سبل النجاة لروسيا وايران من شراك الامريكان
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
بقلم : الخبير عباس الزيدي ..
1_عدم تقدير المخاطر بصورة دقيقة وحالة الاتكاء على تطور الاحداث لكل من روسيا وايران بالدرجة التي ينتظر كل منهما على انفراد المواجهة المباشرة مع الغرب الامريكي افرزت حالة من الضعف وكثير من الثغرات التي استثمرها الغرب الامريكي وعزز مواقعه في الفترة الاخيرة •
2_امريكا المجرمة واثناء طوفان الاقصى تراجعت قواها وكادت تهرب من غرب اسيا لكن ضعف التنسيق وعدم جدية التحالف الايراني الروسي هو الذي سمح للغرب الامريكي باستعادة انفاسه وهاهو اليوم يزج بالبديل الامريكي في المنطقة المتمثل (بقوات الناتو) بدءا من لبنان وانتقل سريعا الى سوريا وسينتقل الى اليمن وهو موجود في العراق بقوة ممثلا في تركيا •
3_ان حالة الانتظار لكل من روسيا وايران لبعضهما للبعض الاخر والدفع لان يكون احدهما راس الحربة في المواجهة( كماشة النار ) مع امريكا الشر المطلق أثرت بشكل كبير على الصراع ونتائجة ومنحت واشنطن فرص عديدة لاستعادة انفاسها وتموضعها •
4_نعم هناك مبررات لكل منهما فالحذر الروسي من اسرائيل وربما تركيا من اثارة قلاقل في محيط روسيا على النحو الاستراتيجي وارد ولكن هذا لايعني استسلامها وايضا الامر ينطبق على ايران حيال تركيا واذربيحان وافغانستان وغيرها•
5_ان حجم المشتركات الايرانية الروسية اكثر بكثير من نقاط الضعف او الهواجس التي يشعران بهما وان ثمار ومنافع تحالفهما لايمكن احصائه ناهيك انه أسس لنظام عالمي جديد يكون كل منهما حاضرا وبقوة وفي مواقع ريادية على مستوى الاقنصاد والسياسة والتكنلوجيا•
6_مايحصل الان في سوريا هو بداية الخطر المحدق الكبير وربما يتوهم الروس في الصفقة الامريكية لنقل الصراع الى الشرق مع ضمان خفض التصعيد في اوكرانيا وهو كمين امريكي محكم لروسيا
7_امريكا المنافقة لا عهد ولا وعد لها وسوف يدفع الروس اثمان ذلك عبر منصات الغاز في الشرق وستطرد من المياه الدافئة
8_مالم تحافظ روسيا على سوريا بشار فسوف تنهار موسكو حتى لو كان البديل رفعت الاسد او البعث الحاكم
9_هناك كثير من النقاط التي يجب اعادة النظر فيها لكل من روسيا وايران اذا ما ارادا النجاة من الشرك الامريكي
اولا _ على ايران اعادة النظر بعقيدتها النووية
ثانيا_ تعيد كل من روسيا وايران النظر في علاقاتهما مع دول النفاق الخليجي وان كل ماحصل من تقارب خبيث ليس له مصداقية على ارض الواقع بل هو متفق عليه لضمان تدفق النفط إلى الغرب الامريكي وتحييد الخليج في هذه الفترة علما ان دول الخليج متورطة الى حد النخاع مع امريكا واسرائيل في هذا المشروع •
ثالثا_ لقد فقدا كل من روسيا وايران اهم اوراق الضغط على الغرب الامريكي بما يسمى بالتفاهم او التقارب مع الخليج مصدر الطاقة في العالم ويجب استعادة تلك الورقة
رابعاتنسيق عملية نشر الأساطيل الروسية الإيرانية في الابيض المتوسط والتركيز على المحيط الهندي و مضائقه وبحاره و خلجانه لاغلاقه بالكامل للوهلة الاولى وايقاف كل عمليات تدفق النفط والغاز الى الغرب الامريكي • خامسا رصد نشاط كافة القواعد الغربية والامريكية في المنطقة وتحذير الدول التي تستضيفها•
