الحوثي يكشف أعداد الضحايا في صفوف جماعته جراء الغارات الأمريكية والبريطانية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
أكد زعيم جماعة الحوثي، الأحد، مقتل وإصابة 422 شخصا من جماعته، بغارات نفذتها مقاتلات أمريكية وبريطانية منذ يناير الماضي.
وقال عبدالملك الحوثي في كلمة له بثتها وسائل إعلام الجماعة، بمناسبة ذكرى معركة "طوفان الأقصى" التي تصادف غدا الاثنين، إن جماعته تعرضت 774 غارة جوية، نتج عنه 82 قتيلا و340 مصاباً.
وأضاف أن جماعته استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأمريكي والبريطاني، وأسقطت 11 طائرة مسيّرة مسلحة أمريكية من نوع "إم كيو 9".
وأردف قائلاً: "نحن نواجه الأعداء ونتصدى لهم ونضرب بعون الله سفنهم وبارجاتهم وحاملات طائراتهم، ولن نتردد في فعل ما نستطيع في هذا السياق، هم يحاولون أن يضغطوا علينا اقتصادياً وإنسانياً واتجهوا في هذا المسار، وشعبنا صابر بالرغم من حجم المعاناة".
وهاجم الحوثي، أنظمة عربية دون تسميتها، متهما إياها بالوقوف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة ولبنان، مؤكدا أن المعركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، "ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل".
وتعهد الحوثي بمواصلة تنفيذ عمليات جماعته ضد الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، دعما وإسنادا لقطاع غزة ولبنان.
وتابع: "طوفان الأقصى أنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة، وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة، وأنهك العدو وداعميه"، مبينا أن "أطماع العدو الصهيوني لا تقف أبدا عند فلسطين، بل تمتد إلى بقية العرب وإلى بقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة".
واستطرد قائلا إن "أطماع العدو الإسرائيلي ليست سرديات وروايات تحكى، بل هي مشاريع ماثلة، ويجري العمل عليها على الأرض، وتوفر لها إمكانات ضخمة"، موضحا أن "القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع".
وأضاف: "كان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني، وأن تثير حفيظته، وأن تُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة والحضن العربي".
وتابع: "الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي، والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية".
وواصل الحوثي هجومه على أنظمة عربية، قائلا إن "الأعداء يعملون على السيطرة على عدة أنظمة عربية، وتجنيدها وتجنيد جيوشها لخدمة العدو الصهيوني والقتال في سبيله، ومواجهة من يعادونه".
وتابع: "تحت عنوان "المواجهة لإيران" يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو الإسرائيلي القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود"، مضيفا: "الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها، وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف".
وأشار إلى أن "بعض الدول العربية تنفق المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عن ما يجري، وصولا إلى حالة اللا شعور بالمسؤولية.. مبينا أن أسلوب الإلهاء الذي تنفق عليه بعض الدول العربية المليارات هو أحد الأهداف لإلهاء واحتواء أي تحرك عربي أو مسلم".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل اليمن مليشيا الحوثي الكيان الصهيوني العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
التحالف الأمني العربي-الإسرائيلي: درع إسرائيل المؤقت أم عبء التاريخ القادم؟
في ظلال ما بعد حرب غزة، يتشكّل في الخفاء مشهدٌ جديد للمنطقة، مشهد لا تذيعه البيانات الرسمية، لكنه يُرسم في الغرف المغلقة، ويُدار بعناية من قبل أجهزة استخبارات ووزارات دفاع أكثر مما يُدار من وزارات الخارجية.
إنه التحالف الأمني العربي-الإسرائيلي، الوجه العملي لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي فشل في فرض نفسه بالسلام، فحاول الآن أن يفرض نفسه بالأمن.
أولا: من التطبيع الناعم إلى الأمن الصلب
لم تبدأ القصة باتفاقات أبراهام، بل قبلها بعقود، حين قايضت بعض الأنظمة العربية السلام بالأمن. لكن بعد طوفان الأقصى وما تبعه من حرب إبادة على غزة، تغيّر الإيقاع: لم تعد إسرائيل تسعى إلى "الاعتراف" بقدر ما تسعى إلى الاندماج الأمني داخل الجسد العربي.
