جنرال إسرائيلي يدعو لدمج لبنان في اتفاقات التطبيع خشية تآكل نتائج الحرب
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا يخفي الاحتلال مساعيه لتحويل ما حققه في ساحة المعركة إلى أهداف سياسية، تمهيدا لما يزعم أنه إيجاد ترتيب جديد للشرق الأوسط بشكل مختلف عن السائد حاليا، وهو بذلك يسعى لتجنيد الولايات المتحدة للهدف الأسمى الذي يتطلع إليه بدمج لبنان في اتفاقات التطبيع التي وقعها في السنوات الأخيرة مع عدد من الدول العربية.
وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في شعبة التخطيط بجيش الاحتلال، الجنرال عاميت ياغور؛ إن "الجولات المكوكية لكبار المسؤولين الأمريكيين إلى لبنان، لاسيما عاموس هوكشتاين، تركز على مصطلح التسوية من خلال تطبيق القرار الأممي 1701، مع ضرورة التوصل إلى حلّ دبلوماسي للصراع بين الاحتلال وحزب الله".
وأوضح ياغور في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن ذلك يأتي "تمهيدا لعودة المواطنين على جانبي الخط الأزرق بالعودة لمنازلهم، وتعزيز حضور قوات اليونيفيل، رغم أن هذه الجهود لا تشير إلى تطلع أمريكي لاستغلال الفرصة الإستراتيجية التي أتيحت لمرة واحدة تقريبا، لترتيب الشرق الأوسط أخيراً بشكل مختلف، بما يتفق مع مصالحها المشتركة مع الاحتلال".
وأضاف أن "إسرائيل تحملت الجزء الصعب والمكلف من الجهد العسكري في لبنان، وتركت للولايات المتحدة أن تقود الجزء الذي تفضله وهو الجهد السياسي الدبلوماسي، لكن ذلك يجب أن يتعدّى الحديث عن جنوب لبنان فقط، لأن ما حصل في الأسابيع الأخيرة وتمثل باغتيال حسن نصر الله، والأضرار الجسيمة التي لحقت بحزبه، كفيل بتغيير نسيج القوى الطائفية والسياسية والعسكرية برمّته في لبنان".
وأشار إلى أن "هذا أمر إستراتيجي تماما يتطلب ممن يركزون على التكتيكات، ألّا يخجلوا من تحديد الهدف الإستراتيجي المحتمل تنفيذه خلال سنة أو سنتين ويتمثل بضمّ لبنان إلى اتفاقيات التطبيع".
وذكر أن "الطريق لتحقيق هذا الهدف سيكون طويلا، لكننا نعلم أن سوريا ولبنان وجهان لعملة واحدة، وطالما أن إيران وحرسها الثوري لم يعد لهما وجود في أراضي البلدين، فإن الاقتصاد عنصر أساسي في أي نظام جديد، والإمكانات الهائلة التي تحوزها دول الخليج ممن وقّعوا على اتفاقيات التطبيع، ومعهم السعودية، فإن ذلك كفيل بإخراج إيران من المشهدين اللبناني والسوري، وتحقيق التطبيع مع لبنان، فيما تواجه إيران معضلة إستراتيجية بسبب ذلك".
وأضاف "ما زلنا في بداية الجهد السياسي نحو اليوم التالي في لبنان، ولعلي قلق بشأن ذلك، لأن موافقتنا على استمرار وجود اليونيفيل في جنوب لبنان يعني استسلاما، إلا إن كان مع إضافة قوات أخرى معها، مما يجعلني مرتابا تجاه التفكير الأميركي في مآلات الحرب على لبنان، وهذا أمر مقلق بالفعل وخطير ومن المتوقع أن يؤدي لتآكل شديد في إنجازاتها، وخلق الحرب القادمة عمليًا في غضون سنوات قليلة".
ودعا الكاتب إلى أن "تُظهر إسرائيل جرأة عملياتية ومبادرة تؤدي إلى جرّ الولايات المتحدة باتجاه أهدافها، حتى لو تسبب ذلك بالقليل من الغضب في أروقة الإدارة الأميركية، مما يستدعي "تسخير" النظام الأمني الأميركي للرؤى الإسرائيلية فيما يتعلق بالترتيب الجديد في لبنان، في ضوء الإمكانات الهائلة للولايات المتحدة، لاسيما وأن المؤسسة الأمنية هناك لا تتغير بتغير الإدارات نتيجة الانتخابات".
واعتبر أن ذلك "سيُسخّر الإدارة المقبلة للرؤى الإسرائيلية، مع العلم أن قائد القيادة المركزية الأمريكية وهيئة الأركان المشتركة يتفق مع وجهة النظر الإسرائيلية الشاملة، خاصة بعد أن أصبحت إسرائيل تتمتع بنفوذ عسكري كبير".
