كيف كان إنجاب طفل واحد سببا رئيسيا في تطور الدماغ؟
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
الولايات المتحدة – وجد باحثون أن معظم الرئيسيات قبل 60 مليون سنة كانت تلد توائم بشكل تلقائي، لكن، مع مرور الوقت، توقفت هذه الثدييات عن ذلك لإتاحة المجال لتطور ميزات ساعدت على تحسين فرص البقاء والنمو
وتعد الرئيسيات إحدى رتب التصنيف العلمي في عالم الحيوان، وتشمل الليموريات وقردة العالم القديم والجديد.
وأجرت مجموعة من الباحثين من جامعة واشنطن الغربية وجامعة ييل تحقيقا شاملا حول حجم الولادات في عائلة الثدييات هذه بهدف دعم دراسات تتعلق بحجم الدماغ البشري.
ومن خلال فحص مكثف ودراسة دقيقة، تمكن الباحثون من دحض الفكرة السائدة التي تشير إلى أن الرئيسيات مثل الليمور، واللوريس، والتامارين، والمارموسيت، التي تلد توائم أو ثلاثيات، كانت استثناء من القاعدة العامة.
وأظهرت الدراسات أن الرئيسيات في الماضي البعيد كانت تلد توائم بشكل طبيعي. واكتشف الباحثون أن التحول في حجم الولادة لدى الرئيسيات، حين بدأت تلد طفلا واحدا فقط، تزامن مع فترة زيادة حجم الدماغ لدى هذه الكائنات.
وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات كانت مرتبطة بفترة زمنية شهدت تطورات كبيرة في حجم الدماغ والقدرة على التعلم.
وقال الباحثان الرئيسيان، جاك مكبرايد وتيسلا مونسون، إن دراستهم توفر أدلة جديدة لفهم كيف يمكن أن تؤثر خصائص الحياة مثل حجم الولادة على تطور الأنواع الحية.
وفي دراستهم، قاموا باستخدام خوارزميات رياضية لدراسة نمط حجم الولادات عبر 1000 نوع من الثدييات.
وبالاعتماد على بيانات حية ودراسات مفصلة لحجم الجسم وفترة الحمل من قواعد البيانات العامة، وجد الفريق أن الحمل التوأمي (أي الحمل بتوأمين أو ثلاث توائم) يرتبط عادة بحجم صغير للجسم والدماغ، وفترة حمل قصيرة، ونمو سريع، وهو ما جعل الثدييات، تميل إلى إنجاب نسل واحد.
وبالمقارنة مع الرئيسيات، فإن البشر أصبحوا يميلون إلى إنجاب طفل واحد، مع فترة حمل أطول، ونمو بطيء، لضمان نمو أدمغة وأجسام أكبر. وهذا التغيير في استراتيجية الإنجاب كان له تأثير كبير على تطور البشر، حيث سمح بتطور دماغ أكثر تعقيدا ساعد على تعزيز القدرة على التعلم واكتساب المهارات المعقدة.
ووجد الباحثون أن هذا التحول نحو إنجاب طفل واحد، ذاك الذي حدث قبل نحو 50 مليون سنة، كان أكثر فائدة للبقاء على قيد الحياة والتطور بشكل عام مقارنة بإنجاب التوائم.
وعلى الرغم من أن التوائم كانت هي القاعدة في الماضي البعيد، إلا أن التغيرات البيئية والوراثية قد أدت إلى تفضيل إنجاب طفل واحد على مر العصور.
نشرت هذه الدراسة في المجلة العلمية Humans.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
السمّ اللذيذ.. كيف تُخدع أدمغتنا بأطعمة تُسبب الإدمان؟
هل يمكن أن تكون رقائق البطاطس والمشروبات الغازية أكثر من مجرد وجبة خفيفة؟ دراسة حديثة تُطلق جرس إنذار: بعض الأطعمة فائقة المعالجة قد تُسبب الإدمان كما تفعل المواد المخدرة!
ففي عالم يركض خلف السرعة والراحة، أصبحت الأطعمة المعالجة خيارًا يوميًا للملايين، لكن خلف الطعم الشهي والمظهر الجذاب، تختبئ حقيقة صادمة: تلك الأطعمة ليست مجرد وجبات… إنها “مخدرات غذائية” تبرمج أدمغتنا وتحبس أجسادنا في دائرة يصعب كسرها.
وبحسب دراسة نشرتها صحيفة تايمز أوف إنديا، فإن الأطعمة فائقة المعالجة “مثل الوجبات السريعة، والمأكولات المعلبة، والمشروبات السكرية” تُحفّز مراكز المكافأة في الدماغ بشكل مشابه لما تفعله النيكوتين أو الكوكايين، مما يؤدي إلى أنماط سلوكية شبيهة بالإدمان.
وتوضح الدراسة أن من أبرز علامات هذا “الإدمان الغذائي”: الرغبة الشديدة والمستمرة في تناول هذه الأطعمة رغم غياب الشعور بالجوع، التفكير المتكرر في الأطعمة الخفيفة أو الحلوى، الشعور بالقلق أو الانزعاج عند عدم تناولها، الاستمرار في تناولها رغم ظهور مشاكل صحية واضحة، مثل السكري أو السمنة.
ويرى الباحثون أن مزيج السكر، الدهون المشبعة، والمواد الكيميائية المضافة يعمل على تحفيز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالمتعة. ومع تكرار التعرض، يصبح الدماغ أقل استجابة، ما يدفع الشخص لزيادة الكمية لتحقيق الشعور نفسه، وهي بالضبط آلية الإدمان.
ويشير الخبراء إلى أن هذا النوع من الأطعمة يرتبط بارتفاع معدلات البدانة، الأمراض القلبية، وضغط الدم، وحتى اضطرابات المزاج والنوم. والمقلق أن هذه المنتجات تُسوّق بشكل جذاب للأطفال والمراهقين، ما يهدد الأجيال القادمة بعادات غذائية مدمّرة يصعب الفكاك منها.
هذا وشهدت العقود الأخيرة تحولاً كبيرًا في العادات الغذائية حول العالم، إذ أصبحت الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والمقرمشات المعلبة، خيارًا شائعًا وسهل الوصول. هذه الأطعمة غالبًا ما تُصنّع لتكون مغرية في الطعم والشكل والرائحة، لكنها في الواقع تحتوي على مكونات مصممة خصيصًا لتحفيز الدماغ على طلب المزيد، كالسُكّريات المضافة والدهون الصناعية ومحسّنات النكهة.
ومع تزايد الدراسات التي تربط بين هذه الأطعمة وسلوكيات شبيهة بالإدمان، يبرز تحدٍ صحي عالمي يدعو لإعادة النظر في مفهوم “الأكل الآمن”، والتمييز بين التغذية والإدمان الغذائي المقنع.