مختصون لـ "اليوم": دمج ذوي الإعاقة يتطلب تدريب الكوادر وتعزيز التشريعات
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
كشفت وزارة الصحة أن الدراسات تشير إلى أن بعض الأشخاص ذوي الإعاقة يموتون قبل أقرانهم غير المعاقين بفارق يصل إلى 20 عامًا، مؤكدةً أهمية التصدي للتحديات التي تواجه أكثر من مليار شخص يعيشون مع الإعاقة حول العالم، أي ما يعادل واحدًا من كل ستة أشخاص.
نقص خدمات ذوي الإعاقة
وأوضحت الوزارة، في اليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي يصادف الثالث من ديسمبر، أن الأشخاص ذوي الإعاقة في العديد من الدول النامية يعانون من نقص في جودة الخدمات الصحية والتعليمية وارتفاع معدلات الفقر، بالإضافة إلى ضعف المشاركة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى ضرورة إزالة الحواجز التي تحد من إمكاناتهم وإشراكهم في جميع جوانب الحياة والتنمية.
وأكدت وزارة الصحة التزامها بتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال ضمان حصولهم على أفضل الخدمات الصحية دون تمييز، وتمكينهم من تحقيق استقلالهم الكامل، إلى جانب تعزيز مشاركتهم في الأنشطة المختلفة.
ودعت الوزارة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة والعمل على بناء مجتمع شامل ومتاح للجميع، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
المؤسسات التعليمية وذوي الإعاقة
من جهتها قالت أستاذ التربية الخاصة المساعد، خبيرة ومترجمة لغة الإشارة، الدكتورة لجين محمود سندي: "تلعب المؤسسات التعليمية والمجتمعية دورًا محوريًا في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الفعّالة في مختلف مجالات الحياة.د. لجين سنديد. لجين سندي
وأوضحت: "تعمل المؤسسات التعليمية على توفير بيئات شاملة تتكيف مع احتياجاتهم، من خلال تطوير المناهج وتجهيز الفصول الدراسية بطريقة ملائمة، مما يتيح لهم فرصًا للتعلم والنمو. في المقابل، تسهم المؤسسات المجتمعية في تعزيز الوعي بأهمية دمج ذوي الإعاقة واحترام حقوقهم، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم.
شهادة "مواءمة" لذوي الإعاقة
وقالت "سندي": من بين الجهود البارزة في هذا الإطار تأتي شهادة "مواءمة"، التي تهدف إلى تعزيز بيئات العمل لتكون أكثر شمولية واستيعابًا لذوي الإعاقة، مما يسهم في تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص".
وأشارت إلى أنه، ورغم هذه الجهود، فإن عملية الدمج لا تزال تواجه العديد من التحديات، مثل نقص الكوادر المؤهلة، وضعف البنية التحتية، وغياب الوعي المجتمعي الكافي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأوضحت أن التغلب على هذه العقبات يتطلب التركيز على تدريب المعلمين والموظفين، وتحسين التشريعات وتفعيلها، وإطلاق حملات توعية تهدف إلى تغيير الصور النمطية السائدة.
كما أكدت أن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم، إلى جانب تعزيز برامج مثل شهادة 'مواءمة'، يُعد خطوة أساسية لضمان تلبية احتياجاتهم وتحقيق الدمج الكامل والمستدام."
وقالت أخصائية العلاج الوظيفي ضحى المناعي: "يحتفي العالم باليوم العالمي
لذوي الإعاقة، والذي يُعدّ تجسيدًا حقيقيًا لتمكين ذوي الإعاقة من حياة كريمة ومستقلة، تقوم على ممارسة مهارات الحياة اليومية بفاعلية، مع تقليل الاعتماد على الآخرين".
وأكملت: "يأتي هذا الاحتفاء كجزء من رحلة مستمرة تسعى فيها الأسرة ومقدمو الخدمات التعليمية والطبية والمجتمعية إلى تحقيق رؤية 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًا بذوي الإعاقة، وتعمل على تعزيز استقلاليتهم وتمكينهم في مختلف جوانب الحياة بشكل ملموس".
