جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-16@20:31:22 GMT

سلاطين السلام

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

سلاطين السلام

 

 

ناصر بن حمد العبري

سلطنة عُمان واحدة من أبرز النماذج في العالم العربي التي تُجسِّد قيم السلام والوئام؛ حيث تميزت عبر تاريخها الطويل بحكماء دبلوماسيين استطاعوا أن يجعلوا من بلادهم مركزًا للسلام والتفاهم بين الشعوب.

ويمتد تاريخ وطننا الحبيب لآلاف السنين، وقد شهد العديد من الأحداث التاريخية التي شكلت هويتها الثقافية والسياسية.

ومنذ العصور القديمة، كانت عُمان معروفة بتجارتها البحرية وفتحها لآفاق التواصل مع مختلف الحضارات. وقد ساهمت هذه الروح التجارية في بناء علاقات دبلوماسية قوية مع الدول الأخرى، مما جعلها نقطة التقاء للثقافات المختلفة.

في العصر الحديث، تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تلقت سياسة الحياد الإيجابي دفعة قوية؛ إذ كانت سلطنة عُمان دائمًا تسعى إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، مما جعلها وسيطًا موثوقًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ويولي جلالة عاهل البلاد المفدى اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دور عُمان كداعم للسلام والاستقرار في المنطقة.

وعُمان اليوم محطة أنظار العالم، حيث تستضيف العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تركز على قضايا السلام والتنمية. كما أن استضافتها لمفاوضات السلام بين الأطراف المتنازعة تعكس التزامها العميق بمبادئ الحوار والتفاهم.

علاوة على ذلك، تتمتع سلطنة عُمان بتراث ثقافي غني يعكس قيم التسامح والمحبة. فالشعب العُماني معروف بكرم ضيافته واحترامه للآخرين، مما يجعل من السلطنة وجهة مثالية للزوار من جميع أنحاء العالم. إن التنوع الثقافي واللغوي في عُمان يعزز من روح التعايش السلمي بين مختلف الفئات.

سنظل نفخر بأن بلادنا تعد مثالًا يحتذى به في مجال الدبلوماسية والسلام، كما إن التزامها بقيم الأمن والأمان، ورغبتها في تعزيز العلاقات الدولية، يجعل منها دولة فريدة في عالم مليء بالتحديات.

ولذلك نقول.. إنَّ عُمان ليست فقط أرض السلاطين، بل هي أيضًا أرض المحبة والسلام التي تحتاجها البشرية اليوم أكثر من أي وقت مضى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السعودية رمز السلام

