وسط تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك، أظهرت تحليلات جديدة أن صناعة السيارات في أميركا قد تكون أولى ضحايا هذه السياسات التجارية.

ووفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ تشير التوقعات إلى أن الضرائب الجمركية المقترحة ستُحدث "ألمًا كبيرًا" لشركات السيارات الأميركية التي تعتمد بشكل كبير على سلسلة الإمدادات عبر أميركا الشمالية.

واردات كبيرة من كندا والمكسيك

وبحسب التحليل الذي أجرته الخبيرة الاقتصادية نيكول غورتون-كاراتيلي من بلومبيرغ إيكونوميكس، فإن نصف واردات الولايات المتحدة من السيارات المجمّعة تأتي من كندا والمكسيك.

أما بالنسبة لقطع الغيار، فإن حوالي 80% من مكونات حيوية مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية تعتمد على الموردين في هاتين الدولتين.

هذا الاعتماد المتبادل -وفق بلومبيرغ- يهدد بتقويض الطلب على مكونات السيارات الأميركية، حيث سيتم فرض ضرائب على السيارات المجمّعة القادمة من كندا والمكسيك، مما يضر بمشاركة الأجزاء الأميركية الصنع المدمجة في هذه السيارات.

وتشير غورتون-كاراتيلي إلى أنه: "بتهديد كندا والمكسيك بالرسوم الجمركية، فإن ترامب يهدد بشكل مباشر القطاع الصناعي للسيارات في الولايات المتحدة".

نصف واردات الولايات المتحدة من السيارات المجمّعة تأتي من كندا والمكسيك (الفرنسية) تأثير على الشركات المحلية والدولية

وترى بلومبيرغ أن المفارقة هنا أن هذه الرسوم قد تؤثر على الشركات الأميركية التي تنتج سياراتها داخل الولايات المتحدة أكثر من منافساتها الأجنبية التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.

إعلان

شركات مثل فولكس فاغن وبورشه، التي تعاني بالفعل في السوق الصيني، ستواجه تحديًا مضاعفًا إذا تم فرض رسوم إضافية على وارداتها إلى السوق الأميركي، وفق بلومبيرغ.

بالإضافة إلى ذلك، أبدت شركات أخرى مثل مازدا في المكسيك قلقها من التوجهات المقبلة، وصرّح مديرها الإقليمي أن الشركة ستعيد النظر في إستراتيجيات الاستثمار إذا استمرت التهديدات الجمركية دون وضوح.

تداعيات محتملة

وإلى جانب الولايات المتحدة، بدأت الشركات العالمية بالفعل بالاستعداد لمواجهة حرب تجارية جديدة.

ووفقًا لتقارير بلومبيرغ، قامت بعض المصانع الصينية بتحويل الإنتاج إلى فيتنام أو الأسواق الأوروبية لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية.

من ناحية أخرى، تشكّل هذه التهديدات قلقًا إضافيًا وسط تباطؤ الإنتاج الصناعي العالمي وتزايد المنافسة الصينية في قطاعات رئيسية.

ومع استمرار هذه التطورات، يواجه قطاع السيارات الأميركي مستقبلًا مضطربًا تحت سياسات ترامب التجارية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

على وجه السرعة.. الولايات المتحدة تدعو مواطنيها لمغادرة فنزويلا

جددت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، تحذيرها "عالي المستوى" لمواطنيها من السفر إلى فنزويلا، داعية المقيمين منهم هناك إلى مغادرة البلاد "على الفور".

ونشرت الوزارة على موقعها الإلكتروني تحذيرا من المستوى الرابع "لا تسافر"، بعدما أصدرته أول مرة في أيار/ مايو الماضي، وأعادت نشره بعد مراجعته دون أي تعديلات.

وذكر التحذير أن الولايات المتحدة سحبت عام 2019 جميع أفراد بعثتها الدبلوماسية من العاصمة كاراكاس، وبالتالي لا يمكن تقديم أي خدمات قنصلية طارئة أو روتينية للمواطنين الأمريكيين في فنزويلا.
وجاء في التحذير: "يُنصح بشدّة جميع المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين في فنزويلا بمغادرة البلاد فوراً".

وأشار إلى أن من يبقون في فنزويلا يواجهون "مخاطر مرتفعة" تشمل الاعتقال التعسفي والتعذيب أثناء الاحتجاز والإرهاب والخطف والاضطرابات الداخلية.

