اتهامات بالتضليل والتأثير على الانتخابات.. تصاعد الغضب الأوروبي من تدخلات إيلون ماسك في السياسة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
شهدت أوروبا موجة من الغضب والانتقادات ضد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، بسبب تدخلاته المتكررة في شؤون السياسة الداخلية للعديد من الدول الأوروبية، هذه التدخلات التي تتراوح بين تصريحات مثيرة للجدل على منصته إلى دعوات لتحقيقات حول قضايا حساسة، أثارت استياء قادة سياسيين بارزين في القارة الأوروبية.
انتقادات حادة من بريطانيا
في بريطانيا، جاءت الردود القوية على تعليقات ماسك من رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي انتقد ماسك دون أن يذكره بالاسم بعد سلسلة من التغريدات التي وجهت انتقادات لاذعة لحكومته.
وفي كلمة ألقاها ستارمر حول إصلاحات النظام الصحي البريطاني، قال: "معظم الناس يهتمون بمستقبل خدمة الصحة الوطنية أكثر مما يُقال على تويتر".
وأضاف ستارمر بأن نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة على نطاق واسع لا يخدم الضحايا ولا يدعم القضايا الحساسة، في إشارة إلى اتهامات ماسك له بالتقصير في قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال عندما كان يشغل منصب النائب العام.
وكان ماسك قد دعا، في وقت سابق، إلى فتح تحقيق جديد في قضايا تتعلق باغتصاب قاصرات على يد رجال من أصول باكستانية خلال فترة تولي ستارمر النيابة العامة.
والتحقيقات السابقة خلصت في عام 2014 إلى أن 1400 طفل على الأقل تعرضوا للاستغلال الجنسي في مدينة روذرهام بين عامي 1997 و2013.
تصاعد التوتر بين ماسك والحكومة البريطانية
ردود الفعل الغاضبة لم تقتصر على ستارمر، حيث دافع وزير الصحة ويس ستريتنغ عن رئيس الوزراء وعضو حكومته جيس فيليبس، التي أثارت غضب ماسك بدعوتها السلطات المحلية للتعامل مع أي تحقيقات جديدة حول هذه القضايا.
ماسك لم يكتفِ بالانتقادات، بل اتهم الحكومة البريطانية بتقييد حرية التعبير وطالب بالإفراج عن الناشط ستيفن ياكسلي - لينون المعروف باسم تومي روبنسون، زعيم رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة.
ويقضي روبنسون حاليًا حكمًا بالسجن لمدة 18 شهرًا بتهمة ازدراء القضاء، ما زاد من التوتر بين ماسك والحكومة البريطانية.
تدخلات في الانتخابات الأوروبية
وفي فرنسا، عبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن استيائه من تدخل ماسك، متهمًا إياه بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية لصالح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وقال ماكرون إن "تدخل ماسك في الشؤون الداخلية لدول أوروبا يمثل خرقًا للمعايير الديمقراطية"، واصفًا تعليقاته بأنها تدخل مباشر وغير مقبول.
أما في ألمانيا، فقد وجه المستشار أولاف شولتس انتقادات مماثلة، واصفًا تصريحات ماسك الداعمة لليمين المتطرف بأنها "متنافرة وغير مسؤولة".
وأضاف شولتس: "يجب أن نتعامل مع هذه التصريحات بهدوء ولكن بحزم للحفاظ على استقرار الديمقراطية في بلادنا".
انتقادات من النرويج
وفي النرويج، أعرب رئيس الوزراء يوناس غار ستور عن قلقه من تدخل ماسك في القضايا الداخلية لدول خارج الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة النرويجية، قال ستور: "لا ينبغي لرجل يمتلك نفوذًا هائلًا على وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة أن يتورط في شؤون دول أخرى".
وأضاف ستور أن على السياسيين في بلاده أن يتخذوا موقفًا موحدًا لمواجهة أي محاولات مشابهة من ماسك للتدخل في الشؤون النرويجية.
غضب متزايد في أوروبا
تصرفات ماسك وتصريحاته، التي تُعتبر تدخلًا مباشرًا في شؤون الدول الأوروبية، قوبلت بموجة من الانتقادات من قبل قادة وسياسيين في القارة.
وتثير هذه التدخلات تساؤلات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومالكيها على السياسة الدولية، خصوصًا عندما يتم استغلال هذه المنصات للترويج لأجندات سياسية معينة.
ويبدو أن ماسك يواصل تصعيد مواقفه، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع قادة العالم الديمقراطي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتهامات استغلال الأمريكي إيلون ماسك الانتخابات الاوروبية الانتخاب التحقيقات البريطانية الاوروبي الحكومة البريطانية الدول الأوروبية الرئيس التنفيذي
إقرأ أيضاً:
بعد انتقادات علنية.. تفاصيل مكالمة هاتفية بين ترامب وماكرون
ناقش الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب هاتفيا الخميس "الأوضاع في أوكرانيا والشرق الأوسط"، وذلك بعد نحو عشرة أيام من توترات علنية باعدت بينهما على هامش قمة مجموعة السبع.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ ترامب هو من بادر إلى الاتصال بنظيره الفرنسي "على هامش اجتماع المجلس الأوروبي" في بروكسل. وأضافت أنّ الرئيسين "قررا الحفاظ على تنسيق وثيق بشأن هذه القضايا".انتقاد علنيوفي منتصف يونيو وجّه ترامب انتقادا علنيا شديد اللهجة لنظيره الفرنسي، متّهما إياه بالسعي لدعاية شخصية.
أخبار متعلقة قادة الاتحاد الأوروبي يوافقون على تمديد العقوبات على روسياماكرون: خروج إيران من معاهدة حظر النووي "السيناريو الأسوأ" .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب وماكرون (رويترز)
ووقع الخلاف يومها بعد أن غادر ترامب قمة مجموعة السبع في كندا قبل أوانه، ففسّر ماكرون الأمر للصحفيين بأنّ نظيره الأمريكي سيعمل على "وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران". وأثار تصريح ماكرون حفيظة ترامب.مغادرة قمة السبعويومها كتب ترامب عبر منصته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي أنّ "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحبّ للدعاية الشخصية قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على +وقف إطلاق نار+ بين إسرائيل وإيران".
وأضاف: "هذا خطأ! لا يملك أيّ فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد الأمر لا علاقة له بوقف إطلاق نار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائما. أبقوا على السمع!".الاجتماع الثنائيوبعد خمسة أيام من مغادرة ترامب القمة، قصفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية في إيران، قبل أن تتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وبعدها صرّح الرئيس الفرنسي بأنّه يريد عقد لقاء "فردي" مع نظيره الأمريكي الثلاثاء أو الأربعاء في لاهاي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
إلا أنّ هذا الاجتماع الثنائي لم يُعقد، مما أثار تكهنات باستمرار الخلاف.