الجزيرة:
2025-06-27@08:11:10 GMT

غول الجفاف يهدد حياة ثلث سكان الصومال عام 2025

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

غول الجفاف يهدد حياة ثلث سكان الصومال عام 2025

مقديشو- تحت ظل شجرة في "مخيم العدالة" تأخذ أسرة حلمية إبكير استراحة من مشقة السفر الذي استغرق يومين، هاربة من مناطق سكنها في إقليم بكول جنوب غربي الصومال.

وتقول إبكير للجزيرة نت "صبرنا على مشقة العيش في قريتنا على أمل هطول موسم الأمطار، لكن مع تأخر موعده، اشتد الأمر علينا وبدأ الجفاف يخطف المواشي واحدة تلو الأخرى حتى بات الهروب خيارنا الوحيد خشية أن نموت جوعا".

لا يمضي عام في الصومال إلا وتتكرر فيه الأزمات البيئية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي العالمية، مما يؤدي إلى إعلان حالة مجاعة نتيجة الجفاف. ومع بداية عام 2025، أصبحت الأزمة أكثر حدة نتيجة تأخر هطول موسم الأمطار في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

نداء عاجل

يُقدر عدد السكان في الصومال بأكثر من 18 مليون نسمة. وفي ظل هذا الظروف، أطلقت الهيئة الوطنية للكوارث والشؤون الإنسانية نداء عاجلا لتوفير الدعم لنحو ثلث السكان المقدّر بـ 6 ملايين صومالي، بينهم 3.2 ملايين شخص يواجهون أوضاعا مأساوية نتيجة نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

وبحسب تقرير الهيئة، نزح نحو 200 ألف صومالي من مناطقهم هربا من الجفاف وخوفا على حياتهم، كما سُجل نفوق قرابة مليون و500 ألف رأس ماشية بسبب القحط في مناطق عدة في وسط البلاد وجنوبها.

إعلان

بدورها، تسابق صفية الزمن لطبخ وجبة لأطفالها الأربعة بعد أن استقر بها المقام في "مخيم العدالة" قبل أسبوع تقريبا. وتقول للجزيرة نت إن المياه وحدها متوفرة فيه، لكن الحصول على لقمة العيش لا يختلف كثيرا عن المناطق التي هربوا منها، حيث يعتمدون على دعم المقيمين الأصليين ويتقاسمون معهم بعض ما توفر من الغذاء، "لكن هذا الدعم محدود وقد يكفينا ليوم أو يومين فقط".

من جانبها، توضح رئيسة المخيم نظيفة حسين للجزيرة نت، أن الأسر الهاربة من الجفاف تصل تباعا إلى المخيمات القريبة من العاصمة مقديشو، "وليس أمامنا سوى أداء واجبنا الإنساني بالترحيب بهم وتوفير قطعة أرض لإقامة كوخ صغير كمأوى مؤقت، ووجبة جاهزة لمقاومة الجوع".

وأضافت أن غياب المساعدات فاقم الوضع الإنساني في هذه المخيمات الذي أصبح معقدا للغاية، وأن قدرتهم على تقديم العون محدودة جدا وقد تتراجع إلى الصفر كلما زادت أعداد الفارين من ويلات الجفاف، محذرة من تأزم الوضع في حال لم تقدم الهيئات الأممية والمحلية مساعدات عاجلة للنازحين الجدد.

واستقبل "مخيم العدالة" وحده خلال أسبوعين نحو 156 أسرة هربت من عدة أقاليم مختلفة، ويختزل هذا العدد حجم العائلات الفارة من الجفاف التي يستقبلها قرابة 200 مخيم في ضواحي مقديشو.

خطة طوارئ

وللاستجابة لهذه الأزمة، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خطة طوارئ إنسانية بقيمة 1.42 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الصومال خلال العام 2025، وتسعى لتقديم مساعدات حيوية ومنقذة للحياة، لا سيما للفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك النساء وكبار السن.

