الجزيرة:
2025-07-30@14:38:46 GMT

هل تبكي أفريقيا على رحيل بايدن؟

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

هل تبكي أفريقيا على رحيل بايدن؟

مع اقتراب رحيل الرئيس الأميركي جو بايدن عن البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، يدور تساؤل في ذهن بعض الأفارقة، حول ما إن كان هذا الرجل يستحق البكاء عليه، لأن له بصمات في القارة، أم يذهب غير مأسوف عليه، لأنه لم يقدم شيئا يذكر لشعوبها؟ وأي كانت الإجابة، فالجميع يتساءل حول عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب وهل سيكون أفضل للقارة السمراء؟

تتطلب الإجابة عن السؤال الأول عقد مقارنة سريعة بين نهج ترامب في فترة حكمه الأولى بين عام 2017 و2021، ونهج خلفه بايدن في التعامل مع القارة، فترامب لم تطأ قدماه أفريقيا، وهو ما يعد خروجا عن الأعراف الدبلوماسية الأميركية لقارة تعد الأكبر دون منازع من حيث ثقلها التصويتي في الأمم المتحدة، بواقع 54 دولة.

ولم يكتفِ ترامب بهذا التجاهل وإدارة ظهره، بل وصف هذه الدول بـ"الحثالة"، رافعا شعار "أميركا أولا"، في حين أن بايدن اهتم مبكرا بالقارة، كما أنه زار أنغولا مؤخرا أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، في زيارة هي الأولى والأخيرة له خلال حكمه.

كشف حساب

يمكن رصد الاهتمام الذي أولاه بايدن لقارة أفريقيا في عدة مؤشرات: أولها حرصه على عقد القمة الأميركية الأفريقية الثانية أواخر عام 2022، بعد توقف دام 8 سنوات، 4 منها كانت خلال حقبة ترامب الأولى، وهي القمة التي أقر خلالها حزمةً ضخمة من المساعدات بقيمة 55 مليار دولار لدعم النمو الاقتصادي في القارة.

إعلان

كما وعد الرؤساء الأفارقة خلال زيارتهم لواشنطن بأن بلاده ستبذل قصارى جهدها لدعم جهود التنمية في أفريقيا، وبحث تمديد العمل بقانون "النمو والفرص في أفريقيا" والذي ينتهي عام 2025؛ ويعزز فرص الدول الأفريقية بالحصول على الإعفاء الجمركي لنحو 6500 منتج يتم تصديره للسوق الأميركية.

أما المؤشر الثاني فيتعلق بتدشينه مبادرة "الشراكة العالمية في مجال الاستثمار والبنية التحتية" مع القارة، فمنذ عام 2021، تم إبرام أكثر من 800 صفقة تجارية واستثمارية مع 47 دولة أفريقية من إجمالي 54 دولة، بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 18 مليار دولار.

كما تم مؤخرا عقد شراكة لبناء توسعة في ميناء برايا عاصمة جزيرة جمهورية الرأس الأخضر، بمبلغ 150 مليون دولار، ويذكر أن بايدن توقف فيها كـ"ترانزيت" خلال زيارته لأنغولا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت واشنطن عن 550 اتفاقية تجارية واستثمارية جديدة مع الدول الأفريقية، بزيادة قدرها 67% على الأعوام الماضية.

المؤشر الثالث هو تأكيد بايدن ضرورة أن يكون لأفريقيا مقعد دائم في مجلس الأمن، في إطار خطة إصلاح الأمم المتحدة، ووعد بالسعي لتحقيق ذلك، مع ضرورة أن تكون أفريقيا عضوا بمجموعة العشرين، وهو ما تحقق لاحقا.

أما المؤشر الرابع والأخير فهو تدشين الإستراتيجية الأميركية صوب القارة، التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عام 2022، حيث تقوم تلك الإستراتيجية على عدة محاور سياسية وأمنية واقتصادية، أبرزها: دعم عملية التحول الديمقراطي عبر مؤسسات المجتمع المدني، والانتخابات الحرة النزيهة.

هذا بالإضافة إلى مواجهة كل من الأنشطة الصينية في أفريقيا، والمعلومات التي دفعت العديد من دول القارة لتصديق الرواية الروسية في تبرير حربها على أوكرانيا، واتخاذ بعض هذه الدول، موقف عدم الانحياز في الأمم المتحدة عند طرح الموضوع للنقاش.