نعم المملكة العربية السعودية رمز السلام كانت منذ تأسيسها على يد المؤسس رحمه الله وعلى مر عهود أبنائه من بعده وحتى اليوم ومن ضمن أهم أهدافها أن يعم الأمن والسلام الكرة الأرضية برمتها وأن يحيا الناس حياة هادئة مطمئنة فلا نعمة تعادل (نعمة الأمن). لذا فالسعودية متواجدة في المواقف والأزمات ورغبتها في التهدئة ورأب الصدع وتسؤوها الاضطرابات والتعديات في أي مكان في العالم، وستظل السعودية عنواناً للسيادة والتواجد الإنساني والسياسي ومنبعاً لكل خير. لذا نجدها حاضرة كلما كان هناك أزمة قد تؤول إلى ما ينهك الدول ويؤثر على أمنها واستقرارها، حيث تبادر السعودية للتدخل وكأن هذه الأزمة داخل حدودها.
هذه السياسة، والمبدأ الذي تنتهجه السعودية، ويعتبر من قواعدها الراسخة والهامة، إنما هو دليل على حكمتها ومعرفتها الأكيدة بأن الأمن إذا تزعزع وانتشرت الفتن والحروب على أية أرض دون احتواء لها وإيجاد حلول، فحتماً سيكون لها تأثير سلبي أمني واقتصادي وسياسي على العالم بأكمله، وخصوصاً دول الجوار لمحل الأزمة ومحيطها بالدرجة الأولى، فكيف حين يضطرب الشرق الأوسط، أو ما يلامسه أو يقرب منه؟ وجميعنا نتذكر مقولة ولي العهد السعودي: ( أنا اعتقد أن أوربا الجديدة هي الشرق الأوسط) وأن دوله في بحر السنوات الخمس القادمة ستكون مختلفة تماماً ذلك الاختلاف الذي يرتقي بها. وطلب الله ألا يغادر الحياة إلا والشرق الأوسط في مقدمة دول العالم نسأل الله له طولة العمر وتحقيق الأمنيات. وكم نتمنى أن تدرك الشعوب بكل أطيافها أن جودة الحياة تكمن في وعيها بأهمية الأوطان وقيمتها وأمنها والحفاظ على مدخراتها ومرافقها، وأن الفتن والحروب هي دمار للبشر والشجر والحجر نعوذ بالله من ذلك.
هنا تكمن حصافة المملكة العربية السعودية، وسعيها الحثيث ليسود الأمن في أراضيها وفي كل مكان، فكانت حاضرة بدعمها ودبلوماسيتها في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، فقد لعبت دوراً دبلوماسياً مميزاً وقامت بالتوسط بين الأطراف المتنازعة، ومتواجدة في لبنان حيث دعت إلى جانب أمريكا وفرنسا إلى وقف إطلاق النار وإفساح المجال للحوار، وسوريا حيث طالبت برفع العقوبات عنها ودعمت الدولة الجديدة لتكون سوريا وطناً وسكناً آمناً لأهلها وجزءاً مهماً من العالم العربي، وفي الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية تواجدت السعودية حيث أطلقت التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وأصرت على ذلك ومدت يد العون والمساندة للفلسطينين ومازالت، والجميع يذكر موقفها مع السودان وتقديم المساعدات والحلول والمفاوضات وتحذير الأطراف السودانية من تصعيد الأزمة، ومن يتابع الأخبار الدولية، يجد المملكة حاضرة بممثليها في وزارة الخارجية في كل موقف، ولن نستطيع حصر مواقف المملكة ودبلوماسيتها في مقال واحد، وكأنها طائر السعد يفرد أجنحته بالخير في سماء الكرة الأرضية، لكن هذا الطائر الحنون الذي يحتوي الأزمات ويريد الأمن لكل الشعوب، هو شرس جداً عند انتهاك حقوقه والاعتداء على حدوده. ولعل الأيام القليلة الماضية تشرح استمرارية مواقف السعودية لاحتواء الأزمات وذلك فيما حصل بين الهند وباكستان.
تخيلوا لا قدر الله لو نشبت حرب بين الهند وباكستان! مجرد التخيل مزعج والعياذ بالله. فبمجرد الاعتداء الإجرامي فعلاً والذي أسفر عن مقتل ٢٥ شخصاً سائحاً وإصابة آخرين، اتخذت الهند إجراءات فورية، وطردت دبلوماسيين باكستانيين، وأغلقت الحدود، وأوقفت التأشيرات، وأغلقت المجال الجوي وغير ذلك، كما ردت باكستان بمثل ذلك من ردود الفعل، وازداد التصعيد الذي كان سيصبح حرباً طاحنة واسعة تأكل الأخضر واليابس. وفعلاً أمر مؤسف أن يتم الاعتداء على مدنيين أرادوا المتعة وما علموا أن الموت بالمرصاد وسواء كانوا مسلمين أو غير ذلك، فإزهاق الأرواح البريئة جريمة عند الله.
نتمنى أن يسفر التحقيق عن كشف المجرمين فقاتل الله الحروب والفتن كم تحيل الحياة إلى جحيم إذا لم يحاصرها العقل، وهنا جاء دور المملكة المعهود إذ لعبت دوراً أساسياً لاحتواء الموقف العسكري بين البلدين، وضمان عدم خروجه عن السيطرة، فكانت المساعي السعودية مستمرة وحثيثة بكل الطرق لوقف أصوات الرصاص، وقد كلفت مبعوثها الدبلوماسي من وزارة الخارجية الأستاذ عادل الجبير بزيارة عاجلة للدولتين، ونظراً لما تتمتع به المملكة من مكانة دولية وروابط وعلاقات جيدة مع الدولتين ولثقلها الدولي ونفوذها الاقتصادي، كان لوساطتها القبول والترحيب إلى جانب أمريكا لوقف إطلاق النار والدعوة لضبط النفس والحوار العقلاني. وعبرت السعودية عن فرحتها بالتهدئة ووقف المناوشات التي كادت تندلع بها حرب. كما عبرت الهند وباكستان عن شكرهما للتدخل الذي أنقذ البلدين. وتبقى المملكة دوماً محل ثقة العالم. لذا كان لوساطتها أهمية كبيرة. فالمملكة ذات شخصية سيادية اعتبارية دولية حكيمة، إذ تعتبر الوسيط المثالي والمهم حضوره في كل النزاعات الدولية عالمية أو شرق أوسطية، ونجحت الوساطة والحمدالله.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • وزارة الدفاع: المفاوضات التي تفرضها الأمم المتحدة مع الحوثيين لم تكن إلاّ لشرعنة إنقلابهم والحسم العسكري هو الخيار الوحيد لفرض السلام
  • أحمد الجروان: أهمية تعزيز ثقافة التعايش والتفاهم
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • مأرب برس يعيد نشر اتفاقات ابراهيم التي طالب ترامب من الرئيس السوري التوقيع عليها خلال لقائه بالرياض
  • وزير الإنتاج الحربي: شركاتنا تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • سلطنة عُمان تستضيف بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • السعودية رمز السلام