بعد 13 عاماً على الثورة السورية: لاجئون تحدثوا مع يورونيوز عن الفرح الممزوج بالخوف وأمل العودة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على بداية الثورة السورية في 2011، والتي أدت إلى اندلاع حرب مدمرة وأجبرت أكثر من 6 ملايين سوري على النزوح إلى مختلف دول العالم، لا يزال اللاجئون السوريون يعيشون بين الأمل والخوف.
ومع بداية العام الجديد، يتطلعون إلى العودة إلى وطنهم رغم الظروف الصعبة والتحديات التي تواجههم في دول اللجوء.
تحدثت يورونيوز إلى ثلاثة لاجئين سوريين هم ميداني وعبد الرحمن وأحمد، الذين انضموا إلى الثورة منذ بداياتها، ومروا بتجارب قاسية خلال السنوات الماضية.
كان ميداني وعبد الرحمن وأحمد طلابًا عندما اندلعت الاحتجاجات في سوريا عام 2011، وشاركوا في الحراك السلمي. إلا أنهم تعرضوا للاعتقال بسبب مشاركتهم في الثورة، وعاشوا تجارب قاسية في السجون السورية.
وقال ميداني، الذي تم اعتقاله في وقت مبكر من الثورة، إنه: "بعد شهرين من الاعتقال، بدأت أفقد توازني. كانت درجة حرارتي مرتفعة جدًا وكان من الصعب التنفس بسبب الهواء الملوث في مركز الاحتجاز وكمية التعذيب."
وأضاف: "لا يستطيع أي إنسان أو حتى حيوان تحمل ما مررت به في السجن." تم الإفراج عنه بعد أشهر من الاحتجاز في سجن عسكري في منطقة كفر سوسة في دمشق، بمساعدة والده الذي عمل على إخراجه من السجن.
أما عبد الرحمن، الذي تم الإفراج عنه أيضًا، فقد عاش حالة من الخوف المستمر من الاعتقال أثناء تجواله في الشوارع. وأشار عبد الرحمن إلى أنه: "عندما خرجت من السجن، كنت أخشى السير في الشارع خشية أن يعتقلوني مرة أخرى." وأضاف: "كنت أعيش في سجن كبير، حيث لا يوجد حرية ولا كرامة."
فيما قرر أحمد، الذي تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أشهر، متابعة دراسته الجامعية في سوريا رغم نصائح من حوله بمغادرة البلاد. بينما غادر عبد الرحمن سوريا مباشرة بعد إطلاق سراحه، واستقر في تركيا.
بعد الاعتقالات والمخاطر، قرر الثلاثة مغادرة سوريا. استقر عبد الرحمن في تركيا، التي أصبحت ملاذًا لآلاف اللاجئين السوريين، بينما خاض ميداني وأحمد رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط.
استغرق أحمد أكثر من أسبوع للوصول إلى أوروبا، حيث استقر في ألمانيا التي استقبلت أكثر من 850,000 لاجئ سوري. واوضح أحمد أن: "ألمانيا كانت تجربة إيجابية جدًا، حيث أكملت دراستي وتزوجت وأصبحت مدرسًا."
أما ميداني، فقد استقر في السويد التي استقبلت أكثر من 100,000 لاجئ سوري، حيث بدأ حياة جديدة بعيدًا عن الحرب. أما عبد الرحمن، فقد عمل في تركيا في مجال الصحافة، ثم انضم إلى وكالة أنباء الجزيرة ليصبح محررًا.
ومع مرور الوقت، بدأت تطورات غير متوقعة تحدث في سوريا. تحدث ميداني: "لم أكن أتصور أبدًا أن بشار الأسد يمكن أن يُسقط." وأكمل: "لم تكن هناك قيادة موحدة، وكان كل قائد فصيل يريد أن يكون الرئيس. توقفت عن متابعة الأخبار لفقداني الأمل."
لكن، وعندما شنت جماعة هيئة تحرير الشام هجومًا على حلب، تغير الوضع بشكل مفاجئ. كما وصف ميداني شعوره: "كنت في حالة من الصدمة، ولم أكن أستطيع التركيز، حتى عندما سلّم عليّ أحدهم، لم أكن أستمع."
أما عبد الرحمن، فقد كان أقل انفعالًا، لكنه عبر عن سعادته بشكل محدود بعد الهجوم، حيثُ أشار: "لم أكن أعتقد أن السلطة ستتغير في المستقبل القريب، لكنني شعرت بالسعادة بشكل مؤقت."
أصبحت هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم على حلب، محوراً للجدل بعد سيطرتها على عدة مناطق في سوريا. وتحدث زعيم الهيئة، أحمد الشرع، عن نية الهيئة في دعم حقوق الأقليات في سوريا، بما في ذلك المسيحيين والعلويين، بالإضافة إلى دعم حقوق المرأة. لكن ما زالت هناك انتقادات واسعة لمواقف الهيئة خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة.
