تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من خطورة الوضع الإنساني في لبنان، حيث تأثرت أكثر من ١١ ألف امرأة حامل بالقصف المتصاعد، والذى دمر نحو ربع البنية التحتية الأساسية فى البلاد.

وأوضح الصندوق أن نحو ١٣٠٠ من هؤلاء النساء يتوقع أن يلدن خلال الشهر المقبل، وسط انهيار تدريجى للنظام الصحى اللبناني، الذى كان مرهقًا قبل الأزمة، مما أدى إلى إغلاق نحو ١٠٠ مركز رعاية صحية أولية وعدد من المستشفيات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فى تصريح الأسبوع الماضى إن الأزمة فى لبنان "اتخذت أبعادًا غير مسبوقة"، متسببة فى نزوح أكثر من مليون شخص، اضطر العديد منهم لعبور الحدود نحو سوريا التى تعانى بدورها من أزمة مشابهة.

قصص النزوح والمعاناة تتزايد

يروى تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن قصص مأساوية لنازحين تركوا ديارهم قسرًا، إحدى هؤلاء النازحات، سمية، فرت من جنوب لبنان مع زوجها وأطفالها الثمانية، وكانت حاملًا وقتها، لتواجه رحلة طويلة استمرت أربعة أيام بموارد غذائية شحيحة.

وقالت سمية للصندوق: "عندما بدأ القصف، لم نعرف إلى أين نذهب؛ لم يكن لدينا عائلة أو أصدقاء نلجأ إليهم"، واضطرت العائلة للبقاء على الحدود قبل السماح لهم بالدخول إلى سوريا حيث أقاموا فى مركز إيواء بريف دمشق.

وتحدثت سمية عن معاناتها الشديدة خلال هذه الرحلة، حيث فقدت طفلها فى الشهر الخامس من الحمل بسبب التوتر وظروف النزوح. ونقلت إلى مستشفى الولادة بعد نزيف حاد حيث تمكن الأطباء من إنقاذ حياتها، وتقول: "فقدان طفلى وسط هذا الدمار كان صدمة هائلة".

النساء والأطفال فى صدارة معاناة النزوح

تشكل النساء والفتيات نحو ٥٢٪ من النازحين داخليًا فى لبنان، ومن بينهن دانيا التى اضطرت للانتقال ثلاث مرات منذ بدء الأزمة، مرتين أثناء حملها. فى نوفمبر ٢٠٢٣، فرت دانيا وزوجها وابنهما البالغ من العمر ٤ سنوات من منزلهم فى كفركلا بسبب الغارات الجوية، وانتقلوا للعيش مع أصدقاء فى النبطية، ثم مع أقاربهم الذين كانوا قد نزحوا أيضًا.

أنجبت دانيا طفلتها آية بعملية قيصرية فى مايو ٢٠٢٤، ولكن الأمور ساءت عندما تعرضت النبطية للهجوم فى سبتمبر، مما أجبر العائلة على الإخلاء مرة أخرى.

تذكر دانيا لحظات الرعب أثناء الغارة الجوية: "عندما ضربت، ظننت أن زوجى وابنى قد ماتوا. كانت غريزتى هى انتزاع آية من بين أختى والركض نحو الباب للبحث عن عائلتي".

انتقلت العائلة إلى مدرسة البسطة المتوسطة فى بيروت، حيث يشاركون الفصل الدراسى مع عائلة أخرى. الآن، آية، التى تبلغ من العمر ٦ أشهر، هى الأصغر فى الملجأ، لكن هناك امرأتان حاملتان أيضًا.

وفى ظل هذه الأوضاع، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توفير الدعم الصحى للنساء الحوامل من خلال تغطية تكاليف الولادة الآمنة وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة فى ٣٠ مستشفى فى مختلف أنحاء لبنان، إلى جانب تزويد ٧٠ مركزًا للرعاية الصحية بالإمدادات الضرورية ووسائل منع الحمل. 

كما أطلق الصندوق وحدات طبية متنقلة فى الملاجئ لتقديم الرعاية الصحية وتقييم احتياجات النازحين.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحده لبنان صندوق الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش

إقرأ أيضاً:

السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟

تتدهور الأوضاع الصحية في السودان بشكل متسارع، جراء تفشي الكوليرا وانهيار النظام الصحي، بعد تشخص آلاف الإصابات بالكوليرا خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في وقت تستمر فيه حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" خلّفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن وباء الكوليرا يتفشى في السودان بشكل سريع جدا، وإن 70 شخصا توفوا خلال اليومين الأخيرين جراء إصابتهم بالكويرا، كما توفي أكثر من 170 شخصا خلال الأسبوع الماضي نحو 90 بالمئة منهم في ولاية الخرطوم، فيما أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بلغ مستويات خطيرة.

ووفق أرقام الأمم المتحدة سجلت ولاية الخرطوم وحدها أكثر من 7,700 إصابة، منها أكثر من 1,000 حالة لأطفال دون الخامسة، و185 حالة وفاة، خلال الأشهر الأخيرة.

وفي ولاية نهر النيل المجاورة بدأ وباء الكوليرا ينتشر بشكل سريع، حيث سجلت الولاية 90 إصابة وثلاث وفيات، وأفادت تقارير الأمم المتحدة أن الإصابات التي رصدت تعود لأشخاص فروا من ولاية الخرطوم.

ومنذ بداية تفشي الكوليرا، الذي أُعلن عنه رسميا أغسطس الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 65200 حالة إصابة وأكثر من 1700 حالة وفاة في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان، وفق معطيات الأمم المتحدة.