دمج ذوي الإعاقة في سوق العمل
وأوضحت أن المؤسسات والمنشآت التعليمية والمجتمعية تقدم سلسلة من الخدمات تشمل التشخيص، التدريب، التأهيل، الدمج، وتعليم ذوي الإعاقة، إلى جانب دعم مساعيهم للاندماج في سوق العمل من خلال توفير فرص وظيفية تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم. كما تركز هذه الجهود على مبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز، مما يضمن لهم حق التعليم والتدريب والعيش باستقلالية وإنتاجية.
وأضافت المناعي: "إن عملية التمكين ليست مقتصرة على المنشآت فقط، بل تُعزّزها جهود الأسر في بناء مستقبل أكثر شمولية واستدامة لذوي الإعاقة. ومن خلال أمثلة النجاح التي نشهدها في المملكة العربية السعودية، نستطيع أن نحتفي يوميًا بالإنجازات التي تحققها هذه الفئة، وبالتكامل بين الخدمات المقدمة لهم، وبالتمكين الذي يعكس التزامنا جميعًا بمستقبل يليق بطموحاتهم وحقوقهم".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 دمج ذوي الإعاقة اليوم العالمي لذوي الإعاقة ذوي الاحتياجات الخاصة الأشخاص ذوی الإعاقة لذوی الإعاقة من خلال
إقرأ أيضاً:
مختصون لـ"اليوم": العمل التطوعي يعزز الترابط المجتمعي ويؤسس التنمية المستدامة
أكد مختصون أن العمل التطوعي بات اليوم أحد أهم الركائز الداعمة للتنمية المستدامة وتعزيز الترابط المجتمعي، بوصفه أداة فعالة لخلق مجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على التطور. وشددوا على أن التطوع لم يعد مجرد ممارسة اجتماعية، بل أصبح مساراً تنموياً يفتح آفاقاً واسعة أمام الأفراد والمؤسسات لتقديم مبادرات ذات أثر ملموس تسهم في تحسين جودة الحياة، وترسخ قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة.
وقالوا في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للتطوع إن التطوع يمثل منصة حقيقية لتعزيز روح الانتماء من خلال مشاركة الأفراد في خدمة مجتمعهم، مما يعمّق التكافل ويقرّب المؤسسات والجهات نحو أهداف تنموية مشتركة.
أخبار متعلقة "الكشافة السعودية": التطوع ليس نشاطًا موسميًا بل ثقافة حياة ومسؤولية وطنيةبرنامج تأهيلي لأئمة جازان يركز على التوحيد والمخدرات والمواطنةكما يتيح للمتطوعين فرصاً واسعة لاكتساب مهارات قيادية وتنظيمية واتصالية تسهم في تطوير مسارهم المهني وتعزز حضورهم في سوق العمل.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز الثقافة التطوعية منذ المراحل الدراسية، ونشر قصص النجاح الملهمة، وتبني مبادرات نوعية تستجيب للاحتياجات الفعلية، بما يضمن أثراً متجدداً يخدم الإنسان والمجتمع، ويعزز مسار التنمية الوطنية.تعزيز الترابط المجتمعيوقال المهتم بالشأن التطوعي "مبارك بن عوض الدوسري" إن العمل التطوعي يسهم في تعزيز الترابط المجتمعي عبر خلق روح التكافل وتقريب الأفراد والمؤسسات نحو هدف مشترك ينعكس على جودة الحياة، مضيفاً أن مشاركة الجميع في خدمة المجتمع تولّد شعوراً بالانتماء وتدعم مسار التنمية المستدامة من خلال مشاريع تطوعية تُعالج احتياجات واقعية وتبني مجتمعاً أكثر قدرة على التطور.مبارك الدوسري
وأوضح أن المتطوعين يكتسبون مهارات متعددة مثل القيادة، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، إضافة إلى مهارات التواصل والتخطيط، وهي مهارات تنعكس إيجاباً على تطورهم الشخصي والمهني وتفتح لهم آفاقاً أوسع في سوق العمل.