وعلق أحمد بالقول إنه "متفائل قليلًا، لكنه قلق بشأن ما قد يحدث." بينما عبد الرحمن يضيف: "لم أؤيد أيديولوجية هيئة تحرير الشام، ولكنني أعتقد أن أيديولوجيتها قد تغيرت الآن."
على الرغم من المخاوف، يبقى الأمل في العودة إلى سوريا قائمًا. يتفق الثلاثة على أنهم يخططون لزيارة سوريا في المستقبل القريب، لكن العودة ليست سهلة.
وأوضح ميداني أن : "70% من سوريا مدمرة، أحياء ومناطق بأكملها تم تدميرها. لذا، إذا عاد هؤلاء الناس، أين سيعيشون؟" ويرى أحمد إلى أن الأطفال الذين غادروا سوريا ليس لديهم أي ذكريات حقيقية عنها، مما يجعل العودة صعبة بالنسبة لهم.
لكن رغم كل ذلك، يبقى التفاؤل قائمًا. ويختم ميداني حديثه: "العودة تحتاج إلى وقت طويل، ونحن الآن في بداية الطريق."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سوريا ستصبح تحت قيادتك دولة رائدة".. ماذا طلب نجل الحاخام اليهودي أبراهام حمرا من الشرع؟ إعفاءات أمريكية قاب قوسين أو أدنى.. سوريا نحو أغلال اقتصادية أقل وفرج لربما قريب في زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات.. فرنسا تعرض تقديم دعم تقني وقانوني لصياغة الدستور السوري الجديد بشار الأسدأبو محمد الجولاني الحرب في سورياتعذيبسجونهيئة تحرير الشامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: لبنان كوارث طبيعية إسرائيل دونالد ترامب روسيا حرائق غابات لبنان كوارث طبيعية إسرائيل دونالد ترامب روسيا حرائق غابات بشار الأسد أبو محمد الجولاني الحرب في سوريا تعذيب سجون هيئة تحرير الشام لبنان كوارث طبيعية إسرائيل دونالد ترامب روسيا حرائق غابات جيش زلزال برلمان شرطة الصين زلزال ضحايا دیسمبر کانون الأول یعرض الآن Next تحریر الشام عبد الرحمن فی سوریا فی دمشق أکثر من فی سجن لم أکن
إقرأ أيضاً:
التحولات الثقافية في سوريا.. عنوان يوم بحثي في دمشق
دمشق-سانا
في خطوةٍ رائدة نحو نشر أبحاث لتعميق الوعي الثقافي والفكري، نظمت مؤسسة “اتجاهات نحو ثقافة مستقلة” يوماً بحثياً حول “الممارسات الثقافية والتحولات الفنية في سوريا”، في بيت فارحي بدمشق القديمة.
وجاءت هذه الفعالية ضمن النسخة التاسعة من برنامجها لتعميق ثقافة المعرفة، حيث استقبلت أبوابها سبع ساعات أمام الباحثين والفنانين لبحث الممارسات والقضايا الثقافية والأزمات التي مرت بالبلاد على مدار الأعوام الفائتة، عبر ثلاث جلسات ونقاشات مفتوحة، حول تاريخ المكتبات، وأصالة فن الخزف، وتأثير السينما على الهوية.
وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان الممارسات الثقافية في سياق الصراع، استعرض الباحث هاني الطلفاح في حديثه عبر الإنترنت تاريخ المكتبات في سوريا منذ أربعة آلاف عام، والدمار الذي لحق بها من حرق وسرقة لدوافع مختلفة، مشيراً إلى تحول المكتبات خلال الحرب من منصة للمعرفة إلى أداة إنتاج الدعاية القمعية للمعرفة التي تمارسها السلطة مع شح المراجع والمصادر، داعياً إلى إنشاء جمعية مكتبات، وخلق مساحة آمنة اجتماعية لترميم الدمار بعد التحرير.
وخصصت الفنانة التشكيلية زويا قرموقة حديثها لصون فن الخزف السوري، وأصالته ومعاصرته للهوية المحلية، وسط غياب الأرشيف والمراجع، ولاسيما بعد الخراب الذي لحق بفن الخزف السوري بسبب الحصار الاقتصادي والوضع الأمني غير المستقر، وضعف التغطية الإعلامية ما خلق هوّة في المعرفة، وزاد في الأمر سوءاً تغيير مكان التكية السليمانية التي كانت مقراً مهماً لهذا الفن العريق.
وفي الجلسة الثانية وتحت عنوان: (محور المدينة والذاكرة.. وتحولات الفضاء والسرديات الثقافية) تطرقت الباحثة ميرما الورع إلى نشوء السينما في سوريا، ودورها في حفظ هوية المدينة، مشيرةً إلى الاشتباك التاريخي بين السينما والسلطة التي احتكرت العمل السينمائي لمصلحتها، وتحكمت فيها بعد أن كانت منفتحة على العالم.