وختم بالقول إن "استمرار المناورة البرية في جنوب لبنان أمر مطلوب، حتى الانسحاب الفوري للقوات الإيرانية من لبنان، وهي حملة دبلوماسية يقوم بها رئيس الوزراء أو من ينوب عنه في جميع العواصم المُطبّعة والسعودية في محاولة لتسخيرهم للنظام اللبناني الجديد، وهي أداة في تحديد ترتيبات "اليوم التالي" في لبنان، في ضوء الأضرار التي لحقت بمستوطني الشمال، وإلا فإن بدء الجهود السياسية لإنهاء الحرب في لبنان، دون وضع تلك الترتيبات المستقبلية، يمنح مشروعية للخشية الإسرائيلية من التهام منجزات تلك الحرب، وتعريض الأجيال الإسرائيلية القادمة للخطر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي لبنان التطبيع اتفاقيات التطبيع لبنان إسرائيل التطبيع اتفاقيات التطبيع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي: حماس خرجت منتصرة سياسيا في غزة
قدر محللون إسرائيليون أن نتائج الحرب على غزة، رغم ما حققته من إنجازات ميدانية كبيرة لجيش الاحتلال، تمثّل هزيمة سياسية واضحة لإسرائيل، في وقت تعتبر فيه حركة حماس ما جرى "انتصارا استراتيجيا" على المستويين السياسي والدولي.
وقال آفي يسسخاروف، محرر الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الحرب التي استمرت أكثر من عامين "منحت دولة الاحتلال إنجازات عسكرية مهمة على الأرض"، من بينها موافقة حماس على بقاء قوات الاحتلال "مؤقتا" داخل قطاع غزة، لكنه أضاف أن هذه المكاسب العسكرية "لم تتحول إلى إنجاز سياسي، بل تحولت إلى فشل سياسي فادح".
وأوضح يسسخاروف في تقرير، وترجمته "عربي21"، أن حماس تنظر إلى الحرب باعتبارها انتصارًا حقيقيًا، ليس فقط في المعارك الميدانية داخل غزة، بل على الصعيدين السياسي والدولي، إذ حققت أهدافها السياسية تدريجيًا، بينما حولت إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو استمرار الحرب إلى "هدف حزبي داخلي" على حساب المصالح السياسية للدولة.
وبيّن الكاتب أن الدمار الواسع الذي خلّفه الاحتلال في غزة، والذي تعتبره إسرائيل "إنجازا عسكريا"، تراه حماس "تضحيات ضرورية في حربها المستمرة"، مشيرا إلى أن هذه المآسي "لن تؤدي إلا إلى زيادة الكراهية تجاه الإسرائيليين، ليس في غزة والضفة فقط، بل في أنحاء العالم".
وسرد يسسخاروف أمثلة على ما وصفه بـ"الانتصار السياسي لحماس"، موضحا أن "كل زيارة لمدينة أوروبية تُظهر حجم الهزيمة السياسية الإسرائيلية، حيث تنتشر اللافتات المؤيدة لفلسطين في الشوارع، ويرتدي الشباب الكوفية الفلسطينية، وتنظم مظاهرات وإضرابات ضد ما يُوصف بالإبادة الجماعية في غزة، بل ووقعت هجمات على أهداف يهودية".
وأضاف أن بعض المتظاهرين الأوروبيين يعبرون عن غضبهم لأسباب متعددة، "لكن حماس نجحت في كسب تعاطف واسع بين الجماهير الأوروبية، في وقت فشلت فيه الحكومة الإسرائيلية في ذلك"، لافتا إلى أن "الأخطر هو الفشل الذريع لإسرائيل في التأثير على الرأي العام الأمريكي، بما في ذلك داخل الحزب الجمهوري، الذي بدأ يتخذ مواقف أقل انحيازًا".
وأشار إلى أن هذه الإخفاقات السياسية الإسرائيلية تُقابلها إنجازات دبلوماسية لحماس، خصوصا سلسلة الاعترافات الغربية المتزايدة بدولة فلسطين، التي وصفها بأنها "نتيجة مباشرة لغياب السياسة الإسرائيلية"، معتبرا أن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإعادة إعمار القطاع، "سيساهم في تعزيز دعم الحركة".
وأوضح يسسخاروف أن المفاوضات الأخيرة والجارية حاليا تمثل "دليلا واضحا على الوضع السياسي الجديد لحماس"، إذ بات مسؤولون أمريكيون، إلى جانب قطر وتركيا ومصر، يتحدثون معها بشكل مباشر.
ويعكس هذا التقدير النغمة السائدة في الإعلام الإسرائيلي منذ الإعلان عن اتفاق وقف الحرب على غزة، مشيرة إلى أن ما يمكن وصفه بـ"الإنجاز العسكري الكبير" لم يُترجم إلى أي مكسب سياسي، وأنه ما لم تغير إسرائيل أداءها السياسي، فستواصل حماس تحقيق مكاسب إضافية، داخليا وخارجيا على حد سواء.