وأكد أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب التخطيط الجيد، وتحديد أهداف قابلة للقياس، وتوفير التدريب، والاعتماد على الشراكات الفاعلة والتقييم المستمر، موصياً بتفعيل برامج نوعية تعزز ثقافة التطوع عبر المراحل الدراسية لضمان أثر مستدام.دعم أهداف التنمية الوطنيةومن جهتها أوضحت "د. أريج علي باعشن"، المشرف على إدارة التطوع والمسؤولية المجتمعية بجامعة جدة، أن العمل التطوعي يعزز الترابط المجتمعي من خلال بناء علاقات تعاونية تعمّق روح الانتماء والمسؤولية، كما يطوّر مهارات الأفراد ويحرك دافع المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع.أريج باعشن
وأضافت أن المؤسسات تستفيد من التطوع عبر مبادرات ترفع جودة الحياة وتدعم أهداف التنمية الوطنية. وبينت أن المتطوعين يكتسبون مهارات القيادة والعمل الجماعي، والتواصل، وبناء العلاقات، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، وإدارة الوقت، وهي مهارات تمنحهم خبرات عملية تدعم تطورهم المهني وترفع فرصهم في التوظيف.
وأكدت أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب تخطيطاً واضحاً بأهداف قابلة للقياس، وتدريباً وتمكيناً للمتطوعين، إلى جانب المتابعة والتقييم المستمر، موصية بنشر قصص نجاح ملهمة وتعزيز الشراكات بين الجهات التعليمية والمؤسسات لخلق فرص نوعية.معالجة القضايا الاجتماعيةوفي سياق متصل، أشار المشرف الكشفي في تعليم الرياض "غانم عبدالله آل غانم" إلى أن التطوع ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك، فهو يتيح للأفراد المشاركة الفاعلة في معالجة القضايا الاجتماعية ويعزز قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة، لافتاً إلى أن تكامل جهود المتطوعين مع مؤسسات المجتمع يثمر مبادرات ذات أثر طويل المدى تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بكفاءة.غانم عبدالله آل غانم
وقال إن العمل التطوعي يمنح المشاركين خبرات عملية واسعة أبرزها التنظيم، والتفاوض، والعمل تحت الضغط، إضافة إلى تطوير الحس الإنساني والمرونة، وبناء شبكة علاقات تدعم المتطوع مهنياً. وأكد أن ضمان جودة البرامج يتطلب وضوح الرؤية، وتحديد الاحتياجات، وتوفير بيئة محفزة، وتقدير جهود المتطوعين، مشدداً على أن قياس النتائج والتغذية الراجعة عنصران أساسيان لتطوير المبادرات، ومؤكداً أهمية تعزيز ثقافة التخصص في التطوع وتبني مشاريع ذات مخرجات قابلة للقياس.تعزيز الشعور بالمسؤوليةوقال "صالح هليّل"، الاختصاصي الاجتماعي، إن العمل التطوعي يسهم في توثيق عرى المجتمع عبر إحياء روح المشاركة وتعزيز الشعور بالمسؤولية المشتركة، وبناء رصيد ثابت من الثقة والتكافل، مما يجعله ركيزة أصيلة في مسار التنمية المستدامة على مستوى الأفراد والمؤسسات.صالح هليّل
وأضاف أن المتطوعين يكتسبون طيفاً واسعاً من المهارات الرفيعة مثل العمل الجماعي، وإدارة الوقت، والقيادة، والتفكير العملي، وهي مهارات تعزز نضجهم الشخصي وتفتح أمامهم آفاقاً مهنية أكثر تميزاً. وأكد أن المبادرات التطوعية ترتقي بجودتها حين تُبنى على أهداف واضحة، وتخطيط متقن، وشراكات واعية، وقياس دقيق للأثر بما يضمن استدامة النتائج وتحويل الجهد التطوعي إلى قيمة مجتمعية راسخة.
واختتم بالتأكيد على أهمية ترسيخ ثقافة التطوع عبر نشر الوعي، وتوسيع فرص المشاركة، وإبراز النماذج الملهمة، مؤكداً أن المجتمعات التي تكرّم العطاء قادرة على صناعة مستقبل أكثر قوة واتزاناً.