24 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. 58 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب على اليمن
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تعمّد طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 24 أُكتوبر، خلال 2015م، و2016م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب، وسياسة الإبادة الجماعية للشعب اليمني، بغارات وحشية استهدفت تجمعات المدنيين في الأسواق والفرز والمنازل، ومشاريع المياه، وشبكات الاتصالات، والمزارع، في محافظتي الحديدة وصعدة.
أسفرت عن 27 شهيدًا و31 جريحًا بينهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، وحرمانها من مصدر رزقها والحصول على شربة ماء نقية، وعزل الآلاف عن العالم الخارجي، في جرائم حرب مكتملة الأركان، وعن سابق إصرار وترصد لحياة المدنيين والأعيان المدنية، ما ضاعف المعاناة، والتداعيات الإنسانية، في ظل غياب المساعدات الإغاثية وتواطؤ أممي مكشوف، وخروقات متواصلة لاتّفاق السويد.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
24 أكتوبر 2015.. صعدة تتعرض لـ 20 غارة جوية وحشية تسفر عن شهيدة و8 جرحى ودمار واسع في المنازل
وفي يوم 24 أكتوبر 2015م استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية رازح بمحافظة صعدة، بأكثر من 20 غارة جوية مباشرة، أسفرت عن شهيدة و8 جرحى آخرين، ودمار هائل في الممتلكات والبنية التحتية، وتشريد العشرات من الأسر.
وتركزت غارات العدوان على خمس مناطق رئيسية هي: الشوارق، وغربي الازد، وبني صياح، وبركان، وبني معين، ففي منطقة الشوارق، أسفرت غارتان عن استشهاد امرأة وإصابة خمسة آخرين، فيما تعرضت منطقة غربي الازد لثلاث غارات دمرت عدداً من المنازل، وشهدت منطقة بني صياح أربع غارات أدت إلى إصابة ثلاثة مواطنين. كما تعرضت منطقتا بركان وبني معين لسبع غارات وجارتين على التوالي، مما زاد من حجم الدمار والخسائر.
ولم يقتصر العدوان على الغارات الجوية، بل شمل أيضاً قصفاً مدفعياً وصاروخياً استهدف المنازل التي تضررت من الغارات، مما زاد من معاناة السكان وشرد العشرات من الأسر التي تعيش ظروف صعبة للغاية، في ظل انعدام المساعدات الغذائية والطبية.
يقول أحد الأهالي: “قام العدوان باستهداف المنازل والمزارع وشرد من بقي من الأسر من منازلها، وهذا عدوان بربري غاشم يستهدف المدنيين والأعيان المدنية، دون هوادة، ولكن ذلك يزيد شعبنا إيمان بأنه على الحق وسيظل متمسك بالجهاد في سبيل الله ومقارعة المستكبرين حتى قيام الساعة”
وتوثق صوراً ومقاطع فيديو حجم الدمار الذي خلفته غارات العدوان، حيث أظهرت منازلاً مدمرة بالكامل، ودخاناً كثيفاً يتصاعد من أماكن الغارات، وأصوات الانفجارات العنيفة التي هزت المنطقة، ومشاهد الدماء ومعاناة الجرحى، ومعاناة النزوح.
هذا العدوان المتكرر على المدنيين والبنية التحتية في صعدة يأتي في إطار استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، والذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وتشريد الملايين، خلال 9 أعوام متواصلة.
24 أكتوبر 2016.. غارات العدوان تستهدف شريان الحياة وشبكة الاتصالات ومزارع المواطنين في الحديدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوان في 24 أكتوبر 2015م مشروع المياه وشبكة الاتصالات بمديرية الصليف، ومزارع المواطنين في منطقة النخلية بمديرية الدريهمي، في غارات وحشية تهدف إلى تعميق معاناة المدنيين الأبرياء.
مشروع المياه.. هدف رئيسي للعدوان
تسببت الغارات الجوية على مشروع المياه بمديرية الصليف في تدميره بشكل كامل، مما أدى إلى انقطاع المياه عن عشرات الآلاف من السكان، ونتيجة لتلوث المياه الجوفية بفعل الغارات، باتت غير صالحة للشرب، مما يهدد حياة المدنيين ويجعلهم عرضة للأمراض والأوبئة.