وبحسب تقديرات المكتب، يحتاج نحو 5.98 ملايين شخص إلى المساعدات الإنسانية سنة 2025. ورغم ذلك، فإن هذا الرقم أقل بنسبة 13% مقارنة بالعام 2024.

إعلان

وأشار التقرير إلى أن المخاطر الرئيسية لعام 2025 تتمثل في الجفاف والصراعات المحلية، حيث تشكل الصراعات أكثر من 50% من عمليات النزوح، موضحا أن خطة الاستجابة تنص على اتخاذ إجراءات طارئة للتعامل مع المخاطر المتوقعة في العام الجديد قبل أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية.

من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للكوارث والشؤون الإنسانية محمود معلم، إن الهيئة تعمل بكل طاقتها على تخفيف معاناة الفارين من ويلات الجفاف في 16 إقليما من أصل 18 في الصومال. وأضاف للجزيرة نت، أن الهيئة تمكنت خلال الأشهر الثلاثة الماضية من إيصال مساعدات إنسانية لنحو 2.1 مليون شخص كانوا في أمس الحاجة لها.

وطالب معلم الهيئات الدولية والمحلية بتضافر الجهود الإنسانية للحد من أزمة الجفاف التي تتربص بملايين الصوماليين، قبل أن تتفاقم إلى مرحلة إنسانية صعبة.

جهود محدودة

وتعهدت المملكة المتحدة بتقديم مبالغ مالية استجابة لنداءات الأمم المتحدة، حيث أعلنت في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تقديم 5 ملايين جنيه إسترليني (نحو 10 ملايين دولار) من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الصومال، لتوفير الغذاء والدعم والمياه للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة.

من ناحيته، أرجع خضر محمد نور، مدير مركز إدارة مخاطر الكوارث والإنذار المبكر في الهيئة الوطنية للكوارث، سبب الجفاف المتكرر في البلاد إلى التغير المناخي الذي يشهده العالم؛ حيث تشير البيانات إلى أن دورته تغيرت في الصومال ليشهد أزمة جفاف عاما تلو الآخر وإن اختلفت وتيرته.

وأضاف للجزيرة نت أن التقلبات المناخية اليوم تختلف كثيرا عن سابقتها وهو ما أدى إلى تعرض الصومال لأزمات جفاف متلاحقة وهطول أمطار متذبذبة أثرت سلبا على المزارعين والرعاة.

وبرأيه، فإن جهود الحكومة الصومالية لمواجهة التغير المناخي محدودة جدا مقارنة بالدول الأخرى، مما جعل البلاد عرضة لتداعياته من جفاف وفيضانات. وقال نور إن غياب الدعم الطويل الأمد يجعل الصومال يركز على مواجهة الأزمات القصيرة الأمد، مما يبقيه غير قادر على بناء إستراتيجيات مستدامة للحد من تأثير مشكلة التغير المناخي.

إعلان

وبحسب مركز رصد النزوح الداخلي الدولي، يواجه الصومال منذ عدة سنوات أزمات مختلفة، مما أسفر عن نزوح عدد كبير من السكان، ويقدر المركز عددهم في عام 2023، بحوالي 3.9 ملايين شخص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التغیر المناخی للجزیرة نت فی الصومال عام 2025

إقرأ أيضاً:

خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي

الخرطوم- في ثاني لقاء وسط قواته منذ اندلاع الحرب في السودان، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أمس الأول، في مكان غير معروف، موجها رسائل إلى الداخل وأخرى للإقليم، في خطوة فسرها مراقبون على أنها محاولة لإعادة تقديم نفسه بوجه جديد وبث الروح المعنوية وسط قواته واستقطاب مقاتلين جددا.

وبثّت الدعم السريع خطابا لقائدها وسط حشد من المقاتلين، هو الثاني منذ آخر لقاء معها في اليوم الأول لاندلاع القتال، قرب ديوان الحكم الاتحادي في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، وذلك بعد أن اقتصرت إطلالاته السابقة على تسجيلات صوتية ومصورة.

