مدمرة.. واليوم بدأت نتائجها في الظهور فعليا حيث أن البلاد على اعتاب الانشطار مرة أخرى.. فالإخوان انقسموا فريقين: جيش، ودعم سريع/جنجويد، يحارب بعضهم بعضا، وعمليا تجد ان كل منهما نشر هيمنته حيث نجحت معاركه، في ولايات لكل منها أهميتها الجيوسياسية.
ما قام به السفير شرفي يجد مننا التقدير، اذ هو رفع للسلام رايةً في بهيم الظلام، دعوة ظاهرها تحمد مقاصده (سبل دعم وتمتين الوشائج والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين السوداني والإماراتي ودفعها للأمام، استنادًا على الروابط التاريخية الراسخة والمتينة التي تربطهما) انتهي.. لكنها مقاصد لا تقوم على سوق منطقية، فهي لا تجد العضد في تصريحات قيادة الجيش وهي السلطة الحاكمة في بورتسودان بدلا عن الخرطوم! والتي صرحت على لسان الفريق اول ياسر العطا الذي درج على مهاجمة الامارات، وإدانة تورطهم مع الدعم السريع وامدادهم عسكريا، على طريقة عنتريات حكومتهم التي لا تمت بصله لأعراف الشكاوى الدبلوماسية المشروعة. وهو نفس الفريق حين تعاونوا مع الامارات والدعم السريع في حرب اليمن! والسودان يمر بأحلك ضائقة اقتصادية حينها، واليوم لا يعنيهم شأن المواطنين المشردين والهائمين على وجوههم بعد ان فقدوا ديارهم ومصادر رزقهم.
والمعضلة في رفع راية السلام من قبل السفير تكمن في ان العطا يؤكد على تصريحات وزيره بشير أبو نمو، دعاة الحرب، ومن السخرية هو وزير المعادن المفاوض وليس وزير الخارجية. اذن هل ما طرحه السيد السفير شرفي ورفاقه، هو من باب العشم والجودية السودانية (باركوها يا جماعة)؟ ام هو عمل دبلوماسي يقوم بمهام تتعلق بصميم وظيفته، وان السفير يحمل رسالة الخارجية التي تميل الي تبني موقف القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنرال البرهان الذي أكد على الاتفاق حول مبادرة الرئيس الأمريكي بادين في انهاء الحرب؟
ما يبدو للمراقبين عن كثب أن القيادة العسكرية (حكومة الواقع) وجنرالها البرهان مغلولة الايدي، لا تجنح للسلم، بقرارت يتخذها دعاة الحرب الذين لا يعنيهم حقيقة واقع المعارك على الأرض، ويزيد لظي جحيمها فوق رؤوس المواطنين العزل الذين يواجهون الموت والجوع والمرض والكوارث، اعلام رخيص مأجور يتخفى خلف وسائط التواصل الاجتماعي، في بلدان تتمتع بالاستقرار والرخاء المادي، وهو اعلام درج على صناعة الاخبار الكذوبة وبيع الانتصارات الوهمية من طرفي القتال.
فكيف يظن السيد السفير أنهم يأبهون لمعاناة المواطنين، من الذين أمنتهم الامارات وفتحت أبوابها لدعمهم ومساعدتهم اثناء الحرب، وغيرهم من مشردي الخدمة المدنية والتمكين سابقاً! علي التحقيق السلام لا تصنعه حكومات العسكر الطغاة، فهم يخشون الشعوب ان تسلبهم سلطتهم، وان يواجهوا بالمحاكمات على جرائمهم الفظيعة التي وصلت درجة تصنيفها بجرائم ضد الإنسانية، لذلك ليس لديهم غير تنفيذ شعار (فلترق كل الدماء).
كسرة قديمة ثابتة: أخبار ملف هيثرو شنووو (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).. وداعاً الجسور الذي لن يبارح اوجاع الوطن، الفاتح جبرا فلترقد بسلام.
tina.terwis@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
تعكس عمليات تفجير ناقلات الجند الإسرائيلية التي تقوم بها فصائل المقاومة قوة الأسلحة المستخدمة في هذه العمليات، وتشير إلى التركيز على أهداف يصعب تعويضها خلال الحرب، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
وفي الساعات الـ24 الماضية، أعلنت فصائل المقاومة تدمير دبابات وناقلات جند وآليات إسرائيلية في عدة عمليات، كما نشرت صورا لتدمير آليات أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأمس الثلاثاء، تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من تدمير ناقلة جند في خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل ضابط و6 جنود، إلى جانب عدد آخر من الجرحى.
ووفقا لما قاله الفلاحي -في تحليل للجزيرة- فإن الناقلة التي دمرت من نوع "بوما"، يستخدمها سلاح الهندسة، وهي مدرعة بشكل كبير ومعدة لتمهيد الطرق للقطعات العسكرية وتفريغها من الألغام.
قطعات عالية التحصين
ويمكن لهذه المركبة حمل 8 جنود، مزودة بـ3 رشاشات خفيفة وأخرى ثقيلة إلى جانب هاون 60 ملم و20 صاروخا لتفجير الألغام، ولديها قدرة كبيرة على تحمل الضربات، مما يعني أن استهدافها قد يحيلها إلى كتلة نار، كما يقول الفلاحي.
وتشير هذه الخسائر إلى قدرة أسلحة القسام على الاختراق وإلحاق خسائر كبيرة في الآليات مما يؤدي إلى تدميرها أو إخراجها من الخدمة، كما أن استهداف جرافات "دي 9″، المضادة للرصاص يؤكد -وفق الخبير العسكري- تركيز المقاومة على القطعات الهندسية التي يصعب تعويضها خلال العمليات.
وتعني هذه العمليات وجود مشكلة لدى جيش الاحتلال في منع مقاتلي المقاومة من الوصول إلى هذه الأهداف بطريقة تحمل جرأة غير مسبوقة في المواجهات المباشرة، حسب الفلاحي، الذي أشار إلى أن أسلحة المقاومة المحلية تبدو مصممة لتدمير هذه الآليات عالية التكلفة.
كما أن استبدال الفرقة 252 بالفرقة 99 التابعة لاحتياط قيادة الجيش الإسرائيلي، تشير إلى حالة الإنهاك التي أصابت الفرقة التي سحبت أو الخسائر الكبيرة التي دفعت إلى سحبها من جبهة القتال، وفق الفلاحي، الذي قال إن عمليات التغيير في التماس لا تتم لهذه الأسباب.
إعلان