قال البروفيسور بوعز جولاني، إن الهشاشة في الكيانات السياسية بالشرق الأوسط حول إسرائيل تتزايد، حيث تحل الهويات الطائفية والإثنية محل الهوية الوطنية، مما يهدد استقرار الدول.

وفي مقال له على صحيفة معاريف، قال إن الأردن يبرز كمحور قلق بسبب النفوذ المتصاعد للإخوان المسلمين والدعم الشعبي لحركات إسلامية راديكالية، مما قد يؤدي إلى سيناريو تتحول فيه المملكة الهاشمية إلى دولة عدوة تحت سيطرة قوى إسلامية متشددة.



ويدعو الكاتب إلى اتخاذ تدابير وقائية بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية أخرى لضمان استقرار الأردن ومنع انهياره، مستذكرًا دور التدخل الدولي في الحفاظ على استقرار المملكة خلال الأزمات السابقة.

وجاء في المقال أنه " حتى منتصف القرن التاسع عشر، كانت أوروبا مكونة من عدد كبير من الكيانات شبه المستقلة التي كانت تُحكم بالتناوب من قبل الإمبراطوريات الفرنسية والروسية والنمساوية-المجرية. في عام 1848، اندلعت سلسلة من الثورات المعروفة باسم "ربيع الأمم" التي أدت إلى إنشاء دول قومية مستقلة. وعندما دخلت القوى الكبرى في أوروبا إلى الفراغ الذي تركته الإمبراطورية العثمانية، حاولت استيراد نموذج الدولة القومية الذي تبنته".




وتابع: "لكن هذا النموذج لم يأخذ في اعتباره عمق الفوارق والخلافات بين القبائل والطوائف والمجموعات الإثنية المختلفة في الشرق الأوسط، وخاصة العداوة الجذرية بين الشيعة والسنة، والنتيجة كانت مجموعة من "الدول الوهمية" التي تصمد طالما أن القوى الكبرى تدعمها (مثل السعودية، الأردن وغيرها)، أو عندما تحكمها دكتاتوريات قاسية (مثل صدام حسين في العراق أو الأسد الأب والابن في سوريا)".

وتابع بأنه مرت حوالي 100 سنة، وعدنا تقريبًا إلى نقطة البداية، حيث توجد في الشرق الأوسط مجموعة من الدول التي توقفت منذ زمن عن الوجود ككيانات قومية حقيقية، رغم أن العالم لا يزال يعتبرها دولًا قومية.

وضرب عددا من الأمثلة قائلا إن لبنان انهار في الحرب الأهلية عام 1975 ومنذ ذلك الحين لم يعد يعمل كدولة ذات سيادة.

والعراق انهار بعد سقوط نظام صدام حسين في 2004. وليبيا انهارت بعد سقوط نظام القذافي. وسوريا بدأت في التفكك مع بداية الانتفاضة في 2011 وأصبحت معظم أراضيها تحت سيطرة "داعش" في 2015. والصومال لم تعد موجودة كدولة ذات سيادة منذ أواخر التسعينيات.و اليمن تفكك إلى كيانين قبل أكثر من عقد من الزمان، والقائمة طويلة، بحسب تعبيره.

وأكد على أن الاعتراف بهذا الواقع وفهم الهشاشة التي تميز الكيانات المحيطة بنا أمران حاسمان لمستقبلنا، في إشارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.




وقال إن القضية الأكثر إلحاحًا التي نواجهها تتعلق باستقرار النظام في الأردن واحتمالية أن تحاول الميليشيات السنية المسيطرة في جنوب سوريا "تصدير" أجندتها إلى داخل المملكة الهاشمية. إن مظاهرات الدعم لحركة حماس التي رأيناها على مدار العام الماضي في عمان هي تعبير عن القوة المتزايدة لحركة الإخوان المسلمين في الأردن، على حد تعبيره.

وزعم أن "تركيبة من القوى الخارجية مع الدعم الشعبي للإخوان المسلمين يمكن أن تؤدي إلى سيناريو تتحول فيه الأردن فجأة إلى دولة عدوة تحت سيطرة قوى إسلامية راديكالية. كما فعلنا في عام 1970، عندما كاد نظام حسين ينهار أمام التهديد السوري، يجب على إسرائيل أن تعمل مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة لاتخاذ تدابير وقائية ومنع أي تحركات قد تؤدي إلى انهيار النظام في الأردن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا الاحتلال سوريا الاردن غزة الاخوان المسلمين الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

دولة مجذومة.. مستشرق إسرائيلي يحذر من ازدياد عزلة الاحتلال السياسية

بصورة شبه يومية، بات الاسرائيليون يتحدثون عما يصفونه "التسونامي السياسي"، رغم أنه كان ممكناً التنبؤ به مُسبقًا، والأهم من ذلك، أنه لا يزال من الممكن تجنّب أضراره، مع أنه ليس ظاهرة طبيعية، بل نتيجة اختيار الجمود السياسي على المبادرة إليها، لأن الحكومة تأخذ بالدولة كلها إلى خيار الاستسلام للانجراف، في ظل الافتقاد لقيادة تُغيّر الواقع القائم.