أحد أكبر مناجم النحاس والكوبالت في الكونغو (الفرنسية) ممر لوبيتو

وفي إطار حرص إدارة بايدن على مواجهة الاستثمارات الصينية الضخمة في أفريقيا كإحدى ركائز إستراتيجيته، ولرغبتها في الحصول موارد طبيعية بأسعار تفضيلية، دعمت الولايات المتحدة ودشنت خط سكة حديد بطول 1300 كيلومتر.

إعلان

ينطلق الخط من مواقع التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي زارها وزير الخارجية بلينكن في أغسطس/آب 2022، ويمر بزامبيا التي زارتها نائبة الرئيس كامالا هاريس في مارس/آذار 2023، وهي الدولة التي رغم غناها بمعدن النحاس باتت أول بلد أفريقي يعجز عن سداد ديونه بعد أزمة وباء كورونا.

ويصل خط سكة الحديد إلى المحيط الأطلسي في ميناء لوبيتو في أنغولا، التي زارها بلينكن أيضا ووزير الدفاع لويد أوستن، حيث سمي المشروع على اسم الميناء ويعرف بـ"ممر لوبيتو".

ويجري الحديث عن امتداد الممر من أنغولا إلى تنزانيا نحو المحيط الهندي، ليحقق تواصلا بين دول الجنوب والشرق الأفريقي، وليكون مشروعا مضادا لمبادرة "الحزام والطريق" التي تربط بين الصين وأوروبا عبر موانئ شرق أفريقيا في كينيا، مرورا بالبحر الأحمر وقناة السويس المصرية، وصولا للدول الأوروبية.

ويهدف هذا المشروع بحسب الباحث حكيم نجم الدين في مقال له بالجزيرة نت، إلى الربط بين الصناعات الأميركية والمعادن الإستراتيجية والحيوية في أفريقيا، مثل: الكوبالت، والليثيوم، والنحاس، والألمنيوم، والمنغنيز، والتي تعدّ ضرورية للصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا المكثفة، ولتأمين المعادن الإستراتيجية التي تحتاج إليها لتشغيل أنظمة الأسلحة المتطورة، وتكنولوجيا الطاقة المستدامة.

وبحسب كلمة لبايدن في أنغولا، فقد استثمرت الولايات المتحدة ما يقرب من 4 مليارات دولار على طول "ممر لوبيتو"، كما يصل هذا الرقم إلى 6 مليارات عند إضافة التمويل الأوروبي، وتمويل مجموعة الدول السبع الصناعية.

كما أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستستثمر ما يقرب من 600 مليون دولار في استثمارات إضافية لتوسيع البنية الأساسية الزراعية، وبناء شبكات الهاتف المحمول عالية السرعة، ومواصلة تحديث خط سكة حديد لوبيتو، ومن جانبها قدمت مؤسسة تمويل التنمية الأميركية قرضًا بقيمة 550 مليون دولار لتجديد شبكة السكك الحديدية.

إعلان ترحيب أفريقي

ورغم الأهداف الأميركية الواضحة في استغلال الثروات الأفريقية، فإن هذا المشروع لاقى ترحيبا كبيرا من الدول الأفريقية التي يمر بها، وهي كل من أنغولا، والكونغو الديمقراطية، وزامبيا، وتنزانيا، وهي الدول نفسها التي شاركت في القمة الأميركية الأفريقية المصغرة التي استضافتها أنغولا خلال زيارة بايدن الأخيرة.

فقد أشار رئيس أنغولا جواو لورينسو، إلى الأهمية الإستراتيجية لممر لوبيتو، بمينائه وخط سكة حديد بنجويلا، والذي كان في سبعينيات القرن الماضي أحد أكثر خطوط السكك الحديدية ربحية على مستوى العالم، من خلال نقل 3.3 ملايين طن من البضائع سنويا.

