حدث ليلا.. واشنطن في مأزق كبير وتستعد للإغلاق وخطة إيرانية جديدة لغزو مستوطنات إسرائيل وأمريكا تقابل «الشرع»
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
وقعت أحداث مهمة خلال الساعات الماضية من الليل، سواء في الشرق الأوسط أو عالميًا، كان أبرزها فشل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من تمرير اتفاق بشأن الإغلاق الحكومي المرتقب، وإعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة إيرانية جديدة لما أطلق عليه «غزو مستوطنات إسرائيل».
الإغلاق الحكومي يؤرق أمريكاوقالت وكالة «رويترز»، إن مشروع قانون للإنفاق الحكومي يدعمه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في مجلس النواب الأمريكي فشل، بعد أن تحدى العشرات من الجمهوريين «ترامب»، مما ترك الكونجرس بلا خطة واضحة لتجنب إغلاق حكومي وشيك، وفشل القرار بأغلبية 235 صوتا، وكان يقوده رئيس مجلس النواب مايك جونسون بالاتفاق مع «ترامب».
ويعني الإغلاق الحكومي فشل الكونجرس في توفير التمويل للسنة المالية الجديدة، وذلك يؤدي إلى إغلاق الخدمات الحكومية وحصول الموظفين الفيدراليين على إجازة بدون أجر، التي تعد «مشكلة كبرى»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وفي سوريا، من المقرر أن يرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن دبلوماسيين كبارًا إلى دمشق للقاء أحمد الشرع، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، وستقود باربرا ليف، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، الوفد في الأيام المقبلة، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، تحدثا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
وسيكون الاجتماع أول اتصال رسمي مباشر بين الولايات المتحدة والفصائل السورية وخاصة أحمد الشرع، وذلك منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا.
الشرع: سنواجه إسرائيل بالضغط الدولي والأمم المتحدةوقال أحمد الشرع، والمعروف بـ«أبو محمد الجولاني»، قائد إدارة العمليات العسكرية بسوريا، إن سوريا منهكة من الحروب وتحتاج إلى التنمية والقوة، وتحدث عن التوغل الإسرائيلي في سوريا قائلًا إن إسرائيل كان لديها حجج تتعلق بتدخلهم في سوريا في الماضي، لكن حاليًا لا مبرر لتقدم القوات الإسرائيلية في سوريا، مؤكدًا أنه سيواجه إسرائيل بالضغط الدولي والأمم المتحدة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية «BBC».
ونقلت شبكة «CNN» الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله، إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بايدن قرر تعيين المبعوث السابق إلى سوريا دانييل روبنشتاين لقيادة جهود واشنطن هناك، قبل شهر من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه.
«البنتاجون» يعلن عن عدد قواته في سورياوأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عدد قواتها في سوريا، إذ أوضحت في وقت سابق أن الأعداد لا تزيد عن 900 جندي، ثم فاجأت الجميع الخميس، وأعلنت أن العدد هو 2000، نقلًا عن بيان لها.
وقال باتريك رايدر، السكرتير الصحفي لـ«البنتاجون»، إنه علم بالقوات الإضافية في سوريا صباح أمس الخميس، وأكد أنهم موجودين هناك على أساس «مؤقت»، لدعم ما أسماه «القوات الرسمية الأساسية المنتشرة» المشاركة في مهمة الجيش الأمريكي لمنع قوات داعش الإرهابية من إعادة تشكيل نفسها.
تطورات الأوضاع في لبنانوبشأن التطورات في لبنان، أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بوقوع انفجارات عنيفة في بلدة كفر كلا الحدودية بالقطاع الشرقي للجنوب اللبناني بعد عمليات نسف لمنازل نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
مفاوضات اتفاق غزة مستمرةوعن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، قال موقع «أكسيوس» الأمريكي نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن الهدف حاليًا هو محاولة التواصل إلى اتفاق في غزة خلال أيام، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك ممكنًا.
وبشأن تطورات الأحداث في غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وشن هجمات تستهدف مناطق متفرقة من القطاع.
الأمم المتحدة تصوت على طلب «العدل الدولية»وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب من محكمة العدل الدولية إبداء رأيها بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين التي تقدمها الدول والمجموعات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، بحسب وكالة «رويترز».
واعتمد مجلس الأمن، الذي يضم 193 عضوًا، مشروع القرار الذي صاغته النرويج بأغلبية 137 صوتا، في حين صوتت إسرائيل والولايات المتحدة وعشر دول أخرى ضده، وامتنعت 22 دولة عن التصويت.
فلسطينيون أمريكيون يرفعون دعوات ضد «حكومة بايدن»ورفع 9 فلسطينيين أمريكيين دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن زاعمين أنها فشلت في إنقاذهم، أو أفراد أسرهم المحاصرين في وقت تشن إسرائيل حرب إبادة جماعة ضد الفلسطينيين.
