شعبان بلال (بيروت، القاهرة)

أخبار ذات صلة عقوبات أميركية على جمعية لبنانية تابعة لـ«حزب الله» وصول منصة حفر إلى «بلوك 9» قبالة سواحل لبنان

نظم العشرات من أصحاب الودائع المصرفية وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب اللبناني في بيروت احتجاجاً على تشريع قد يهدد إمكانية استرداد أموالهم، فيما دخلت البلاد في العتمة الشاملة بعد توقف الشركة المشغلة لمعملي الكهرباء عن تشغيل المعملين بسبب عدم حصولها على مستحقاتها بالعملة الأجنبية.


وتجمع محتجون لبنانيون أمس، أمام مدخل مجلس النواب بدعوة من جمعية «صرخة المودعين» لمنع النواب من إقرار مشروع قانون «الكابيتال كونترول»، ورفعوا لافتات تطالب باسترجاع حقوقهم.
وكان من المقرر عقد جلسة نيابية لإقرار مشروع قانون «كابيتال كونترول» الذي من المفترض أن ينظم العلاقة بين المودعين والبنوك، ووضع ضوابط على حركة رؤوس الأموال من وإلى لبنان، إلا أنه تم إرجاء الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وأعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر في بيان، أن عدد النواب الذين حضروا الجلسة بلغ 53 من أصل 128 فتم إرجاء الجلسة إلى موعد آخر.
وألقى عضو جمعية «صرخة المودعين» خليل برمانا خلال الوقفة الاحتجاجية كلمة شدد فيها على «وجوب إعادة الودائع كاملة من البنوك»، مشدداً على أن من يجب أن يتحمل الخسائر هي «المصارف الفاسدة» وليس المودع.
وحسب خبراء، فإن مشروع قانون «الكابيتال كونترول» قد يمنع المودعين من مقاضاة البنوك أمام المحاكم اللبنانية والأجنبية، بعدما يصبح سارياً، كما يستبعد إمكانية محاسبة من هربوا أموالهم بعد حراك 17 أكتوبر 2019 ويحدد مبلغ شهري للمودعين باستطاعتهم سحبه وهو ما أثار غضب أصحاب الأموال.
وفي سياق آخر، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، توقف محطتين عن العمل كلياً لأسباب مادية ما أسفر عن قطع التيار عن كافة أراضي البلاد.
وقالت المؤسسة في بيان، إنها «تبلغت من المشغل بوقف معملي الزهراني ودير عمار، نتيجة عدم تسديد جزء من مستحقاتها المترتبة بالعملة الأجنبية والبالغة 10 ملايين دولار».
ويعني ذلك أن المحطتين توقفتا عن تزويد السكان بالطاقة، والتي كانت بواقع 4 ساعات يومياً.
واعتبر نواب لبنانيون إن الفراغ الرئاسي والحكومي له تداعياته الخطيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بجانب عوامل أخرى مثل الفساد، وأرجعوا فشل مجلس النواب في إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن كل طرف يعمل على تحقيق مصالحه الخاصة.
وقالت النائبة في البرلمان اللبناني نجاة صليبة في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الفراغ الرئاسي ووجود حكومة تصريف أعمال يعني عدم وجود استراتيجية واضحة للخروج من المأزق الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد، خاصة وأن مهمة هذه الحكومة فقط تصريف الأعمال من دون القدرة على اتخاذ قرارات تجاه الأوضاع الحالية.
وكشفت صليبة عن عدم وجود خطة اقتصادية للخروج من حالة الفقر التي يعيشها اللبنانيون، وأن هذا الفراغ الممتد لا يمكّن البلاد من تهيئة اقتصاد قادر على تحقيق التوازن بين الصادرات والواردات.
من جانبه، أشار النائب اللبناني نبيل نيقولا إلى أن التأثير الكارثي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ليس فقط الفراغ الرئاسي والحكومي، ولكن أيضاً عدم محاسبة من سرقوا لبنان.
وأشار نيقولا إلى أن «التأثير الخطير في عدم قيام السلطة الرقابية من مجلس نواب والقضاء بالمحاسبة لكل فاسد أو مقصر، ونحن نعلم أن الفراغ الحكومي والتواطؤ هما السبب في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان».
وأشار البرلماني اللبناني مصطفى علوش، إلى أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في لبنان يزداد تدهوراً مع كل يوم يمر.
وأوضح علوش لـ«الاتحاد» أن التدهور بدأ على المستويين الاقتصادي والاجتماعي رغم وجود رئيس الجمهورية والحكومة، ويأتي غياب السلطة اليوم نتيجة لتراكم المشاكل المرتبطة بتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات، وأن وجود رئيس الجمهورية اليوم في ظل الظروف ذاتها لن يغير في الوضع شيئاً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البرلمان اللبناني الحكومة اللبنانية الأزمة اللبنانية الاقتصاد اللبناني لبنان أزمة لبنان أزمة لبنان الاقتصادية احتجاجات لبنان مجلس النواب اللبناني الاقتصادی والاجتماعی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

نساء الجنوب اللبناني يواجهن التحديات ويترشحن للانتخابات البلدية

جنوب لبنان- أعادت التجربة القاسية رسم صورة المرأة الجنوبية في لبنان، متجاوزة القوالب النمطية التي حُصرت فيها لعقود، فقد شكَّلت الحرب نقطة تحول ودافعة لها نحو اقتحام ميادين طالما كانت تُنسب تقليديا إلى الرجال، وفي مقدمها الشأن العام والعمل البلدي.

