سوريا والعدالة الانتقالية؟
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
سرى الحديث مؤخرًا عن العدالة الانتقالية فى سوريا فى مجالات عدة، ومن قبل الكثير من السوريين. واليوم ظهر واضحاً كيف يمكن تحقيقه فى أعقاب ثورة التاسع من ديسمبر الجارى. ولا شك أن هناك الكثير من السوريين ممن عرفوا بدورهم البارز فى الثورة السورية منذ اندلاعها لا سيما فى توثيق الجرائم والمطالبة بالعدالة الانتقالية ودعم حقوق الإنسان فى سوريا.
فما هى العدالة الانتقالية؟ وما هى التجارب التى يمكن اعتبارها مرجعًا فى هذا المجال؟ وفى معرض الرد نقول إنه وفقًا لتعريف الأمم المتحدة فإن العدالة الانتقالية تغطى كامل نطاق العمليات والآليات المرتبطة بالمحاولات التى يبذلها المجتمع لفهم تركة تجاوزات الماضى الواسعة النطاق من أجل كفالة المساءلة وإقامة العدالة والعمل على ترسيخها وتحقيق المصالحة، والعدالة الانتقالية تهدف فى الأساس إلى الاعتراف بضحايا تجاوزات الماضى على أنهم أصحاب حقوق. كما أنها تهدف إلى تعزيز الثقة بين الأفراد فى المجتمع الواحد. كما أنها تهدف إلى تعزيز ثقة الأفراد فى مؤسسات الدولة، وتدعيم احترام حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون، وبالتالى تسعى العدالة الانتقالية إلى المساهمة فى تعزيز المصالحة ومنع أية انتهاكات جديدة.
الجدير بالذكر أن عمليات العدالة الانتقالية تشمل تقصى الحقائق، ومبادرات الملاحقة القضائية، كما تشمل مجموعة واسعة من التدابير التى تتخذ لمنع تكرار الانتهاكات من جديد، بما فى ذلك الإصلاح الدستورى والقانونى والمؤسسى، كما تشمل تقوية المجتمع المدنى، وجهود إحياء ذكرى الضحايا، والمبادرات الثقافية، وصون المحفوظات، وتعليم التاريخ وفقًا لاحتياجات كل سياق. وفى معرض التوضيح تقول اللجنة الدولية للعدالة الانتقالية بأن العدالة الانتقالية تشير إلى الطرق التى تعالج بها البلدان الخارجة من فترات الصراع والقمع، وانتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق أو المنهجية التى تكون عديدة وخطيرة للغاية بحيث لا يتمكن نظام العدالة العادى من تقديم استجابة مناسبة.
هذا وتشمل التدابير المستخدمة الملاحقات الجنائية، ولجان الحقيقة، وبرامج التعويضات، وإعادة الحقوق، والكشف عن المقابر الجماعية، والاعتذارات والعفو. كما تشمل إلى جانب ذلك النصب التذكارية والأفلام والأدب والبحث العلمي، وإعادة كتابة الكتب المدرسية ومراعاة التدقيق فيها، وتشمل أيضًا أنواع مختلفة من الإصلاحات المؤسسية لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان. الجدير بالذكر أن العدالة الانتقالية اليوم لا تقتصر على المسار القضائى للتعامل مع الماضى فحسب، بل تشمل أيضًا المناقشات والمداولات على مستوى المجتمع بأكمله. كما انتقدت العدالة الانتقالية أحيانا بسبب أشكالها الجامدة إلى حد ما، ومؤسساتها ومحتواها المعيارى الذى يستهدف فقط نموذج «الديمقراطية الليبرالية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الديمقراطية الليبرالية سناء السعيد سقوط نظام بشار الأسد العدالة الانتقالیة حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يستقبل وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان
استقبل اللواء أ ح محب حبشي محافظ بورسعيد، وفدًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان، في إطار زيارة الوفد لمحافظة بورسعيد لمتابعة عدد من الأنشطة والمشروعات في مجال دعم وتعزيز حقوق الإنسان على أرض المحافظة
وضم الوفد كلٱ من: عبد الجواد أحمد عضو المجلس و لجنة الشكاوى و أمين وحدة التنمية المستدامة، الدكتور محمد ممدوح عضو المجلس ولجنة الشكاوى و أمين لجنة الحقوق الاقتصادية، و أسماء شهاب مديرة لجنة الشكاوي، و ريا خطاب مسئول الشكاوي بالتجمع الخامس، و كريم شلبي مسئول ملف الحقوق المدنية والسياسية، و محمد طوسون مسئول وحدة المتابعة و محمد عبد الوهاب عضو وحدة المتابعة
ورحب المحافظ بأعضاء الوفد، مؤكدًا حرص محافظة بورسعيد على التعاون المستمر مع المجلس القومي لحقوق الإنسان، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بنشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين
واستعرض اللواء محب حبشي خلال اللقاء أبرز المشروعات التنموية والخدمية التي جرى تنفيذها بالمحافظة في إطار الخطة الشاملة للتنمية المستدامة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا خاصًا بملف تعزيز حقوق الإنسان في مختلف محاورها، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.
من جانبهم، أعرب أعضاء وفد المجلس عن تقديرهم لجهود محافظ بورسعيد في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز قيم المواطنة وحقوق الإنسان، مؤكدين أن بورسعيد تمثل نموذجًا ناجحًا في تطبيق خطط الدولة للتنمية واحترام حقوق الإنسان على أرض الواقع.