هذه هي القضية الثانية ضد الحكومة الأمريكية هذا الأسبوع بعد أن رفعت عائلات فلسطينية دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية الأمريكية بسبب دعم واشنطن لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
صحيفة إسرائيلية تزعم: طهران تستعد لغزو مستوطنات إسرائيلوبشأن العلاقة بين تل أبيب وطهران، زعمت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن هناك خطة إيرانية لإنشاء خلايا تعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية، وتستعد تل أبيب لتنفيذ سيناريوهات محتملة من إيران خلال شهر أكتوبر من العام المقبل.
كما قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي زيادة نطاق القوات بحيث يتم إنشاء مواقع استيطانية مجاورة كي توفر ردًا عسكريًا على المستوطنة في حالة الطوارئ في إطار الرد على إيران.
مساعدات أمريكية للسودانوقالت وكالة فرانس برس، إن الولايات المتحدة أعلنت عن مساعدات إضافية للسودان بـ200 مليون دولار، بحسب «القاهرة الإخبارية».
روسيا تقصف مسقط رأس «زيلينيسكي»وفي الحرب الروسية الأوكرانية، قال مسؤولون إن صاروخًا روسي سقط على مبنى سكني من طابقين مسقط رئيس الرئيس الأوكراني وألحق أضرارًا بالغة به، مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم اثنان تم انتشالهما على قيد الحياة من تحت الأنقاض، نقلًا عن «رويترز».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حدث ليلا سوريا أحمد الشرع الإغلاق الحكومي ترامب لبنان غزة البنتاجون الاحتلال الإسرائیلی الرئیس الأمریکی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أميركا أطاحت بحكومة إيرانية من قبل.. هل يفعلها ترامب مجددا؟
واشنطن- منذ بدأت إسرائيل هجومها على إيران، ازدادت الدعوات في دوائر المحافظين الجدد التقليدية بواشنطن، إضافة إلى جماعات اللوبي اليهودي، لتغيير النظام في طهران. وتضاعف هذا الحديث فور شن الولايات المتحدة هجمات جوية وصاروخية على منشآت نووية إيرانية فجر أمس الأحد.
ورسميا، ينكر كبار المسؤولين الأميركيين أي نية لبلادهم في تغيير النظام في طهران، إلا أن ذلك لم يوقف التكهنات باحتمال الإقدام وربما المساعدة على هذه الخطوة حال تبدلت الأوضاع وبدأت عمليات انتقام إيرانية ضد مصالح واشنطن.
ويُرجع أنصار تيار المحافظين الجدد (تيار يدعم هيمنة أميركا خارجيا) جدية الحديث عن إمكانية تغيير النظام إلى نجاح الهجمات الاستخباراتية الإسرائيلية المكثفة ضد إيران، والتي أدت إلى اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين، وتخريب المنشآت الدفاعية، وصولا للهيمنة الجوية على الأجواء الإيرانية.
درس الماضيويجادل هؤلاء بأن طهران، التي تتعرض لضغوط وضربات لم تتوقف منذ أكثر من أسبوع، قد تكون أكثر استعدادا لإبرام صفقة والتخلي عن طموحاتها النووية، وهو ما قد يمهد لتغيير داخلي للنظام.
لكنهم يتجاهلون درس العقدين الماضيين من أن الاستسلام لا يؤدي إلى الأمان، فقد سبق وتم القضاء على صدام حسين وتم غزو بلاده، وبعد ذلك تخلى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عن برنامجه النووي، وتمت الإطاحة به.
وهناك سبب يجعل تغيير النظام غير واقعي، فتجربة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن الفاشلة مع العراق وأفغانستان، لا تزال عالقة في إذهان ملايين الأميركيين خاصة مع ارتفاع تكلفتها البشرية والمادية؛ فإضافة لمئات الآلاف من القتلى والجرحى العراقيين والأفغان، قُتل ما لا يقل عن 7 آلاف أميركي وأصيب عشرات الآلاف منهم.
إلا أن ذلك لم يمنع أصوات أميركية قريبة من إسرائيل، من دعوتها إلى تغيير النظام في إيران، مع تأكيدها أن ذلك من غير المرجح أن يحدث من تلقاء نفسه، وأنه يحتاج فقط لدفعة أميركية مباشرة.
إعلانوكثيرا ما يقلل المحللون الأميركيون من قوة الدولة الإيرانية، وربما ساهم في ذلك حالة العداء بين الدولتين لأكثر من 4 عقود، وقد أغلقت طهران الباب أمام زيارات الباحثين والمتخصصين الأميركيين.
وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ورغم مساعدة طهران للولايات المتحدة بهدوء في حربها ضد حركة طالبان، "العدو المشترك لكلا البلدين"، أشار الرئيس بوش الابن في خطاب "حالة الاتحاد" إلى إيران، إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، كجزء من "محور الشر".
ويغيب عن دوائر واشنطن البحثية أن الجيش الإيراني ببنيته المزدوجة مصمم لمقاومة الانقلابات، وإضافة للقوات المسلحة النظامية عبر القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، هناك قوات الحرس الثوري.
