إسرائيل – برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الثلاثاء، الأسباب التي تدعو إلى الموافقة الآن على اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أنه سيُعرض الاتفاق على مجلس الوزراء الليلة للمصادقة عليه.

جاء ذلك في كلمة مصورة مسجلة يبدو موجهة للداخل الإسرائيلي، وخاصة للأصوات اليمنية المتطرفة بحكومته، ورؤساء المستوطنات والمدن في الشمال الرافضون للاتفاق، حيث يعتبرونه “خنوعا” لـ”حركة الفصائل اللبنانية”.

ويأتي الخطاب بعدما تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية، بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الخاصة، أن المجلس الأمني المصغر (الكابينت) وافق على الاتفاق في وقت سابق، من مساء اليوم، بعد اجتماع برئاسة نتنياهو، دون الإعلان رسميا عن ذلك.

وقال نتنياهو في كلمة مصورة مسجلة، إنه “سيعرض الليلة على مجلس الوزراء (بكامله) الخطوط العريضة لاتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما سيحدث في لبنان”، في إشارة إلى أن ما يتحدث عنه قد يكون هدنة مؤقتة، وليست اتفاق دائم.

وبخصوص البند الشائك في الاتفاق الذي يرفضه لبنان، قال نتنياهو إنه “من خلال التفاهم الكامل مع الولايات المتحدة، فإننا نحافظ على حرية العمل العسكري الكاملة”.

وأضاف موضحا: “إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول تسليح نفسه فسنهاجم. إذا حاول تجديد البنية التحتية الإرهابية بالقرب من الحدود فسنهاجم. إذا أطلق صاروخا أو حفر نفقا أو أحضر شاحنة محملة بالصواريخ فسنهاجم”.

** تبريرات للقبول بالاتفاق

ومبررا الأسباب التي تدعم القبول باتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار الآن، تحدث نتنياهو عن 3 أسباب رئيسية، هي “التركيز على التهديد الإيراني”، و”التجديد الكامل للقوة”، و”فصل الساحات وعزل حركة الفصائل الفلسطينية”.

وأضاف موضحا أن “الفصائل الفلسطينية” كانت تعتمد على تدخل “الفصائل اللبنانية” منذ اليوم الثاني للحرب (في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، ومع “خروج الفصائل اللبنانية من المعادلة، تبقى الفصائل الفلسطينية وحدها؛ مما يسهل زيادة الضغط عليها لتحقيق المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير الرهائن”، على خد ادعائه.

وفي رسالة “طمأنه” للأصوات اليمينية المتطرفة الرافضة لوقف الحرب، عدد نتنياهو، خلال كلمته، ما اعتبره “انجازات حققها جيشه على جبهتي الشمال (لبنان) والجنوب (غزة)، وجاء من أبرزها الاغتيالات التي نفذتها بحق قيادات من حركة الفصائل الفلسطينية واللبنانية.

يأتي ذلك رغم مرور أكثر من عام على بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023، دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من تحقيق الأهداف التي أعلنها، وهي القضاء على حركة الفصائل الفلسطينية وإعادة المستوطنين إلى المناطق التي تم إجلاؤهم منها في الشمال والجنوب.

وبينما يسود الغموض بشأن تفاصيل الاتفاق والموقف اللبناني النهائي منه، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية الخاصة إن الاتفاق -حال إقراره من المجلس الوزاري بكامله- سيدخل حيز التنفيذ عند العاشرة من صباح الأربعاء بتوقيت إسرائيل (8:00 ت.غ).

**انتقادات إسرائيلية للاتفاق

وفي الداخل الإسرائيلي، انتقدت أصوات يمينية داخل حكومة نتنياهو وخارجها الاتفاق المطروح بشدة.

فقد وصف وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الاتفاق بأنه “خطأ تاريخي”.

وقال بن غفير، الذي يشغل أيضًا عضوية “الكابينت”، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس: “أعارض الاتفاق مع لبنان لأنه ليس وقفًا لإطلاق النار بل عودة إلى مفهوم الهدوء مقابل الهدوء، الذي رأينا سابقًا إلى أين قادنا. هذا الاتفاق لا يحقق هدف الحرب الأساسي المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان”.

وأضاف: “للانسحاب من لبنان، يجب أن يكون لدينا حزام أمني خاص بنا”.

بدوره، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق وعضو الكنيست عن حزب “معسكر الدولة”، غادي آيزنكوت، الحديث عن قيام الجيش اللبناني بتفكيك قدرات الفصائل اللبنانية مجرد “مزحة”.

وفي تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال آيزنكوت إن التفاصيل المحدودة المتاحة حول الاتفاق تثير العديد من التساؤلات الصعبة.

وأشار إلى “إشكالية غياب اتفاق مماثل في الساحة مع الفصائل الفلسطينية، التي لا تزال تحتجز مختطفين إسرائيليين”.

وتابع: “هناك العديد من الثغرات في الاتفاق. من هي الأطراف التي ستوقعه؟ ومن المفترض أن تنفذه؟ هل الجيش اللبناني فعلا سيفكك قدرات الفصائل اللبنانيه؟ يبدو لي أن هذا مجرد بداية نكتة”.