في حين أشار رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، إلى أن تصميم هذا الخط الحديدي الذي يربط مناطق التعدين في بلاده بكل من زامبيا وميناء لوبيتو، يهدف لنقل ما يصل إلى 20 مليون طن من البضائع سنويا بحلول عام 2030، وسيوفر نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلا عن تعزيز التبادل التجاري داخل أفريقيا، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063، علاوة على تقليل مدة النقل من ما يزيد على 30 يومًا إلى 10 أيام فقط.

أما رئيس زامبيا هاكيندي هيتشيليما، فأشار إلى أن الممر أمر جيد لمجموعة دول جنوب أفريقيا للتنمية "سادك" ومجموعة شرق أفريقيا، كونه ممرا عابرا للقارات، ويمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، حيث تكون نقطة النهاية هي تنزانيا.

موقف ترامب

ورغم كل هذا الترحيب الأفريقي، يبقى السؤال مطروحا حول وقع موقف ترامب من المشروع، خصوصا أن المرحلة الثانية لتنفيذه بين الكونغو وزامبيا ستبدأ عام 2026، أي خلال العام الثاني لحكم ترامب، هذا عدا عن تنفيذ المرحلة الثالثة بين زامبيا وتنزانيا.

يرى خبراء في العلاقات الأميركية الأفريقية، أن ترامب بالأساس رجل أعمال، وسيواصل دعم هذا المشروع لعوائده الكبيرة على الاقتصاد الأميركي، فضلا عن أنه مشروع منافس للصين، التي يعتبرها ترامب "العدو الاقتصادي الأول لواشنطن".

إعلان

وسيستغل ترامب هيمنة حزبه الجمهوري على الكونغرس بمجلسيه، عدا عن توافق نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة تطويق النفوذ الصيني عالميا، وربما تكون أفريقيا أحد مجالات عملية التطويق هذه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

«سبيس 42» و«مايكروسوفت» و «إزري» توقع اتفاقية لدعم مبادرة «خريطة أفريقيا» الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

وقَّعت «سبيس 42»، (المدرَجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت الرمز: SPACE42)، مذكرة تفاهم مع «مايكروسوفت» و«إزري»، لتطوير خرائط رقمية عالية الدقة تغطي القارة الإفريقية بأكملها. وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة «خريطة أفريقيا» التي تهدف إلى إنشاء خريطة موحَّدة وشاملة للقارة، تُعَدُّ الأكبر من نوعها حتى اليوم، وتشمل 54 بلداً في القارة، وأكثر من 1.4 مليار نسمة. وتهدف المبادرة إلى دعم جهود التنمية والتخطيط في مجالات البنية التحتية والاستثمار واتخاذ القرار المؤسسي على مستوى القارة.

وُقِّعَت الاتفاقية خلال مؤتمر مستخدمي «إزري» لعام 2025، وتهدف إلى إرساء بنية معلوماتية ذكية تعزِّز قدرة الحكومات والمؤسسات والمجتمعات على اتخاذ قرارات دقيقة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أسس معرفية مدعومة بالبيانات. كما تهدف الشراكة الممتدة لخمس سنوات إلى تعزيز القدرات الجيومكانية في كلٍّ من إفريقيا ودولة الإمارات، وتوفير بيانات دقيقة وسهلة الوصول للجهات المعنية على المستويين الوطني والإقليمي.

وقال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي للحلول الذكية، في «سبيس 42»: «إنَّ ثقافة الشراكة هي جزء أصيل من الهُوية الاماراتية، ويجسِّد هذا التعاون مع (مايكروسوفت) و(إزري) امتداداً لنهج (سبيس 42) القائم على التحالفات الاستراتيجية. نحن نؤمن بأنَّ بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة يبدأ من الوصول إلى بيانات موثوقة ورؤى دقيقة، وخاصة في الأسواق التي تعاني من فجوات معلوماتية. اليوم، تمثِّل الخرائط الجغرافية المتقدمة وحلول الذكاء الجغرافي أدوات أساسية لدعم متخذي القرار، وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة، وتمكين المجتمعات في إفريقيا وغيرها من المناطق. ومن خلال هذا التعاون، نرسِّخ دورنا كشريك موثوق للحكومات، ونُسهم في تشكيل حلول تواكب تحديات الواقع وتدفع بعجلة التقدُّم».