كما لفت إلى انتشار جرائم العنف في البلاد، مثل القتل والسطو المسلح والخطف وسلب السيارات، فيما "تمارس قوات الشرطة والأمن قمعا قاسيا" ضد التظاهرات المؤيدة للديمقراطية أو المعارضة للحكومة.

وقدّمت الخارجية الأمريكية مجموعة توصيات لمن يضطرون للسفر إلى فنزويلا رغم التحذير، من بينها "إعداد وصية، واستئجار فريق حماية محترف، وشراء تأمين للإخلاء الطبي".

يذكر أن الخارجية الأمريكية تعتمد نظاما من 4 مستويات لتحذيرات السفر، تبدأ من "اتخاذ احتياطات طبيعية" وتنتهي إلى "لا تسافر"، وهو الأعلى بينها.



وفي وقت سابق، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"إمكانية ضرب أراضي فنزويلا إذا لزم الأمر" إلى جانب استهداف القوارب البحرية، بهدف وقف تهريب مخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة وفق قوله.

كما تطرق ترامب إلى الضغط المتزايد الذي يمارسه الجيش الأمريكي على فنزويلا والهجمات التي تستهدف القوارب المتهمة بـ"نقل المخدرات" في منطقة الكاريبي.

وأكد ترامب تصميم بلاده على محاربة المخدرات التي قال إنها تصل إلى الأراضي الأمريكية من دول مثل فنزويلا وكولومبيا بكافة الوسائل، مشيرًا إلى أنهم سيفعلون كل ما هو ضروري لذلك، وأنه فوض البنتاغون بسلطة كاملة في هذا الشأن.

وتابع، "أريد القضاء على تلك السفن (قبالة سواحل فنزويلا)، وإذا لزم الأمر، فسنشن هجومًا على أراضي (فنزويلا) كما نفعل في البحر. القليل جدًا يصل الآن من البحر، أعتقد أننا دمرنا أكثر من 90 بالمئة منها".

وأوضح، "سنبدأ هذه الهجمات من البر أيضًا، كما تعلمون، الهجوم على البر أسهل بكثير. نحن نعرف المسارات التي يستخدمونها، نعرف كل شيء عنهم، نعرف أين يعيشون، وسنبدأ ذلك قريبًا جدًا. كل من ينتج المخدرات ويبيعها لبلدنا سيتعرض لهذا الهجوم".

كما أجاب ترامب على أسئلة الصحفيين بخصوص ادعاءات متعلقة بإصدار أمر بشن هجوم ثان على سفينة "يُعتقد أنها تحمل مخدرات" قبالة سواحل فنزويلا في الثاني أيلول/ سبتمبر، وأدى إلى مقتل شخصين كانا متمسكين بالسفينة بعد الهجوم الأول الذي تسبب في حريق.

من جانبه، أشار وزير الحرب هيغسيث إلى أن الأدميرال فرانك برادلي كان مخولا بالكامل بشن الهجوم الثاني، وأنه لم يكن ممكنًا معرفة تفاصيل وجود مصابين في تلك اللحظة.

وتصاعدت التوترات مؤخرا بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أغسطس/ آب الماضي، أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش بدعوى "مكافحة عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية.

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات من ترامب.. حظر دخول مواطني 30 دولة إلى الولايات المتحدة
  • على وجه السرعة.. الولايات المتحدة تدعو مواطنيها لمغادرة فنزويلا
  • “فيفا” يعلن حضور قادة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك “القرعة النهائية” لكأس العالم 2026 في واشنطن اليوم الجمعة
  • ترامب: الولايات المتحدة ستدعم السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
  • خفض الرسوم الجمركية الأميركية إلى %15 يمنح هيونداي وجنرال موتورز دفعة قوية
  • انفراجة في العلاقات التجارية.. الولايات المتحدة تخفض الرسوم الجمركية على سيارات «كيا» و«هيونداي»
  • الولايات المتحدة تعلّق جميع طلبات الهجرة لرعايا 19 دولة
  • «ترامب» يصف المهاجرين الصوماليين بـ«القمامة».. وحملة لترحيلهم من الولايات المتحدة
  • كارثة وكالة المخابرات الأميركية وراء الستار
  • بريطانيا ترفع أسعار الأدوية 25%.. ترامب يلغي «الرسوم الجمركية»