شبكة انباء العراق:
2025-06-27@21:08:43 GMT

رميتهُ بعصا السنوار

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تزينت موسوعة الأمثال العربية الحديثة بلافتة جديدة تحمل سمات الجود بالنفس: (رَمِيْتُهُ بعصا السنوار) دلالة على شجاعة المرء، و وقوفه وحده بإزاء الموت. كان يذود وحده بكل ما يستطيع. استفرغ وسعه حتى الرمق الأخير، وبذل كل جهده. لم يبق معه إلا عصا رمى بها جيوش الأعداء بعد اشتباك نجا منه لبضعة دقائق، فداهمته طائرة مسيّرة، ثم دبابة، ثم انهمر عليه الرصاص.

.
كان يتحدى خصمه بشرف وهو مضرج بالدماء. لم يكن يرغب في أن يضرب لنا مثلا، ولا أن يراه الناس ويصفقون له. لم يكن محاصرا بالخجل خوفا من ضراوتهم. ولم يخطر بباله ان يرسم لحظة النهاية بالصورة التي وصلتنا. بل كان قائداً حقيقياً يتحدى خصمه ببسالة وجسارة ليذيقهم طعم انتصار الدم على السيف في مشهد لم تألفه الأعين. لقطات تاريخيّة خالدة صورتها العدسات جمعت بين حشود حربية مدججة بالأسلحة الفتاكة، ورجل نحيف أعزل يحمل بيده هراوة يخيفهم بها، فشاءت الأقدار أن يراه العالم في كل القارات ليشهد له بالبسالة والفداء. .
هناك دائما ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول التي رسمها السنوار. .
في طوكيو الواقعة على الطرف الآخر من كوكب الأرض، تحدث اليابانيون في صحفهم عن شهامة الرجل. قالوا: أنه يجسد روح الساموراي، ذلك المقاتل الياباني الشرس، بل إنهم رسموه في لوحة تذكارية، وأصبح رمزا ثوريا في ثقافتهم. فقد شعر اليابانيون بالفارق الكبير بين شخص له قيمة وشخص له ثمن، فهنيئاً لمن له قيمة لا تقدر بثمن. .
في عام 2004 كتب السنوار مقدمة لروايته (الشوك والقرنفل). قال فيها: (هذه ليست حكايتي الشخصية، وليست حكاية شخص بعينه رغم أن كل أحداثها حقيقية، فكل حدث منها. أو كل مجموعة أحداث تخص هذا الفلسطيني أو ذاك، الخيال في هذا العمل فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه، وكل ما سوى ذلك حقيقي، عشته وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه هم وأهلوهم وجيرانهم على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة. اهديه إلى من تعلقت أفئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى الخليج، بل من المحيط إلى المحيط). .
هذا هو السنوار البطل المغوار. فتحوا وصيته، فوجدوا فيها هذه الصيحة المدوية، التي يقول فيها: (إذا سقطت، فلا تسقطوا معي، بل احملوا عني راية لم تسقط يوما، واجعلوا من دمي جسرا يعبره جيلٌ يولد من رمادنا. لا تنسوا أن الوطن ليس حكاية تروى، بل هو حقيقة تعاش، وفي كل شهيد يولد من رحم هذه الأرض ألف مقاوم.
إذا عاد الطوفان ولم أكن بينكم، فاعلموا أنني كنت أول قطرة في أمواج الحرية، وأنني عشت لأراكم تكملون المسيرة. كونوا شوكة في حلقهم، ، طوفانا لا يعرف التراجع، ولا يهدأ إلا حين يعترف العالم بأننا أصحاب حق، وأننا لسنا أرقاما في نشرات الأخبار). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ليلة بكت فيها المنوفية.. القصة الكاملة لـ حادث الطريق الإقليمي | ماذا حدث مع ضحايا لقمة العيش

في لحظة قاتلة، وعلى طريق لا يرحم، تحولت رحلة عمل بريئة إلى مأتم جماعي، وامتلأت أرض الطريق الإقليمي بأشلاء فتيات خرجن بحثًا عن لقمة العيش؛ فعدن جثثًا هامدة داخل نعوش صامتة.