بالإضافة إلى تدمير مشروع المياه، استهدفت الغارات أيضاً شبكة الاتصالات في المديرية، مما أدى إلى انقطاع كامل للاتصالات، وعزل المنطقة عن العالم الخارجي، ما يزيد من معاناة الأهالي ويحرمهم من أبسط حقوقهم في التواصل مع معيليهم وأبنائهم المغتربين والمتحركين في أعمالهم اليومية.
يقول أحد الأهالي: “استهداف مشروع المياه وشبكة الاتصالات، هو استهداف للحياة، وقط الاتصالات مع بقية الأهالي في المحافظات والمناطق الأخرى، وهذه محاولة لعز الصليف عن بقية المحافظة وهي مخططات لا يقبلها العقل ولا المنطق”.
بدورة يقول مواطن آخر: “كما تشاهدون هذه الخزنات هي الرافد الأساسي لمناطق عدة يزيد سكانها عن 30 ألف نسمة ، وهذه هي الشظايا حق الصاروخ وسط الخزان”.
لم تقتصر جرائم العدوان على تدمير البنية التحتية الحيوية، بل امتدت إلى استهداف مزارع المواطنين في منطقة النخلية بمديرية الدريهمي، مما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتشريد المزارعين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
يشعر الأهالي في مديريتي الصليف والدريهمي بالغضب والاستياء من استهداف العدوان لمشاريعهم الحيوية وممتلكاتهم، ويؤكدون أن هذه الجرائم تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تشنها قوى العدوان على الشعب اليمني، بهدف تركيعه وتجويعه.
24 أكتوبر 2018..49 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب لغارات العدوان على تجمعات المدنيين بالحديدة:
وفي 24 أكتوبر 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب، في محافظة الحديدة، الأولى استهداف غارته سوقاً للخضار في منطقة المسعودي بمديرية بيت الفقيه أسفرت عن 34 شهيداً وجريحاً، وخسائر في الممتلكات والمحال، والثانية باستهداف غاراته الوحشية لتجمع المواطنين بفرزة للدراجات النارية في شارع 7 يوليو بالمدينة اسفرت عن 15 شهيداً وجريحاً بينهم طفل، وموجة من الخوف ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.
ففي مديرية بيت الفقيه، استهدفت غارات العدوان سوق للخضار، وقت ازدحام المتسوقين، أسفرت عن 21 شهيداً و13 جريحاً، وخسائر كبيرة في البضائع والممتلكات، وحالة من الخوف ومشاهد للدماء والأشلاء والجثث في كل أتجاه، في جريمة إبادة جماعية عن سابق أصرار وترصد، ومضاعفة معاناة الأهالي، وفقدان أطفال لأباءهم ونساء لأزواجهن واخوانهم وابنائهم وعوائل لمن يعولها.
هنا مشاهد مؤثرة للضحايا بين الخضروات، مشاهد للجثث بينهم أطفال، مشاهد للجرحى وهم ويتأوهون ويستنجدون، ومشاهد الأهالي وهم يهرعون بالكاد إلى ساحة الجريمة لانتشال الجثث، واسعاف الجرحى، ومحاولة إطفاء النيران وتحجيم الأضرار، وسط تحليق مستمر للطيران المعادي.
هنا كان الأهالي يغسلون الخضار المقطوفة بمزرعة جوار سوق المسعودي، لكن الغارات غسلتها جيداً بالدماء والاشلاء، بدلاً عن الماء، وحولت المغسلين إلى جثث هامدة وأجساد مقطعة صعب التعرف عليها، معظمهم كان يعول أسر فقيرة ومنهم أطفال كادحون، كانوا يسعون وراء لقمة العيش قبل سعي الغارات الأمريكية لخطف حياتهم، أسعف المنقذون الجرحى بصعوبة، توقف المزارعون عن غسل خضارهم هناك وقل محصول ذلك العام.
يقول أحد الأهالي: “كما تشاهدون هذه جثث العمال وسط البامية والخضار، وهذه الدماء والأشلاء تختلط بالبضائع المغسولة، ما نسمي هذا التوحش والأجرام، أين العالم والأمم المتحدة ما ينقذوا اليمن ويقوفوا العدوان، حتى اتفاق وقف إطلاق النار لم نلمس له أثر كله كلام جرائد”.
