تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي بطريرك الموارنة بلبنان في عظة اليوم الأحد: “يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى الوفد من أهالي بلدة عين إبل الجنوبيّة الذين تهجّروا ونحيي أيضا الصامدين منهم في أرضهم مع أبناء قرى الشريط الحدودي كما نحيي جمعيّة Cross Road-درب الصليب التي أُنشئت سنة 1995، وهي مجموعة من المعوّقين وذوي الإحتياجات الخاصّة إنّهم مصابو الحرب في لبنان والشهداء الأحياء الذين يساعدون بعضهم بعضًا من خلال تأمين احتياجاتهم الطبيّة وأدويتهم وفحوصاتهم العامّة.

وقد استطاعوا مساعدة بعضهم البعض في العمل ومواجهة المخدرات والآفات السامّة. فإنّنا نشجّعهم ونبارك عملهم”.
 وتابع: "المطلوب بموجب إنجيل اليوم أن يكون الإنسان في حالة الانتظار بالتزامه الواجب اليومي تجاه الله والذات والعائلة والمجتمع. انتظار مجيء المسيح اليوميّ من أجل الإستنارة بكلامه ومثله، وبإلهامات الروح القدس، وباكتشاف إرادة الله، في كلّ عمل وقول ومبادرة وموقف. انتظار مجيء الربّ عند ساعة موتنا بالعيش في حالِ اتّحاد دائم مع الله، والنهوض من سقطات الخطيئة بواسطة سرّ التوبة والمصالحة. انتظار مجيء المسيح بالمجد في نهاية الأزمنة بالعمل الدائم على نشر إنجيل الحقيقة والخلاص، وبناء مدينة الأرض على قيم الملكوت، وجعل المجتمع البشريّ أكثر إنسانيّة وفي حالة أفضل.
  مثل العذارى العشر ومجيء العريس يشرح بوضوح ما يريد الربّ يسوع أن يعلّمنا إيّاه فالعريس الآتي هو المسيح المنتظر مجيئه في حياتنا اليوميّة، وفي ساعة موتنا، وفي نهاية الأزمنة العذارى العشر يرمزن إلى النفوس، إلى الأشخاص الذين ينتظرون مجيء المسيح المثلّث والعذارى الحكيمات تمثّلن المؤمنين الملتزمين بالعيش في حالة الإنتظار والعذارى الجاهلات تمثّلن الأشخاص غير الملتزمين، لأنّهم يعيشون ليومهم، من دون أن يطرحوا أي سؤال حول الحياة والموت حول الشرّ والخير، الحقّ والباطل. يعيشون ليومهم من دون أفق والمصابيح هي العقل لمعرفة الحقيقة، والإرادة لالتزام الخير، والقلب لمحبّة الله والناس. الزيت الذي يضيئها هو الإيمان للعقل، والرجاء للإرادة، والمحبّة للقلب.

هذه كلّها تخاطبنا من الداخل، فلا تُطفئ المصابيح. والصيحة هي صوت الكنيسة التي تكرز وتعلّم باستمرار، وتوزّع نعمة الأسرار، وتبني حضارة المحبّة.
 واستطرد ان الذهاب لابتياع الزيت ووصول العريس في هذه الأثناء يعني أن عند مجيء الربّ، في حالاته الثلاث، تنتهي وتنتفي إمكانيّة إصلاح الحال، أو التعويض عن الماضي. من هنا تبرز قيمة الوقت الذي يُعطى لنا ونعيشه، المهمّ أن نعطى كلّ لحظة من يومنا قيمتها في العلاقة مع الله والذات والناس، لكي تتّسم بالحقّ والخير والجمال. الأمثولة يعطيها الربّ يسوع في ختام المثل: "اسهروا، إذًا، لأنّكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة" (متى 25: 13).

