دور الإصلاح في العراق ودورها في تهذيب سلوك النزيل
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
20 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
انوار داود الخفاجي
تلعب دور الإصلاح في العراق دورًا أساسيًا في إعادة تأهيل النزلاء وتهذيب سلوكهم قبل الإفراج عنهم، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع كأفراد صالحين ومنتجين. فالسجون لم تعد مجرد أماكن للعقاب، بل أصبحت مؤسسات إصلاحية تهدف إلى تصحيح سلوك الأفراد، وتعليمهم مهارات جديدة، وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا ليكونوا قادرين على العيش حياة كريمة بعد خروجهم.
تهدف دور الإصلاح في العراق إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
إعادة تأهيل النزيل نفسيًا واجتماعيًا: يتم تقديم برامج دعم نفسي لمساعدة النزلاء على التخلص من المشكلات النفسية التي قد تكون دفعتهم إلى ارتكاب الجرائم، مثل الغضب، أو الإدمان، أو الضغوط الاجتماعية.
تعليم النزيل مهارات مهنية: توفر دور الإصلاح ورش عمل تدريبية في مجالات مثل النجارة، والحدادة، والخياطة، والزراعة، والحرف اليدوية، لمساعدة النزلاء على اكتساب مهارات يمكن أن تساعدهم في العثور على وظائف بعد الإفراج عنهم.
تعزيز القيم الأخلاقية والدينية: تُقدَّم محاضرات ودروس دينية وتثقيفية تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والدينية، مما يساعد النزيل على تجنب العودة إلى السلوك الإجرامي.
دعم النزيل بعد الإفراج عنه: من خلال برامج المتابعة، يتم تقديم استشارات ودعم مستمر للنزلاء بعد خروجهم لضمان عدم وقوعهم مرة أخرى في الجريمة.
عند الإفراج عن النزيل، يكون قد مرّ بمرحلة من التدريب والتأهيل تجعله أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بشكل إيجابي. ومن أهم التأثيرات الإيجابية لهذه البرامج:
تقليل معدلات العودة إلى الجريمة: من خلال التأهيل والتدريب، يصبح النزيل أكثر وعيًا بأهمية الالتزام بالقانون، مما يقلل من احتمال عودته إلى السلوك الإجرامي.
القدرة على كسب لقمة العيش بطرق شرعية: بفضل البرامج المهنية والتدريبية، يصبح لدى النزيل المهارات الكافية للحصول على عمل، مما يجعله أقل عرضة للعودة إلى الجريمة بسبب الحاجة المالية.
تحسين العلاقة مع المجتمع:عندما يخرج النزيل وهو يمتلك مهارات جديدة ويظهر تغيرًا إيجابيًا في سلوكه، يصبح من الأسهل عليه إعادة الاندماج في المجتمع وكسب احترام الآخرين.
تعزيز الثقة بالنفس: يشعر النزيل المحرَّر أنه شخص ذو قيمة وقادر على تحقيق النجاح، مما يحفزه على تجنب العودة إلى السلوكيات السلبية.
على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه دور الإصلاح في العراق بعض التحديات، ومنها:
الاكتظاظ في السجون: يؤدي ارتفاع عدد النزلاء إلى صعوبة تقديم برامج إصلاحية فعالة لكل فرد.
نقص الموارد والتمويل: تحتاج برامج التأهيل إلى موارد مالية كبيرة لضمان فعاليتها، وهو ما قد يشكل تحديًا في بعض الأحيان.
نظرة المجتمع للنزيل السابق: يعاني العديد من النزلاء المحررين من وصمة العار الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على عمل أو الاندماج في المجتمع.
ضعف المتابعة بعد الإفراج: قد يواجه بعض النزلاء صعوبة في الحصول على الدعم اللازم بعد خروجهم من السجن، مما قد يدفعهم للعودة إلى الجريمة.
وفي الختام تمثل دور الإصلاح في العراق خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر أمانًا من خلال إعادة تأهيل النزلاء وتوجيههم نحو حياة جديدة قائمة على العمل والقيم الإيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه العملية، إلا أن استمرار تطوير البرامج التأهيلية وتحسين ظروف السجون يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية، مما يقلل من معدلات الجريمة ويعزز الأمن والاستقرار في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
أبل تضيف iPhone XS إلى قائمة الأجهزة «القديمة» مع قرب انتهاء الدعم الكامل
أعلنت أبل رسميًا عن إدراج هاتف iPhone XS في قائمتها للأجهزة "القديمة" (Vintage)، وهي فئة تشمل المنتجات التي توقفت عن البيع الرسمي منذ أكثر من خمس سنوات.
جاء هذا الإعلان بعد أن أُدرج سابقًا شقيقه الأكبر iPhone XS Max في القائمة في نوفمبر 2024، ما يغلق حقبة iPhone X في تاريخ الشركة.
تم إطلاق iPhone XS في سبتمبر 2018 وتوقف بيعه رسميًا في سبتمبر 2019، لكنه بقي متاحًا لفترة أطول عبر بائعي الطرف الثالث، ما أدى إلى تأخر تصنيفه كجهاز قديم حتى الآن.
وفقًا لسياسة أبل، الأجهزة المصنفة كـ "قديمة" قد تستمر في الحصول على خدمات الإصلاح من متاجر أبل ومراكز الخدمة المعتمدة، لكن هذا يعتمد كليًا على توفر قطع الغيار 139.
إذا نفدت القطع، يصبح الإصلاح غير ممكن، ما يعني أن الدعم يصبح محدودًا وغير مضمون.
في غضون عامين، سيُدرج iPhone XS في فئة "الزائدة عن الحاجة" (Obsolete)، حيث ستتوقف أبل تمامًا عن تقديم خدمات الإصلاح والدعم، حتى لو توفرت قطع الغيار.
مصير الجيل الخامس من جهاز iPadيشارك هذا المصير حاليًا جهاز iPad الجيل الخامس الذي انتقل مؤخرًا إلى قائمة الأجهزة الزائدة عن الحاجة، ما يعني توقف الدعم الكامل له.
من الناحية التقنية، كان iPhone XS ترقية متواضعة على iPhone X، حيث جاء بمعالج A12 Bionic أسرع، وكاميرات محسنة، ودعم شريحتي اتصال (Dual SIM) عبر eSIM، مع شاشة OLED بقياس 5.8 إنش.
151 مليون وحدة عالميًارغم ذلك، فقد حقق نجاحًا كبيرًا، حيث تجاوزت مبيعاته ومبيعات إخوته من نفس الجيل 151 مليون وحدة عالميًا.
على الرغم من اقتراب نهاية الدعم، تقدم أبل واحدة من أفضل تجارب الدعم طويل الأمد في الصناعة، حيث توفر عادةً دعمًا مستمرًا للأجهزة لمدة تصل إلى سبع سنوات من تاريخ التوقف عن البيع، وهو معيار بدأ منافسون مثل سامسونج وجوجل في الاقتداء به مؤخرًا.
ينصح مستخدمو iPhone XS بالاستعداد للانتقال إلى أجهزة أحدث خلال العامين القادمين، مع الحرص على صيانة أجهزتهم الحالية جيدًا والاستفادة من خدمات الإصلاح المتاحة طالما استمرت.