وقال جاك دانجرموند، رئيس شركة «إزري»: «نفخر بدعم مبادرة (خريطة إفريقيا) بالتعاون مع (سبيس 42). يتطلَّب تحويل صور الأقمار الاصطناعية إلى خرائط دقيقة على نطاق القارة تقنيات جيومكانية متقدمة ومنهجيات عمل احترافية دقيقة، وهي ذات الإمكانات التي دعمت مبادرات مماثلة في مناطق مختلفة من العالم، نضعها اليوم في خدمة إفريقيا. ونُسهم من خلال هذه المبادرة في إنشاء مورد أساسي يدعم تخطيط البنية التحتية، ويعزِّز التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة في عموم القارة».

في ظل واقع الخرائط المجزّأة والبيانات القديمة أو غير المتاحة في مناطق واسعة من القارة الإفريقية، تجد الحكومات والمؤسسات نفسها أمام تحدياتٍ جمّة في اتخاذ قرارات دقيقة تستند إلى بيانات موثوقة. ومن هذا المنطلق، تأتي مبادرة «خريطة إفريقيا» لتغيِّر هذا الواقع، عبر إنتاج بيانات جيومكانية دقيقة ومحدَّثة بانتظام وتُدار محلياً على مستوى القارة.

تقود «سبيس 42» هذا المشروع الرائد عبر تأمين التمويل والإشراف على التنفيذ، وتوفير بيانات الأقمار الاصطناعية عبر قدراتها السيادية وشبكة شراكاتها الاستراتيجية. ويتم تحليل هذه البيانات باستخدام نماذج التوأم الرقمي المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج خرائط ديناميكية مصمَّمة وفقاً للاستخدامات المختلفة. كما تقود الشركة خريطة طريق متكاملة للبحث والتطوير تهدف إلى ابتكار نماذج جديدة، وأتمتة عمليات إنتاج الخرائط بما يواكب متطلبات المستقبل. 

وتتولى «إزري» قيادة منهجية تطوير الخرائط اعتماداً على تقنياتها المتقدمة في الذكاء الجغرافي والاستشعار عن بُعد، إلى جانب دعمها للمراكز الإقليمية لتدريب الكفاءات المحلية، وبناء القدرات بشكلٍ مستدام. وفي المقابل، توفِّر «مايكروسوفت» البنية التحتية السحابية الآمنة عبر منصة «أزور»، ما يُتيح معالجة البيانات وتكاملها ومشاركتها على نطاق واسع، ويضمن كفاءة العمليات وسرعة الوصول إلى النتائج القابلة للتنفيذ.

ويُتوقَّع أن تُحدِث المبادرة أثراً إيجابياً واسع النطاق في العديد من القطاعات، من ضمنها الموانئ والخدمات اللوجستية، حيث تسهم في تحسين تخطيط المسارات وتقليل الهدر، بما يدعم تحوُّل إفريقيا إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية، وقطاع الطاقة المتجددة من خلال دعم اختيار المواقع المُثلى لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يحسِّن الكفاءة والعائد على الاستثمار، وقطاع الأمن والاستجابة للكوارث، من خلال تمكين الحكومات من مراقبة الحدود، وإدارة الموارد الطبيعية، وتنسيق الاستجابات لحالات الطوارئ، وقطاع المدن الذكية والاقتصادات الرقمية، من خلال توفير الأساس الجغرافي اللازم لتخطيط المدن والخدمات العامة ونشر البنية التحتية الرقمية.

أخبار ذات صلة 33.9 ألف مستفيد من مبادرة الإعفاء من غرامة التأخر في التسجيل لضريبة الشركات دبي تستضيف سباق «لي تاب»

وسيتم ترخيص البيانات للجهات الحكومية الوطنية، بما يضمن سيادتها عليها، واستمرارية تحديثها من خلال الجهات المختصة بتطوير الخرائط. كما تهدف المبادرة على المدى الطويل إلى تمكين منظومة تجارية مبتكَرة تشمل شركات ناشئة إفريقية تسهم في توسيع نطاق الحلول الجغرافية. وستُحفَظ البيانات لاحقاً في مراكز بيانات تديرها «جي 42» و«مايكروسوفت» في القارة.

