كشف اتحاد مصارف الإمارات، عن نجاح القطاع المصرفي والمالي الإماراتي في تحقيق إنجازات ملحوظة في تطوير الحلول المصرفية المستدامة بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 ومع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وبلغ إجمالي التمويل الأخضر لـ 6 بنوك إماراتية هي بنك أبوظبي الأول، وبنك أبوظبي التجاري، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك دبي الإسلامي، وبنك المشرق، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، أكثر من 190 مليار درهم (51.

8 مليار دولار) حتى نهاية العام الماضي (2022)، حيث خُصِصت هذه التمويلات لمشاريع متنوعة في مجال الطاقة المتجددة وتحويل النفايات إلى طاقة والتكنولوجيا الخضراء.

وأكد اتحاد مصارف الإمارات أن النمو الكبير في إجمالي التمويل الأخضر من البنوك الأعضاء يأتي نتيجة لمبادرات وتوجيهات مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي لتعزيز التمويل الأخضر والمستدام، حيث يضع المصرف المركزي الاستدامة ضمن أولوياته الاستراتيجية، وقد أطلق لذلك عدداً من المبادرات التي تضع الأطر لضمان الامتثال للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

ويأتي تركيز القطاع المصرفي والمالي الإماراتي على الحلول المستدامة في ظل الإشراف المباشر من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ومجموعة عمل التمويل المستدام، والتي يتركز عملها على مجالات الإفصاح والحوكمة وإدارة المخاطر والتصنيف فيما يتعلق بمخاطر تغير المناخ.

وتركّز مبادرات اتحاد مصارف الإمارات على مساندة وتمكين البنوك الأعضاء في بناء وتطوير أعمال تنافسية ومستدامة تدعم العملاء والاقتصاد في الدولة.

وقال جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات: “نؤكد في الاتحاد التزامنا التام بدعم جهود مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي في تعزيز ممارسات الاستدامة بالتماشي مع استراتيجية دولة الإمارات للحياد المناخي 2050 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؛ إذ يقوم قطاعنا المصرفي والمالي بدورٍ رئيسي في تحقيق هذه الأهداف عبر تمويل المشاريع التي تُسهِم في تسريع التحول إلى اقتصاد ذكي مستدام، فضلاً عن التزامه بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في مختلف عملياته”.

وتعتبر دولة الإمارات سبّاقة في تبني معايير ومبادئ الاستدامة في القطاع المصرفي والمالي، حيث قامت بإطلاق تصريحات أبو ظبي ودبي للتمويل المستدام في العامين 2016 و2019، فضلاً عن المبادئ الإرشادية للتمويل المستدام لتعزيز تطوير سوق مالي أخضر في العام 2020 والإطار الوطني للتمويل المستدام في العام 2021.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي تضع تقارير الاستدامة ضمن الإفصاحات الأساسية والملزمة للشركات المساهمة العامة المدرجة في الأسواق المالية، الأمر الذي يعكس الأهمية التي تمنحها الجهات التنظيمية لمبدأ الاستدامة. وتعد المؤسسات المصرفية والمالية في دولة الإمارات من أبرز الجهات التي بادرت لإصدار الصكوك والسندات الخضراء، والتي وصل إجمالي سوقها في دولة الإمارات إلى نحو 62.4 مليار درهم (17 مليار دولار) خلال السنوات الماضية، وذلك بهدف الاعتماد على مصادر تمويل مؤسسي تسهم في خفض الآثار السلبية على المناخ والبيئة وتعزيز دور القطاع في تحقيق منظومة متكاملة للتنمية المستدامة، فضلاً عن توفير عوائد لمستثمري تلك الصكوك والسندات الخضراء.

وضِمن جهود اتحاد مصارف الإمارات لترسيخ دور القطاع المصرفي الإماراتي في مجال الاستدامة وتوفير التمويل الأخضر وصناديق الاستثمار، أنشأ الاتحاد لجنة إشراف رفيعة المستوى لمتابعة الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بين أعضاء الاتحاد تضم خبراء متخصصين للعمل على تعزيز مبادئ وأطر التمويل الأخضر بإشراف مباشر من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، والتي تتبنى مبادئ الاستدامة في مختلف جوانب العمل المصرفي والمالي.

وأضاف المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات: “من أجل تحقيق الحياد الكربوني يتوجب علينا دعم تمويل الاستثمارات المستدامة، ونحن نعمل بتوجيه وتعاون مباشر مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وأيضاً بالتعاون مع الجهات التنظيمية الأخرى ومع كافة البنوك الأعضاء في الإتحاد لتعزيز التمويل المستدام في المنطقة، ونحن نرى أن التعاون في تحديد إطار للمساءلة وتطبيق أفضل الممارسات سيشجع على الانتقال إلى اقتصاد محايد مناخياً وفعال في استخدام الموارد”.

