الصحفيين العرب يدين اغتيال المصور إبراهيم عجاج في سوريا
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب بأشد العبارات اغتيال الزميل إبراهيم عجاج، المصور في الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، الذي اختطفه مسلحون مجهولون من أمام منزله واقتادوه إلى جهة مجهولة قبل أن يقوموا بتصفيته يوم 23 يناير 2025.
وفي بيان صدر اليوم، طالب الاتحاد الجهات الأمنية في سوريا باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية الصحفيين والإعلاميين وضمان حرية الصحافة والإعلام.
كما دعا إلى متابعة التحقيقات لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأعرب الاتحاد عن تعازيه الصادقة لاتحاد الصحفيين السوريين وعائلة الفقيد، مؤكداً دعمه الكامل للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بسوريا، والتزامه بالعمل وفق المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اغتيال الصحفيين العرب ابراهيم عجاج المزيد
إقرأ أيضاً:
فشل نظرية المؤامرة
د. خالد بن علي الخوالدي
من شدة ما كانوا واثقين من حديث المؤامرة بين إيران والولايات المتحدة ودولة الاحتلال (إسرائيل) والإيمان بهذا، كدت أصدق وأثق في كلامهم، وهناك غيري كثر كادوا يصدقون هذه الهرطقات، وكان كثيرًا ما يبرز النقاش حول العلاقة المعقدة بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حتى اعتبر البعض بحكم معرفتهم العميقة وتحليلهم السياسي، أنَّ هذه الدول الثلاثة تشترك في مشروع مشترك ضد العرب!! وأنه من المستحيل أن تشن أمريكا أو إسرائيل حرباً على إيران، إلّا إن التطورات الأخيرة تكذب هذا المُعتقد وتثبت أنَّ إيران العدو الأبرز لهؤلاء المرتزقة وتُشير إلى وجود تصورات جديدة حول هذه العلاقة، وتطرح تساؤلات حول كيفية استمرار استخدام إيران كعدو أبدي في الخطاب العربي.
مع إيماننا العميق بأنَّ لإيران أجندتها وسياساتها وتوجهاتها مثلها مثل غيرها من الدول والحضارات والأمم، فتركيا مثلاً لديها أجندة لاستعادة الحكم العثماني وإيران صاحبة تاريخ عميق بحكم كونها تمثل الحضارة الفارسية، وهناك دول تحاول عودة هيمنتها ولديها أجندات لتحقيق ذلك، ومع ذلك يظل العرب متفرقين ومتشرذمين، ويلقون الكرة في ملاعب غيرهم، بدلًا من أن يقفوا مع بعضهم، متحدين ومؤمنين بعظم دورهم الحضاري؛ كأمة كبيرة تتفق في اللغة والدين والحضارة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد وغيرها الكثير. وللأسف يظل الحديث عند بعض العرب في مجالسهم وإعلامهم وعلمائهم عن إيران كعدو أبدي يتكرر بشكل مُستمر، فبينما يروج البعض لفكرة أن أمريكا وإسرائيل وإيران ينسقون معًا ضد العرب، يظهر الواقع عكس ذلك، فإيران تعتبر تهديدًا حقيقيًا للصهاينة؛ حيث تتمتع بقدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك برنامجها النووي الذي يُخيف تل أبيب، لذا فإن استمرار تصوير إيران كعدو مشترك قد يُساعد في توحيد المواقف العربية ضدها، لكنه في النهاية لا يعكس الحقائق على الأرض.
مع تزايد التوترات في المنطقة بدأت تظهر علامات على فشل النظرية القائلة بأنَّ أمريكا وإسرائيل لن تحاربا إيران؛ فالأحداث مثل اغتيال قاسم سليماني وتزايد الضغوط الاقتصادية على طهران تشير إلى أنَّ هناك استراتيجيات جديدة قد تعتمد، هذا الفشل في تصور العلاقة بين القوى الكبرى وإيران قد يدفع المطبعين والصهاينة العرب إلى البحث عن مخرج جديد.
بعد فشل النظرية السابقة قد يتحتم على المطبعين والصهاينة العرب إعادة تقييم العدو المشترك، والبحث عن مخرج جديد؛ فلم تعد إيران في تصوري تصلح لأن تكون متعاونة مع هذه الدول المارقة، ويمكن أن يتمثل المخرج الجديد أيضاً في إعادة صياغة الخطاب الإعلامي حول إيران، والخروج من كونها عدوة لدى البعض إلى كونها شريكة كدولة مسلمة، على أن يكون العدو الذي تتفق عليه الكلمة وتتوحد الصفوف في مواجهته هو العدو اللدود الذي أصبح مثله مثل مرض السرطان.
وعلى الدول الإسلامية والعربية الوقوف إلى جانب إيران لتبقى بُعبعًا مروعًا للصهاينة ومن على شاكلتهم؛ فهي تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وستظل هذه الأخيرة مستمرة في استخدام إيران كعدو لتبرير سياساتها العسكرية والأمنية، وستظل الخطابات التي تربط بين إيران والإرهاب قائمة، مما يسمح لهم بتعزيز التعاون مع الدول العربية التي تسعى لمواجهة هذا التهديد.
ستبقى إيران جزءًا أساسيًا من المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ومع فشل النظرية السابقة التي ربطت بين أمريكا وإسرائيل وإيران كمشاريع مشتركة ضد العرب، فإنَّ المطبعين والصهاينة سيجدون أنفسهم مضطرين لتبني استراتيجيات جديدة، وربما ستظل إيران العدو الأبدي لدى البعض في المنطقة، لكن كيف سيستمر هذا الخطاب في التطور في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها المنطقة سيكون هو السؤال الأهم في المستقبل.
رابط مختصر