وذكر البروفيسور إيلي بوديه، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، أنه "في سبتمبر المقبل، ستحيي إسرائيل الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقيات إبراهيم التي مثّلت نقلة نوعية في جميع الجوانب المتعلقة باندماجه في المنطقة من منظور عسكري وسياسي واقتصادي، وسمح بانضمامه للقيادة الوسطى الأمريكية "سينتاكوم"، التي لعبت دورًا هامًا بحمايته من الهجمات الإيرانية".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "بعد خمس سنوات من توقيع الاتفاقيات، تواجه إسرائيل تهديدات بالمقاطعة والنبذ من قبل العديد من دول العالم. وقد تصل عملية تحوّله لدولة مجذومة إلى ذروتها في سبتمبر، خلال الدورة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تهدد دول مختلفة بالاعتراف بدولة فلسطينية، وفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية عليه إذا لم تنتهِ حربه على غزة".

وأوضح بوديه وهو عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "ميتافيم" للأمن الإقليمي، أن "الإعلام الإسرائيلي اعتمد مصطلح "تسونامي سياسي" لوصف حالة إسرائيل في العالم، التي اختارت عن وعي عدم الدخول في عملية سياسية، بل تبنّي سياسة أن ما لا ينجح بالقوة سينجح بمزيد منها، ومن المفارقات أن هجوم حماس الطوفان أدى لإحياء فكرة الدولة الفلسطينية، وبعد أن اعترفت 147 دولة بها قبل الحرب، فقد انضمت إليها أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا وأرمينيا منذ اندلاعها، مع 11 دولة أخرى منها فرنسا وبريطانيا وأستراليا أعربت عن استعدادها للقيام بذلك في سبتمبر إذا لم تنتهِ الحرب".

وأكد أنه "قد ينظر الاسرائيليون للاعتراف بالدولة الفلسطينية على أنه مسألة هامشية ورمزية، إذ لا معنى له بدون اعتراف وموافقة إسرائيلية، لكن إذا اقترن بعقوبات، فستصبح إسرائيل دولة مجذومة، على غرار تايوان وجنوب إفريقيا في الماضي، وما نراه الآن أمام أعيننا قد يكون غيضًا من فيض، بعد أن حظي في بداية الحرب بدعم واسع نابع من صدمة عميقة جراء هجوم حماس، لكن استمرار الحرب، تغير الموقف تجاهه".



وأوضح أن "الصور القاسية من غزة، وحجم الخسائر، والأزمة الإنسانية، وطول أمد القتال، كل ذلك تسبب بتآكل حادّ لدولة إسرائيل حول العالم، بما فيها داخل الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي له، وطوال الحرب، طُرحت العديد من خطط اليوم التالي، لكن نتنياهو رفضها جميعًا، رغم أن الحرب استنفدت أغراضها، كما أن الخوف الحقيقي على حياة الرهائن يتطلب قرارًا فوريًا، واليوم أُضيف الآن التسونامي السياسي لهذه العوامل".

وأضاف أن "هذا الانحراف السياسي طرح مسألة الدولة الفلسطينية، وزاد من المخاوف بشأن إلحاق ضرر جسيم بعلاقات إسرائيل الدبلوماسية مع دول المنطقة والعالم، وتتسع دائرة الاحتمالات، وتشمل العزلة السياسية، وتجميد اتفاقيات السلام والتطبيع، وتوسيع العقوبات الاقتصادية لتشمل الدولة بأكملها، بما فيها مستوطنات الضفة الغربية، وحظرًا على الأسلحة، والإضرار باتفاقيات التجارة".

وحذر أن "قرار احتلال مدينة غزة، إذا نُفذ بالفعل، ولم يُشكل مجرد تهديد في إطار المفاوضات، سيفاقم الانحراف الدبلوماسي، حيث أعلن المستشار الألماني حظرًا على مبيعات الأسلحة، وهي الدولة الأوروبية الأكثر ودًا للاحتلال، فمن السهل تخيّل ردود الفعل الأوروبية لاحقًا، رغم أن استمرار الحرب، واحتلال القطاع، لا يتعارض فقط مع موقف غالبية الجمهور الاسرائيلي، بل قد يُعرّض حياة الرهائن للخطر، ويزيد من الانحراف السياسي، ويجرّ الجيش للسيطرة العسكرية والاقتصادية والإدارية على القطاع، مع احتمال كبير للخسائر".

مقالات مشابهة

  • روبيو: نعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي
  • نتنياهو: أسعى لتحقيق إسرائيل الكبرى التي تضم أراضي فلسطينية وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر
  • الأردن يوقف عناصر مرتبطة بجماعة الإخوان
  • دولة مجذومة.. مستشرق إسرائيلي يحذر من ازدياد عزلة الاحتلال السياسية
  • حلمي النمنم: فكرة تهجير الفلسطينيين مطروحة قبل قيام دولة إسرائيل
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • دولة حزب الله في لبنان التي انتهى زمنها
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • دينا أبو الخير تكشف أخطر مفاهيم البدعة التي تثير الفتنة بين المسلمين.. فيديو
  • ملك الأردن يزور المملكة للقاء ولي العهد