الوطن:
2025-05-11@09:10:12 GMT

 أشرف غريب يكتب: ماذا تعني عودة ترامب؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

 أشرف غريب يكتب: ماذا تعني عودة ترامب؟

أخيراً انتهى السباق نحو البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، فاز الجمهورى دونالد ترامب على الديمقراطية كامالا هاريس في منافسة بدت هادئة في البداية قبل أن تصيبها حمى النهايات كما جرت العادة في كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، حسمها ترامب بفارق مريح حتى يقضى على أية محاولات للطعن في نتائج الانتخابات مثلما حدث في مناسبات سابقة، ليس هذا فقط وإنما أتى معه بأغلبية تاريخية للجمهوريين في غرفتي الكونجرس النواب والشيوخ وعلى مستوى حكام الولايات أيضاً، وقد جاءت نتائج الانتخابات لتكشف عن مجموعة من الحقاق والمفارقات يمكن أن نخرج بها من تلك القراءة السريعة في هذه النتائج:

أولاً: جاء فوز ترامب ليصفع كل تكهنات المنجمين الذين أكدوا فوز هاريس، ومن بينهم أسماء كبيرة في عالم التنجيم مثل ليلى عبداللطيف وغيرها، ولم يكن المنجمون وحدهم الذين خابت توقعاتهم، فقد جاءت النتائج في بلد التقدم التكنولوجى والدقة العلمية على خلاف معظم استطلاعات الرأى التى ذهبت إلى فوز هاريس أو على الأقل إلى احتدام المنافسة بين المرشحين الجمهورى والديمقراطى ليقول الصندوق الانتخابى كلمته ويحسم المقترع الأمريكى المعركة لصالح الرجل العجوز.

ثانياً: بدا من خلال وصول ترامب من جديد إلى البيت الأبيض أن الناخب الأمريكى لا يزال غير مهيأ لأن تحكمه امرأة حتى لو كان بديلها رجل على مشارف الثمانين تم الطعن على حكمه مرتين، وتعرَّض للاغتيال مرتين، وأحيل للمحاكمة، وهاجمه معارضوه كثيراً حتى من داخل المعسكر الجمهورى، فإذا بالناخب الأمريكى يفضله مرتين على امرأتين: الأولى على هيلارى كلينتون في انتخابات 2016 وفي الثانية على نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس في الانتخابات الأخيرة 2024.

ثالثاً: ليس هذا فقط، بل إن وصوله من جديد إلى البيت الأبيض يعنى -من بين ما يعنى- أن الأمريكيين برهنوا على استعدادهم للعفو أو التغافل عن أية أخطاء يمكن أن يكون الرجل قد وقع فيها أثناء فترة رئاسته السابقة، أو ربما عبَّرت الأرقام المبهرة التى أفرزتها نتيجة الانتخابات عن اعتذار عملى وصريح من جانب الناخب الأمريكى لترامب بعد أن أسقطه في انتخابات 2020 لصالح جو بايدن وحزبه الديمقراطى، فقد مثلت عودته للبيت الأبيض مرة أخرى السابقة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والأولى منذ عام 1892 حينما فعلها الرئيس الثانى والعشرون «جروفر كليفلاند» وعاد ثانية إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من هزيمته أمام الرئيس الثالث والعشرين بنجامين هاريسون.

رابعاً: لم يهزم ترامب هاريس وحدها في تلك الانتخابات، وإنما أسقط معها الديمقراطيين في غرفتى الكونجرس وحكام الولايات، بل إن كثيراً من الولايات التى كان ولاؤها التقليدى لصالح الديمقراطيين أدارت ظهرها لهم هذه المرة، وكأن تلك الانتخابات كانت استفتاء على فشل إدارة الرئيس الديمقراطى جو بايدن ونائبته خلال أربع سنوات أمضياها في قيادة قطب العالم الأوحد، وقادا الولايات المتحدة إلى ما اعتبره الأمريكيون تراجعاً في مستوى معيشتهم وتذبذباً في إدارة الملفات الخارجية.

خامساً: تؤكد سطوة الجمهوريين على غرفتي الكونجرس الشيوخ والنواب إطلاق يد الرئيس الأمريكى الجديد/ القديم في سن القوانين التي يريدها وتمريرها دون أية عقبات، وهو ما يعنى حرية أوسع في إدارة السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، ومسئولية أكبر أمام الشعب الأمريكى إذا كان ترامب يطمح من الآن إلى كتابة التاريخ والبقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثالثة تمتد حتى يناير 2033.

