قبل يومين تم ابلاغي بأن العربة التي أقودها تمت شفشفتها، لتلحق بعشرات آلاف العربات التي تمت شفشفتها من قبل أشاوس الدعم السريع، العربة الصالون صمدت لما يقرب العشرة أشهر وكنت أظنها لقدمها ولحسن ظني بأن نفوس الاشاوس تترفع عن صغار العربات فلن تطالها أيديهم، لكن يبدو أن النفوس تغيرت، وصارت نفوس الاشاوس صغارا.

حكى لي أحد الأصدقاء ممن قضوا أسابيع يتجولون داخل دوائر الدعم السريع في الخرطوم أن الجريمة داخل هذه المليشيات ليست مجرد تفلتات كما يحاول بعضهم تصويرها، ولكنها جريمة منظمة وتقدم لك فيها التساهيل مؤسسيا، ما عليك ك”أشوس” إلا أن تقوم بتمامك الصباحي -انت وولاد أبوك وعمك- لدقائق ثم تتطلب رزقك من الشفشفة حتى اليوم التالي، لا يردعك رادع سوى أن تتغول على منطقة موزعة على عيال بيت آخر، فالخرطوم مقسمة ليست بين قوات وكتائب بل بين عيال فلان وعيال علان.

أبعد من هذا يمكنك بعد أن تفتر من الشفشفة وتملأ وأبناء عمومتك دفارات مثقلات بالاجهزة الكهربائية والاثاثات، يمكنك أن تاخذ إذن لتنقل مقتنياتك الثمينة إلى أهلك وتمضي معهم أسبوعا ثم تعود إلى ميادين الشفشفة مرة أخرى..

يمكنك يا رعاك الله أن تعود ومعك آخرون، ويمكنك أن تعود ومعك أسرتك الصغيرة وتتخير بيتا في الدامرة التي وزعها لك عثمان عمليات في أي حي من أحياء الخرطوم، سترفل إلى زوجاتك ليلا وستنام قرير العين لا ينغزك ناغز..

في الصباح ستجد يحيى صديق كتب منشورا عن متفتلتين لست منهم، وسيطربك مقال من محمد الامين خراشي يمجد شجاعتك، ويعلق ما اقترفته يدك من جرائم على دولة ٥٦م وعلى ارتكازات الجيش.. وسيقول محمد الحسن التعايشي في مقابلة صحفية أنك ستكون نواة لجيش دولة السودان الحديثة المدنية الديمقراطية..

وبالطبع يمكنك أن تكفر عن سيئاتك وتتبرع لوكالة السودان للاغاثة التي أنشأها كبير الشفشافين قبل أيام..

سامح الشامي
سامح الشامي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!

حاول الكثيرون أن يثنونني عن قرار العودة إلیٰ السودان، وجاءوا بكل ما يرون أنه يقوِّی منطقهم، ولكن عبثاً يحاولون، فقد قرَّ قراري بعد أن استخِرت الله وتوكلت عليه.

غادرت مصر بمساكنها الضيِّقة ومن مطاراتها الواسعة المريحة، إلی السودان بمساكنه الواسعة وأرضه الشاسعة ومطاراته المتواضعة الضيِّقة بتجهيزاتها الشحيحة بالرغم من أراضيها الفسيحة، وعلی متن طاٸرة شركة تاركو، بإدارتها الشابَّة وإرادتها الصلبة، وهبطنا مطار بورتسودان بسلام والشمس فی كبدِ السماء والجو مُلَبَّدٌِ بسحب دخانٍ أسودٍ كنوايا دويلة mbz وأزلامه من بغايا العملاء والمرتزقة، ومن بقايا مليشيا آل دقلو الإرهابية التی عجزت عن تحقيق أی نصر علی قوات الجيش المسلحةُ بشعبها قبل أسلحتها، الواثقة من نصر الله قبل إعتمادها علی خططها المدروسة، التی غدت تُدَرَّس في المعاهد العسكرية، فعمدت مليشيا آل دقلو الإرهابية إلیٰ سلاح المسيرات بدلاً عن تجنيد المسيرية، تلك القبيلة الشامخة التی ضَلَّت إدارتها الأهلية عن طريق الحكمة، وحار حليمها وخار عزمها واختارت الذل والمسكنة وخنعت فی إنكسار.

