تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق محمد الضيف والمشهد الأخير من معارك غزة

بعد وضعت الحرب أوزارها.. وصمتت أصوات المدافع وغارات الطائرات، جاء الوقت للإعلان عن نتائج المعركة الدامية التي انطلقت قبل 15 شهرًا، والتي بالطبع خلفت من الخسائر الكثير، وعلى صعيد الخسائر المادية تحتاج غزة لمليارات الدولارات من أجل إعادة الإعمار، وعلى صعيد الأرواح فقد زادت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بحسب آخر إحصائية بنهاية يناير الجاري عن 47.

460 شهيد، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 111,580 جريح، ولا يزال آلاف من الضحايا تحت الأنقاض، وبينما لا يزال الآلاف من الضحايا لم يعرف مصيرهم خرجت حركة حماس مساء الخميس لتعلن عن استشهاد محمد الضيف، القائد العسكري لـ"كتائب القسام" ونائبه مروان عيسى، ومجموعة من كبار قادة الحركة خلال المعارك في قطاع غزة.

وفي بيان مقتضب، ظهر أبو عبيدة الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في كلمة متلفزة بجانب صورة تحمل صور شهداء المقاومة، والتي كان على رأسهم قائد الجناح العسكري محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى بالإضافة إلى القياديين رافع سلامة قائد لواء خان يونس، ورائد ثابت قائد القوى البشرية، وغازي أبو طماعة قائد الأسلحة والخدمات القتالية، إضافة إلى أحمد الغندور وأيمن نوفل عضوي المجلس العسكري للحركة، ولم تذكر "حماس" على وجه الدقة متى استشهدوا.

وذكرت أن هذا الإعلان جاء "بعد استكمال كل الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية، التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقق اللازم واتخاذ كل التدابير ذات الصلة".

وجاء إعلان حماس بعد أشهر من إعلان قوات الاحتلال، مطلع أغسطس 2024، اغتيال القائد العام لحماس محمد الضيف، في غارة بخان يونس جنوب قطاع غزة، في حين قال قيادي بحماس، إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قياداتها شأن القيادة.

محطات في حياة محمد الضيف "المتخفي الأبرز" في تاريخ المقاومة

ومنذ مولده في 1965 حتى استشهاده في معارك غزة الأخيرة، شهدت حياة محمد الضيف العديد من المحطات المحورية الفاصلة كان أبرزها أنه نجا من  7 محاولات اغتيال سابقة، والتي خلفت له العديد من الإصابات والجروح الخطيرة كان أبرزها فقدان إحدى أعينه. 

وكان محمد الضيف واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة أُجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وطوال 6 عقود ظلت صورة محمد الضيف غامضة وغير معروفة، ولم يكن أحد يعرف الضيف سوى أفراد عائلته، ومجموعة قليلة من قادة "حماس"، والأغلب أنهم جميعاً في مرحلة ما لا يعرفون أين يكون الرجل. 

ومنذ عام 1965 حتى 2023 ظلت صورة الضيف غير معروفة حتى لأعضاء المقاومة، حتى نشرت قوات الاحتلال صورته للعامة نهاية العام 2023، وأصبحت هذه الصورة رقم 4 له، وقبل هذا التاريخ لم يكن للضيف سوى صورة قديمة للغاية ظهر فيها شاباً صغيرًا، حينما اعتقل في 1989، والثانية وهو ملثم، والثالثة صورة لظله، والرابعة إلى جانب أحد الأشخاص في مكان عام بشعر أشيب ولحية خفيفة وعين واحدة وفي وضع هادئ.

7 محاولات اغتيال فاشلة.. 

ومنذ التسعينيات تحاول إسرائيل اعتقال أو اغتيال الضيف لكن دون جدوى، حيث نجا من 7 محاولات اغتيال، ففي منتصف التسعينات، ففي عام 1996، طلب شمعون بيريز، رئيس وزراء الاحتلال، من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتقاله، قبل أن يبدي عرفات استغرابه من الاسم، وكأنه لا يعرفه، ليعترف بيريز لاحقاً بأنه اكتشف أن عرفات كان يحميه ويخفيه ويكذب بشأنه.