ومع دخول الاستحقاق البلدي والاختياري في انتخابات المجالس المحلية مراحله الحاسمة، يبرز ترشح النساء لافتا، خاصة في البلدات التي واجهت الحرب وتبعاتها بشكل مباشر.

وتظهر مؤشرات الدورة الانتخابية الحالية في جنوب لبنان، تحولا نوعيا في مستوى مشاركة النساء، يتجلى في ازدياد عدد المرشحات وجرأتهن في طرح رؤى واضحة للعمل البلدي والاختياري، مدفوعات بإرادة التغيير وبالرغبة في إعادة بناء مجتمعاتهن.

ورصدت الجزيرة نت عبر لقاءات مع عدد من المرشحات، كيف يخضن هذا الاستحقاق في ظل واقع أمني واقتصادي هش، كما تستعرض دوافعهن للترشّح، وطموحاتهن وتصوراتهن للعمل العام.

شريكة وفعَّالة

في مدينة النبطية جنوب لبنان، تخوض لينا صياح تجربتها الأولى في العمل البلدي كمرشحة ضمن لائحة "النبطية تستحق الحياة"، مدفوعة بإيمان راسخ بأن المدينة تستحق إدارة تتجاوز النهج التقليدي.

وتقول صياح للجزيرة نت "لم أترشح لهدف شخصي، بل نتيجة شعور عميق بالمسؤولية تجاه المدينة وأهلها، فالنبطية تمرّ بمرحلة دقيقة، بين آثار الحرب وتراجع الخدمات الأساسية، فضلا عن شعور عام بالإحباط يتسلّل إلى النفوس، من هنا قررنا أن يكون الصوت المدني حاضرا بخطة واضحة وشجاعة في مواجهة الواقع".

إعلان

كما أن قرارها بالترشح -تؤكد صياح- لم يكن ارتجاليا أو متردّدا، بل نابعا من إيمان بضرورة انخراط النساء في الشأن العام، لا سيما في العمل البلدي. وتضيف "في مجتمعنا الجنوبي، لا تزال مشاركة النساء محدودة وغالبا رمزية، لكننا نعمل لتكون المشاركة فعلية ومؤثرة، وأنا فخورة بأن أكون من اللواتي يُمهدن هذا الطريق بثقة وإرادة".

وتشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه أي مشروع تغييري، من إعادة بناء الثقة بالمجالس البلدية إلى صعوبات التمويل، وصولا إلى مقاومة البعض لفكرة التغيير، خصوصا إذا جاء على يد نساء.

وترى أن دور المرأة في الشأن البلدي لا يقتصر على تحسين الخدمات والبنى التحتية، بل يتعداه إلى التأسيس لمقاربة مؤسسية مختلفة، وتوضح أنها تريد للمرأة أن تكون شريكة فعَّالة في التخطيط، وصناعة القرار، والرقابة، وبناء مؤسسات بلدية شفافة، "فصوت المرأة ليس تفصيلا، بل ضرورة ملحّة" حسب وصفها.

وختمت صياح مخاطبة نساء الجنوب، "السياسة والعمل البلدي ليسا حكرا على أحد، أنت لست فقط أما أو موظفة أو ناشطة، بل شريكة وصانعة قرار حين تختارين أن تشاركي، والتغيير يبدأ بخطوة، واليوم أكثر من قبل الجنوب يحتاج صوتك".

شرف التجربة

وفي بلدة راميا الحدودية، التي دُمِّرت بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي، تبرز زينب علي صالح كمرشحة لعضوية المجلس البلدي، مستندة إلى تاريخها كناشطة اجتماعية حاضرة دوما إلى جانب الأهالي.

وتقول زينب للجزيرة نت، إنها ترشحت لرغبتها في خدمة الناس، الذين شجعوها على الاستمرار وطالبوا بذلك، وهي تُدرك حجم التحديات التي تنتظرها، فالبلدة الصغيرة لا تزال بحاجة إلى كل شيء تقريبا؛ من البنية التحتية إلى دعم الزراعة التي تشكّل موردها الأساسي.

وتضيف "راميا تعتمد على الزراعة، من الزيتون والتبغ والقمح وغيرها، وكلها تضررت بفعل الحرب، والبلدة بحاجة إلى من يعمل لها، ويخطط لنهضتها بعد كل هذا الدمار".

