«الشارقة للتراث» يدشّن نصباً تذكارياً لفن «العيّالة»
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في خطوة تعكس التقدير العميق للإرث الثقافي الإماراتي، دشّن معهد الشارقة للتراث نصباً تذكارياً لفن «العيّالة» في مقره، ضمن احتفالية خاصة شهدت إزاحة الستار عن النصب بحضور الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إلى جانب نخبة من موظفي المعهد وعدد من المهتمين بالتراث والفنون الشعبية.
يجسّد النصب التذكاري رمزية «العيّالة» كأحد أعرق الفنون الشعبية في دولة الإمارات، التي تتوارثها الأجيال باعتبارها تعبيراً عن الهوية الوطنية والتلاحم الاجتماعي، حيث يعد هذا الفن أحد أبرز مكونات التراث الإماراتي، الموثّق ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو.
أكد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن حماية التراث الشعبي والحفاظ على استدامته، هو جزء من رؤية إمارة الشارقة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى التراث الثقافي اهتماماً استثنائياً، وساهم في ترسيخ مكانة الشارقة كمنبر عالمي للحفاظ على التراث الإنساني، مضيفاً أن "هذا الفن تجاوز المحلية ليحظى باعتراف عالمي بعد إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، ما يعكس أهميته كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لدولة الإمارات، ويمثل التزامنا بمواصلة الجهود لتعريف العالم بثراء تراثنا الشعبي ونقله إلى الأجيال القادمة بطرق إبداعية ومعاصرة".
وأشار المسلم إلى أن تدشين النصب التذكاري لفن «العيّالة» يمثل محطة بارزة في مسيرة صون التراث الإماراتي، واحتفاءً بأحد أقدم وأهم الفنون الشعبية التي تعكس روح الأصالة والتلاحم المجتمعي، قائلاً "إن «العيّالة» ليست مجرد أداء تراثي، بل هي تجسيد حي لقيم الفخر والكرامة والانتماء، وهي فن يحاكي تاريخ مجتمعنا الإماراتي، ويعبر عن تلاحمه وتكاتفه، فقد توارثت الأجيال هذا الفن العريق الذي كان ولا يزال جزءاً أساسياً من وجداننا الوطني، ورمزاً لوحدة الصف والقوة والتآزر الاجتماعي، حيث كان يؤديه الأجداد والآباء في مختلف المناسبات الوطنية والاحتفالات الكبرى، تعبيراً عن النخوة والشجاعة والانتصار".
وأضاف المسلم أن "تدشين هذا النصب التذكاري هو بمثابة رسالة للأجيال القادمة، مفادها أن التراث هو الهوية، وهو الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وقد حرصنا في معهد الشارقة للتراث على أن يكون هذا النصب شاهداً خالداً على غنى ثقافتنا الوطنية وأصالتها، وملهماً لكل من يزور المعهد ليستلهم من قيمه ومعانيه المتجذرة في روح المجتمع الإماراتي".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معهد الشارقة للتراث نصب تذكاري معهد الشارقة للتراث التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يدعو سكان الإمارة إلى تسجيل بياناتهم في «تعداد 2025»
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهمية مشاركة جميع سكّان إمارة الشارقة في «مشروع تعداد الشارقة 2025»، الذي سينطلق 15 أكتوبر الجاري ويستمر حتى 31 ديسمبر المقبل، ويهدف إلى جمع بيانات السكّان لاتخاذ قرارات تخدم مصالحهم وتلبي رغباتهم.