الدخول إلى العرس هو الخلاص الأبديّ في سعادة السماء حيث مائدة عرس الحمل، كما رآها يوحنّا الحبيب: "طوبى للمدعويّن إلى وليمة عرس الحمل" (رؤيا 19: 9).
 حيث  وجّه قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 7 الجاري من اكتوبر رسالة إلى المسيحيّين في الشرق الأوسط أتلوها عليكم لعزائكم وتشجيعكم.
الإخوة والأخوات الأعزَّاء، أُفكِّر فيكم وأُصلِّي من أجلكم قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية، ولم تنطفئ بل تفجَّرت في دوامة من العنف، وسط العجز المخزي في الأسرة الدّوليَّة والدّول الكبرى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب. الدِّماء تسيل، والدُّموع أيضًا. الغضب يتزايد، ومعه الرَّغبة في الانتقام، ويبدو أنَّ لا أحد يهتمُّ بما يُفيدُ ويريده النَّاس: الحوار، والسَّلام. لن أتعب من التِّكرار والقول إنَّ الحرب هزيمة، وإنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمِّره، وإنَّ العنف لن يجلب أبدًا السَّلام.

وأنتم، أيُّها الإخوة والأخوات في المسيح الَّذين تسكنون في الأماكن الَّتي تتكلَّم عليها الكتب المقدَّسة، أنتم قطيع صغير أعزَل، متعطِّش للسَّلام. شكرًا لكم على ما أنتم، شكرًا لأنَّكم تريدون البقاء في أراضيكم، شكرًا لأنَّكم تعرفون أن تصلُّوا وتحبُّوا رغم كلِّ شيء. أنتم بِذار أحبَّها الله، مغروسون في أراضيكم المقدَّسة، تصيرون براعم أمل، لأنَّ نور الإيمان يقودكم إلى الشَّهادة للحبّ بينما يتكلَّمون حولكم على الكراهية، وإلى اللقاء بينما يسود الصِّراع، وإلى الوَحدة بينما يتحوَّل كلّ شيء إلى الخصام.

النَّاس اليوم لا يعرفون أن يجدوا السَّلام، ونحن المسيحيّين يجب ألَّا نتعب من أن نطلُبَه من الله. لذلك، دَعَوتُ الجميع اليوم إلى أن يعيشوا يوم صلاةٍ وصوم. الصَّلاة والصَّوم هما أسلحة الحبّ الَّتي تغيِّر التَّاريخ، الأسلحة الَّتي تَهزِم عدوَّنا الحقيقي الوحيد، روح الشَّرّ الَّذي يغذِّي الحرب، لأنَّه “مُنذُ البَدءِ قَتَّالٌ لِلنَّاس”، و”كَذَّابٌ وأَبو الكَذِب” (يوحنّا 8، 44).

 واضاف: “في قلبي شيء أودُّ أن أقوله لكم، أيُّها الإخوة والأخوات، وأيضًا لجميع الرِّجال والنِّساء من جميع الطَّوائف والأديان الَّذين يتألَّمون في الشَّرق الأوسط من جنون الحرب: أنا قريبٌ منكم، أنا معكم فأنا معكم، أنتم الـمُجبَرين على ترك بيوتكم، وترك المدرسة والعمل، مشرَّدِين تبحثون عن أيّ اتجاهٍ للهرب من القنابل. أنا معكم، أنتنَّ الأمَّهات اللواتي تذرفن الدُّموع وتنظرن إلى أبنائكنَّ الَّذين ماتوا أو جُرِحوا. ومعكم، أنتم الصِّغار الَّذين تسكنون أراضي الشَّرق النَّبيلة، حيث مكائد الأقوياء تسلِبكم حقَّكم في اللَّعب أنا معكم، أنتم العطاش إلى السَّلام والعدل، الَّذين لا تستسلمون لمنطق الشَّرّ، وباسم يسوع “أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم” (متّى 5، 44).”
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس المسیح ال أنا معکم

إقرأ أيضاً:

المركزي الصيني يتدخل لتهدئة سوق السندات مع تصاعد القلق من دوامة هبوط


كثّف البنك المركزي الصيني ضخ السيولة، في محاولة لاحتواء موجة بيع في سوق السندات تنذر باستمرار الهبوط، الأمر الذي يزعزع استقرار الأسواق المالية.

ضخ بنك الشعب الصيني 601.8 مليار يوان (84 مليار دولار) من السيولة قصيرة الأجل عبر اتفاقيات إعادة الشراء العكسي، (شراء سندات والتعهد ببيعها لاحقاً) مسجلاً أكبر ضخ يومي صافٍ منذ يناير الماضي.

عوائد السندات تتراجع بعد موجة صعود طويلة

تراجعت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 30 عاماً بعد سبعة أيام متتالية من الارتفاع، في حين أنهت العقود المستقبلية للسندات ذات الأجل المماثل أطول سلسلة تراجعات لها منذ أكثر من عامين.