وفاة 19 شخصا.. ضبط سائق التريلا المتسبب في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفيةتعويضات مالية ومساعدات .. القصة الكاملة لمصرع 19 فتاة فى حادث الطريق الإقليمي | صورشهداء لقمة العيش.. محافظ المنوفية ينعى ضحايا الطريق الإقليميتصادم ميكروباص ونقل ثقيل.. مايا مرسي تتابع تداعيات حادث الطريق الإقليمى

19 روحًا أزهقت أرواحهم في ثوانٍ، بينهن 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، اصطدمت أحلامهن بقلب سيارة تريلا تسير في الاتجاه المعاكس، لتكتب نهاية مأساوية لا تنسى.

تفاصيل حادث الإقليمي اليوم 
 

وفي السطور التالية نرصد التفاصيل الكاملة، حيث شهدت محافظة المنوفية، وتحديدًا على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون، حادثًا مأساويًا تحولت فيه رحلة صباحية عادية لمجموعة من الفتيات الباحثات عن لقمة العيش إلى مجزرة مأساوية راح ضحيتها 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، إثر تصادم مروع بين ميكروباص وتريلا.

لحظات الرعب فى حادث المنوفية 

بدأت الكارثة عندما سلك سائق التريلا طريقًا في الاتجاه المعاكس، في مخالفة لقواعد المرور، قبل أن تختل عجلة القيادة في يده، ليدخل في تصادم وجها لوجه مع ميكروباص كان يقل الضحايا، ومعظمهم من فتيات القرية المتوجهات إلى أعمالهن في الصباح الباكر.

 مأساة قرية كفر السنابسة

قرية كفر السنابسة تحولت في دقائق إلى بيت عزاء مفتوح، فقدت 18 من بناتها دفعة واحدة، في حادث وصفه الأهالي بأنه “نكبة لم تمر بها القرية من قبل”، فالرحلة اليومية إلى العمل انتهت بكفن ودفن جماعي، والدموع تملأ العيون، والحسرة تخنق الحناجر.

تحرك أمني سريع

عقب الحادث، ألقت قوات أمن المنوفية القبض على سائق التريلا المتسبب في الكارثة، وبدأت التحقيقات معه بتهمة القيادة المتهورة، والتسبب في وفاة 18 فتاة وسائق الميكروباص.

وزيرة التضامن الاجتماعي تتدخل

تابعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات الحادث منذ اللحظة الأولى، ووجهت بسرعة تقديم التدخلات الإغاثية، وتوفير المساعدات العاجلة من خلال فرق الهلال الأحمر.

صرف التعويضات

وجهت وزيرة التضامن بسرعة صرف التعويضات لأسر الضحايا والمصابين، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية ومديرية التضامن بالمنوفية.

كما أصدرت محافظة المنوفية بيانًا عن الحادث، قالت فيه: "نتقدم بخالص العزاء والمواساة في ضحايا حادث الطريق الإقليمي من أبناء كفر السنابسة، شهداء لقمة العيش، ونسأل الله أن يتغمدهم برحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان."

ومن جهته، أكد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، على المتابعة المستمرة، وتكليف القيادات التنفيذية والصحية بتقديم الدعم الكامل للأسر المفجوعة.

طباعة شارك حادث الإقليمي حادث الإقليمي اليوم تفاصيل حادث الإقليمي اليوم اخبار المنوفية اخبار الحوادث

مقالات مشابهة

  • ليلة بكت فيها المنوفية.. القصة الكاملة لـ حادث الطريق الإقليمي | ماذا حدث مع ضحايا لقمة العيش
  • العثور على أكثر من 1000 حاوية نفايات نووية في المحيط الأطلسي
  • تدفن أسرار البيوت بموت من فيها!
  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • العثور على ألف حاوية نفايات نووية في المحيط الاطلسي
  • كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو
  • رئيس السلطة الفلسطينية يوجه رسالة لترامب.. ماذا جاء فيها؟
  • عيني فيها قطع.. تدهور الحالة الصحية لـ إيناس عز الدين بسبب خطأ طبي
  • القسام تنشر صورة ناقلة جند إسرائيلية بخانيونس.. قُتل فيها 7 جنود
  • طقس الأربعاء: ارتفاع درجات الحرارة مع هبوب رياح قوية في سواحل المحيط