إعلان

وترى أن مجرد الترشح بحد ذاته خطوة جريئة، خاصة في ظل قلة مشاركة النساء بهذا المجال، وتقول "لم نعد نتحمل البقاء بلا دور، لا في بلدنا، ولا في بيوتنا، ولا في أرزاقنا، من الضروري أن تتحسن الخدمات، وأن يُبنى العمل البلدي على رؤية بعيدة المدى".

وختمت المرشحة "حتى إن لم يحالفني الحظ، فإن مجرَّد الترشح يعد دعما معنويا للنساء اللواتي بدأن يتشجّعن، وقد يدفعهن ذلك إلى خوض التجربة في المرة المقبلة، لا بد أن نحضر وأن نشارك".

تطلع وإصرار

أما هبة طلال بيطار، المرشحة المستقلة لعضوية المجلس البلدي في بلدة "النبطية التحتا" جنوب لبنان، فتخوض معركتها الانتخابية مرتكزةً إلى رؤية واضحة للتغيير بأن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل أكثر، وأن لحظة التغيير والإصلاح قد حانت، خاصة بعدما مرت به النبطية من أزمات أثقلت كاهل أهلها.

وبخطى ثابتة، تقدمت هبة إلى ساحة العمل البلدي لتؤكد أن للمرأة دورا محوريا لا يمكن تجاهله في بناء المجتمع وخدمة الناس، وتقول للجزيرة نت "لم يكن الطريق سهلا، فقد واجهت انتقادات وتنمّرا لمجرد كوني امرأة، وصوري الانتخابية مُزّقت 5 مرات، لكنني لم أتراجع وأعدت تعليقها في كل مرة بعزيمة وإصرار أكبر".

وتؤمن هبة بأن التغيير يبدأ من الأساس، عبر تقديم خدمات حقيقية للناس والعمل من أجل مدينة أكثر عدالة وتنظيما. وتطالب المرأة بأن تكون "شريكة حقيقية" في تحقيق الإنجازات، وحاضرة بكل موقع يُمكن من خلاله خدمة المجتمع، مضيفة "أشجع بقوة مشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية، وأدعوهن إلى كسر الحواجز والمساهمة في صناعة القرار".

رماح قبيسي تخوض انتخابات النبطية وتترشح لمنصب المختار وتؤكد عزمها على التغيير والقيام بالدور (الجزيرة) المنصب والدور

أما رماح أحمد قبيسي، المرشحة لمنصب "المختار" في بلدة الدوير قضاء النبطية، فتخوض تجربتها المستقلة في منصب لا تزال الهيمنة الذكورية طاغية عليه، وفقا لها.

إعلان

وتقول للجزيرة نت "ترشّحي جاء بعد انقطاع الانتخابات البلدية والاختيارية لسنوات، ومع إعلان وزير الداخلية عزم الدولة إجرائها هذا العام، رأيت أن الفرصة سانحة للتغيير، فقررت خوضها بمفردي".

وتدرك حساسية ترشحها في مجتمع لم يعتد على وجود امرأة في موقع المختار، وتوضح أنه رغم وصول المرأة اللبنانية إلى البرلمان والوزارة، فإن المناصب المحلية، كمنصب المختار، لا تزال "شبه حكر" على الرجال، وتضيف "لهذا هدفي مزدوج؛ على مستوى بلدتي، وقضاء النبطية بأكمله".

وتلفت إلى أن الناس يتساءلون فورا عن البرامج والخطط قبل أن يتولى المرشح المنصب، وترد بثقة "أنا أمتلك خطة واسعة، المختار ليس مجرد موقّع معاملات، بل هو شخصية موجودة يوميا بين الناس، تستمع وتحل وتتابع وتبادر".

وتختم قائلة "جميعنا تأثرنا بالحرب وبالظروف القاسية، حان وقت التغيير، يجب أن نطرح وجوها جديدة تملك رغبة حقيقية في العمل، لنعيد للناس بعضا من الراحة النفسية، وبعضا من الأمل".

مقالات مشابهة

  • بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع مذكرتي تفاهم مع بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير في طاجيكستان والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
  • فتح - لبنان نوّهت بمضمون البيان الرئاسي المشترك
  • البرلمان يوافق مبدئيا على مشروع قانون مجلس النواب
  • " تشريعية البرلمان" تستعرض تقرير تعديل قانون مجلس النواب
  • رئيس الوزراء اللبناني: فرحتنا ستكتمل عندما تحرر أراضينا
  • سلام قلّد الفنان المسرحي رفعت طربيه وسام الاستحقاق اللبناني (صور)
  • الرئيس اللبناني يكشف عن أمر يحدث لأول مرة منذ 40 عاما في الانتخابات
  • الرئيس اللبناني عن انتخابات البلدية: إرادة الحياة أقوى من الموت
  • نساء الجنوب اللبناني يواجهن التحديات ويترشحن للانتخابات البلدية
  • جيش الاحتلال يشن غارات على مناطق بالجنوب اللبناني