أدى التراجع الأخير في أسعار السندات طويلة الأجل إلى استنفار السلطات الصينية، تحسباً لاتساع الخسائر، في ظل تراجع الطلب على أدوات الدين نتيجة الهدنة التجارية مع الولايات المتحدة، ومساعي بكين لمعالجة الانكماش.

مؤشرات متزايدة على بيع المستثمرين  

أظهر مؤشر يُتابع على نطاق واسع أن ضغط البيع من جانب المستثمرين في أدوات الدخل الثابت ارتفع يوم الخميس إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر، مما يعكس خطورة الوضع بعد أن تضاعفت تقريباً حيازات الصناديق من السندات الحكومية خلال العامين الماضيين.

كتب محللون لدى "هوتاي سيكيوريتيز" (Huatai Securities) من بينهم تشانغ جيكيانغ، في مذكرة بحثية "استناداً إلى التجارب السابقة، قد تتعرض سوق السندات لضغوط متزايدة فور بدء سحب الأموال من الصناديق الاستثمارية، حيث سيضطر مديرو الصناديق إلى بيع المزيد من السندات لتوفير السيولة لصالح العملاء.

أضاف المحللون أن تجنب الدخول في حلقة مفرغة من التدهور، يتطلب إما قيام بنك الشعب الصيني بضخ السيولة–على الأرجح عبر عمليات السوق المفتوحة أو استئناف شراء السندات- أو حدوث تباطؤ في مكاسب سوق الأسهم.

تلوح مؤشرات على تسارع وتيرة البيع. فقد باعت الصناديق المحلية سندات بحوالي 120 مليار يوان صافي (بعد طرح قيمة الشراء) في ثلاث أيام متتالية حتى يوم الخميس، حسب بيانات "هوتاي سيكيوريتيز".

غالبية صناديق السندات تسجل خسائر

ذكرت صحيفة محلية أن أكثر من 90% من إجمالي 3,182 صندوق استثماري في السندات، التي تستثمر في أدوات الدين المتوسطة وطويلة الأجل، سجلوا خسائر خلال الفترة من الإثنين إلى الأربعاء.

في السوق الأولية، باعت وزارة المالية يوم الخميس سندات سيادية خاصة لأجل 30 عاماً بعائد متوسط بلغ 1.97%، وهو أعلى مستوى يُسجَّل لهذا الأجل في المزادات منذ مارس الماضي. وقد يسهم خروج الأموال من السندات في زيادة تكاليف الاقتراض على الاقتصاد الحقيقي.

ارتفاع عوائد سندات الشركات عالية التصنيف

امتدت الضغوط إلى سوق الائتمان في الصين. وارتفع متوسط العائد على سندات الشركات الحاصلة على تصنيف ائتماني عند (AAA) لأجل ثلاث سنوات بنحو 11 نقطة أساس منذ بداية الأسبوع، متجهاً نحو أكبر زيادة أسبوعية منذ فبراير، بحسب مؤشر "تشاينابوند" لقياس أداء سوق السندات في الصين.

طباعة شارك السندات أدوات الدين صناديق السندات المركزي الصيني المركزي

مقالات مشابهة

  • وكأنه اليوم الأخير
  • دعوى أمام الجنائية الدولية تتهم مسؤولي غزة الإنسانية بجرائم حرب
  • تعليم الإسكندرية تحتفل بأول دفعة بمدرسة فتح الله الدولية للعلوم والتكنولوجيا
  • عبد المسيح لسعيد: لا يمكن الاكتفاء بمشهد تحميل رياض سلامة وحده المسؤولية
  • بسبب قعدة القهوة .. كريمة تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة
  • التغير المناخي أمام العدل الدولية.. هل تقاضي البلدان الفقيرة الدول الصناعية؟
  • 6 دعاوى أمام محاكم الأسرة لا يجوز التصالح فيها وفقا للقانون.. تعرف عليها
  • انتخاب المجلس العام الجديد لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة
  • ماكرون يحذّر الشرع: على سوريا تجنّب دوامة العنف من جديد
  • المركزي الصيني يتدخل لتهدئة سوق السندات مع تصاعد القلق من دوامة هبوط