رمضان في الغربية.. نفحات إيمانية وأجواء روحانية فريدة
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
يحلّ شهر رمضان المبارك على محافظة الغربية بنفحاته الإيمانية وأجوائه الروحانية التي تعكس التراث الديني والاجتماعي العريق للمحافظة. وتتميز مدن ومراكز الغربية، وعلى رأسها طنطا والمحلة الكبرى وكفر الزيات وزفتى، بطقوس رمضانية تجمع بين العبادة والتكافل الاجتماعي والمظاهر الاحتفالية التي تعكس بهجة الشهر الكريم.
استقبال الشهر الكريم.. زينة وأناشيد وابتهالات
مع حلول شهر رمضان، تبدأ الشوارع والأحياء في الغربية بالتزين بـالفوانيس المضيئة والزينة الرمضانية، حيث يتسابق الشباب والأطفال في تعليقها وسط أجواء من البهجة، كما تعلو المساجد والمآذن بأصوات الابتهالات والتواشيح الدينية التي تشعل شوق الأهالي لاستقبال هذا الشهر الفضيل.
وفي مدينة طنطا، حيث مسجد السيد البدوي، يتوافد المصلون بكثافة مع أول أيام رمضان لأداء صلاة التراويح وسط أجواء روحانية مميزة، حيث تتعالى أصوات التهليل والتكبير، ويُقام ختم القرآن في العشر الأواخر من الشهر.
الأجواء الدينية.. صلاة التراويح والاعتكاف
يُعدّ رمضان في الغربية فرصة للتقرب إلى الله، حيث تزدحم المساجد بالمصلين، خاصة في صلاة التراويح التي تؤدى وسط أجواء إيمانية رائعة، إذ تتنافس المساجد الكبرى مثل مسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا، ومسجد سيدي عبد الرحيم في المحلة، ومسجد العارف بالله في بسيون في استضافة كبار القرّاء لإمامة المصلين.
وفي العشر الأواخر من رمضان، يحرص المئات من أبناء المحافظة على الاعتكاف داخل المساجد، وخاصة في مسجد السيد البدوي، حيث يجتمع المعتكفون في جو من الخلوة والذكر وقراءة القرآن.
التكافل الاجتماعي.. موائد الرحمن وقوافل الخير
يبرز في رمضان روح التكافل والتراحم بين أبناء الغربية، حيث تنتشر موائد الرحمن في مختلف أرجاء المحافظة، لتقديم وجبات الإفطار للصائمين، خصوصًا العمال والمغتربين، كما تنظم الجمعيات الخيرية وأهالي القرى والمدن قوافل مساعدات تشمل توزيع كراتين رمضان التي تحتوي على السلع الغذائية الأساسية للأسر الأكثر احتياجًا.
كما يحرص شباب المبادرات المجتمعية على توزيع التمر والمياه والعصائر على الصائمين في الطرقات وقت أذان المغرب، في مشهد يعكس روح التعاون والمحبة التي يتميز بها أهل الغربية.
العادات الرمضانية.. فوانيس وزيارات عائلية وسهرات رمضانية
رمضان في الغربية ليس فقط عبادة، بل هو أيضًا مناسبة اجتماعية، حيث يحرص الأهالي على التجمعات العائلية بعد الإفطار، وزيارة الأصدقاء والجيران. كما تشهد المقاهي الشعبية جلسات سمر وسهرات رمضانية ممتعة، حيث يتجمع الشباب لمشاهدة المسلسلات الرمضانية ومباريات كرة القدم وسط أجواء حماسية.
وفي القرى والمناطق الشعبية، يخرج الأطفال بعد الإفطار حاملين الفوانيس التقليدية، مرددين الأغاني الرمضانية التي توارثوها عبر الأجيال، مثل:
"حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو!"
ليلة القدر والعيد.. لحظات روحانية لا تُنسى
مع دخول العشر الأواخر من رمضان، تعيش المحافظة حالة روحانية خاصة، حيث تزداد العبادات والتهجد في المساجد الكبرى، وتعم الفرحة قلوب الجميع انتظارًا لليلة القدر التي يُحييها المصلون بالدعاء والذكر حتى مطلع الفجر.
ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، تبدأ الأسر في تجهيز كعك العيد والبسكويت، ويخرج الأطفال لشراء الملابس الجديدة، استعدادًا لصلاة العيد التي تُقام في الساحات المفتوحة وسط تكبيرات العيد وفرحة الأطفال.