مليون طفل يهددهم الوباء

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تزايد خطر الكوليرا الذي يواجهه مليون طفل في ولاية الخرطوم في السودان، مشيرة إلى أن الحالات المبلغ عنها قد زادت تسعة أضعاف في غضون عشرة أيام فقط.

وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يات، إنه في كل يوم "يتعرض مزيد من الأطفال لتهديد المزدوج متمثل في الكوليرا وسوء التغذية، وكلاهما يمكن الوقاية منه وعلاجه، إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن تزايد الإصابات في ولاية الخرطوم بشكل سريع بات يشكل تهديد حقيقا للأطفال، مضيفة أن الانتشار السريع للكوليرا يعود إلى تضرر البنية التحتية، وتنقلات السكان، ونقص المياه الصالحة للشرب.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن منظمة اليونيسف تنفذ استجابة متعددة الجوانب للكوليرا في العاصمة السودانية، مع التركيز على المجتمعات المعرضة للخطر والبنية التحتية الحيوية للمياه.

المستشفيات الأكثر عرضة لهجمات "الدعم السريع"

ومع تزايد انتشار الكوليرا في العديد من المدن السودانية، حذرت هيئات دولية من انهيار المنظومة الصحية في السودان بشكل كامل، إذا استمر الضغط عليها واستهدافها.

وتتعرض المستشفيات والمراكز الصحية في السودان بشكل شبه يومي لهجمات قوات الدعم السريع، وكان آخرها الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم الجمعة واستهدف مستشفى الأُبَيِّضْ بولاية شمال كردفان جنوب السودان، ما أدى لخروجه عن الخدمة.

وقالت إدارة "مستشفى الأبيض" في بيان، إن الهجوم ألحق أضرارًا بالمبنى الرئيسي نتيجة استهدافه بطائرة مسيرة، ما أدى إلى توقف كافة الخدمات الطبية المقدمة داخله.

وأضافت إدارة المستشفى أنه "في ظل هذه الظروف والتحديات الكبيرة التي نبذل فيها قصارى جهدنا لخدمة المواطنين، يؤسفنا أن نعلن خروج المستشفى عن الخدمة إلى حين إشعار آخر".

وقبل نحو أسبوع استهدفت طائرة مسيرة تابعة لـ"قوات الدعم السريع" أيضا مستشفى السلاح الطبي بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب ما أفادت به السلطات السودانية.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة أُجبر حوالي 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك.

وتتهم السلطات السودانية "قوات الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، بينها مستشفيات ومحطات كهرباء وبنية تحتية بمدن البلاد الشمالية والشرقية.

كارثة صحية شاملة

وفي ظل استمرار الحرب وانهيار المنظومة الصحية ونقص المواد الغذائية والأدوية، حذرت منظمات من كارثة صحية شاملة، مؤكدة أنه يصعب في الوقت الحالي "تقييم الحجم الحقيقي لتفشي الكوليرا في السودان".

وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف، إن السودان "على حافة كارثة صحية عامة شاملة" مضيفة أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى".

تراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة

وفي ظل نزوح ملايين السودانيين إلى دول الجوار حذّرت منظمة الصحة العالمية من تراجع قدرات هذه الدول على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث "أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية".

وتقول الأمم المتحدة إنه وبعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم "حيث أُجبر 14.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين شخص التمسوا اللجوء في دول مجاورة، بما في ذلك مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى".

وذكرت المنظمة أن 200 ألف شخص عبروا الحدود السودانية خلال الفترة الأخيرة، إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.

أمراض أخرى تتفشى

وبجانب الكوليرا تتفشى في مناطق واسعة من السودان والدول المجاورة لها، أمراض أخرى بينها الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد، فيما تم رصد حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي والدفتيريا، في شرق تشاد، حيث يوجد عشرات آلاف النازحين السودانيين.

وأكدت منظمات الأمم المتحدة أنها تواجه العديد من التحديات للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.

وأضافت المنظمة أن "الأعمال العدائية المستمرة، بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية، تُهدد الأمن على الأرض، مما يتسبب في مزيد من النزوح ويزيد من التحديات في الاستجابة للاحتياجات، والسيطرة على الأمراض المعدية، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية".

وتحدثت المنظمة عن وجود نقص في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول المضيفة للاجئين، مما يُعيق رصد انتقال الأمراض داخليا وعبر الحدود، والقدرة على اتخاذ قرارات تستند إلى الأدلة.

مقالات مشابهة

  • 5 مشكلات صحية في الكلى الأكثر شيوعا لدى الأمهات الحوامل
  • بعد أزمات العائلة| لميس الحديدى تطالب بلقاء نوال الدجوى
  • طقس ربيعي متقلب في لبنان.. واعتباراً من الأربعاء الحرارة إلى ارتفاع تدريجي
  • «الصحة» تنظم جولة لوفد دولي لتفقد وحدات الرعاية والمستشفيات في الإسكندرية
  • الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
  • بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي وغرفة مقدمي الرعاية باتحاد الصناعات
  • للمقبلات علي الحمل .. روشتة طفل بدون مشاكل صحية ونمو طبيعي
  • اليوم العالمي للامتناع عن التبغ .. التأثير المُغفَل للتدخين أثناء الحمل
  • ما هو سر الشعر الصحي عند النساء؟
  • السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