ولم تفصح القوات عن الموقع، غير أن "حميدتي" ألمح إلى وجوده داخل الأراضي السودانية، ويرجح أن يكون في مناطق خاضعة لسيطرة قواته بإقليم دارفور، حيث تنتشر في رقعة جغرافية واسعة بعد التراجع الميداني الذي شهدته خلال الأشهر الماضية بخروجها من ولايات سنار والجزيرة والخرطوم وأطراف ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والنيل الأزرق وجنوب شمال كردفان.

تشكيك

غير أن وزير الشباب والرياضة وسفير السودان السابق في طرابلس حاج ماجد سوار كشف أن لقاء قائد الدعم السريع مع قواته، لم يتم في داخل الأراضي السودانية كما رُوّج، بل جرى في مناطق خاضعة لسيطرة قائد الجيش الليبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر داخل ليبيا.

وقال سوار، في منشور على صفحته على فيسبوك، إن لديه معلومات مؤكدة من مصادر ليبية موثوقة بالاحتفال الذي ظهر فيه "حميدتي"، وإنه تم تصويره في عمق الأراضي الليبية.

في المقابل، شكك الخبير الأمني والإستراتيجي العميد المتقاعد عامر حسن في هذا الحشد العسكري، وأوضح للجزيرة نت أن قوات الدعم السريع ليس لديها هذا العدد الكبير من القوات في موقع واحد كالتي ظهرت في التسجيل المصور، لأنه لو كان في أي منطقة في دارفور أو كردفان يمكن رصده واستهدافه باعتباره مناطق عمليات مفتوحة، ورجح أن تكون الصور مركبة عبر معالجة تقنية.

إعلان

وخلال كلمته، اعترف "حميدتي" بخسارته عسكريا وقال إنهم "فقدوا أراضٍ غالية وأرواحا عزيزة"، لكنه تعهد بـ"العودة بعزّة وكرامة". وأشار إلى أن سيطرة قواته على مثلث العوينات الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، يمكن أن تشكل "إضافة إيجابية لجيران السودان" عبر تأمين الحدود، مؤكدا أنه ليس لديه مشكلة مع أي دولة جارة.

ورأى أن الخلافات مع مصر يمكن حلها عبر الحوار المباشر، وتابع "مشاكلنا مع مصر زرعها هؤلاء المجرمون ونحن راجعنا حساباتنا ولازم نحل مشكلتنا معها عبر الحوار وعلى الطاولة وليس عبر المشاحنات".

وجدد "حميدتي" هجومه على الجيش السوداني، قائلا إن قواته "تقلصت إلى حد كبير"، وطمأن سكان شمال السودان بأنه في حال وصول قواته إلى مناطقهم، فلن يكون ضمنها "نهّابون".

تبرير

من جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول ملف السودان السابق بالخارجية المصرية حسام عيسى أن حديث "حميدتي"، حول مراجعة حساباته تجاه القاهرة، "إدراك منه للثقل المصري ومحاولة لتجنب استفزاز الجار القوي".

وقال عيسى، في تصريح بثته مواقع سودانية، إن قائد الدعم السريع يحاول تبرير تحركاته في المثلث الحدودي، وعدّها "وسيلة براغماتية من أجل عدم استثارة جار إقليمي قوي له تأثير في هذه الظروف".

كما أكد أن القاهرة لن تتورط في أي حروب خارج حدودها وموقفها ثابت ولن يتغير من وقوفها مع الدولة السودانية ومؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة، وأن وجود المليشيات والسلاح خارج سيطرتها هو الذي يؤدي إلى التقسيم وعدم الاستقرار.

تعليقا على دلالات خطاب "حميدتي" وتوقيته، يرى الخبير الأمني والإستراتيجي عامر حسن أن قائد الدعم السريع يحاول معالجة عدة قضايا من خلال ظهور وسط قواته، أبرزها أنه لا يزال حيا وقادرا على الحركة وإدارة شؤون قواته، في رد ضمني على المعلومات التي راجت بسبب طول اختفائه.

