سودانايل:
2025-06-26@10:16:12 GMT

السودان بين تنسيقية تقدم والحركة الإسلامية!

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

الحرب على تنسيقية تقدم وعلى رئيسها عبدالله حمدوك من منسوبي الحركة الإسلامية مفهوم، فالحرب التي سعت اليها الحركة الإسلامية وغرست بذورها طوال سنوات الحكم الانقاذي المشئوم، هي حرب بالدرجة الأولى ضد الثورة التي اذلتهم واقتلعت سلطانهم، وان لم تكتمل فصولها في تصفية النظام الكيزاني بسبب تآمر اللجنة الأمنية للمخلوع، ودعمهم الخفي للدولة العميقة للنظام البائد في الحرب التي شنتها على الحكومة الانتقالية منذ لحظتها الأولى، ثم دبّرت مع اللجنة الأمنية انقلاب أكتوبر وحين فشل الانقلاب شنت الحرب على القوات التي صنعتها في حربها على الشعب السوداني.


لقد أخطأت قوى اعلان الحرية والتغيير بتفاوضها وقبول اشراك العسكر في الفترة ما بعد فض الاعتصام. العسكر والكيزان هم من قاموا بفض اعتصام القيادة، والتفاوض معهم كان قبولا للمجرم الذي سفك دماء الثوار الذين تقدموا صفوف الثورة. لكن كان لقحت رؤيتها في محاولة وقف سفك الدماء والاحتكام الى الوثيقة الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية وصولا الى مرحلة الانتخابات.
لكن فترة الحكومة الانتقالية ورغم ما اعتورها من صعوبات جمة بسبب التركة الثقيلة للنظام الاستبدادي الفاسد، وبسبب الحرب المعلنة التي شنتها الدولة العميقة، لإفشال كل جهود الحكومة الانتقالية في رفع الأنقاض وإعادة الاقتصاد الى المسار الطبيعي. تمثلت تلك الحرب في المضاربة بالدولار، واحداث انفلات أمنى مصنوع وتخريب الخدمات واخفاء السلع، واثارة الفتن القبلية، ولكن برغم كل محاولات التعويق الا ان الفترة شهدت محاولات جادة لتصفية النظام الكيزاني وكشف جرائمه وفساده الذي لم يسبق له مثيل، كما شهدت إصلاحات اقتصادية ورفع للسودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وجهود أخرى لإعفاء الديون، وبرامج هدفت لمساعدة الطبقات الفقيرة لتخفيف الآثار السلبية لبعض الإصلاحات الاقتصادية.
بدلا من توجيه بعض القوى المدنية الاتهامات الى تنسيقية تقدم ورئيسها، الاوفق ان توجه سهام النقد الى مؤسس المليشيات الذي لا يزال يمارس هوايته الاثيرة في بث الفتن وانشاء المليشيات، والتي تمخضت تجاربها السابقة عن فتن وكوارث قادت للحرب الحالية، ولن تكون(الورطة) الشرقية آخر مواليده ان لم يتم القائه وميليشياته في مزبلة التاريخ. تقدم سعت ومنذ بداية الحرب الى وقفها، واقترحت اعلان مبادئ يوقع عليه طرفا الحرب والقوى المدنية. وجدت تجاوبا من أحد طرفي الحرب ولم تتوقف محاولاتها لجعل الطرف الآخر ينضم لمسيرة وقف الحرب. لكن الطرف الآخر الذي تسيطر الحركة الإسلامية على قراره، لم يستجب لتلك المحاولات لأن الحركة الإسلامية لا تستطيع تنفيذ اجندتها الا عبر استمرار الحرب وارتكاب المزيد من الانتهاكات الدموية التي يدفع ثمنها المدنيين الابرياء.
لابد من توحد جهود كل القوى المدنية لوقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم او انتهاكات بحق المدنيين. ما لم تتوحد القوى المدنية لوقف هذه الحرب فإن الثمن الذي يدفعه الأبرياء سيتضاعف وصولا لتفكك هذه البلاد وتشرذمها وهو ما ترمي اليه القوى التي تسعى لاستمرار الحرب، بل وتمهد عبر انسحابات الجيش وعدم تصديه لمهمته في حماية المدنيين، لإشاعة المزيد من الانتهاكات والمزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن، تمهيدا لتقسيمه.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

الما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!

*مرة أخرى يكرر حمدوك مرافعته عن الإمارات، وكالعادة في كل مرة جديدة ينزل مستواه أكثر، ويظهر تواطؤه أكثر. إذ لم يقدم حجة واحدة متينة، بل حيلاً هروبيةً شديد الضعف، وضعفها يأتي من ضعف موقف الإمارات، ومن ضعف الموقف الذي اختاره حمدوك من عدوانها:
١/ عبد الله حمدوك: (هناك محاولة متعمدة لشيطنة الإمارات كأنو الإمارات دي عندها قوات على الأرض في السودان)؛

* اعتبر أن إدانة العدوان “شيطنة”، واحتج على الاحتجاج على دور الإمارات في الحرب. ولم يحدد نوع ودرجة الاحتجاج الذي يقبله من الآخرين ولا يعتبره شيطنة. الأمر الذي يمكن تفسيره برضاه عن دورها.
* استخدم مغالطة ساذجة تقوم على أن الإدانة مرتبطة فقط بوجود الجنود على الأرض! وهذا يدل على ضعف موقفه. وأنه لم يجد حيلة دفاعية قوية.

