بوابة الوفد:
2025-05-21@10:48:24 GMT

التبجح الإسرائيلى والصمت العالمى

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فى مؤتمر صحفي، مساء الإثنين أن إسرائيل تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط.. و كرر نتنياهو هذه العبارة  مرات عديدة، وبصور مماثلة فى سياقات خطابية متعددة وبلغة ملؤها الغطرسة قال أيضا: «من يتعاون معنا، يجنى فوائد عظيمة»، و»من يعتدى علينا، يخسر كثيرا» و»سنقطع اليد لمن يحاول أن يؤذينا»,وزعم أن السيطرة على هضبة الجولان يضمن أمن إسرائيل، واصفا هضبة الجولان -وهى الأراضى السورية المحتلة - بجزء لا يتجزء من إسرائيل!ّ 
حديث نتنياهو عن الجولان ربما يحمل معه تفاؤلا بقرب قدوم ترامب إلى البيت الأبيض, فالأخير خلال فترة رئاسته الأولى، وتحديدا يوم 25 مارس 2019 كان أول رئيس أمريكى يعترف رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، منذ ضم الاحتلال لها بقانون عام 1981، مما مثل تغييرا كبيرا عن السياسة التى اتبعها قبله خمسة من الرؤساء الأميركيين، جمهوريون وديمقراطيون
من الواضح أن نتنياهو قد استغل حالة الفراغ السياسى التى تشهدها سورية ليمضى قدما فى مخططه للمنطقة فى ظل صمت رهيب من المجتمع الدولى و الدول الفاعلة التى تتصيد الأخطاء الصغيرة لأى دولة بينما تغض الطرف عن عدوان نتنياهو المتكرر على الأراضى العربية منذ عشرات السنين .


يعد إعلان نتنياهو انتهاء العمل باتفاقية فض الاشباك التى وقعتها إسرائيل فى جينيف مع سورية عام 1974 بإشراف الأمم المتحدة و رعاية الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتى السابق خرقا صريحا للقانون الدولي, فالاتفاقية كانت مع سورية الدولة وليس مع شخص الرئيس, وهذا أيضا حدث على مسمع  ومرأى من منظمات المجتمع الدولى و ودوله الفاعلة, وكأن شيئا لم يحدث, والآن لا نعرف على وجه الدقة إلى أين يمكن أن تمتد الأهداف العملياتية لإسرائيل داخل سوريا، لكن المؤكد أنه لا يمكن الثقة بتعهدات إسرائيل بأن «توغلاتها» الحالية فى الأراضى السورية «مؤقتة», لكن أيضا لا أستبعد أن تنسق إسرائيل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيا والموجودة فى محافظات ومناطق شرق الفرات لإحكام السيطرة على كامل الجنوب السوري، مما قد يعزز من موقف الأكراد المسلحين، إلا أن ذلك سيثير حفيظة تركيا التى لديها مصلحة كبرى فى تفكيك القوات الكردية فى سوريا لمنعها من تطوير عملياتها فى المناطق القريبة من الحدود التركية.
على الجانب الآخر لم يصدر حتى اللحظة أى موقف رسمى من جانب الحكومة الجديدة فى سورية  بالتوغل الإسرائيلى فى الأراضى السورية، فى ظل انشغالها بتسلم مقاليد السلطة وتوزيع المناصب، كما أنه من الواضح أن السلطة الجيدة ربما لا تكترث بتحركات إسرائيل ولا أعرف إذا كان هذا عمدا أو لانشغالها بترميم الوضع الداخلى ورغبتها فى تهدئة الصراع مع الأطراف الخارجية
فى محاولة لفهم استخدام نتنياهو المتكرر لمصطلح « شرق أوسط جديد» و الذى لا يعد جديدا و بات مألوفًا إعلاميًّا، لا يمكننا بحال من الأحوال فصله عن مخطط البقاء بالقوة، الذى صار مفهومًا يسيطر على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية فى ظل هاجس أبدى حول انعدام الأمن الذى تولده إشكالية الهوية للقادمين من الشتات.
فى تصورى أن قادة إسرائيل  يقدرون الأبعاد السياسية لتلك للحظة التى سيجلس خلالها الجميع على طاولة للتفاوض على شكل سوريا الجديدة، ويرغبون فى أن تمتلك إسرائيل أكبر قدر من الأوراق فى تلك اللحظة. وبالقطع لن تقبل دولة الاحتلال أن يوضع مصير الجولان المحتل على طاولة المفاوضات وأقصى ما يمكن أن تقبل به هو التراجع مجددا إلى ما وراء خط التهدئة مقابل ضمانات أمنية.
المشكلة الأساسية فى هذا الصدد تكمن فى طبيعة الأطراف التى ستتفاوض معها إسرائيل آنذاك والتى ستجعل مهتمها معقدة ربما بشكل أكبر من نظيرتها فى ظل عهد بشارالأسد. 
الشاهد الأن أن نتنياهو يراهن على إمكاناته فى الفرار إلى الأمام وقدرات جيشه العسكرية من أجل الاستمرار فى هذه الحرب التى تتوسع وتُضاف إليها الآن جبهة جديدة. فى غضون ذلك، تبقى المنطقة برمتها مفتوحة على سيناريوهات متعددة ومتداخلة فى المدى القريب، ولكن لا يبدو أن الهدوء سيكون من بينها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر د حسام فاروق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، اليوم الإثنين، 19 مايو 2025، إن على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"، مشيرًا إلى أنه كان واضحا منذ بداية الحرب بشأن ضرورة تجنب حدوث مجاعة في القطاع، إذا ما أرادت إسرائيل تحقيق أهدافها من العملية العسكرية.

