تقرير: ترامب يفرض "حصاراً مزدوجاً" على زيلينسكي
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
سلطت الكاتبة الصحافية شانون كينغستون الضوء على أحدث تحول في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه أوكرانيا، متناولة الضغوط المكثفة التي يفرضها على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
صفقة المعادن قد تزعزع استقرار الأمن الهش في أوكرانيا
وقالت الكاتبة في تقرير بموقع شبكة "آيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، إن هذا النهج أثار قلق الحلفاء الأوروبيين، وأثار المخاوف بشأن قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه العدوان الروسي.
ومع ذلك، تضيف الكاتبة، وبعيداً عن التوترات الدبلوماسية المرئية، يبدو أن استراتيجية ترامب مدفوعة بمصالح اقتصادية، وتحديداً، تأمين وصول الولايات المتحدة إلى احتياطيات أوكرانيا الكبيرة من المعادن النادرة.
وقالت إن ترامب كان صريحاً بشأن رغبته في الحصول على صفقة تمنح الشركات الأمريكية حصة في هذه الموارد القيّمة، وهو الاقتراح الذي يقاومه زيلينسكي حتى الآن. تقارب وشيك
ومع ذلك، يبدو من الإشارات الأخيرة من كلا الزعيمين أن هناك تقارباً وشيكاً، حسب تصريح أخير لترامب.
وقالت الكاتبة إن صفقة المعادن المنتظرة لها عواقب جيوسياسية أوسع نطاقاً، مما قد يؤثر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والأمن الأوروبي، وموقف أمريكا من روسيا.
من الدعم إلى الضغط
ورأت الكاتبة أن التحول المفاجئ في سياسة إدارة ترامب تجاه أوكرانيا يمثل انحرافاً كبيراً عن المواقف الأمريكية السابقة. صاغ ترامب بشكل متزايد تورط أمريكا في أوكرانيا كعبء مالي، ويرى أنه يجب تعويض الدعم الأمريكي بثروة أوكرانيا المعدنية كشكل من أشكال السداد.
The Trump administration's sharp pivot toward Russia and the president's verbal attacks on Ukraine's president sent shockwaves across the Atlantic, leaving European allies scrambling to respond. https://t.co/2Yhii4Su9t
— ABC News (@ABC) February 24, 2025ومن خلال ربط المساعدات المالية الأمريكية بالمعادن النادرة الأوكرانية، يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في إطار معاملاتي، وهو التحول الذي تشير كينغستون إلى أنه قد يكون له آثاراً دائمة في العلاقات بين أمريكا والدول الأخرى.
تكتيكات ترامب التفاوضية: الضغط والإحباط
وكان ترامب أعرب عن إحباطه من تردد زيلينسكي في صفقة المعادن. ففي مقابلة إذاعية حديثة، انتقد ترامب الرئيس الأوكراني، قائلاً: "لقد سئمت الأمر.. ليس لديه أي أوراق. وأنت تشعر بالملل من ذلك".
وتعكس هذه التصريحات أسلوب التفاوض المميز لترامب، وفق التقرير، حيث يعمل النقد العام كتكتيك ضغط لدفع القادة الأجانب إلى التنازلات.
كان هذا النهج واضحاً عندما رفض ترامب زيارة وزير الخزانة سكوت بيسنت الأخيرة إلى أوكرانيا، باعتبارها "رحلة ضائعة".
وأوضح التقرير أن هذا النوع من الخطاب ليس جديداً، لكنه متسق مع استراتيجية السياسة الخارجية الأوسع لترامب؛ وهي تطبيق أقصى قدر من الضغط من خلال الانفجار على الملأ لكسب النفوذ في المفاوضات.
???????????????????? Trump is trying to INTIMIDATE Putin into a Ukraine peace deal
???????? This strategy is DOOMED TO FAIL because Russia is MORE POWERFUL NOW than it was at the beginning of the war three years ago
????????Here’s what you need to know pic.twitter.com/nUOSfGajjW
في حين أن أساليب ترامب قد تكون استراتيجية، تثير كينغستون المخاوف من أن هذا النهج قد يقوض استقرار أوكرانيا، ويعزز التصورات بأن الدعم الأمريكي مشروط اقتصادياً.
المخاطر الجيوسياسية والمخاوف الأوروبية
وفي حين ينظر البعض في واشنطن إلى صفقة ترامب المعدنية باعتبارها خطوة اقتصادية عملية، يحذر آخرون من أنها قد تزعزع استقرار الأمن الهش في أوكرانيا.
وانتقد جون هاردي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، بشدة هذا النهج، ويجادل بأن المساعدات الأمنية الأمريكية لا ينبغي أن تكون مرتبطة بالصفقات الاقتصادية، وحذر من أن "مساعداتنا الأمنية ليست صدقة. بل هي استثمار في أمننا. وربطها بصفقة المعادن أمر غير حكيم".
ووفق معدة التقرير، فإن مثل هذه الأمور تعكس مخاوف أوسع نطاقاً من أن سياسات ترامب قد تضعف أوكرانيا في لحظة حرجة.
ويشار أن الحلفاء الأوروبيين شعروا بالقلق إزاء خطاب ترامب. وتخشى دول مثل ألمانيا وفرنسا، التي دعمت أوكرانيا دبلوماسياً واقتصادياً، أن تؤدي تكتيكات ترامب القاسية إلى تقويض وحدة حلف شمال الأطلسي. والواقع أن تصور أن الدعم الأمريكي مشروط من شأنه أن يشجع روسيا، ويضعف الموقف الجماعي للغرب ضد عدوان موسكو.
