إبراهيم بن سالم الهادي

 

على ضفاف التاريخ، حيثُ تُسطَّر الإنجازات بحروف المجد، وحيثُ ينهلُ الحاضرُ من معين الأمجاد السالفة، تظلُّ سلطنة عُمان وطنًا يسكنُ القلوب، ورايةً لا تنحني إلا لله، ومسيرةً لا تعرف التراجع، بل تسيرُ بثباتٍ نحو آفاق العزّ والرخاء، وما التكريمُ الذي حظيَ به جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بمنحه وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة أعلى وسام أمني عربي من مجلس وزراء الداخلية العرب، إلّا إشادة مُستحقة بدور عظيم في إرساء قواعد الأمن والسلام، وتأصيل قيم الأخوة والتعاون بين الأشقاء العرب.

ليس غريبًا على عُمان، أرض المجد المتجذر، أن تكون في طليعة الأمم التي تضع الأمن والاستقرار في صميم نهجها، فقد عرفت عبر تاريخها الطويل كيف تبني دولتها على أسس الحكمة والعدل، وتسيرُ في دروب السلام دون أن تفرط في عزتها، فمنذ الأزل، كانت عُمان قلعةً حصينةً في وجه التحديات، تتجلى فيها القيادة الحكيمة التي تُدير الأزمات برؤيةٍ ثاقبة، وتحفظ كرامة الإنسان باعتبارها حجر الزاوية في نهضتها.

إن هذا الوسام الذي يُعد أرفع تكريم أمني عربي، ليس مجرد تقديرٍ لحاضرٍ مشرق، بل هو امتدادٌ لتاريخٍ حافلٍ بصناعة الحضارة كيف لا، وقد أنجبت عُمان رجالًا عظامًا قادوا مسيرتها عبر العصور، فكانوا رموزًا للفكر المستنير، وقادةً لا يهابون المحن؟ من الإمام أحمد بن سعيد رحمه الله الذي أسس دولةً قائمةً على الوحدة والاستقرار، إلى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم النهضة الحديثة، وجعل من عُمان وطنًا يزهو بتقدّمه، ويُفاخر بتسامحه، ويسمو بإرثه العريق وقبلهم قادة عظام سطروا للتاريخ قصصا وبطولات وها هو جلالة السلطان هيثم بن طارق -أعزه الله- يواصل المسير حاملا راية النهضة المتجددة، ويواصل البناء، ويضع رؤيةً طموحةً لمستقبلٍ أكثر ازدهارًا، يرتكزُ على التنويع الاقتصادي، وتحفيز الابتكار، والارتقاء بجودة التعليم، والنهوض بالصناعة والتجارة الدولية، ليكون الاقتصاد العُماني قادرًا على مواكبة تطورات العالم الحديث.

إن تكريم جلالته، هو تكريمٌ لعُمان بأكملها، لأصالتها التي لم تتبدل، ولروحها التي لم تنطفئ، ولإرادتها التي لم تلن، إنه اعترافٌ عالميٌّ بأن الحكمة العُمانية لم تكن يومًا شعارًا، بل نهجًا ثابتًا، وبأن القيادة العُمانية، منذ فجر التاريخ، كانت وما زالت رمزًا للأمن والاستقرار والتقدم، وليس هذا الوسام إلا رسالةً لكل عُماني أن الوطن يُبنى بسواعد أبنائه، وأن مسؤولية المحافظة على مجده تقعُ على عاتق الجميع.

إننا اليوم، ونحن نشهد هذا التكريم، نزداد فخرًا واعتزازًا بأننا أبناءُ هذه الأرض المباركة، التي علّمتنا أن الأمن ليس مجرد غياب الخوف، بل هو سلامٌ في القلب، واستقرارٌ في المجتمع، ونهضةٌ لا تتوقف، في ظل القيادة الحكيمة، تظل عُمان ماضيةً في مسيرتها نحو المجد، ترسمُ دربها بثقة، وترفعُ رايتها عاليًا بين الأمم، تمضي نحو مستقبلٍ تصنعه الإرادة، ويزهرُ فيه العطاء، وتظلُّ فيه القيم العُمانية الأصيلة مشكاةً لا تنطفئ.