سادساً: هل تعنى تلك النتيجة أن الأمريكيين اختاروا الرجل الذى وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا وفي غزة وتقليص أثر حلف شمال الأطلنطى على السياسة الدولية من خلال خفض المساهمة المالية للولايات المتحدة في ميزانية الحلف والتى تصل حالياً إلى ما يقرب من ستين بالمائة بينما تتوزع بقية ميزانية الحلف على الدول الأعضاء الأخرى مجتمعة؟ 

فقد سادت خلال الحملة الانتخابية لترامب نغمة تبرهن على نزعة الرجل للتهدئة والسلم العالمى باعتباره لم يبادر في فترة رئاسته الأولى بالدخول في أى حرب أو على الأقل إشعالها والانغماس فيها، على عكس هاريس التى شاركت بايدن المسئولية خلال السنوات الأربع التى قضاها داخل البيت الأبيض.

سابعاً: لكن الأمريكيين اختاروا بالتأكيد رجلاً محافظاً لا يريد منح مزيد من الحريات للمثليين أو يشجع على الإجهاض، اختاروا رجلاً يزمع فرض مزيد من القيود على الهجرة إلى الولايات المتحدة والتعامل بصرامة وربما بعنف مع المهاجرين غير الشرعيين، وربما هذه الميول المحافظة هى التى دفعت الأمريكيين العرب إلى التصويت لترامب لاعتبارات أخلاقية وظناً منهم أنه سوف يُنهى الحرب في غزة ويكف يد إسرائيل عن الإبادة الجماعية التى ترتكبها في حق الشعب الفلسطينى. 

لكن هؤلاء الأمريكيين ذوى الأصول العربية نسوا -على ما يبدو- أن ترامب هذا في فترة رئاسته السابقة هو الذى نقل عاصمة بلاده إلى القدس، وهو الذى اعترف بشرعية احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان، وهو الذى غضَّ الطرف عن التوسع الاستيطانى الإسرائيلى في الضفة الغربية، وهو الذى أوعز باستخدام بلاده لحق الفيتو للتصويت على العديد من قرارات الإدانة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولى، فهل يجهل عرب أمريكا الحقيقة الدامغة بأن السياسة الأمريكية الحاضنة لإسرائيل ثابتة مهما تغيرت أسماء ساكنى الببت الأبيض هناك أم أنهم يتعلقون مثلنا بالأمل الكاذب؟ 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية البيت الأبيض مجلس الأمن الدولى البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما

واشنطن – صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية، إن واشنطن تأمل بأن توافق روسيا وأوكرانيا على اقتراح الرئيس دونالد ترامب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.

وذكرت المتحدثة أن ترامب وزيلينسكي بحثا خلال اتصال هاتفي جرى بينهما مساء الخميس، موضوع وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي اقترحته الولايات المتحدة.

وأضافت: “نأمل أن يوافق الجانبان على هذا الاقتراح”، ونوهت المتحدثة بأن الدول الأوروبية تدعم هذا الاقتراح.

وعندما سُئلت عما إذا كان ترامب قد تلقى ردا على الاقتراح من زيلينسكي أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت ليفيت إنها “ليست على علم بذلك”.

وتابعت: “لكن بالطبع، إذا كان هناك رد فعل أو إخبار [بشأن هذه المسألة]، فأنا متأكدة من أنكم ستسمعون ذلك مباشرة من الرئيس”.

ووصفت ليفيت محادثة ترامب مع زيلينسكي بأنها “جيدة ومثمرة”.

ووفقا لها، قام زيلينسكي بإبلاغ ترامب بأن البرلمان الأوكراني صادق على الاتفاقية بين أوكرانيا والولايات المتحدة حول المعادن النادرة.

وفي وقت سابق، نشر ترامب رسالة على شبكة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” قال فيها إن الولايات المتحدة وشركاءها سيفرضون عقوبات إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا.

ويشار إلى أن الرئيس الروسي كان قد أعرب مرات كثيرة عن دعمه لتسوية الصراع الأوكراني، ولكن فقط مع أن تؤخذ في الاعتبار مصالح روسيا ويتم القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة. وشدد الرئيس بوتين على أن ذلك فقط سيؤدي إلى سلام طويل الأمد، وهو ما يهم موسكو.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما
  • البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا
  • البيت الأبيض: ترامب يريد إدخال المساعدات إلى غزة بطريقة مسئولة
  • البيت الأبيض يكشف أولوية الإدارة الأمريكية بشأن غزة
  • البيت الأبيض: ترامب يتطلع لزيارة المملكة الأسبوع المقبل
  • البيت الأبيض: ترامب أجرى اتصالا هاتفيا جيدا مع زيلينسكي
  • البيت الأبيض: ترامب لن يخفض الرسوم الجمركية على الصين بشكل أحادي
  • عودة تاريخية.. البيت الأبيض يتحدث عن زيارة ترامب للسعودية والإمارات وقطر
  • اختفاء ميلانيا ترامب عن البيت الأبيض يثير التساؤلات
  • الشلفي يكتب عن ال‏اتفاق الخفي بين أمريكا والحوثيين.. ماذا جرى في مسقط؟