الرؤية- خاص

أصدرت جمعية المحللين المعتمدين للاستثمار البديل (CAIA)، الهيئة المهنية العالمية لصناعة الاستثمار البديل، تقريرًا بعنوان "عبور العتبة: رسم خريطة لرحلة نحو الاستثمارات البديلة في إدارة الثروات".

ويعمل هذا التقرير كخريطة طريق لمحترفي إدارة الأصول والثروات، ويوجههم إلى ما تشير إليه CAIA بـ"المرحلة الثانية من ديمقراطية الاستثمارات" البديلة.

ومع تطور عالم الاستثمار، أصبح المستثمرون الأفراد- الذين يمثل رأس مالهم المجمع الآن ما يقرب من نصف صافي ثروة العالم- أكثر نفوذًا.

تقليديًا، كان المستثمرون المؤسسون في الخليج هم من يقودون الطريق؛ حيث استغلوا مواردهم للاستثمار في مجالات مثل الأسهم الخاصة والعقارات والمحافظ الوقائية. وقد مكنتها هذه الاستثمارات من تحقيق عوائد مغرية معدلة المخاطر عبر دورات اقتصادية مختلفة. والآن، تكتسب الثروات الخاصة أرضيةً، ومع استحواذ الأفراد على حصة كبيرة من ثروة المنطقة، يتحول التركيز نحو تزويدهم بنفس فرص الاستثمار التي تتمتع بها المؤسسات.


 

ومع بداية عام 2024، يُظهر العديد من المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي تفضيلًا قويًا للاستثمارات البديلة، لا سيما في الأسهم الخاصة والعقارات، وقد خصص ما يقرب من نصف المؤسسات التي شملها الاستطلاع- الذي أجرته شركة Preqin- نحو 20% أو أكثر من أصولها للعقارات، في حين لا تزال الأسهم الخاصة تشكل جزءًا كبيرًا من محافظها الاستثمارية.

ويؤكد هذا الاتجاه الاهتمام المتزايد بتنويع الاستثمارات.وعلى وجه الخصوص؛ إذ شهد عدد الأثرياء (الذين تبلغ صافي ثروتهم 30 مليون دولار أمريكي أو أكثر) ارتفاعًا مطردًا في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وتقود سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الطريق.

ويشير لومبارد أوديير، في تقرير حديث، إلى أن الأثرياء الأصغر سنًا في الشرق الأوسط لديهم تفضيل أقوى لأصول السوق الخاصة، مثل الأسهم الخاصة والعقارات والبنية التحتية، مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، إضافة إلى ذلك، فإنهم يُقدِّرون الاستثمارات التي تتماشى مع معتقداتهم، مثل التمويل الإسلامي والاستدامة. ويستثمر معظمهم (91% منهم) بالفعل في التمويل الإسلامي، ويخطط 88% لزيادة استثماراتهم المستدامة. وهذه الاتجاهات باقية.

تاريخيًا، بدأ الدفع نحو جعل الاستثمارات البديلة أكثر سهولة في الوصول إليها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد جلبت المنتجات المبكرة، مثل "البدائل السائلة"، استراتيجيات صناديق التحوط إلى جمهور أوسع، لكن النتائج كانت مختلطة بسبب القيود التنظيمية التي حدت مما يمكن للمديرين فعله.

ومنذ ذلك الحين، نضجت الأسواق الخاصة في المنطقة. لقد خلقت الأساليب الجديدة لتطوير المنتجات المزيد من الفرص للمستثمرين للوصول إلى أصول متنوعة. ورغم أن الثروات الخاصة لا تزال متأخرة عن المؤسسات في الاستثمارات البديلة، إلّا أن هناك فرصًا كبيرة للنمو. وبالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى الاستثمار بشكل أكبر في البدائل، وهناك 3 نقاط أساسية ضرورية:

1.      احرص على أن تكون استراتيجيتك طويلة الأمد: تتطلب الاستثمارات البديلة منظورا طويل الأمد. وقد تستغرق هذه الاستراتيجيات سنوات حتى تحقق الاستفادة الكاملة من المحفظة، لذا فمن المهم التحلي بالصبر.

2.      إعطاء الأولوية للغرض على تسميات المنتج: تصبح تسمية منتج أو استراتيجية معينة أقل أهمية في سياق المحفظة الإجمالية، وخاصة كلما أصبحت الاستراتيجيات الأساسية أكثر تنوعا.

3.      تبني "ثقافة البدائل". غالبا ما يلتزم المستثمرون المؤسسون الناجحون بالبدائل بشكل كامل. وفي حين لا يستطيع الجميع تكرار نموذجهم الدقيق، فإن فهم هذه الاستثمارات ودمجها بعناية في الاستراتيجية أمر أساسي.

ويؤكد التقرير أن التعليم أمر بالغ الأهمية لهذه الجهود؛ إذ بدون المعرفة والموارد الصحيحة، يصبح بناء خطة طويلة الأجل تتضمن البدائل أمرًا صعبًا. كما إن قضية الاستثمار ليست سوى جزء واحد؛ حيث يحتاج المستثمرون إلى اتخاذ خطوات عملية لتحويل الأفكار إلى أفعال.

ويواصل تقرير "عبور العتبة" المهمة الأساسية لـ"CAIA" المتمثلة في تعزيز التعليم والشفافية ووضع المستثمر في المقام الأول، ويضيف التقرير إلى مجموعة متنامية من الخيارات التعليمية للمحترفين في قناة الثروة؛ بما في ذلك العروض المقدمة من منصة TMUniFi by CAIA، والتي تتميز ببرنامج شهادة أساسيات الاستثمارات البديلة الرائد والشهادات الصغيرة التي تركز على الأصول الرقمية والديون الخاصة والعقارات.