حفظ الله جلالة السلطان، وأدام على عُمان نعمة الأمن والازدهار، ووفق أبناءها للسمو بها إلى أعلى القِمَم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم

الجديد برس| أكد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، استمرار عملياتهم العسكرية المساندة لغزة. وقال الحوثي في خطاب متلفز، إن موقفهم في إسناد غزة موقف ديني ومبدئي وإنساني وأخلاقي”، وأنهم كشعب يمني على بصيرة وبينة وجاهزون للتضحيات وللثبات مهما كان حجم التحديات ومهما كان مستوى المواجهة. كما أكد أن ” هذا الأسبوع نُفّذت بفضل الله سبحانه وتعالى ، 45 عملية ما بين صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيرة وزوارق حربية”. وأوضح أن هذا الأسبوع استجد محاولات لإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش، مبيناً أن “بعض شركات النقل البحري بدأت بالمخالفة لقرار الحظر والشحن إلى ميناء أم الرشراش متجاهلةً للحظر ومتوهمة أنه يمكن التغاضي عن ذلك”. وأضاف أن ” العمليات البحرية بإغراق سفينتين من سفن الشركات المخالفة، تؤكد ثبات الموقف الحازم في حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي طالما استمر العدوان والحصار على غزة”. وتابع ” ننوه على أن قرار الحظر على العدو الإسرائيلي في الملاحة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هو قرار مستمر في كل المراحل”. وأشار الحوثي إلى أن “قرار الحظر لم يتوقف أبداً ولم يلغ وهو قرار ساري المفعول وكانت عملية الرصد مستمرة وما استجد هو المخالفة من بعض الشركات”، مؤكداً أنه “لا يمكن السماح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش وموقفنا اليمني موقف حازم”. كما أوضح أن ” قرارنا في منع الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي هو قرار حازم ثابت مستمر طالما استمر العدو الإسرائيلي في العدوان والحصار على قطاع غزة”. وأضاف ” ما حصل في البحر الأحمر فيه درس واضح لكل شركات النقل البحري التي تتحرك للنقل لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم، ولا يمكن السماح لأي شركة تقوم بالنقل لبضائع العدو الإسرائيلي عبر مسرح العمليات المعلن عنه”. كما أشار قائد أنصار الله إلى أن عمليات التصدي نجحت بمنع طيران العدو الإسرائيلي من التوغل في أجواء البلاد ومن استكمال تنفيذ أهدافه العدوانية، مؤكداً أن “غارات العدو الإسرائيلي على الموانئ في الحديدة من خارج الأجواء اليمنية”. وتابع ” عدوان العدو الإسرائيلي وما يحظى به من دعم أمريكي وغربي وحملات دعائية لا يؤثر على موقفنا الثابت في إسناد غزة ونصرة الشعب الفلسطيني”.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين بجائزة الشيخ محمد بن صالح باشراحيل وحرمه للإبداع بدار الأوبرا
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات... ما الذي أصابهم؟
  • “تستحق جائزة نوبل للسلام”.. مغردون يتضامنون مع ألبانيزي بعد العقوبات الأميركية
  • جلالة السلطان المعظم يُعزّي أخيه خادم الحرمين الشريفين
  • مدرب المنتخب: تحسين الأداء الفني والتقني وتأهيل المواهب العُمانية
  • قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم
  • جلالة السلطان يعزّي الملك سلمان
  • جلالة السلطان يتلقى برقية شكر جوابية من أمير الكويت
  • تستحق جائزة نوبل للسلام.. مغردون يتضامنون مع ألبانيزي بعد العقوبات الأميركية