استراتيجية جيوسياسية أوسع نطاقاً؟
وبعيداً عن صفقة المعادن، يرى التقرير احتمالية أن تكون سياسة ترامب تجاه أوكرانيا جزءاً من استراتيجية جيوسياسية أكبر. فقد اقترح الرئيس مراراً وتكراراً أنه يريد التفاوض على صفقة كبرى مع روسيا والصين، بما في ذلك اتفاقيات ضبط الأسلحة والصفقات التجارية.
ووصف بنيامين جينسن، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكية، هذا الأمر بأنه "مسار جريء لكنه محفوف بالمخاطر"، مما يشير إلى أن ترامب ربما يحاول إعادة تنظيم هياكل القوة العالمية.
وحسب التقرير، فإن هذه النظرية تتصور استخدام أوكرانيا كورقة مساومة لتأمين المصالح الاقتصادية والاستراتيجية الأمريكية عبر مجالات متعددة، من الطاقة إلى الأمن السيبراني.
ومع ذلك، تقول معدة التقرير إن هذا النهج ينطوي على مخاطر كبيرة. ولكي تنجح استراتيجية ترامب الكبرى، فإنها تتطلب الثقة في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتصرف بحسن نية؛ وهو افتراض يعده العديد من المحللين مشكوكا ًفيه للغاية. وإذا ضغط ترمب على أوكرانيا لإبرام صفقة معدنية دون ضمان ضمانات أمنية طويلة الأجل، فقد يستغل بوتن الموقف ويعيد تسليح نفسه لشن هجمات مستقبلية.
مستقبل مرتبك
وخلصت معدة التقرير إلى القول بأن ثمة صورة معقدة ومتناقضة في كثير من الأحيان لاستراتيجية ترامب تجاه أوكرانيا.
وبينما يبدو السعي إلى تحقيق المصالح الاقتصادية، خاصةً الوصول إلى المعادن النادرة، هدفاً مركزياً، لا يمكن تجاهل المخاطر الجيوسياسية والعواقب الأمنية، التي قد تمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية عودة ترامب ترامب تجاه أوکرانیا صفقة المعادن هذا النهج
إقرأ أيضاً:
ترامب يفرض رسوما جمركية مفاجئة على إسرائيل.. بنسبة 15 في المئة
أعلن البيت الأبيض، مساء أمس الجمعة، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 15 في المئة على البضائع القادمة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك كجزء ممّا يوصف بـ"خطة الرسوم الجمركية العدوانية التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المتفرٍّقة، فإنّ: "الرسوم الجمركية التي فرضت حتى الآن على بعض الصادرات الإسرائيلية، كانت بنسبة 10 في المئة، والتي فرضها ترامب مؤقتا".
وفي السياق نفسه، وقّع الرئيس الأمريكي، أمس الجمعة، على أمر تنفيذي يفرض تعريفات جمركية جديدة على عدد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين خلال سبعة أيام، وهي خطوة أخرى في أجندته التجارية التي ستختبر الاقتصاد العالمي والتحالفات الدولية.
وفي أعقاب موجة من النشاط المتعلق بالرسوم الجمركية في الأيام الأخيرة، كان قد صدر الأمر بعد الساعة السابعة مساء من توقيت واشنطن بقليل؛ إذ تمّ الإعلان من قبل البيت الأبيض عن اتفاقيات مع دول وكتل مختلفة، وذلك قبل الموعد النهائي الذي فرضه الرئيس الأمريكي على نفسه في الأول من آب/ أغسطس الجاري.
إلى ذلك، سيتم فرض تعريفة جمركية بنسبة 15 في المائة على كافة البضائع القادمة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفس المعدل المفروض في وقت سابق على كل من: أيسلندا وفيجي وغانا وليسوتو والإكوادور.
وأوضحت الإدارة الأميركية أن الرسوم الجديدة جرى تصميمها بحسب ما يُعرف بـ: مبدأ الميزان التجاري. إذ أنّ الدول التي تشتري من الولايات المتحدة أكثر مما تصدّر إليها، ستخضع إلى رسوم بنسبة 10 في المئة، فيما ستُفرض نسبة 15 في المئة على الدول ذات الفائض المحدود. أما الدول التي لم تبرم اتفاقات تجارية أو تمتلك فوائض تجارية كبيرة فإنّها ستخضع إلى تعريفات أعلى.
وتُظهر البيانات الرسمية أن الهند تواجه رسما بنسبة 25 في المئة، بينما بلغت النسبة على سويسرا 39 في المئة. فيما جرى في الوقت نفسه خفض الرسوم على الاتحاد الأوروبي من 20 في المئة إلى 15 في المئة.
كذلك، تم خفض الرسوم على: اليابان من 24 في المئة إلى 15 في المئة، وكذلك كوريا الجنوبية من 25 في المئة إلى 15 في المئة. أما المملكة المتحدة والبرازيل فقد احتفظتا بنسبة 10 في المئة، مع ملاحظة أن بعض سلع البرازيل ستخضع إلى تعريفة إضافية تصل إلى 40 في المئة، وذلك بحسب عدد من التقارير الإقتصادية.