سادساالانطلاقة الروسية الايرانية المشتركة يجب ان تكون سريعة من سوريا بالقدر الذي يتم فيه تطهيرها من كل التنظيمات الارهابية والاحتلالات غير الشرعية الامريكيةو الفرنسية و التركية
سابعا_ تتولى روسيا الغطاء الجوي بينما تزج ايران بمايقل عن فرقة من قوات النخبة على الاراضي السورية
ثامنا_ يدفع محور المقاومة وفصائله بقوات لتحرير الجولان السورية وتحريرها من جهة القنيطرة والاندفاع الى عمق الجليل الفلسطيني وتحريره
تاسعا_ العراق في قلب المعركة ولايمكن تحييدة وعليه الاندكاك بقوة لانقاذ نفسه
عاشرا_ لطالما حذر بطريقة النفاق العدو الامريكي من توسعة الحرب وهاهو اليوم يقوم بتوسعتها لانه ارادها حسب مزاجه وحسب قواعد الاشتباك التي يفرضها•
حادي عشر_المشروع الظلامي لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد قادم ولا يسلم من شروره طرف الا بوحدة الموقف والاصطفاف والمواجهة المباشرة •
وحتما سننتصر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الغرب الامریکی لکل من
إقرأ أيضاً:
الغرب يُسلّح “إسرائيل” ويُرسل الطحين ببطاقات عبور
في عالم باتت فيه الكلمة تُصاغ بمداد القوة، لا بالحقيقة، تتحول الكارثة الإنسانية في غزة إلى مشهد رمزي يكشف زيف النظام الدولي، وانهيار القيم التي طالما تباهى بها الغرب: حقوق الإنسان، القانون الدولي، العدالة. إذ بينما تمطر الطائرات «الإسرائيلية»، بدعم عسكري أميركي وأوروبي سافر، أحياء غزة بالصواريخ، تُرسل بعض الدول الغربية -بمنتهى النفاق- شاحنات طحين عبر مؤسسات دولية، محكومة ببطاقات عبور، إلى أولئك الذين نجوا من المجازر إلى حين.
إنّ المعضلة هنا ليست فقط في التواطؤ، بل في التأسيس لمنظومة إبادة جديدة، لا تتجلى فقط في أدوات القتل، بل في أدوات «المساعدة». لقد تحوّل الطحين إلى أداة سياسية بامتياز، يُوزّع بحذر شديد، ويُقرَّر من يستحقه ومن يُترك للجوع، كل ذلك تحت شعارات «العمل الإنساني»، في الوقت الذي تتكدّس فيه مخازن الأسلحة الأميركية في قلب فلسطين المحتلة، ويُمرَّر الدعم العسكري تحت بند «الدفاع المشروع عن النفس».
التجويع.. من الإبادة الصامتة إلى أداة الضبط الجيوسياسي
منذ بداية الحرب على غزة، كان من الواضح أنّ «إسرائيل» لا تستهدف المقاومة الفلسطينية فحسب، بل تخوض حربًا شاملة على المجتمع الفلسطيني، بكل مكوّناته. والغرب، بدلاً من أن يلجم هذا السعار الدموي، يزوده بكل ما يحتاجه للاستمرار: الغطاء السياسي، الدعم المالي، والمعدّات العسكرية.
لكنّ أخطر ما في هذا المشهد، هو «إدارة التجويع» بوصفها شكلاً متقدماً من الحرب النفسية والاجتماعية. لم تعد المجازر وحدها كافية لتروي عطش «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية»، بل بات المطلوب تفكيك بنية المجتمع الفلسطيني بالكامل، عبر إيصاله إلى حافة الانهيار البيولوجي، ثم تقديم فتات المعونة بوصفه منّة دولية مشروطة.