تجسِّد هذه المبادرة توجُّه «سبيس 42» الاستراتيجي نحو تطوير شراكتها مع «مايكروسوفت» و«إزري»، وتعزيز حضورها في القارة الإفريقية، ما يمكِّنها من فتح مجالات جديدة في التحليلات والتراخيص ودعم البنية التحتية. كما تؤكِّد هذه المبادرة مكانة «سبيس 42» الرائدة كشريكٍ عالميٍّ مفضَّل للحكومات التي تسعى إلى الحصول على حلول جيومكانية دقيقة وعلى نطاق واسع، ما يمثِّل نهجاً استراتيجياً وبوابةً تجاريةً لفتح أسواق جديدة.

وبصفتها جزءاً من منظومة «جي 42»، تمضي «سبيس 42» قُدماً في ترسيخ تعاونها مع «مايكروسوفت» لتطوير حلول ذكية تواكب احتياجات المجتمعات وتدعم منظومات الأعمال.

وقال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: «نؤمن في (جي 42) بأنَّ الذكاء هو الركيزة الأساسية للتنمية المجتمعية، إلا أن الوصول إليه لا يزال محدوداً في العديد من دول الجنوب العالمي. ومن هذا المنطلق، تمثِّل هذه الشراكة خطوة استراتيجية لردم فجوة البيانات والمعرفة، وتمكين الحكومات من اتخاذ قرارات مبنية على الرؤية والتحليل المتقدِّم. من خلال هذا التعاون، نعمل على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة عملية تسهم في تخطيط حضري أكثر ذكاءً، وتطوير بنى تحتية مرنة، وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية، وتسريع التمكين الاقتصادي. ولا نكتفي بتوفير البيانات، بل نسعى لتحويلها إلى قيمة حقيقية وأثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمعات».

وأضاف: «تعكس شراكتنا مع (مايكروسوفت) التزاماً مشتركاً بتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي كقوة عالمية من أجل الخير. نحن لا نطوِّر تقنيات فحسب، بل نبني معاً بنية تحتية معرفية وتطبيقات متقدمة تُسهم في إيصال فوائد الذكاء الاصطناعي إلى المجتمعات الأكثر احتياجاً. من خلال هذا التعاون، نركِّز على إحداث تحوُّل إيجابي في حياة الأفراد، عبر تقنيات موثوقة ومسؤولة وشاملة تُعزِّز العدالة الرقمية والتنمية المستدامة».

تُعَدُّ دولة الإمارات أكبر مستثمر أجنبي في إفريقيا، باستثمارات تجاوزت 44 مليار دولار في عام 2024 فقط، أي ما يعادل تقريباً مجموع استثمارات المملكة المتحدة والصين مجتمعتين. وبصفتها الجهة الوطنية الرائدة في قطاع الفضاء، تدعم «سبيس 42» هذه الأجندة من خلال تصدير القدرات الإماراتية في مجالَي الذكاء الاصطناعي والبيانات الجيومكانية، بما يمكِّن من تحقيق التنمية القائمة على البيانات.

وتُسهم قدرات «سبيس 42» بدور محوري في توسعة منظومة الفضاء الوطنية وتعزيز نقل المعرفة عبر القطاعات، لبناء اقتصاد ابتكاري جاهز للمستقبل في دولة الإمارات إفريقيا على حدٍّ سواء. ففي القارة الإفريقية، تُتيح هذه القدرات استخداماً أكثرَ ذكاءً للأراضي، واستجابةً أكثرَ كفاءة للكوارث، وتخطيطاً حديثاً للبنية التحتية، وأُسساً متينة للمدن الذكية والاقتصادات الرقمية. أمّا بالنسبة لدولة الإمارات، فتمثِّل هذه الشراكة الاستراتيجية بوابة إلى أسواق عالية النمو، وتعزِّز من روابطها الدبلوماسية والتجارية، وتُرسِّخ مكانتها كقوة عالمية رائدة في حلول الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي. 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • برشلونة يفتح الباب أمام رحيل نجمه إلى دوري روشن
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • الوليد بن طلال يعلق على رحيل فهد بن نافل
  • رحيل لاعب جديد عن الأهلي بعد قرار الفيفا.. من هو؟
  • «سبيس 42» و«مايكروسوفت» و «إزري» توقع اتفاقية لدعم مبادرة «خريطة أفريقيا» الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • إيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين