سواليف:
2025-05-21@01:45:59 GMT

سياسة الاستبغال في زمن الاستغفال . . !

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

#سياسة #الاستبغال في زمن #الاستغفال . . !

#موسى_العدوان

يُحكى أنه قبل الحرب العالمية الأولى، انطلقت سفينة شحن عثمانية، من اسطنبول إلى “أم قصر” جنوب العراق، محملة بعدد كبير من البغال، التي تحتاجها قطعات الجيش العثماني، جنوب العراق وشمال شرق الجزيرة العراقية. فالبغل كان من أهم وسائل النقل العسكرية حينها، لقدرته على حمل الأوزان الثقيلة.

كانت السفينة كبيرة الحجم وعلى سطحها مساحة واسعة للتحميل. وكان يتم إخبار المسؤول عن إطعام البغال بواسطة “بوق” مثبت على السفينة. فعندما يسمع مسؤول إطعام البغال صوت البوق، يبدأ بفرش العلف للبغال. لم يكن مسؤول العلف هو الوحيد الذي يفهم متى الإطعام، وإنما فهمت البغال كذلك أنه بعد صوت البوق، سيحين وقت الطعام. وهكذا استمرت السفينة تبحر والبوق يصدح كل يوم مرتين، معلنا أن وقت إطعام البغال قد حان.

مقالات ذات صلة فلسطينية لنتنياهو .. مخليين أولادنا للمقاومة ولو آخر نفس ما بنسيب فلسطين / فيديو 2025/01/03

تأخرت السفينة بعبورها لقناة السويس، ولأن العلف قليل ومحسوب على مدة سفر تلك السفينة، أدى ذلك لشح في العلف. وعليه تم تخفيف علف البغال لمرة واحدة في اليوم. حينها بدأت البغال تجوع . . وبدأت تخبط بحوافرها أرض السفينة . . وازداد غضب البغال . . وازداد هياجها ونهيقها. فتداعى المسؤولون عن السفينة لعقد اجتماع طارئ، يبحثون فيه الأمر لتدارك الكارثة، كي لا تُحدث البغال كسرا في السفينة يؤدي لغرقها. هنا خطرت لأحد أفراد الطاقم فكرة ذكية، وهي أنه عندما تهيج البغال، يقوم مسؤول البوق بإطلاق صوت البوق، فتحسب البغال أن الطعام على وشك القدوم فتهدأ.

وهذا ما كان . . كلما هاجت البغال يُطلق صوت البوق فتهدأ البغال . . واستمرت الرحلة على هذا المنوال . . هياج للبغال . . صوت بوق . . هدوء للبغال . . ثم بعد سويعات هيجان للبغال . . صوت بوق . . هدوء للبغال .. فتات من علف الطعام . . حتى وصلت البغال للعراق، وانتهت الرحلة بسلام . . !

بعد النجاح الساحق، في سياسة ترويض البغال بهذه الخطة. . قامت دول العالم الثالث بتطبيق هذه السياسة على شعوبها المقهورة . . فعندما تجد الشعوب ضعفا في الخدمات . . وفسادا في الإدارات . . وسرقات من أموال الشعب . . وارتفاع في أسعار المشتقات البترولية . . وقلة في الدخل، وبطالة بين الشباب . . ووعود وهمية بالعلاج، ومساخر في كل شيء . . تبدأ عندها تلك الشعوب بالغضب والهجيان والصراخ، في المظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي . . حينها تأتي الأوامر : ” أطلقوا الأبواق “.

فتبدأ الأبواق بالانطلاق معلنة من هنا وهناك : أن الأيام الجميلة قادمة . . انتظروا فإن الأزمة صبر ساعة . . المستقبل زاهر . . الأفق مشرق . . الأموال ستأتي . . الغاز المحلي سيستثمر . . خطط تطوير البلاد تعدها وزارات تطوير القطاع العام، تطوير القوى البشرية، الاستثمار الاقتصادي، لجنة تسعير المحروقات، وغيرها من الوزارات واللجان الأخرى . . فتفاءلوا بالخير تجدوه . . !

وتمضي الأيام والأشهر والسنوات . . وحكومة تعقب حكومة . . والوعود تتكرر . . والوضع الاقتصادي من سيء لأسوأ . . ولا يلمس المواطن غير الفتات . . والفتات يقل مع مرور الزمن . . وكلما شعر الناس بالظلم والقهر والفقر . . يأتيها الحل : اطلقوا الأبواق . . وسرعان ما يتبين أن تلك الوعود، أشبه بوعود أصحاب السفينة العثمانية. . وعود تجسّد ” سياسة الاستبغال في زمن الاستغفال “، فارغة من المضمون، ولا تحقق الهدف المنشود . . !

التاريخ : 3 / 1 / 2025

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سياسة

إقرأ أيضاً:

مسؤول في حماس: تُطرح "أفكار غير مقبولة" ولن نتخلى عن حقوقنا

قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، الأحد، إن الحركة تتفاوض بناء على مبادئ واضحة، و"ليست مستعدة للتنازل عنها". 

وأضاف حمدان في حوار مع وكالة "تسنيم" الإيرانية: "ما زلنا في طور الحوار، وتُطرح أفكار غير مقبولة بالنسبة لنا، ونحن بدورنا نطرح أفكارا أيضا، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى أي اتفاق نهائي في هذا الصدد".

وتابع: "الإفراج عن الأسير الذي يحمل الجنسية الأميركية كان مبادرة من حركة حماس بهدف تحريك مسار الحوار أولا، ثم تسريع تحقيق وقف إطلاق النار".

وأكمل حمدان: "لن نتخلى عن حقوقنا، بما في ذلك مقاومة الاحتلال بالمقاومة المسلحة، وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، والشعب الفلسطيني هو من يقرر من هم قادته، والطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو إجراء الانتخابات".

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه لا يوجد تقدم يُذكر في المحادثات التي تتضمن إنهاء الحرب في غزة.

وجاء ذلك بعدما أعلن مكتب بنيامين نتنياهو في بيان بأن الوفد المفاوض الإسرائيلي في الدوحة يعمل بتوجيه من رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل استنفاد كل احتمال للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس.

ووفقا للبيان فإن الخيارات التي يتم بحثها هي، إما المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أو في إطار إنهاء الحرب والذي ينص على إطلاق سراح كافة الرهائن، ونفي قادة حركة حماس، ونزع سلاحها.

 

مقالات مشابهة

  • رئيس مصلحة الضرائب: سياسة عفا الله عما سلف سنطبقها حتى 12 أغسطس المقبل
  • استشهاد 326 شخصا وأكثر من 300 حالة إجهاض بغزة بسبب سياسة التجويع
  • تفقد سير الدورات الصيفية في التعزية
  • «الاستشاري» يناقش سياسة هيئة مطار الشارقة
  • قتيلان جراء عملية طعن في كوريا الجنوبية
  • “الطيران المدني” و”كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية” توقعان محضر المواءمة على مخرجات سياسة مراجعة الإنفاق
  • مسؤول أميركي يكشف سبب تراجع جي دي فانس عن زيارة إسرائيل
  • مسؤول إيراني: المحادثات مع أمريكا ستفشل إذا طُلب منا التخلي عن تخصيب اليورانيوم
  • مسؤول في حماس: تُطرح "أفكار غير مقبولة" ولن نتخلى عن حقوقنا
  • اعتقال مسؤول حكومي بتهمة الدکة العشائرية جنوبي العراق