في هذا السياق، لم تعد المساعدات تُرسل لرفع المجاعة، بل لضبطها. يُراد للموت ألا يكون شاملًا، بل انتقائيًا، منظّمًا، يمكن التحكم بإيقاعه ومساحته، بحيث يُبقي على غزة على قيد الحياة، بالكاد.
الطحين المشروط.. »الهولوكوست المدني« بنسخة ناعمة
حين يُمنح الفلسطيني في غزة كيس طحين فقط بعد أن يتعرض لإذلال مرير، ويُطلب منه السير لكيلومترات ما بين الركام، وتحت تهديد القنص، للوصول إلى مركز توزيع تسيطر عليه «إسرائيل» أمنياً، فهذا ليس «إغاثة»، بل نموذج دقيق لـ»الهولوكوست المدني» بنسخته الحديثة: لا غرف غاز، بل حفر رملية (الجورة) يُنتظر فيها «إذن الحياة».
هذا النموذج يُدار تحت شعار الإنسانية. ولكن أيّ إنسانية تلك التي تُرشد طائرات الاستطلاع الغربية، والطائرات «الإسرائيلية»، جموع الجياع نحو مركز الإعدام؟ وأي عدالة حين يُستشهد العشرات أثناء انتظارهم للغذاء، بينما لا يُحاسب أحد؟
إنّ ما يُسمّى بـ»الإنزال الجوي للمساعدات» ليس سوى صورة فاقعة من صور التواطؤ بين آلة القتل «الإسرائيلية» والهيئات الدولية التي ارتضت أن تتحوّل من أدوات إنقاذ إلى أدوات تلميع. فالاحتلال، الذي أغلق المعابر، ودمّر البنية التحتية الصحية، وجرّد مليونَي إنسان من شروط الحياة الأساسية، يدّعي فجأةً أن له دورًا «إنسانيًا» في إسقاط عُلب غذاء من السماء. هذا الفعل، بحد ذاته، يُعيد إنتاج منطق الاستعمار الخيري: الجلّاد يلبس قناع المُنقذ، في الوقت الذي يُمسك فيه بخنجر الحصار في يده الأخرى. لا يكفي أن نُدين محدودية المساعدات أو انعدام فعاليتها، بل علينا أن نُفكك بنيتها السياسية، لأنها لم تأتِ خارج سياق الإبادة، بل كجزء منها. فهي لا تعالج الجوع، بل تُديره. لا تنهي الحصار، بل تُعطيه شكلاً مقبولًا في أعين المتفرجين. إنها ليست خطّة طوارئ، بل سياسة ممنهجة لإبقاء القطاع تحت السقف الأدنى للحياة، بما يسمح باستمرار المشروع الاستيطاني دون حرج أخلاقي أمام الكاميرات.
الغرب الرسمي.. ديمقراطيات تموّل المجازر وتكتب بيانات إنسانية
الدول الغربية تعرف، بكل تفاصيلها، ما يجري في غزة. ليس لأنّ الفلسطينيين أو الإعلام المستقل يبلّغونهم، بل لأنّ طائراتهم وجنرالاتهم وخبراء أمنهم موجودون في الميدان. هم لا يجهلون الإبادة، بل يديرونها.
وحين تصدر بيانات من الاتحاد الأوروبي تدعو إلى «تحسين الوضع الإنساني» في غزة، أو تُفرض عقوبات شكلية على وزراء من أمثال بن غفير وسموتريتش، فإنّ الغرض ليس وقف الجريمة، بل التخفيف من ثقلها الأخلاقي على الرأي العام الغربي، الذي قد يستفيق للحظة. لكنّ هذه العقوبات، كما في العراق سابقًا، لا تُفرض على الدولة المعتدية، بل على هوامشها، ولا تمسّ جوهر المشروع: التجويع المُمنهج كسلاح شرعي.