٢/ يقول: (نحن عارفين كويس جداً إنو حربنا دي “ما الإمارات بس”، في دول عندها طيران عديل يضرب. ودول أرسلت سلاح، كتار ما واحدة ولا إتنين.).

* قوله “ما الإمارات بس” يعني اعترافه بوجود عدوان إماراتي. لكنه حاول إزاحة مركز النقاش من العدوان الإماراتي. حيث ساوي، كعادته، بين العدوان الإماراتي وشراء الجيش للسلاح من الخارج، ولم يذكر القانون الذي يخالفه هذا الشراء.

* حجته هذه تفتح الباب على مصراعيه لكل الدول للاعتداء على السودان، فطالما أن هناك جيش يتسلح من الخارج، فمن حق جميع الدول أن ترسل السلاح والمرتزقة لمقاتلة الجيش!
* وردد حرفياً حديث قائد التمرد عن طيران أجنبي يشارك في الحرب ضد الميليشيا. واستخدم في ذلك كلمات تحمل الاستنكار القوي على عكس حاله مع الإمارات التي استنكر انتقادها.
* الملاحظة الدالة أنه في حديثه عن دول كثيرة أخرى، لم يترك مجالاً للظن بأنه يقصد، من بين ما يقصد، الدول الأخرى التي تدعم الميليشيا بالمرتزقة وتمرير السلاح، وهذا يكشف عن انحيازه الصارخ.

٣/ (وطوالي الكلام عن إنو حمدوك قاعد في الإمارات، أنا طبعاً موجود في الإمارات من قبل الحرب.)

* حجة الوجود في الإمارات قبل الحرب حجة فارغة لمن يقدم نفسه قائداً للشعب السوداني، فببساطة كان بإمكانه الخروج بعد ثبوت عدوانها على السودان. خاصةً وأن وجوده هناك لم يسهم في وقف العدوان، بقدر ما أسهم في محاولات تبريره وتلطيفه لغوياً، وتشويه إدانته.
٤/ يقول: (الإمارات بها أكثر من ٢٥٠ ألف سوداني. فيهم أعداد كبيرة جداً من الإسلاميين.السودانيون الموجودون في الإمارات يتم التعامل معهم أحسن من أي حتة تانية في العالم. أدوهم إقامة كوارث، عفوهم من الرسوم. دا لازم نشيد به):
* حاول، مرة ثانية، إحالة مركز النقاش من العدوان إلى حسن معاملة الجالية. بينما لا يوجد قانون أو منطق يدعم فكرة أن عدم مضايقة الجالية يغطي على العدوان.

* وحديثه هذا يفتح الباب، أيضاً، على مصراعيه للدول للاعتداء على السودان. والقاعدة هي: لديك جالية سودانية ولا تسيئين معاملتها إذن من حقك أن تعتدي على السودان، ولن تستحقي سوى الإشادة!

٥/ يقول: (أنا هسي قاعد في الإمارات، وبقول رأيي: أنا في صمود، نحن عندنا رأينا الواضح جداً في الحرب، وإنو مافي حل عسكري، يوم تمنعنا الإمارات إنو نقول رأينا دا بنخليها، مافي زول تكلم معانا في المسألة دي .. “تصفيق من الحاضرين”)

* هناك سودانيون، يعلمهم حمدوك جيداً، عبروا عن آراء لا ترضي الإمارات، ودخلوا المعتقلات، ولم يتحدث عن أي مساعِ له لإطلاق سراحهم.

* تشديده على أنه يقول ( مافي حل عسكري)، ولا تمنعه الإمارات من قوله، لكي يؤدي غرضاً دفاعياً حقيقياً يجب أن يتضمن الافتراض بأن (الإمارات مع الحل العسكري)، وهذا في المحصلة يحمل إدانة للإمارات لا إشادة. ببساطة لأن الخلاصة ستكون هي: الإمارات مع الحل العسكري، لكنها لا تمنع حمدوك من أن يقول (مافي حل عسكري). أي: تحارب السودان وتتسامح مع حمدوك! ولا يوجد منطق يجعلها تخرج من هذه المعادلة بإشادة من عامة السودانيين!

* ما يثير غضب الإمارات هو توجيه تهمة العدوان إليها، وإدانتها، والوقوف ضد الميليشيا، وهو ما لا يفعله. فجملة حديثه سبب كافٍ لرضا الإمارات عنه، وتشجيعه على المزيد من الأحاديث من هذا النوع.

* هذا يذكرنا بنكتة الصحفي الأمريكي الذي قال لأحد الرؤساء السوفيتيين (أنا أستطيع أن أن أنتقد الرئيس ريغان، وإدارة ريغان، داخل البيت الأبيض) فرد عليه الرئيس السوفييتي: (ذات الشيء يحدث عندنا، إذ يمكنك أن تنتقد ريغان، وإدارة ريغان داخل الكرملين!)
*يقول مثلنا الشعبي (الما عندو كبير يشتريلو كبير) ويحق لنا أن نقول (الطامع في السيطرة على السودان وما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!).
إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • الما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • برلماني: الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران لم تكن متكافئة من حيث موازين القوى
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • العدل و المساواة: الحركة متمسكة باستحقاقات سلام جوبا ومواقعها التنفيذية في الحكومة
  • “الشؤون الإسلامية” تقدم خدمات دعوية وتقنية متكاملة في مسجد التنعيم بمكة المكرمة لخدمة المعتمرين
  • الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
  • أشرف سنجر: الحرب بين إسرائيل وإيران وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر
  • الحرب لاتصنع السلام: مابعد رؤية صمود ومواصلة إستعادة أدوات السياسة