ومع استمرار تطور المشهد الاستثماري في دول مجلس التعاون الخليجي، فإن تبني الثروات الخاصة للبدائل قد يؤدي إلى نمو وتنويع كبيرين، مع استثمار العديد من الأصول المؤسسية بالفعل في العقارات والأسهم الخاصة، فإن المستثمرين الأفراد في وضع جيد للانضمام، ومن خلال تبني نهج استراتيجي ومدروس، يمكن للثروات الخاصة إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للاستثمارات البديلة؛ مما يؤدي إلى موجة جديدة من النمو المالي في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وكيل إسكان النواب: مصر تقود مسار السلام في مؤتمر حل الدولتين

أكد النائب طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن مشاركة مصر في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية ، والمنعقد بمقر الأمم المتحدة، تعكس مكانتها كـ"صوت العقل" في منطقة تموج بالصراعات، مشددًا على أن القاهرة كانت وما زالت الطرف الأكثر التزامًا بخيار السلام العادل والشامل.

وقال شكري، في تصريح صحفي له اليوم، إن كلمة وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي أمام المؤتمر عبّرت عن الموقف المصري الثابت تجاه ضرورة تنفيذ "حل الدولتين"، كحل لا بديل عنه لإنهاء الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفًا: "مصر لا تقدم شعارات، بل تتحرك على الأرض سياسيًا وإنسانيًا لحماية الشعب الفلسطيني، وتعمل بجهد على إنهاء المأساة المتواصلة في قطاع غزة."

وشدد وكيل إسكان النواب، على أن مصر تتحرك بمنطق الدولة صاحبة الرؤية، لا الدولة الباحثة عن دور، ونجحت في كشف تخاذل المجتمع الدولي أمام الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل، مشيرًا إلى أن مصر لم تكتفِ بإدانة العدوان بل سعت لحشد الإرادة الدولية لكبح جماح آلة الحرب.

رئيس النواب: لا سبيل لإرساء الاستقرار العالمي دون حل عادل للقضية الفلسطينيةأشرف العشماوي: الأدب والفن مهمان لتحرير الوعي وتوثيق القضية الفلسطينيةكيف تتعامل مصر مع الشائعات بشأن القضية الفلسطينية؟.. أستاذ علوم سياسية يُجيبالسيد القصير: الدولة المصرية تضع القضية الفلسطينية عبر التاريخ فى أولوياتها

وشدد شكري، أن المساعدات الإنسانية التي ترسلها مصر إلى قطاع غزة تعكس التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا لا تحركه مصالح آنية، بل قناعة راسخة بأن مساندة الشعب الفلسطيني واجب مقدس على مصر قيادةً وشعبًا.

وتابع طارق شكري: مصر تتحمل العبء الأكبر في تسيير قوافل الإغاثة، وفتح معبر رفح رغم التعقيدات الأمنية، قائلًا: "نحن لا ننتظر إشادة ولا تصفيقًا من أحد، فموقف مصر ينبع من ضميرها الوطني والعربي، وقد قدمت آلاف الأطنان من الغذاء والدواء والوقود رغم التحديات مضيفا أن مصر قدمت ما يزيد عن 80% من الدعم الإغاثي لقطاع غزة، بينما دول العالم كله نحو 190 دولة لم تقدم سوى أقل من 20%، وهذا دور مهم للغاية، وهو ما يعني أن أي دور فعلي حقيقي على الأرض كانت مصر قائدة فيه.

وأشار النائب، إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وسط صمت دولي مريب يزيد من مأساة المدنيين، مؤكدًا أن مصر ستظل الدرع الحامي للشعب الفلسطيني وصمام أمان للمنطقة بأسرها، وأنها ستواصل الضغط السياسي والإنساني لوقف إطلاق النار وبدء مسار إعادة الإعمار.

واختتم طارق شكري حديثه، بالتشديد على أن مصر لا تبحث عن أدوار إعلامية، بل تكتب دورها بقوافل الإغاثة والمواقف المشرفة، وستظل المدافع الأول عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 

طباعة شارك الأمم المتحدة الصراعات القاهرة السلام العادل الدكتور بدر عبد العاطي

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • "بنك قطر الوطني QNB" يرجح ارتفاعا متواصلا للاستهلاك الخاص في الصين
  • كرة القدم المصغرة.. الإمارات تقود مشهد التطوير العربي
  • «إتش إس بي سي»: المستثمرون الأثرياء في الإمارات يقودون التحول العالمي خلال 2025
  • بينما نفذ مبعوث ترامب زيارة دعائية لمركز مساعدات برفح: مجازر جديدة بغزة وحصيلة شهداء رغيف الخبز ترتفع إلى أكثر من ألف شهيد و9 آلاف جريح
  • انقسام داخل حزب العمال بسبب توسيع مطار هيثرو.. صادق خان هدد بمقاضاة الحكومة
  • ترامب يُطلق موجة جديدة من الرسوم الجمركية على عشرات الدول قبل الموعد النهائي
  • صورة على الهاتف تقود لاجئاً سورياً في بغداد الى السجن
  • وكيل إسكان النواب: مصر تقود مسار السلام في مؤتمر حل الدولتين
  • رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية مع دول الخليج.. ونواب: إقامة المشروعات على غرار صفقة رأس الحكمة يسهم في زيادة النقد الأجنبي