كانت حياة محمد الضيف مليئة بالمعاناة، حيث نشأ الضيف في أسرة فقيرة، واضطر لترك الدراسة مؤقتاً لإعانة أسرته، وقد عمل مع والده في الغزل والتنجيد، ومن ثم أنشأ مزرعة صغيرة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطارداً من قبل إسرائيل على مدار العقود التالية. 

وبحسب رواياة رفاقه في الحي الذي نشأ فيه، فقد كان محمد الضيف وديعاً وصاحب دعابة وخفة ظل وطيب القلب ويميل إلى الانطواء، إلى أن تغيرت وجهته بعد أن انضم إلى حركة "حماس" في نهاية عام 1987 عبر علاقته بالمساجد، ومن ثم عاد إلى دراسته وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها عام 1988، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.

أول صورة علنية لقائد كتائب القسام محمد الضيف

وفي عام 1989، كانت أول صورة للضيف قد أتى موعدها عندما اعتقلته قوات الاحتلال وحصلت على أوراق هويته، والتي تضمنت صورته الأولى، وبعد أن قضى 16 شهراً في سجون الاحتلال موقوفاً دون محاكمة، بتهمة العمل في الجهاز العسكري للحركة خرج الضيف من السجن، وبدأ مع آخرين في تأسيس "كتائب القسام، وخلال التسعينات أشرف وشارك في عمليات لا تحصى ضد إسرائيل.

ونظرا لجهوده في تأسيس "القسام"، اسندت "حماسله قيادة الكتائب في 2002، بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة، وفي نفس العام أصيب في استهداف مركبته، وعالجه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب المعروف وقائد حماس الذي اغتيل سنة 2004.

وفي 2003، حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال محمد الضيف وبعض قادة "حماس" في منزل بمدينة غزة؛ لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ، ولم تهدأ قوات الاحتلال وحاولت اغتياله مجددا بعد 3 سنوات في 2006 عندما أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلاً كان الضيف يجتمع فيه مع قادة "القسام" إلا أنه نجا مرة أخرى، لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح بالغة. 

محمد الضيف في صورة معتمة في إحدى تسجيلات حماس

وطوال العقود الثلاثة الأخيرة، ظل محمد الضيف كـ "الشبح" لا يعرف أحد شكله، ولم يخرج في مناسبات عامة إلا نادرا حيث ظهر فقط لمرتين في تسجيلات مصورة لكنها تخفي تفاصيل وجهه، حيث ظهر في المرة الأولى بصورة معتمة ونصفه ظاهر فقط، وفي المرة الثانية ظهر ملثمًا وهو يقف على قدميه.

الظهور العلني الأخير لمحمد الضيف قبل اغتياله في غزة

 وكان هذا هو الظهور العلني الأخير إلا أن نشرت صورة له وسط حديقة غير معروفة بصحبة قيادي آخر من حماس ويعتقد أنه نائبه مروان عيسى، حيث يجلس متكئا على الأرض ويحمل في يديه أموال " دولارات" وفي اليد الأخرى كوب بلاستيكي من الشاي، ومن خلفه أشجار وأحذية، وتلك كانت الصورة الأحدث والمتداولة لمحمد الضيف حتى ظهور صورته الأخيرة أثناء إعلان أبو عبيدة نبأ استشهاده و 6 من قادة القسام. 

استشهاد محمد الضيف وقادة القسما الستة في غزة

وأتى إعلان حماس بعد 7 أشهر تقريبا من إعلان قوات الاحتلال اغتيال الضيف، في أول أغسطس الماضي، بعد أكثر من أسبوعين من استهدافه جنوب قطاع غزة في منتصف يوليو 2024.