ودعا سموه جميع سكّان الإمارة للمبادرة في تسجيل بياناتهم، مؤكداً أن جميع البيانات التي تُجْمَع ستكون سرية للغاية، وأن كل شخص على أرض الشارقة يقدم بياناته فهو يتواصل مع سموه من خلال هذا الإحصاء، لافتاً سموه إلى أن من يتقاعس أو يمتنع عن تقديم بياناته، فقد أضاع حقه.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»: «أود أن أوضح أهمية مشروع تعداد الشارقة، فهذا الإحصاء مهم لجميع الناس، وهناك من الناس من يقول هذا الإحصاء لا يعنيني أو لا يهمني أنا، وفي الحقيقة أن هذا الإحصاء مهم للجميع، لأنه يبيّن وضع كل إنسان على أرض الشارقة، فأنا أطلب من الموظفين المسؤولين عن تعداد الشارقة أموراً محددة يعلمونها جيداً، فعلى سبيل المثال أحدد لهم قرية معينة في مكان محدد ليجلبوا لي بيانات تفصيلية عن جميع سكّانها، تشمل أسماءهم وشكل بيوتهم ومستوى معيشتهم ومستوى الدخل، وبناء على هذه البيانات نصدر قرارات لمصلحة الناس، فبقدر مصداقية الناس في هذه التقارير تعود عليهم فائدة، حتى رغبات الناس التي يبدونها ويتم تسجيلها في الإحصاء نستجيب لها ونصدر القرارات لتحقيقها، فهذا الإحصاء مهم جداً لجميع الناس».
وتابع سموه، قائلاً: «هذا الإحصاء ليس للنشر، وإنما يتم التعامل معه بسرية تامة، لأن فيه أحوال الناس، فلا ينشر ولا يطلع عليه أحد إلا إذا أنا وجهت دائرة الخدمات الاجتماعية بالاطلاع على نقطة محددة للقيام بدور محدد، فتُبلِغ رئيسة الدائرة المسؤولين عن الإحصاء بأن لديها أمراً من حاكم الشارقة فيسمحوا لها بالاطلاع على المعلومات المحددة».
واستطرد صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه، قائلاً: «ليتأكد كل شخص على أرض الشارقة أنه يتواصل معي شخصياً من خلال هذا الإحصاء، فأنا أعلم من خلاله أدق التفاصيل عن الناس والتي من خلالها أتمكن من مساعدتهم، حيث نسألهم في الإحصاء عن جميع التزاماتهم المالية والأقساط التي يسددونها وعن قدرتهم على السداد، ومن خلال تقارير الإحصاء السابقة رفعنا الحد الأدنى للعيش الكريم للأسرة إلى 17500 درهم، وأضفنا مناطق سكنية جديدة، وفتحنا منشآت وجهات جديدة واستحدثنا وظائف جديدة لتعيين مجموعات كبيرة من الباحثين عن عمل، فمن يتعفف ويتكتم على احتياجاته إلى متى سيتحمل؟، ولذلك نحن نهيب بالناس ألا يتكتموا على احتياجاتهم وأن يذكروها كلها في هذه الإحصائيات التي هي بالدرجة الأولى لي أنا شخصياً، إذ ترفع لي الدوائر الحكومية هذه البيانات بشكل مرتب، مع العلم بأن هذه الإحصائيات تسهّل علينا جميع المعاملات».
وأضاف سموه: «نحن نهيب بالناس أن يتعاونوا مع الموظف المسؤول عن جمع البيانات في مشروع تعداد الشارقة، وأن يبادروا بسرعة الإجابة عن أسئلة الإحصاء وعدم التأجيل في تقديم المعلومات، وذلك لأن كل منطقة يعمل على تجميع بيانات سكانها عدد معين من الأشخاص، فإذا تأخر أو امتنع أحد السكّان عن تقديم بياناته، ربما يغلق الموظف ملف تجميع بيانات هذه المنطقة دون أن يقدم هذا الساكن بياناته، وفي هذه الحالة يكون هذا الساكن قد أضاع حقاً له، لأن الموظف الذي يجمع البيانات إنما يجمعها ليستفيد الساكن بعد ذلك بما سيقدم له بناء على بياناته التي قدمها».
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة، حديثه بنصيحة ثمينة لأبنائه، قائلاً: «ننصح أبناءنا بالاقتصاد في المصاريف، وإعطاء الأولوية للضروريات، والابتعاد عن المصاريف التي يمكن الاستغناء عنها، وتجنب زيادة الأقساط البنكية الشهرية، فليس جيداً أن يشتري المرء الرفاهيات بالديون، لكي لا يجد أن راتبه لم يتبق منه شيء، ولكن عندما يصبح الشخص لديه فائض فليفعل به ما يشاء، ونريد من كل أب أن يفكر في مصلحة أبنائه ومستقبلهم، وبإذن الله سيكون هذا الإحصاء فيه خير للناس».