فالتحالفات التي تُنسج اليوم ليست بين سياسيين، بل بين ضباط أمن ومهندسي مراقبة وقيادات عسكرية. الهدف المُعلن: "الاستقرار ومحاربة الإرهاب"، أما الهدف المستتر: تحويل إسرائيل إلى نواةٍ أمنية إقليمية تُملي معايير الحماية وتُحدّد من هو العدو ومن هو الصديق.
ثانيا: إسرائيل في قلب المنظومة لا على هامشها
من البحر الأحمر إلى الخليج، ومن سيناء إلى جبال النقب، تتكوّن منظومة مراقبة وتبادل معلومات استخبارية تشارك فيها أجهزة عربية بشكل مباشر أو عبر قنوات أمريكية.
إنها ليست تحالفا مكتوبا، بل تفاهمات أمنية فوق الطاولة وتحتها، تضمن لإسرائيل أن تبقى هي العقل المركزي لهذه المنظومة، فيما تُمنح الدول العربية هامشا من المنافع التقنية مقابل ولاء سياسي غير معلن.
بهذه الطريقة، تُستبدل "القضية الفلسطينية" بـ"التهديد الأمني"، وتُصبح المقاومة بندا في قائمة المراقبة لا في جدول الكرامة.
ثالثا: الأمن بديلا عن الشرعية
يُسوَّق هذا التعاون بوصفه طريقا إلى "الاستقرار"، لكنه في الحقيقة يُعمّق فقدان الشرعية لدى الأنظمة التي تظن أنها تشتري أمنها من إسرائيل. فالأمن لا يُشترى بالتقنيات ولا يُستورد من الخارج؛ إنه يُبنى من الداخل، من عدالة المجتمع وكرامة مواطنيه.
ولهذا، كل منظومة أمنية تُقام فوق الجراح الفلسطينية ستبقى هشة من الداخل، عاجزة عن الصمود أمام زلزال الوعي الشعبي حين يستيقظ.
رابعا: المدى القريب.. حماية مؤقتة
في السنوات الخمس المقبلة، سيبدو هذا التحالف كأنه درع واقٍ لإسرائيل من اضطرابات الإقليم. سيمنحها قدرة على مراقبة الحدود والبحار، وعلى إدارة مرحلة "ما بعد الحرب" بأدوات عربية تحت غطاء أمريكي.
لكن هذه الدرع ستبقى مؤقتة، لأن التاريخ لا يحميه الحديد بل الشرعية. وحين تنقلب موازين القوى العالمية، ويصعد وعي الأجيال الجديدة في الشارع العربي والإسلامي، سيتحوّل هذا التحالف إلى عبء أخلاقي وسياسي على أصحابه.
خامسا: المدى البعيد.. ارتداد التاريخ
في العقدين المقبلين، إن بقيت الأمور على حالها -وأظنها لن تبقى- سيكتشف الجميع أن التطبيع الأمني لم يصنع استقرارا بل جمّد الصراع دون أن يحلّه. وما يُجمَّد لا يختفي، بل يتراكم ويشتعل.
وكما سقطت ممالك الصليبيين بعد أن أحاطت نفسها بالتحالفات الأجنبية، ستسقط هذه المنظومة حين تفقد مبرر وجودها الأخلاقي والسياسي، فالتحالف الذي يُبنى على الخوف لا يصمد أمام الشعوب التي تُبنى على الأمل.
سادسا: فلسطين.. الغائب الحاضر
كلما اتسع التعاون الأمني، تقلّص حضور فلسطين في الخطاب الرسمي، لكنها لا تغيب من الوجدان. إنها الحاضر الذي يطارد كل نظام يحاول تجاوزه، والجرح الذي يُعيد المنطقة إلى حقيقتها الأولى: أن لا أمن في الشرق الأوسط بلا عدل، ولا استقرار بلا حرية، ولا تحالف ينجو إن تجاهل فلسطين.
قد يبدو التحالف الأمني العربي-الإسرائيلي اليوم درعا يحيط بإسرائيل، لكنه في جوهره درعٌ من ورق أمام نار التاريخ.
فكل منظومة تُبنى على إنكار الحق، سرعان ما تتحول إلى وثيقة اتهام ضد نفسها. وفي ميزان الزمن، لن يكون هذا التحالف سوى فصلٍ جديد في روايةٍ طويلة عنوانها: "حين يتحالف الخوف مع القوة.. ينتصر عليهما الضمير".