وأكد الاحتلال حينها أن اغتيال محمد الضيف تم عبر ضربة جوية إسرائيلية على غزة، نفذتها في 13 يوليو، وقد خلفت القنبلة المستخدمة - والتي يشتبه بأنها تزن 2000 رطل - حفرة عملاقة حول المنزل الذي قيل إن الضيف لجأ إليه مع أحد نوابه، وأعلنت سلطات الاحتلال أن الغارة راح ضحيتها أيضا رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام، فيما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الغارة قتلت أكثر من 90 شخصاً، لكن حماس نفت حينها أن يكون الضيف من بينهم.

وجاء تأكيد قوات الاحتلال لاغتيال محمد الضيف بعد يوم واحد من مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، والذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني وحماس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محمد الضيف غزة المقاومة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي قطاع غزة مروان عيسى كتائب القسام محاولات اغتیال قوات الاحتلال کتائب القسام قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محاولات إنقاذ فاشلة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة هوجان

رحل أسطورة المصارعة الحرة هولك هوجان عن عمر 71 عامًا، بعد محاولات حثيثة من المسعفين لإنقاذه صباح الخميس، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لعشاق المصارعة حول العالم، وأعاد تسليط الضوء على معاناته الصحية في الفترة الأخيرة.

ووفقًا لمصادر مقربة من عائلة هوجان، فإن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث كان يعاني من ضيق في التنفس، فقدان ملحوظ للوزن، وكان يعتمد على جهاز الأكسجين.

وأشارت تقارير إلى أن هوجان لم يكن قادرًا على الكلام قبل أيام من وفاته، حيث كشف أحد ضيوف بودكاست "The Bubba Army" أنه بدا في حالة سيئة جدًا، متحدثًا عن تضرر في قصبته الهوائية ومشكلات صحية متعددة.

في صباح الخميس، تحديدًا بعد الساعة 9:50، تم استدعاء شرطة كليرووتر وطاقم الإسعاف إلى منزل هوجان الذي تقدر قيمته بـ11.5 مليون دولار، حيث حاول المسعفون إنعاشه من خلال الإنعاش القلبي الرئوي حتى الساعة 10:28 صباحًا، بعد إصابته بسكتة قلبية، ليُنقل بعدها إلى المستشفى حيث تم إعلان وفاته.

وفي مؤتمر صحفي، صرحت شرطة كليرووتر أن هوجان تعرض لـ"مشكلة طبية خطيرة"، مشيرة إلى أنه لا توجد دلائل على وجود نشاط إجرامي أو عنف تسبب في وفاته، فيما لم يُكشف حتى الآن عن السبب الرسمي للوفاة.

وكانت شائعات قد انتشرت خلال الأسابيع الماضية عن أحد أساطير المصارعة يرقد على فراش الموت، ما دفع زوجته سكاي ديلي للخروج عن صمتها في محاولة لطمأنة الجمهور، مؤكدة حينها أن هوجان يتعافى.

يُذكر أن هوجان نُقل إلى المستشفى في يونيو الماضي نتيجة مشكلات في الظهر والرقبة، كما خضع خلال الفترة بين عامي 2014 و2024 إلى 25 عملية جراحية، بحسب ما أكدته مصادر مقربة.

طباعة شارك هولك هوجان هوجان وفاة هوجان أسطورة المصارعة هوجان

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • حماس: إنزال مساعدات جوا بغزة خطوة شكلية لتبييض صورة إسرائيل
  • عاجل | حماس: إنزال الاحتلال مساعدات جوا خطوة خادعة لتبييض صورته والالتفاف على مطلب رفع الحصار ووقف سياسة التجويع
  • ارتفاع قتلى جنود الاحتلال في خان يونس بعملية المقاومة أمس
  • تسبب في انتقادات لفيروز.. محطات في حياة زياد الرحباني
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • محاولات إنقاذ فاشلة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة هوجان
  • «سألوني الناس» أول ألحانه.. محطات في حياة الموسيقار زياد الرحباني
  • تدخل طبي عاجل لإنقاذ حياة فيروز بعد وفاة نجلها زياد الرحباني
  • عاش نجما ومات محاربا للسرطان.. محطات في حياة فاروق الفيشاوي الذي خلد اسمه بإرث لا ينسى