وفي مديرية الحالي استهداف طيران العدوان فرزة للدراجات النارية في شارع 7 يوليو بالمدينة، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 3 شهداء بينهم طفل و6 جرحى، ومشاهد لجثث مقطعة، أشلاء الضحايا تملأ الطريق، ولجرحى يحاولن الزحف والنجاة وسط الخراب والنيران والدخان والغبار والدمار، وصرخات الأهالي، وسيارات الإسعاف تنقل الجرحى إلى المستشفيات
يقول أحد الناجين: “يا عالم ما ذنبنا احنا قاعدين في فرزة الدراجات النارية نطلب الله بعد لقمة العيش الحلال، قصفنا طيران العدوان، زملائي واصحابي في الفرزة حولتهم الغارات إلى أشلاء من يصرف اليوم على أسرهم من يقدم لهم العلاج، هذا نصف جسد صاحبي رأسه ونصف صدره ويده اليسار، والنصف الثاني تقطع وصال هذا أجرام لا مثيل له في العالم”.
هنا الدراجات النارية والأشلاء والدماء والدمار، هنا دراجة نارية كانت تقل رجل وزوجته وطفلة ذو العامين حولتهم الغارة إلى أشلاء، هنا بصمات العدوان السعودي الأمريكي، وجرائم حربة بحق الشعب اليمن، وهنا يصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية التي لم تتحرك لوقف هذه الجرائم، وتحاسب مجرمي الحرب.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم 24 أكتوبر صورة مصغرة عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، متواصلة، دون أي مساعي جدية لوقف العوان ورفع الحصار، وجرائم عالقة في ذاكرة اليمنيين ، ولن تسقط بالتقادم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی غارات العدوان طیران العدوان جرائم العدوان مشروع المیاه المواطنین فی العدوان على الشعب الیمن فی منطقة یقول أحد أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
برعاية سعودية وإماراتية .. عصابات الارتزاق تنهب تاريخ اليمن وتغتال موروثه الحضاري
يمانيون / تقرير خاص
تُعدّ قضية تهريب الآثار اليمنية وبيعها في المزادات الأوروبية من أبرز الجرائم التي طالت التراث الثقافي والتاريخي لليمن، خاصةً في ظل العدوان المستمر منذ عام 2015. تتعدد الأطراف المتورطة في هذه العمليات، بدءًا من شبكات التهريب المحلية وصولًا إلى بعض المسؤولين في حكومة المرتزقة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.
إحصائيات تهريب الآثار اليمنية
وفقًا للتقارير الرسمية، فقد تم تهريب أكثر من 13,000 قطعة أثرية يمنية منذ عام 1994 حتى اليوم، منها حوالي 8,000 قطعة خلال فترة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن. تشمل هذه القطع تماثيل، مخطوطات، شواهد جنائزية، وأدوات حجرية ومعدنية تعود لحقب تاريخية مختلفة.
أحد التقارير الاستقصائية أشار إلى توثيق 4,265 قطعة أثرية تم عرضها في 16 مزادًا إلكترونيًا في ست دول غربية، منها: ( الولايات المتحدة الأمريكية: 2167 قطعة – هولندا: 972 قطعة – إسرائيل: 501 قطعة – بريطانيا: 421 قطعة – فرنسا: 135 قطعة – ألمانيا: 69 قطعة)
تُظهر هذه الإحصائيات حجم الاستهداف الممنهج للآثار اليمنية، خاصةً خلال فترة العدوان.
دور حكومة المرتزقة والتحالف في عمليات التهريب
تُحمّل وزارة الثقافة والسياحة في صنعاء حكومة المرتزقة ومن يقفون خلفها مسؤولية تدمير المواقع الأثرية وسرقة الآثار وبيعها في المزادات العالمية. وتشير الوزارة إلى أن هناك إجراءات وتدابير تُتخذ حاليًا لاستعادة جميع القطع الأثرية اليمنية، وملاحقة ومقاضاة جميع المتورطين في جرائم سرقة الآثار وتهريبها ومحاسبتهم على مستوى الداخل والخارج.
