نجادة الاقتصاد تنجي من غرق السياسة
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
في الوقت الذي تصر فيه بعض حكومات المنظومة الريعية على التوسع في التحليلات والمخاضات السياسية وعناصر الايديولوجيا المختلفة ،هنالك تقلص في الاهتمام باقتصاديات وادارة الموارد النفطية الناضبة باتجاه التنويع Diversification في حكومات اخرى، الى درجة تعلو فيه المصالح للاقتصاد ورفاهية السكان عن سواها، ويصبح معيار النجاح صخب الصناعة والزراعة والتكنلوجيا وما يرافقهما من تطور الموارد البشرية مقابل همس في السياسة والايديولوجيا.
يدفع مثل هذا الاستنتاج ما نشرته وكالة Moody s للتصنيف الائتماني بصدد التصنيف الائتماني الجديد للاقتصاد السعودي والذي بلغ Aa3 مع نظرة مستقرة بعد ان كان قبل ثمان سنوات لهذه الوكالة A1 مع نظرة ايجابية للمستقبل.وهو يعني تحسن القدرة الائتمانية للدولة بما فيها دخولها لاسواق السندات وقبول طروحاتها التمويلية وبفوائد اقل، لا بل الاهم تمتع المصارف السعودية والمؤسسات المالية الاخرى بميزة التصنيف الجديد بعد ان كانت لا تستطيع تسويق تمويلاتها الا بالتصنيف القديم لان المؤسسات المالية لا يمكنها تجاوز تصنيف الدولة.
فالعراق مثلا يصنف B- وبالتالي فاعلى ما يمكن ان تصنف به مصارفه هو التصنيف نفسه او اقل ،ولوحظ قبل اشهر تخفيض تصنيف اكبر مصرف عراقي TBI .
ويتوقف التصنيف الائتماني للاقتصاد الكلي وتغييراته على معايير اقتصادية ومالية عديدة تعكسها مستويات الاداء المالي والاقتصادي من مستوى دين عام ومعدلات نمو وتحسن اداء القطاع الخاص ،فضلا عن الايرادات غير النفطية واداء الناتج غير النفطي، ومجموع هذه المعايير تقود الى تحسن مستوى التنويع الاقتصادي للدولة الريعية محل التصنيف والذي يعد اهم ما يستنتج من التصنيف الجديد للسعودية مقارنة باقتصادات اخرى.
فقد تزايدت معدلات نمو قطاعات الانتاج غير النفطية توقعا الى 4-5% ،فضلا عن وصول الايرادات غير النفطية في اجمالي الايرادات العامة نحو 40%، بل ان صادرات السعودية غير النفطية نمت لشهر سبتمبر 2024 بمعدل 22%، ومثل هذه النتائج تقود الى تصاعد حصة الناتج للقطاع الخاص في GDP السعودي والذي يتوقع لهذا الاخير نموا يصل الى 4.7%.
يعزى ارتفاع التصنيف للاقتصاد السعودي الى خط اقتصادية طويلة الامد للتحول التنويعي عده عماد النمو طويل الامد، فضلا عن اقتراب الاستقلال عن الازمات النفطية بشكل ملموس.
ان تقديم المصالح الاقتصادية باتجاه الرفاهية الاعلى هو الذي يدفع لخفوت التشنج السياسي والايديولوجي، رغم وجوده في منطقتنا التي تعوم على النفط وما يرتبط به من مشاكل.
نعم ان تحسن اداء الاقتصاد هو نجادة الانقاذ من غرق السياسة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار محمود داغر غیر النفطیة
إقرأ أيضاً:
مختص: المملكة تفوقت على 17 دولة من دول «G20» في تقييم «فيتش» للتصنيف الائتماني
قال الكاتب الاقتصادي ناصر القرعاوي، إن المملكة تفوقت على 17 دولة من دول G20 في تقييم "فيتش" للتصنيف الائتماني، مشيرا إلى أن ذلك جاء نتيجة تطور الحالة الاقتصادية للمملكة والالتزام الداخلي للدولة تجاه برامجها ومشاريعها الضخمة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر "قناة الإخبارية"، أن المملكة تقود أكبر تجربة فيما يتعلق بالتوازن الداخلي والخارجي والتمكن من الحرص على أن تظل في أعلى سقف من التقييم العالمي.
كانت أكدت وكالة التصنيف فيتش (Fitch)، وفقًا لتقريرها الصادر مؤخرًا على تصنيفها الائتماني للمملكة عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن التصنيف الائتماني للمملكة يعكس قوة مركزها المالي, وأن تقييم نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي وصافي الأصول الأجنبية السيادية أقوى بشكل ملحوظ من متوسطات التصنيفات "A" و"AA"، مبينة أن المملكة تمتلك احتياطات مالية كبيرة على شكل ودائع وغيرها من أصول القطاع العام.
الكاتب الاقتصادي ناصر القرعاوي: #السعودية تتفوق على 17 دولة من دول G20 في تقييم "فيتش" للتصنيف الائتماني#نشرة_النهار | #الإخبارية pic.twitter.com/ht6VNGGQuJ
— الإخبارية - اقتصاد (@alekhbariyaECO) July 26, 2025 أخبار السعوديةأهم الأخبارناصر القرعاويدول G20فيتش للتصنيف الائتمانيوكالة التصنيف فيتشقد يعجبك أيضاًNo stories found.