ووراء ذلك كله توجد مؤسسة "الباسيج"، وهي شبكة شبه عسكرية واسعة تضم مئات الآلاف من أعضائها في كل ركن من أركان المجتمع الإيراني، في الأحياء والمدارس والمساجد، وهم ليسوا بالضرورة موالين للنظام الإيراني، بل ملتزمون بالدفاع عن مؤسسات الدولة وباستقلال إيران.
هندسة الانقلابوسبق أن ساهمت واشنطن وهندست لترتيب انقلاب أطاح بحكومة إيرانية منتخبة عام 1953، ويتذكر الإيرانيون ذلك جيدا.
في ذلك العام، ساعدت الولايات المتحدة في تنظيم انقلاب للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق بعدما تعهّد بتأميم حقول النفط في البلاد. وهي الخطوة التي اعتبرتها واشنطن وبريطانيا ضربة خطيرة، نظرا لاعتمادهما على النفط من الشرق الأوسط في تلك الفترة.
وفي سياق الحرب الباردة الأميركية السوفياتية، كان يُنظر إلى خطوة التأميم على أنها انتصار للاتحاد السوفياتي آنذاك.
وكان هدف الانقلاب هو دعم محمد رضا بهلوي، للحكم كشاه لإيران، وتعيين رئيس وزراء جديد، وهو الجنرال فضل الله زاهدي.
وقبل الانقلاب، ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مع جهاز المخابرات السرية البريطاني (إس آي إس) وجهاز الأمن المتعاون معهما، في إثارة النعرات المناهضة لمصدق باستخدام الدعاية المضللة وفي حشد القوات الموالية للشاه معا ونظمتا احتجاجات كبيرة ضد مصدق، والتي سرعان ما انضم إليها الجيش.
وأظهرت الوثائق البريطانية أنه لتزويد زاهدي، رئيس الوزراء الجديد للبلاد، ببعض الاستقرار، أتاحت وكالة الاستخبارات المركزية سرا 5 ملايين دولار في غضون يومين من توليه السلطة.
وفي عام 2013، تم إصدار وثائق -رُفعت عنها السرية- للوكالة، مما أكد تورطها لأول مرة. لكن دور الولايات المتحدة تجدد مع اعتراف الرئيس السابق الأميركي باراك أوباما برغبته في حدوث انقلاب عام 2009 مع بدء موجة من المظاهرات المطالبة بالمزيد من الحريات، إلا أنه تم قمعها سريعا.
وبعد الإطاحة بمصدق، عززت واشنطن دعمها لبهلوي، واستاء الإيرانيون من التدخل الأجنبي مما غذى المشاعر المعادية للولايات المتحدة في إيران وغياب الثقة حتى الآن. وبعدما أصبح الشاه حليفا وثيقا لأميركا، وفي أواخر السبعينيات، نزل ملايين الإيرانيين إلى الشوارع ضد نظامه الذي اعتبروه فاسدا وغير شرعي.
قطيعة مستمرةعارض المتظاهرون العلمانيون استبداد الشاه، بينما عارض المتظاهرون الإسلاميون أجندته للتحديث. وأطيح به في الثورة عام 1979 التي أنهت النظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة، وبشرت ببداية الجمهورية الإسلامية وحكم رجال الدين على يد آية الله الخميني.
إعلانوبعد نجاح الثورة، وبسبب الدعم الأميركي لنظام ورموز حكم الشاه، اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا عشرات الأميركيين كرهائن، وطالبوا واشنطن بتسليم الشاه لمحاكمته. وكانت واشنطن سمحت لبهلوي بالدخول للعلاج في مركز السرطان المتقدم بولاية تكساس.
وبعد 444 يوما، أطلقت إيران سراح الرهائن مقابل رفع تجميد أصول الدولة بعد دقائق من أداء الرئيس السابق رونالد ريغان اليمين الدستورية. وخلال الأزمة، قطعت الولايات المتحدة جميع العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع طهران، ولم تتم استعادتها حتى اليوم.
ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كان يمكن أن تؤدي هجمات واشنطن على إيران إلى انفجارات سياسية داخلية تهدد بقاء النظام الثوري الإيراني.
ولم تُخف إسرائيل أملها في أن يتسبب هجومها في سقوط هذا النظام، لكن مثل هذا الانهيار للحكومة يمكن أن يؤدي إلى نظام أكثر عدائية وخطورة، ربما تقوده عناصر من الحرس الثوري، باعتقاد الأميركيين.
وإذا تم حل الدولة الإيرانية، فقد تندلع حرب أهلية ويمكن أن ينتشر عدم الاستقرار الكارثي إلى ما وراء حدود إيران.
وتروّج صحيفة وول ستريت لخطوة تغيير النظام في طهران رغم ما تحمله من مخاطر، وتقول إحدى افتتاحياتها قبل يومين، إنه "من الصعب تصديق أن خليفة النظام الثوري الإيراني الذي تولى السلطة منذ عام 1979 يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة للمنطقة من النظام الحالي".
وتتابع: "قد يرغب القادة الجدد في التخلي عن أية طموحات نووية والانضمام إلى عالم التجارة الجديد الناشئ في الشرق الأوسط، في حين سيستمر سعي النظام الحالي للهيمنة على المنطقة".