كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

 

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

 

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

 

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

معركة في البحر الأحمر؟ تحذيرات دولية من تصعيد الحوثيين وسط صراع إيران وإسرائيل

شمسان بوست / خاص:

حذّرت شركة “ساري جلوبال” (SARI Global)، المختصة بتحليل المخاطر الجيوسياسية، من تفاقم تهديدات الملاحة البحرية في البحر الأحمر نتيجة التصعيد الأخير الذي تنفذه جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، وذلك بالتزامن مع تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، وما يشكله من توتر إقليمي متزايد قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل مجددًا.

وأفاد تقرير حديث صادر عن الشركة أن التحركات الأخيرة في البحر الأحمر قد تؤدي إلى فرض قيود جديدة على خطوط الشحن العالمية، وهو ما من شأنه التأثير على حركة التجارة الدولية، خاصة إذا قررت واشنطن استئناف ضرباتها العسكرية ضد الجماعة بعد توقف مؤقت بدأ منذ السادس من مايو/أيار الماضي، في أعقاب تفاهم غير معلن لوقف الهجمات المتبادلة.

وأشار التقرير إلى أن الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وعلى رأسها ميناء الحديدة، قد تتعرض لأضرار جسيمة في حال عودة العمليات العسكرية الأمريكية، وهو ما ينذر بشلل شبه كامل في واردات الوقود والإمدادات الإنسانية، في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.


وأضافت “ساري جلوبال” أن أي استهداف مباشر لتلك البنية التحتية أو إغلاق الموانئ سيضاعف من معاناة المدنيين، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل مزيدًا من الضغوط أو الانقطاعات في سلاسل الإمداد.


ويأتي هذا التحذير في ظل اشتعال المواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب منذ 14 يونيو/حزيران 2025، عقب سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية وعلمية في إيران، ردّت عليها الأخيرة بهجمات صاروخية على أهداف إسرائيلية، خلفت أكثر من 600 قتيل في الجانب الإيراني و24 قتيلًا في إسرائيل، وفق التقارير الرسمية.


وتبقى مواقف الولايات المتحدة غامضة حتى اللحظة، إذ يروّج الرئيس السابق دونالد ترامب لفكرة الحل الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني، لكنه لم يستبعد إمكانية الانخراط عسكريًا في حال تطورت الأوضاع بشكل أوسع.

وتخشى دوائر المراقبة الدولية من أن أي تصعيد إضافي في البحر الأحمر قد يخرج الأوضاع عن السيطرة، ويعرّض الملاحة الدولية لاضطرابات كبرى، تنعكس على الأمن الغذائي والاقتصادي لدول المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية إذا دعمت إسرائيل
  • الحوثيون: رصدنا تجهيزات واستعدادات بعض الدول لمشاركة إسرائيل هجومها على إيران
  • كيف قرأ اليمنيون بيان الحوثيين الأخير حول مساندة إيران؟ (تقرير)
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية بحال تدخل واشنطن في الحرب بين إسرائيل وإيران
  • الحوثيون يهددون بمهاجمة السفن والبوارج الأمريكية في حال مهاجمة واشنطن لإيران
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال مشاركتها في أي هجوم على إيران
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا ضربت إيران
  • قوات صنعاء: سنستهدف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في العدوان على إيران
  • معركة في البحر الأحمر؟ تحذيرات دولية من تصعيد الحوثيين وسط صراع إيران وإسرائيل
  • يديعوت : رئيس أركان الحوثيين ربما أصيب بجراح بالغة في الغارة التي استهدفته