وحمل بحث كل من الباحثَين إياد أبو سمرة وشام العلبي عنوان: ( أنثروبولوجيا الضوء بين عتبة الأنثروبولوجيا وتوفر إنارة المدينة) فقدّما إضاءات عن انعدام الإنارة وكيفية تأقلم الأفراد مساءً نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الدائم خلال الحرب السورية، ودراسة المتغيرات الوظيفية للفراغات والفضاءات المكانية في غياب الإنارة.
أما الجلسة الثالثة التي قدمها الدكتور الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية جمال شحيّد، فتمحورت في جزئها الأول للأديبة فدوى العبود حول موضوع الهوية في السرد الروائي: أساليب الابتكار والتجديد الفني.. نماذج من الرواية اللبنانية والسورية، حيث أشارت في بحثها إلى أن الروايات السورية التي أُنتجت ما بين 2011-2015 حاولت أن تتحرى أسباب العنف وأزمة الهوية في علاقة الذات بالآخر، فيما حضر سؤال حول الهويات الفرعية في الروايات الأخرى التي أُنتجت ما بين 2016-2019، وكانت أغلب الشخصيات فيها تعكس فشل الانتماء والتحقق، مسترشدةً برواية “بحثاً عن كرة الصوف” للكاتبة السورية روزا ياسين حسن، حيث تقوم بها بتشريح العلاقة بين الذات وبلدان اللجوء، ومحاولة التعبير عن الذات المتصدعة ببلاد الاغتراب.
وفي الجزء الثاني تناولت الصحفية ميار مهنا قضية “الرؤى السياسية والنسوية في سينما المرأة السورية بعد الحراك”، وتحدثت فيه عن بدايات السينما السورية ودور المرأة فيها، وقد تكون ماري يونس التي أدت دوراً بسيطاً في فيلم نزيه الشهبندر نور وظلام عام 1948 أول سوريّة تمثل بالسينما، كما أدى أنور البابا أدوار السيدات بتلك الفترة، بينما برزت في المونتاج المونتيرة انطوانيت عازرية، فيما كان للممثلة إغراء تجربة ذات طابع ربحي بالإخراج والمونتاج.
ولفتت مهنا إلى أن سينما المرأة اتجهت بالأفلام الروائية بعد الحراك عام 2011 لإظهار معاناة شخصية الأنثى وأزماتها وموقعها بالمجتمع، لكن عموماً السينما السورية لم تعرف بعمرها الطويل سوى ست مخرجات أفلام روائية طويلة.
من جانبه، أكد مدير مؤسسة اتجاهات عبد الله الكفري في كلمة له أن الأبحاث التي قُدمت اليوم تُشكل جزءاً من مسار طويل ليتم البناء عليه مستقبلاً، لافتاً إلى أن البحث السريع كان إحدى العقبات التي واجهت المجال الثقافي خلال الـ 14 سنة الماضية، والذي يناقض مفهوم الإنتاج البحثي وحاجته لمسافة زمنية كبيرة عبر طرح الأسئلة واختبارها والأخذ بالملاحظات، وإعداد مواد بحثية والعمل على مقاربتها وإشباعها بالمعرفة لتصب في النهاية بصالح بناء مستقبل البلاد.
التحولات الثقافية في سوريا 2025-06-19SAMERسابق جديد الصناعات الدوائية السورية في معرض الرعاية الصحيةآخر الأخبار 2025-06-19السكاف وهيكل يؤكدان أهمية الاستثمار في رأس المال البشري 2025-06-19السكاف يصدر قراراً بإحداث مديرية التنمية الإدارية الفرعية في حماة 2025-06-19وزير العدل يُلغي الدورة الرابعة في المعهد العالي للقضاء نهائياً 2025-06-19مؤتمر الطاقات المتجددة يدعو إلى تبني استراتيجية وطنية متكاملة وتوفير بيئة تشريعية وتنفيذية ملائمة 2025-06-19التربية: تأخير صرف المنحة يعود إلى وجود أخطاء في حسابات “شام كاش” لدى بعض المستفيدين ويجري تحويل المبالغ تباعاً 2025-06-19إدراج ست جامعات سورية ضمن تصنيف “التأثير” البريطاني بنسخته لعام 2025 2025-06-19السفير الإيطالي في سوريا: تعزيز الربط المصرفي يفتح الأبواب لاستئناف الحركة التجارية بين البلدين 2025-06-19تدريب طلاب للمشاركة بأولمبياد الذكاء الاصطناعي العالمي 2025-06-19دليل المبادرات والريادة المجتمعية في ورشة عمل بدمشق 2025-06-19السكاف والشعار يناقشان ملامح الهيكل التنظيمي المقترح لوزارة الاقتصاد والصناعة
صور من سورية منوعات دراسة: الأطعمة الحارة تسهم في تقليل الشهية 2025-06-19 النساء العاملات ليلاً أكثر عرضة للإصابة بالربو 2025-06-19فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |