منازل هُدمت وأسر نزحت اضطراراً تاركة وراءها كل شىء فراراً من الموت، بعدما أصبحت منازلها فى مرمى نيران قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الضاحية الجنوبية من لبنان، فلا مكان آمن هناك تستريح فيه العائلات التى قضت ليالى طويلة فى العراء، قبل أن يتوجه بعضها إلى بيروت وشمال لبنان وجبل لبنان أو حتى سوريا، من بينها عائلة عبدالسلام خلف التى تركت منزلها بمنطقة الشياح على أطراف الضاحية، بعدما عاشت أياماً صعبة مع بدء قصف المنطقة.

عائلة لبنانية نجت من الموت بأعجوبة

داخل منطقة الشياح الواقعة على أطراف الضاحية الجنوبية ببيروت، كانت عائلة «خلف» تعيش فى هدوء بمنزلها منذ عشرات السنين، لم يصبه مكروه ولم تستهدفه قوات الاحتلال التى قررت مؤخراً استهداف جميع البنايات السكنية بالضاحية الجنوبية بحثاً عن عناصر حزب الله اللبنانى، ما أثار الرعب فى نفوس المواطنين العُزل بحسب «خلف»: «عشنا فى بيتنا أجمل أيام حياتنا، اتولدنا هناك وربينا ولادنا وأحفادنا، وفجأة تحول الهدوء إلى رعب بعدما قصفت قوات الاحتلال المنازل فى الضاحية».

لم تفكر العائلة اللبنانية فى ترك منزلها قط، بل أُجبرت على مغادرته بعدما طال الخراب المنطقة خلال الأيام الماضية، ما اضطر العائلة لترك منزلها مع أخذ الاحتياجات الضرورية بحسب «خلف»: «كنا قاعدين فى هدوء لم ننو ترك منزلنا، وفجأة الضاحية الجميلة تحولت إلى كومات من الركام، البيوت تهدمت، والأسر اضطرت للمغادرة بعد الإصابات، تركنا كل شىء خلفنا ونجونا من الموت بأعجوبة».

تدمير الضاحية الجنوبية في لبنان

ساعات من الرعب عاشتها العائلة قبل الفرار من الموت بحسب عائلها: «عشنا ساعات وأياماً من الرعب، وحسيت بخطر على أسرتى بعد استشهاد أمين عام حزب الله، فقررت ترك المنزل سريعاً، ولجأت لأحد الأصدقاء فى بيروت للإقامة لديه، تركنا مدارس أولادنا التى توقفت، وتركنا أشغالنا ومكاتبنا التى أُغلقت، ظللنا فترة كبيرة محبوسين فى المنزل لم نخرج لكننا اضطررنا للخروج من شدة القصف».

عائلات بأكلمها تركت منازلها ولجأت إلى الحدائق العامة للاحتماء فيها بعدما هُدمت منازلها، يقول «خلف»: «الوضع كارثى، الناس لجأت للحدائق العامة والملاجئ للاحتماء فيها، فيه منهم ضل فى منزله وفيه أسر غادرت إلى جبل لبنان وشمال البلاد وبيروت، ما ضل مناطق آمنة فى ضاحية بيروت التى تحولت إلى خراب شامل».

سيارة «خلف» كانت المنقذ الوحيد لعائلته التى فرت وتركت منزلها بعد قصف الضاحية الجنوبية: «أخدنا أغراضنا الضرورية فقط فى عربيتى ونقلت عائلتى على مراحل ونجونا من قصف الاحتلال الصهيونى اللى دمر الأخضر واليابس، وأقامت ابنتى وزوجتى فى مدينة عالية بجبل لبنان، واضطررت للإقامة لدى صديق فى بيروت».

ينفى «خلف» مزاعم إسرائيل بأن الضربات التى تنفذها قواتها تستهدف أسلحة «حزب الله» أو قياداته داخل المنازل السكنية، «ما عندنا أسلحة ولا مخبيين عناصر، فقط إسرائيل أرادت التخريب كما تفعل منذ عشرات السنين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لبنان الحرب على لبنان تدمير لبنان ضاحية لبنان الضاحیة الجنوبیة من الموت

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تقتحم منزل عائلة الشهيد وليد صبارنة شمالي الخليل

الخليل - صفا

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الاثنين، منزل عائلة الشهيد وليد صبارنة في بلدة بيت أمر شمالي الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وسبق أن داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد صبارنة وقامت بإغلاقه ومنعت العائلة من دخوله، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي الممنهجة التي تنتهجها بحق عائلات منفذي العمليات الفدائية.

وتمكن الشهيد صبارنة برفقة الشهيد عمران الأطرش من تنفيذ عملية مزدوجة الشهر الماضي قرب مفرق عصيون، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة مستوطنين بجراح مختلفة.

وصعّدت قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع حرب الإبادة التي استهدفت الفلسطينيين في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ودعت حركة حماس مؤخرًا، إلى التوحد على برنامج وطني لإسناد أهالي الضفة الغربية، والتصدي لاعتداءات الاحتلال ومخططاته التهجيرية.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تفجر منزل عائلة الأسير عبد الكريم صنوبر
  • بعد 10 أيام من الرعب .. تفاصيل عودة المصريين المختطفين في مالي
  • يوميات رجل أنهكته الظروف
  • قوات الاحتلال تقتحم منزل عائلة الشهيد وليد صبارنة شمالي الخليل
  • واشنطن تستنفر لاستعادة قنبلة متطورة من الضاحية الجنوبية لبيروت.. وإسرائيل تترقب هجومًا من المحور
  • اولويات لبنانية في لقاءات الرؤساء مع البابا: إنهاء الهجمات وتحقيق الهدنة والسلام
  • شاهد بالصورة والفيديو.. مواطن سوداني يشجع لبنان ضد منتخب بلاده من أجل عيون حسناء لبنانية كانت ترافقه في السيارة والجمهور يوجه له رسائل ساخرة: (متعاون وتاني ما تجي راجع البلد)
  • لبنان بين نار الجبهة الجنوبية وبرودة الدبلوماسية
  • استقبال شعبي للبابا لاوون الرابع عشر في الضاحية الجنوبية (فيديو)
  • سيمر من قلب الضاحية.. كشافة المهدي تستعد لاستقبال البابا في لبنان