وأوضح نتنياهو في تصريحات له، أن حكومته كانت قد قررت، خلال الحرب، السماح بدخول الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها أوقفت ذلك لاحقا بعد أن تبين، بحسب قوله، أن حركة حماس تستولي على تلك المساعدات.

وأضاف أن تل أبيب، بالتعاون مع الإدارة الأميركية، تعمل حاليا على إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات، عبر نقاط محددة تحظى بحماية الجيش الإسرائيلي.

وكشف نتنياهو أن الهدف النهائي من هذه الخطة هو إنشاء منطقة كاملة تخضع لسيطرة الجيش، بحيث تكون مخصصة لتوزيع المساعدات، ويتوجه إليها سكان غزة للحصول على احتياجاتهم الإنسانية.

اقرأ أيضا/ 9 شاحنات مُساعدات تدخل إلى غـزة اليوم بإشراف مؤسسات دولية

وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن دخول 9 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار الجهود لتوصيل الإغاثة إلى السكان في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

وبحسب البيان، فإن الشاحنات المحملة بالمساعدات ستتجه إلى مخازن الجمعيات داخل القطاع، حيث ستتولى المؤسسات الدولية المعنية مهمة توزيعها على المستفيدين.

ومن جانبها، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، بأن المساعدات التي ستدخل إلى غزة هذا الأسبوع وفق النظام القديم ستشمل نحو 30 شاحنة يوميا، محمّلة بمواد غذائية (مثل بدائل الحليب، والطحين وما شابه) بالإضافة إلى مساعدات طبية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل مطالبات متزايدة من منظمات الإغاثة لتسهيل دخول المساعدات، وسط استمرار الحصار والتصعيد العسكري الذي يعاني منه سكان غزة منذ أشهر.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية 9 شاحنات مُساعدات تدخل إلى غزة اليوم بإشراف مؤسسات دولية اغتالت قياديا واختطفت عائلته.. قوة إسرائيلية تُنفّذ عملية خاصة في خانيونس محدث: نتنياهو يصادق على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة الأكثر قراءة نتنياهو يمثل للمرة الـ30 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة الجيش الإسرائيلي يوقف إطلاق النار بغزة لاستلام الأسير عيدان ألكسندر فرنسا: طلب مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية "أمر مشروع" عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مدى قوة الضغوط الدولية على إسرائيل حول غزة واحتمال استجابة نتنياهو؟.. خبير يوضح لـCNN
  • أمريكا تتخوف من "انهيار" حُكم الشرع وحرب أهلية في سوريا "خلال أسابيع"
  • "نتنياهو": جولان شجع على عصيان أوامر الجيش وشبه إسرائيل بالنازيين
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة إلى أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • غولان: لا بد من إنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو
  • نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"
  • "المجتمعات العمرانية" تنفي ما تردد بشأن تعديل اشتراطات الأراضى الخاضعة لرسوم تحسين طريق القاهرة
  • متحف تل بسطا بالزقازيق ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف
  • عاجل. مكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في غزة