غوغل تطور أداة ذكاء اصطناعي لإنتاج مدونات صوتية للمستخدم
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تختبر شركة التكنولوجيا الأمريكية “غوغل” خاصية جديدة، تسمى “الاستماع اليومي” أو “ديلي ليسن”، تقوم تلقائيا بإنشاء مدونة صوتية (بودكاست) بناء على المحتوى الذي يتابعه المستخدم على خدمة ديسكفر الخاصة به.
وأكدت الشركة لموقع “تك كرانش” المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، أن خاصية “الاستماع اليومي”، هي عبارة عن تجربة صوتية مخصصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومصممة لمساعدة المستخدم على البقاء على اطلاع دائم بالموضوعات التي تهمه.
وذكر الموقع، أنه تم طرح هذه الخاصية حاليا على تطبيق غوغل لنظامي التشغيل “أندرويد” و”آي.أو.إس” وأنها ستكون متاحة للمستخدمين في الولايات المتحدة الذين اختاروا المشاركة في خدمة “سيرتش لابس” الخاصة بالشركة.
وسيحصل المستخدم، من خلال أداة “الاستماع اليومي”أو ” ديلي ليسن”، على حلقة بودكاست تصل مدتها إلى خمس دقائق تمنحه نظرة عامة على القصص والموضوعات التي تهمه، وروابط لقصص ذات صلة يمكن النقر عليها لمعرفة المزيد عن الموضوعات التي تتم مناقشتها.
وأشارت غوغل إلى أن الأداة تشبه خاصية “أوديو أوفر فيوز” الخاصة بتطبيق “نوتبوك إل.إم”، والتي تقوم بتوليد بودكاست باستخدام مضيفين افتراضيين من الذكاء الاصطناعي بناء على المعلومات التي يشاركها المستخدم مع التطبيق، مثل قراءات الدورة أو المذكرات القانونية، حيث يحصل المستخدم على ملخص سريع للأشياء التي يجب معرفتها بناء على اهتماماته.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"المقمع".. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
في قلب محافظة النماص القديمة، حيث تتجاور القصور التراثية وتتناثر الحكايات بين جدران الطين والخشب، تتجدد الحياة في ورشة صغيرة ما زالت تنبض بروح الماضي، وتحافظ على حرفة ارتبطت بتاريخ الإنسان في عسير، وهي حرفة صناعة الأسلحة التراثية، وبخاصة "المقمع" و"أبو فتيل"، اللذان كانا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأجداد، سواء في الدفاع عن النفس أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
وتبدأ صناعة "المقمع" بتحضير المواد الأساسية، وفي مقدمتها الخشب المستخدم في تشكيل جسم البندقية، وأنبوبة الحديد، والقطعة المسماة "الصفحة" المخصصة لحفظ البارود، إلى جانب "الضراب" الذي يُستخدم لدكّ البارود داخل السلاح، وبعد تشكيل الخشب بعناية، تُركب الأجزاء الحديدية، وتُجرى اختبارات دقيقة لضمان سلامة المستخدم وجودة السلاح، ثم يُنقل إلى مرحلة الزخرفة والتزيين، حيث يُلبّس بالنحاس الأصفر أو الفضة، ويُنقش عليه بزخارف فنية تضفي عليه جمالًا خاصًّا، تجعله قطعة تراثية توازي في قيمتها الأعمال الفنية.
وأوضح الحرفي فهد بن علي الشهري الذي يمارس هذه الحرفة في ورشته المتخصصة بصناعة الأدوات التراثية بأنها امتداد لإرث عائلي بدأه والده بافتتاحه محلًّا لصيانة "المقاميع" في النماص عام 1397هـ، بمعدات ومكائن حديثة في وقتها، وكان من أوائل من أدخل هذا المجال إلى المنطقة الجنوبية.
ومع تطور الأدوات واختلاف الأجيال، حرص فهد الشهري على تطوير أشكال جديدة من "المقمع" تتميز بخفة الوزن وصغر الحجم، لتناسب فئة الشباب الذين بدأوا يُقبلون على اقتنائها تعبيرًا عن الفخر بتراثهم وهويتهم.
ويكتسب السلاح التراثي خصوصية إضافية من خلال الزينة التي تُضاف إليه، إذ كانت تُستخدم قديمًا خيوط مصنوعة من شعر الحيوانات مثل "الوبر"، ثم تطور الأمر إلى استخدام النحاس والفضة والنقوش الخشبية ذات التصاميم المختلفة، وهو ما يفسر تباين أسعار هذه الأسلحة التي قد تصل إلى أكثر من 50 ألف ريال، بحسب جمال الزخرفة وكمية المعدن المستخدم.
ولا يكتمل حضور"المقمع" في الاحتفالات والأفراح إلا بارتداء"الزهاب"، وهو حزام جلدي يُرتدى على الكتف بشكل متقاطع، يُطعَّم بالفصوص المعدنية، ويحتوي على مخازن البارود التي تُستخدم في إشعال بارود السلاح خلال المناسبات.
ويُعد "المقمع" من الأسلحة القصيرة التي تعتمد على البارود الأسود المدكوك، ويتكون من عدة أجزاء أساسية منها "الأسطوانة"وهي ماسورة البندقية، و"المدك" المستخدم لضغط البارود، و"الديك" الذي يشعل الفتيل، و"العين" حيث يوضع البارود، و"الزناد" الذي يضغط عليه المستخدم لإطلاق الشرارة. وكان إشعال "المقمع" يتم عبر فتائل مأخوذة من ألياف نباتية مثل شجر "الأثب"، وتُشحن البندقية عبر إدخال كمية من البارود من فوهتها، يتبعها قطعة قماش وتُضغط بسيخ معدني حاد الرأس، ليصبح البارود جاهزًا للانفجار.
وترافق هذه الصناعة حرفة أخرى لا تقل أهمية، وهي صناعة البارود التقليدي الذي يُحضَّر من ثلاثة مكونات: الملح المستخرج من تربة خاصة، والكبريت الطبيعي، والفحم الناتج عن حرق أعواد الأشجار بطرق محددة، وتُخلط هذه المواد بنسب دقيقة وتُجفف ليُصبح البارود جاهزًا للاستخدام، سواء في الأسلحة أو حتى في تكسير الصخور وحفر الآبار قديمًا.
ويؤكد الباحث الدكتور صالح أبو عراد في كتابه "تنومة" أن هذه الصناعة كانت أساسًا في حياة المجتمع، وما يزال "المقمع" حاضرًا في المناسبات والاحتفالات الوطنية والحفلات الشعبية، ويظل رمزًا تراثيًا تتوارثه الأجيال، وقطعة أصيلة تعبّر عن هوية منطقة عسير، وتمنح المناسبات الشعبية طابعًا خاصًا يمزج بين الفن والقوة، وبين الصوت المدوي والروح المترعة بالفخر.
التراثمحافظة النماصالمقمعقد يعجبك أيضاًNo stories found.