وأشاد المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات بالشراكة التي أبرمها الاتحاد مع هيئة الأوراق المالية والسلع في الدولة بهدف تعزيز التعاون في تطوير القطاع المالي، وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة جاذبة ورئيسة لإدارة الأصول والثروات بما يتماشى مع تطلعاتها ويضمن النمو المستدام للاقتصاد الوطني والتعاون مع كافة الجهات لخلق بيئة مرنة تجذب الشركات الأجنبية وتحفز البنوك والمؤسسات المالية على إنشاء شركات محلية لإدارة الأصول والمساعدة في دعم وتعزيز صناعة صناديق الاستثمار بما في ذلك الصناديق الخضراء والمستدامة.

وتعليقاً على استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ “COP28” نهاية شهر نوفمبر المقبل، قال صالح: “نعتقد أن مؤتمر الأطراف سيوفر منصة للنقاشات والعمل الجماعي بشأن تغير المناخ. وستتيح دولة الإمارات أفضل الظروف لتعزيز التعاون مع أصحاب المصلحة في مختلف أنحاء العالم وتبادل أفضل الممارسات وبناء الشراكات لتسريع تنفيذ مبادرات التمويل المستدام. وستلعب البنوك والمؤسسات المالية الأعضاء في اتحاد مصارف الإمارات دوراً مهماً في دعم أهداف الاستدامة”.

وأوضح أن المجالات الرئيسية التي سيركز عليها اتحاد مصارف الإمارات من أجل تعميق وتسريع التحول إلى الممارسات المستدامة في القطاع المصرفي والمالي، تتضمن دعم المشاريع الخضراء من خلال توفير التمويل وإصدار السندات الخضراء، والعمل على تعزيز الممارسات المستدامة وتبني نمط حياة صديق للبيئة بين العملاء والشركات الصغيرة والمتوسطة والموردين والبائعين، لافتا إلى أن الاتحاد وبنوكه الأعضاء سيعملون على الحد من الانبعاثات وإدارتها بكفاءة والإفصاح عن التأثيرات الناتجة عنها.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التمویل الأخضر دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

«بحوث الصحراء» يبحث مع وفد «إيكاردا» سبل تعزيز الاستدامة الزراعية بمطروح

استقبل المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء، وفدًا من منظمة إيكاردا برئاسة المهندس علي أبو سبع المدير العام للمنظمة، وذلك لبحث أوجه التعاون بين المركز ومنظمة إيكاردا في مجالات الزراعة المستدامة.

جاء اللقاء في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتكليفات الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، بتوسيع التعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة في الزراعة، خصوصًا في مجال الزراعة المطرية.

وعُقد اللقاء في مقر الإدارة الرئيسية بمدينة مرسى مطروح، حيث تم مناقشة سبل تعزيز الاستدامة للموارد المتاحة في المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار. وأكد المهندس محمود الأمير أن المركز يسعى جاهدًا لتلبية احتياجات المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في تلك المناطق، عبر استغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

ومن جانبه، أشار المهندس علي أبو سبع إلى أن منظمة إيكاردا تمتلك مصادر وراثية هامة في محاصيل الشعير والقمح والبقوليات، موضحًا أن الزيارة تأتي في إطار التخطيط للمواسم الزراعية المقبلة بما يسهم في تحسين إنتاجية المحاصيل في المناطق ذات الموارد المحدودة.

وأكد أبو سبع على أهمية دراسة أداء محصول الشعير في صحراء مطروح، حيث يعتبر الشعير بديلًا هامًا لإنتاج الخبز في المناطق التي تعاني من نقص المياه، وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية.

وتعد هذه الزيارة خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والمنظمات الدولية، بما يسهم في تحسين الظروف الزراعية والبيئية في مصر ويعزز قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاًوزير الزراعة: محطة الزهراء ستكون قبلة المسابقات الدولية للخيول العربية

الزراعة: تحسن ملحوظ في إنتاجية القمح بنسبة زيادة تصل لـ 10%

مقالات مشابهة

  • «اصنع في الإمارات».. 134 مليار درهم حصاد 3 دورات
  • «بحوث الصحراء» يبحث مع وفد «إيكاردا» سبل تعزيز الاستدامة الزراعية بمطروح
  • أكثر من 41 مليار دينار غرامات المركزي العراقي على مصارف وشركات صرافة
  • مليار درهم صفقات “بي إن آي” المتوقعة في الامارات خلال 12 شهراً
  • 21 مليار درهم مبيعات عقارات «السعديات» خلال 15 شهراً
  • محمد بن راشد: 236 مليار درهم متوقعة لمساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد خلال عام 2024
  • وزير الشباب والرياضة: دمج مفاهيم الاستدامة والبيئة في سياسات الوزارة ضرورة وطنية
  • 86 مليار درهم صادرات أعضاء «غرفة دبي» في الربع الأول بنمو 16.8%
  • لقجع: العائدات الجبائية ارتفعت بـ20 مليار درهم منذ بداية العام
  • لقجع: الطلب العمومي الأخضر محور أساسي في استراتيجية التنمية المستدامة بالمملكة