وفي المحصلة، يُعاد تعريف القانون الدولي ليخدم بنية الهيمنة: ما يُعدّ «جريمة حرب» في أوكرانيا، يُصبح «تكتيكًا عسكريًا مشروعًا» في غزة. أما محكمة العدل الدولية، فتبقى أداة انتقائية لا تصمد أمام «الفيتو الأخلاقي» الأميركي.
الغذاء كسلاح استعماري.. التاريخ يعيد إنتاج نفسه
ليس ما يجري في غزة استثناءً، بل استمرارٌ لنمطٍ إمبريالي مألوف، حيث يُستبدل القصف بالتجويع، وتُغلف الإبادة بورقٍ إنساني مصقول. لقد فعلها الغرب والأمريكيون من قبل في العراق، حين أُخضِعَ شعبٌ بأكمله لحصارٍ دمّر البنية التحتية الصحية والتعليمية، وقُدّرت آثاره بمقتل نصف مليون طفل، وهو رقمٌ وصفته وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت آنذاك بأنه «ثمنٌ مستحق». وفي السودان، جُعل الغذاء مشروطًا بالولاء السياسي، وغُذّيت الانقسامات الداخلية عبر تجويف المجتمعات من الداخل. في كل مرة، يظهر الغرب كمن «يحاول المساعدة»، بينما يُبقي يده على صمّام الحياة، يفتحه ويُغلقه حسب مصالحه الجيوسياسية. فالتجويع ليس خللًا طارئًا، بل أداة متعمدة لإخضاع الشعوب وتفكيك قدرتها على الصمود والمقاومة.
الصمت العربي.. تواطؤ يشرعن الجريمة
وفي مواجهة هذا المشروع، تبدو الأنظمة العربية -خصوصًا الدول ذات الوزن الجغرافي كالسعودية ومصر والأردن- عاجزة أو متواطئة. القرارات الصادرة عن القمم الإسلامية والعربية بقيت حبرًا على ورق. لماذا؟ لأنّ المعضلة ليست في عدم القدرة على إرسال المساعدات، بل في الخوف من كسر التوازنات التي تُبقي هذه الأنظمة آمنة تحت المظلة الأميركية.
إنّ المساعدات تكدّست على الجانب المصري من الحدود، لا لأنّ مصر غير قادرة على إدخالها، بل لأنها لا تملك الإرادة السياسية لمواجهة ما يُعتبر «الخط الأحمر الإسرائيلي-الأميركي». وهذا الصمت، أخطر من القصف، فهو يمنح الإبادة شرعية عربية، يُوظّفها الغرب في خطاباته ليقول: «حتى العرب لا يعارضون ما يحدث».
بين الطحين والسلاح.. الغرب يُعرّي ذاته
لقد بات واضحًا أنّ الغرب، في صيغته الحالية، لا يمثل نموذجًا أخلاقيًا ولا مرجعية قانونية. إنه تحالف سلطوي، يُعيد إنتاج الهيمنة بأشكال متجددة. يُسلّح «إسرائيل» بأحدث أدوات القتل، ثم يُرسل الطحين على دفعات، محكومًا ببطاقات عبور، كي يبقي على الفلسطينيين في مستوى الصراع الأدنى: صراع البقاء لا التحرير.
لكنّ التاريخ لا يُكتب فقط من غرف مجلس الأمن، بل من الساحات. وإذا كان الغرب قد نجح في تحويل غزة إلى مختبر للإبادة، فإنّ ما بعد غزة، سيكون اختبارًا حقيقيًا للشعوب، لا للحكومات.
فما لا تستطيع الدول قوله، يجب أن تقوله الشعوب. وما لا تجرؤ الأنظمة على فعله، يجب أن يفعله الناس. وإلا فإنّ الطحين سيظل يُرسل ببطاقات عبور، فيما السلاح يُمنح بلا حساب، وتُكتب النكبة مجددًا باسم الإنسانية.
كاتب صحفي فلسطيني