من بين الأسماء المتورطة، وزير الإعلام في حكومة المرتزقة، معمر الإرياني، الذي وُجهت إليه اتهامات بتهريب الآثار والمخطوطات التاريخية اليمنية وبيعها في الأسواق الأوروبية.
أبرز القطع الأثرية اليمنية المعروضة في المزادات
شاهدة جنائزية نادرة: عُرضت في مزاد بإسبانيا، تعود إلى ما بين 2100 و2800 سنة، وتُظهر رأس إنسان بعيون كبيرة وحواجب محفورة بوضوح.
مخطوطة تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي: بيعت في مزاد سوثبيز بمبلغ 845 ألف دولار.
تمثال برونزي: يعود لفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول ميلادي، بيع في مزاد كريستيز بمبلغ 576 ألف دولار.
التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه جهود استعادة الآثار اليمنية المنهوبة تحديات كبيرة، أبرزها:
تواطؤ بعض المسؤولين في حكومة المرتزقة في عمليات التهريب وارتباطهم بضعاف النفوس من مرتزقة الداخل الذين يتم استخدامهم في عمليات التهريب .
الانفلات الأمني في المناطق الواقعة تحت إدارة حكومة المرتزقة مما يسهل عمليات النهب والتهريب وكذلك قلة التنسيق مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو لاستعادة القطع الأثرية.
مع ذلك، تواصل حكومة الإنقاذ في صنعاء عبر الجهات المعنية جهودها في تتبع ورصد القطع الأثرية، والتنسيق مع الجهات المختصة في الدول التي تُعرض فيها هذه القطع لاستعادتها إلى الوطن.
العدوان على الآثار… عدوان على الهوية
إنّ ما تتعرض له الآثار اليمنية من نهب وتهريب وبيع في المزادات العالمية لا يمكن فصله عن العدوان الشامل الذي يشنه تحالف العدوان على اليمن منذ عام 2015، إذ لم تقتصر أهدافه على تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وحصار الشعب اليمني، بل امتد ليطال الموروث الثقافي والحضاري العريق الذي يمثّل هوية اليمنيين وروحهم المتجذّرة في أعماق التاريخ.
لقد كشفت التحقيقات والشهادات أن عمليات تهريب الآثار اليمنية لم تكن مجرد نشاطات فردية أو تجارة غير مشروعة عابرة، بل كانت تتم بتنسيق مباشر بين قيادات نافذة في حكومة المرتزقة التابعة للتحالف وبين جهات إماراتية وسعودية، تحت غطاء “الاستثمار الثقافي” تارة و”الحفاظ على التراث” تارة أخرى، في حين أن الواقع يكشف عن مشروع ممنهج لتجريف التاريخ اليمني وسرقة رموزه.
إن هذا التواطؤ المكشوف يثبت أن استهداف التراث اليمني لم يكن عرضيًا أو ناتجًا عن فوضى الحرب، بل هو جزء من استراتيجية متعمدة تهدف إلى طمس هوية اليمن التاريخية العريقة، وتحطيم رموز حضارته التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حضارة سبأ ومعين وحضرموت وحمير التي كانت مركزًا إشعاعيًا في الجزيرة العربية، بينما كانت مناطق دول العدوان غارقة في بداوة الصحراء.
هذه الجريمة المركبة، والتي تمثل عدوانًا ثقافيًا إلى جانب العدوان العسكري والاقتصادي، تفضح حجم الحقد الدفين الذي تحمله دول التحالف على تاريخ اليمن العريق، وسعيها المحموم إلى محو كل ما يذكّر بعظمة هذا البلد وشموخه في وجدان الشعوب.
لذلك، فإن معركة حماية الآثار اليمنية لم تعد مجرد مهمة ثقافية أو قانونية، بل باتت معركة وطنية وسيادية في وجه مشروع استعماري يسعى لمحو اليمن من ذاكرته الجمعية، وسرقة روحه الحضارية. ومن هنا، فإن الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية تصعيد الجهود لاستعادة ما سُرق من تاريخ اليمن، وتوثيق هذه الجرائم لملاحقة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية باعتبارها جرائم ضد التراث الإنساني والحضارة العالمية.