سجدتُ شكراً لله علی أسفلت المطار، ومن هناك تلقفتني اْيدي الأحبة، ومن فوري زرتُ مقبرة أخي الشقيق الوحيد فی هذه الفانية وسكبت دمعة حرَّیٰ علی شاهد قبره، ودعوت له واستغفرت ربی وأنبت.

في الطريق من المطار إلیٰ المدينة رأيت بورتسودان كما رأيتها للمرة الأولی عام 1963م مدينة تضجُّ بالحركة والناس، بيوتها، إنسانها، لهجة كلامهم، طريقتهم فی الملبس والمأكل والمشرب، هی ذاتها وكأنَّ شيٸاً لم يكن، ألِفُوا حتی دخان حريق مستودعات الغاز وكأنه صادر من مدخنة مصنع !!

الملاحظة الوحيدة هی إزدياد عدد السيارات فی الطريق وهذا مٶشر إيجابی، خلدت إلیٰ النوم بعد أن انصرف ضيوفي الذين لم يشعرونني بأنني أنا الضيف وليس العكس!!

و قبيل الفجر شقَٰت هدأة الليل رصاصة، قدرت إنها صادرة من دوشكا، وتوالت أصوات المضادات كما أعرفها وما إن تهدأ حتی تعود، ولاحظت إن الضارب يستمتع بالصوت الصادر من مدفعه، كأنه ذلك الإيقاع الذی يبعث علی الحماسة والطرب، فقلت فی نفسي يا لهٶلاء الرجال يسهرون لينام الناس آمنين ويبذلون أرواحهم فداءً للعقيدة وليكون الوطن حراً أبيَّاً .

هي المرة الوحيدة التي أستيقظ فيها لصلاة الفجر علی أصوات الدوشكا والمضادات الأرضية وليس علی صوت الآذان، لكن لم يطل انتظاري فقد صدحت المآذن بأن حیّ علی الصلاة حیَّ علی الفلاح الصلاة خيرٌ من النوم، وهی تخالط أصوات المدافع، وهرعت إلیٰ الصلاة فوجدت صف صلاة الفجر اْطول من ما اعتاده الناس، الله أكبر الله اكبر.

بورتسودان بلد الأمان ولامكان لأی جنجويدي جبان، ولا موطٸ قدم فيها لmbz آل نهيان الخيبان فقد ركله شعب السودان بعد العدوان علی مدينة بورتسودان.

ثمَّ شقت غَبَشَةَ الفجرِ رصاصة لم يجفل منها أحد، ولن يحفل بها شعب كشعب السودان الأبِي الذی لا يرضی الضيم، والمكضِب خَلِيه يجرِب.

هلموا إلیٰ وطنكم وطن الجمال.. علوه.. وخلوه.. في عين المحال.

أبنوه.. و مدوه.. بالمال و العيال.

زيديوه.. و أبنوه.. بعزم الرجال.

بأملنا وبعملنا و بالمحنة نبني جنة.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
  • الجيش وكل مقاتلي معركة الكرامة يجب أن يصلوا سريعا بوابة مواقع مليشيا الدعم السريع
  • بعد الأجواء الحارة التي عاشتها المملكة هل تعود الحاجة لإرتداء المعاطف الأيام القادمة ؟
  • يوم يقنعو من الدعم السريع حيعملو ليك فتنة جديدة
  • توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
  • السودان.. عشرات القتلى والجرحى باستهداف دعم السريع سجنًا ومستشفى في مدينة الأبيض
  • ارتفاع حصيلة هجوم لـالدعم السريع على سجن يضم 5 آلاف نزيل بالسودان
  • السودان: مصرع وإصابة 70 سجينا جراء استهداف ميليشيا الدعم السريع سجن الأبيض
  • أطباء السودان تكشف تفاصيل مقتل واصابة عشرات النزلاء في قصف قوات الدعم السريع سجن كبير
  • دولة خليجية تزود الدعم السريع بأسلحة لا تملكها جيوش المنطقة.. تفاصيل