البرغثي: اشتباكات طرابلس أثبتت صحة التحذيرات من ضم التشكيلات المسلحة في مؤسسات الدولة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
ليبيا – رأى وزير الدفاع الأسبق، محمد البرغثي، أن عدد القتلى والجرحى الذين خلفتهم الاشتباكات الأخيرة يعد دليلاً على عدم وجود ضوابط تحكم تحركات عناصر التشكيلات في ساحة أي قتال أو اشتباك، على الرغم من كونها كيانات تابعة للدولة، ويفترض أنها تتحلى بقدر من النظام والانضباط.
البرغثي وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، قال إن منتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية النظامية لا يطلقون النار من دون تعليمات من قيادتها، وفقاً للتراتبية الموجودة بها، كما أن التعامل مع الأهداف يجري وفقاً لإحداثيات محددة سلفاً، وهذا يقلل حجم الخسائر البشرية والمادية.
وأضاف البرغثي موضحاً أن ما رصد في جولات الاقتتال المتكررة بين التشكيلات هو إطلاق للنار بشكل عشوائي، وتشف وانتقام بعض أعضائها ممن يقع في قبضتهم من الخصوم، والأخطر من ذلك هو عدم تفادي اندلاع القتال بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان، والاستهانة بأرواحهم.
كما شدد البرغثي على أن الاشتباكات أثبتت صحة التحذيرات التي أطلقت من شخصيات سياسية وعسكرية منذ سنوات حول الآثار السلبية لدمج هذه التشكيلات في مؤسسات الدولة، أو ما يعرف بشرعنتها، والتي برزت بوضوح خلال عهد حكومة الوفاق، خصوصاً أن هذا الدمج جرى بشكل جماعي، والأخطر أنه كان بلا خطة هيكلية لتستفيد منه المؤسسة الأمنية، كما أنه جاء دون تحديد واضح لصلاحيات ومهام التشكيلات التي جرى دمجها، وكمية التسليح الخاصة بها.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تجدد الاشتباكات القبلية في الحدا بذمار في ظل تواطئ حوثي
تجددت الاشتباكات القبلية في مديرية الحدا شرقي محافظة ذمار، وسط تصاعد التوترات بين عدد من القبائل، في ظل غياب دور فاعل لسلطات الحوثيين، الذين اكتفوا بحملات اعتقالات عشوائية دون تقديم حلول ناجعة للنزاعات المتكررة.
وأفاد مصدر قبلي ان اشتباكات اندلعت بين مسلحين من قبيلة "بني علي" وآخرين من "الخليف - الملحاء" بمنطقة بني بخيت، في مديرية الحدا، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، ما أسفر عن إصابة المواطن فؤاد الشنفي.
ولفت المصدر أن الاشتباكات تجددت على خلفية خلاف مستمر حول الحدود بين القبيلتين، مشيرًا إلى أن القضية لا تزال معلّقة لدى قيادات حوثية من بينها القيادي أحمد عبدالله الشرفي، المكنى بـ"أبو حمزة"، والمعين مديرًا لأمن محافظة البيضاء.
وأشار المصدر إلى أن مليشيا الحوثي شنّت حملة اعتقالات طالت عددًا من أبناء القبيلتين، واقتادتهم إلى سجونها في مدينة زراجة، بدلًا من السعي لحل النزاع القائم.
وكانت اشتباكات مماثلة قد اندلعت بين الطرفين في أواخر العام 2023، في ظل فشل مستمر للحوثيين في احتواء الأزمة أو التوسط لإنهائها.
وفي وقت سابق، أكد الشيخ ناصر علي سعيد البخيتي، أحد مشايخ مديرية الحدا، أن قضية الخلاف القبلي بين أهالي قريتي الخليف وبني علي وكلاهما من قبائل الحدا قد تم احتواؤها وحلّ معظم جوانبها، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يكتب فيها عن قضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لأهمية الموضوع وخشيةً من سفك الدماء.
وأوضح البخيتي في بيان نُشر على صفحته بموقع "فيسبوك" قبل أيام، أن الحل جرى التوصل إليه بنسبة 95%، من خلال جهود عدد من مشايخ الحدا ومحافظة ذمار، وبإشراف مباشر من الجهات الرسمية على مستوى المديرية والمحافظة - في اشارة الى قيادة مليشيا الحوثي بالمحافظة.
وقال: "ما تبقّى من القضية - وتحديدًا نسبة 5% - لم يُستكمل بسبب ما وصفه بتساهل بعض مسؤولي المحافظة"، متسائلًا عن الأسباب والدوافع وراء هذا التراخي رغم تكرار حوادث إطلاق النار بين الطرفين عقب عيد الفطر.
وحمّل الشيخ البخيتي المسؤولية الكاملة للجهات المعنية (الحوثيين) بمحافظة ذمار في حال وقعت أي دماء بين الطرفين، معتبرًا هذا الإهمال بمثابة "مباركة ضمنية" لسفك الدماء، كما حدث في عشرات القضايا القبلية السابقة التي تفاقمت بسبب غياب الحسم الرسمي.
وختم تصريحه بالتأكيد على أهمية إتمام الحل دون أن يُؤخذ نشر الموضوع في وسائل التواصل ذريعة للتقاعس، داعيًا الجهات المعنية إلى القيام بواجبها حتى لا يتكرر سيناريو الفوضى وسفك الدماء.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر محلي بحدوث توتر مسلّح بين عناصر قبلية من "الضلاع" و"بني مهدي" في عزلة الأعماس بالمديرية ذاتها، حيث استحدث المسلحون متاريس ونقاط تمركز على خلفية خلاف لم تُعرف تفاصيله بعد وسط اتهامات للمليشيا بتغذية النزاع.
ودعا المصدر مشايخ ووجهاء الحدا والقرى المجاورة إلى التدخل العاجل لاحتواء التوترات، ورفع المسلحين، وإزالة المتاريس، والعمل على تهدئة الأوضاع قبل تفاقمها والعمل على حل قضية الخلاف من جذورها.