ويظل شهر رمضان في الغربية تجربة روحانية واجتماعية غنية، حيث تختلط العبادة بالفرحة، والتكافل بالمحبة، وتظل الأجواء الرمضانية في المحافظة شاهدًا على أصالة وعراقة المجتمع المصري في هذا الشهر الكريم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان رمضان في الغربية رمضان فی الغربیة صلاة التراویح وسط أجواء
إقرأ أيضاً:
«أمامنا فرصة تاريخية فريدة».. نص كلمة الرئيس السيسي أمام قمة شرم الشيخ للسلام
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي أمام قمة شرم الشيخ للسلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرحب بكم جميعاً، في "قمة شرم الشيخ للسلام"، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، التي شهدنا فيها معا، التوصل لاتفاق شرم الشيخ "لإنهاء الحرب في غزة"، وميلاد بارقة الأمل، في أن يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. .. ويمنح شعوب المنطقة، التي أنهكتها الصراعات، غد أفضل.
واليوم نستقبل القيادة الشجاعة المحبة للسلام، والذي ساهمت جهوده في إنهاء الصراع، وتحقيق الأمن والتنمية في منطقتنا، بل وفي العالم أجمع.
اسمحوا لي أن أدعو الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى الانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام.
وأود أن أعرب عن تقديرنا البالغ لكم، وقيادتكم الحكيمة لتلك المسيرة، في ظل ظرف بالغ الدقة، بما انعكس في طرح خطتكم، لإنهاء هذه الحرب المأساوية والتي خسرت معها الإنسانية الكثير.
وأود أن أشكر شركاءنا في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم المخلصة، وأعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.
لقد أثبتم، فخامة الرئيس أن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب، وإنما في القدرة على إنهائها.. .ونحن على ثقة في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي وتنفيذ خطتكم بكافة مراحلها.
فخامة الرئيس.. فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
لقد دشنت مصر مسار السلام في الشرق الأوسط قبل ما يقارب نصف قرن، وتحديداً في نوفمبر عام 1977، عندما أقدم الرئيس أنور السادات - رحمه الله - بخطى ثابتة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، وبادر بزيارة تاريخية إلى القدس.
ومنذ تلك اللحظة، أطلقت مصر عهداً جديداً أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط.. .واليوم تعيد مصر التأكيد، ومعها شقيقاتها العربية والإسلامية، على أن السلام يظل خيارنا الاستراتيجي.. .وأن التجربة أثبتت على مدار العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدالة والمساواة في الحقوق.. .
من هذا المنطلق، وإذا كانت شعوب المنطقة، ومازالت، تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناءً.. .فهو أيضاً له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبلٍ لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة.. .دولة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل.. .
إن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد.. .
وإنني إذ أغتنم هذه المناسبة، لأتوجه بنداء إلى شعب إسرائيل، وأقول:
فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي.. .دعونا نتطلع سوياً لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا معاً.. .مدوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة.. .
فخامة الرئيس ترامب،
علينا أن نتوقف عند مشاهد الارتياح والسعادة، التي عمت سواءً في شوارع غزة أو الشارع الإسرائيلي أو في العالم كله على حد سواء، عقب التوصل لاتفاق إنهاء الحرب بفضل مبادرتكم الحكيمة.. .فهي دليل آخر على أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام.. .
كما نقدر لكم اهتمامكم باستعادة الحياة في غزة، وستعمل مصر مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع كافة الشركاء، خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدماً في إعادة الإعمار للقطاع دون إبطاء، ونعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبني على خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل.. .. فالسلام لا يكتمل إلا حين تمتد اليد للبناء بعد الدمار.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إننا نستشرف مستقبلاً مشرقاً لمنطقتنا تُبنى مدنه بالأمل بدلاً من أن تُدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض.. .فأمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خالٍ من كل ما يهدد استقراره وتقدمه.. .. شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة، وحقوق مصانة.. .. شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف.. .شرق أوسط خالٍ من جميع أسلحة الدمار الشامل.. .. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليمياً ودولياً.
إن اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويتعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين على نحو يضمن رؤيتنا المشتركة في تجسيد التعاون المشترك بين جميع شعوب المنطقة، بل والتكامل بين جميع دولها.. .
السادة الحضور،
قبل أن اختم كلمتي، وتقديراً لجهود الرئيس دونالد ترامب، فإنني أود أن أعلن أمام الحضور الكريم قرار مصر إهداء فخامته "قلادة النيل"، وهي الأرفع والأعظم شأناً وقدراً بين الأوسمة المصرية، وتمنح لرؤساء الدول ولمن يقدمون خدمات جليلة للإنسانية.. .
شكراً لكم.. ..
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي
الرئيس السيسي: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام