الاحتلال قتل أحلامهم.. الأطفال الناجون في غزة يعانون صدمة مدى الحياة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
مع دخول الحرب عامها الثاني، مازال أطفال غزة الذين يشكلون نصف سكان القطاع يدفعون ثمنًا باهظًا جراء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي تسبب في كارثة إنسانية؛ حيث قُتل أكثر من 41 ألفا و900 شخص منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، بينهم أكثر من 16 ألفا و900 طفل، بما فيهم عشرات من الأطفال الرضع دون سن عام واحد، والذين رحوا ضحية الغارات الإسرائيلية المكثفة والمستمرة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ومن بين مئات القصص للأطفال الناجين، يأتي أسامة محمد أبو مصطفى، الذي تحولت حياته رأسا على عقب بسبب هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ إذ كان حلمه أن يصبح نجمًا عالميًا لكرة القدم ويتخيل مستقبلًا لامعًا مثل «رونالدو»، حيث لعب في فريق محلي في الملعب البلدي في خان يونس قبل تكاثف الغارات الإسرائيلية.
وحتى أثناء استمرار الحرب عمل الطفل أسامة، البالغ من العمر 13 عاما، بجد واجتهاد لتحقيق حلمه ضد أي ظروف؛ حيث كان يمارس كرة القدم مع أقاربه في حين سقطت الصواريخ على حين غرة؛ ليضف معاناته لشبكة إن بي سي نيوز: «كانت الكرة في يدي، ثم سقط الصاروخ».
وأوضح «أسامة» أن هذا كان آخر ما يتذكره بعد أن استيقظ على سرير في مستشفى، وقيل له عن مقتل أحد أقاربه وعمته وزوجها؛ ليتفاجأ أنها ليست الخسائر الوحيدة، بل فقد ساقه اليسرى أيضًا، مرددا بحزن وقهر: «الاحتلال قتل حلمي، سرقوه مني».
بينما الفتاة الفلسطينية نادين عبداللطيف التي يبلغ عمرها 13 عامًا، تحاول طمأنة شقيقها الأصغر «جود» رغم شعورها بالخوف والعجز جراء الحروب التي عاشتها حتى الآن، واصفة معاناتها من مخيم النصيرات للاجئين :«لا ينبغي أن تمر فكرة القتل في ذهن أي إنسان، إنها تمر الآن في أذهان ملايين الأطفال في غزة»
وتقول «نادين» إنها و«جود» دائما ما يشعرن بالخوف خاصة بعدما قُتل شقيقهما الأكبر أحمد في غارة جوية إسرائيلية بعد أن انفصل أفراد العائلة أثناء محاولتهم الفرار جنوبًا من منزلهم في شمال غزة، متمنيا شقيقها بألم: «أريد فقط أن أرى أخي مرة أخرى» بينما كانت نادين تمسح دموعه وتحاول أن تطمئنه وهي تقول: «لا يمكننا رؤيته مرة أخرى، علينا فقط أن ننتظر ونتحلى بالصبر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أطفال غزة غزة معاناة غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
في واحدة من أبشع مشاهد القتل الجماعي في العصر الحديث، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية شمالي قطاع غزة، حيث سقط أكثر من 700 شهيد وجريح بين المدنيين الذين كانوا يصطفون يائسين بانتظار المساعدات الغذائية في منطقة السودانية المحاصرة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 51 شخصًا استشهدوا، وأصيب 648 آخرون خلال ساعات قليلة، عندما أطلقت قوات الاحتلال نيرانها على حشود المدنيين الذين توافدوا بحثًا عن الغذاء وسط مجاعة خانقة تعصف بالقطاع منذ شهور.
ولفت البيان إلى أن الشاحنات التي دخلت عبر منطقة زيكيم، والتي لم يتجاوز عددها 112، تعرضت للنهب وسط الفوضى، بينما الحاجة الحقيقية تفوق 600 شاحنة يومياً.
ووصف البيان ما جرى بأنه جريمة حرب متكاملة، تمثل استخدامًا ممنهجًا للجوع كسلاح إبادة، في ظل صمت دولي مخزٍ.
كما طالب الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالتحرك الفوري لفتح المعابر، وإدخال الإغاثة والوقود وحليب الأطفال، محملًا الاحتلال ومن يدعمه كامل المسؤولية عن هذه الجرائم. المجزرة الجديدة تأتي في ظل حصيلة صادمة:
أكثر من 60 ألف شهيد منذ بدء الحرب، بينهم آلاف الأطفال والنساء، في حين يواصل الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي رغم إعلان "هدنات إنسانية" زائفة.
هذه المجزرة ليست حادثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي تحوّل غزة إلى مقبرة جماعية مفتوحة، وسط مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم... والعالم لا يزال يتفرج.