من جانبه، علق زعيم المعارضة يائير لابيد على كلمة نتنياهو بالقول: “أعظم كارثة في تاريخنا وقعت خلال عهد نتنياهو (في أي إلى عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، وأي اتفاق مع الفصائل اللبنانية لن يمحو حالة الفوضى الحالية”.

وأضاف: “هناك حاجة ملحة للتعامل بجدية مع قضية المختطفين (من غزة)”.

وتابع: “الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أي مبادرة سياسية، بل انساقت نحو الاتفاق مع الفصائل اللبنانية”.

ويتزامن الحديث الإسرائيلي عن قرب إقرار اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، مع تصعيد إسرائيل عدوانها على العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، إضافة إلى مناطق واسعة في الجنوب وشرق البلاد؛ ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار الفصائل الفلسطینیة الفصائل اللبنانیة حرکة الفصائل

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء العراقي يطمئن على الحجاج وخطة مرورية شاملة خلال عطلة عيد الأضحى

أكدت هبة التميمي، مراسلة "القاهرة الإخبارية" في بغداد، أن الحكومة العراقية تولي اهتمامًا بالغًا بسلامة الحجاج العراقيين في الأراضي المقدسة، وذلك من خلال متابعة مباشرة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أجرى اتصالًا هاتفيًا للاطمئنان على البعثة العراقية، وهنّأ الحجاج بعيد الأضحى المبارك، مؤكدًا حرص الحكومة على تأمين الخدمات اللوجستية والطبية لهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة.

ولي العهد السعودي يعلن نجاح موسم الحج.. ويؤكد: مستمرون في خدمة ضيوف الرحمنمتى ينتهي موسم الحج؟ يختتم بهذه المناسكشيخ الأزهر يهنئ خادم الحرمين وولي العهد السعودي بنجاح موسم الحجآمال ماهر تنتهي من تسجيل أغنية جديدة من ألبومها حاجة غير

أوضحت "التميمي" خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"،  أن الاتصال شمل أيضًا الحديث مع بعثة الحج العراقية لمتابعة تفاصيل التفويج العكسي وضمان عودة الحجاج بسلام. وأضافت أن الحكومة العراقية حرصت على توفير أماكن إقامة آمنة ومريحة للحجاج بالتنسيق مع الجانب السعودي، إلى جانب توفير خدمات التغذية والرعاية الصحية، في ظل الأعداد الكبيرة المشاركة هذا العام، وظروف الطقس الصعبة.

وأشارت إلى أن موسم الحج هذا العام يُعد من أكبر المواسم من حيث عدد الحجاج العراقيين، خاصة من ذوي الشهداء، ما دفع الحكومة لمضاعفة الجهود لضمان سلامتهم، سواء من خلال فرق الدعم اللوجستي أو عبر التنسيق المستمر مع السلطات السعودية لتوفير كافة التسهيلات الممكنة.

وفي سياق آخر، كشفت التميمي عن خطة مرورية شاملة وضعتها مديرية المرور العامة العراقية بمناسبة عيد الأضحى، تشمل ثلاثة محاور رئيسية: تأمين مداخل ومخارج العاصمة بغداد، تنظيم حركة السير داخل المدن والمحافظات، وحماية المناطق الدينية والتجمعات في المساجد والحسينيات، وتهدف الخطة إلى ضمان انسيابية المرور، خصوصًا في أوقات الذروة بعد الظهر وحتى ساعات المساء.

واختتمت التميمي بأن السلطات المرورية دعت المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات وتجنب المخالفات مثل الوقوف العشوائي، لتفادي تعطيل حركة المرور، مشيرة إلى أن هذه المناسبة تُعد فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وزيارة الأرحام، مؤكدة أن نجاح الخطة يعتمد على تعاون المواطن العراقي ووعيه المروري في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية الحكومة العراقية الحجاج الحجاج العراقيين مكة المكرمة

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو عقد اجتماعا مع وزير الدفاع ورئيس الأركان لبحث مفاوضات الإفراج عن المحتجزين
  • خالد بن محمد بن زايد يترأّس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة «أدنوك»
  • تقرير أمريكي:إيران من تتحكم بطاقة العراق وهي مصدر هشاشته السياسية والاقتصاية
  • السوداني يضع حجر الأساس لمشروع يخص كبار السن في بغداد
  • عاجل | هيئة البث عن مكتب رئيس الوزراء: ترامب أبلغ نتنياهو أنه قدم مقترحا معقولا لإيران ويتوقع تلقي الرد خلال أيام
  • الرئيس السوري يستقبل مبعوث رئيس الوزراء العراقي
  • في مقدمة مودعيه الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي.. الرئيس الموريتاني يغادر جدة
  • الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي بمقدمة مودعيه.. رئيس جمهورية المالديف يُغادر جدة
  • التعمري: أهلاً بأسود الرافدين والشعب العراقي العزيز في الأردن
  • رئيس الوزراء العراقي يطمئن على الحجاج وخطة مرورية شاملة خلال عطلة عيد الأضحى