ويوضح أن قوات الدعم السريع تلقت هزائم قاسية خلال المعارك في ولايات كردفان وخسرت عددا كبيرا من قادتها الميدانيين ومقاتليها وعجزت عن تعويضهم، وتنامى السخط من إهمال الجرحى، لذلك يحاول "حميدتي" بث الروح المعنوية وسط قواته واستقطاب مقاتلين جددا.

خيارات محدودة

كما يسعى -برأي الخبير حسن- إلى تقديم نفسه بوجه جديد وفك الحصار الخارجي بسبب الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواته، لكنه وجه رسالة متناقضة للقاهرة بالدعوة الى الحوار معها، غير أن تهديده بالهجوم على الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية يقلق القاهرة لأنه يؤدي لنشر الفوضى بالحدود وإغلاق طرق التجارة ويوقف انسياب السلع السودانية لمصر.

ووفقا له، فإن تهديد "حميدتي" بالهجوم على شمال السودان للمرة الثانية ليس جديا وإنما محاولة تكتيكية لشد الجيش شمالا، وصرفه عن المعارك الجارية في ولايات كردفان غربا لأنه في حال تجاوزها فإن هذه القوات ستحاصر في دارفور.

ويسعى "حميدتي" أيضا بظهوره إلى معالجة تعثر تشكيل الحكومة الموازية في مواقع سيطرته بعد فشل أخيه ونائبه في القوات عبد الرحيم دقلو الذي يقود المفاوضات مع حلفائهم في كيان تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، وتصاعد الخلافات بينهم، حسب الخبير الأمني حسن.

مراقبون يرون أن حميدتي يحاول من خلال ظهوره إبراز أنه لا يزال حيا وقادرا على إدارة شؤون قواته (مواقع التواصل)

أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم صديق فيقول للجزيرة نت إن عمليات الجيش خلال الفترة السابقة صارت أكثر دقة في "اصطياد" القادة الميدانيين للدعم السريع، مما أثار الاضطراب بين قيادات القوات وزعزع ثقتها، أو أصبحت حركتها بعيدة عن الأنظار في مناطق معزولة.

إعلان

وحسب حديث الكاتب، فإن "حميدتي ظهر مختبئا، ومحاطا بقوة عسكرية لافتة، ويبدو وجهه أكثر دعة (راحة)"، مما يرجح أنه ليس في ميدان القتال.

ويعتقد أن القوة التي خاطبها "حميدتي" هدفها مهاجمة ولايتي نهر النيل والشمالية لإرباك المشهد، مع انشغالات القيادة السياسية وقادة الحركات المسلحة باقتسام السلطة. وعدّه "رجلا مغامرا يبحث عند مجد طار من يديه وباتت الخيارات أمامه محدودة، وستكون محاولة عسكرية يائسة".

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: تعديل قانون الإيجار القديم يهدد حياة أكثر من 15 مليون مواطن
  • الأممي المتحدة: استمرار الجفاف يهدد الموسم الزراعي والأمن الغذائي في اليمن
  • تقارير إفريقية تكشف: قواعد حوثية سرية ومنشآت لتصنيع الصواريخ في جبال الصومال
  • الأعلى في تاريخ الهيئة.. "الطيران المدني" تحقق 105 ملايين ريال إيرادات
  • تحذير أممي: مأساة غذائية تهدد نصف سكان اليمن في مناطق الحكومة
  • نواب: تركيا تخوض “حرب مياه” تهدد حياة ملايين العراقيين
  • اتفاقية لإجراء دراسات متقدمة حول التغير المناخي
  • الاونروا: آلية المساعدات في غزة "فخ موت" يهدد حياة المدنيين
  • ممثل المستأجرين: مشروع قانون اللإيجار القديم يهدد استقرار ملايين الأسر
  • خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي