مقتل شخصان بعد دهس سيارة لحشد في مدينة مانهايم الألمانية
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
مارس 3, 2025آخر تحديث: مارس 3, 2025
المستقلة/- اصطدمت سيارة بحشود في وسط مدينة مانهايم الألمانية، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة الآخرين بعد أن حذرت الشرطة من تهديدات إرهابية في احتفالات الكرنفال الإقليمية.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على رجل، سائق سيارة رياضية سوداء، يقال إنه يتلقى العلاج من إصاباته في المستشفى تحت حماية مشددة من الشرطة.
وقال ستروبل في بيان في وقت متأخر من يوم الاثنين: “توفي شخصان متأثرين بإصاباتهما وأصيب العديد من الآخرين بجروح خطيرة”.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية أن المشتبه به لديه تاريخ من مشاكل الصحة العقلية. وقالت الشرطة في بيان: “في المرحلة الحالية من التحقيق، لا يوجد اشتباه في وجود خلفية سياسية”.
وقال ستروبل في وقت لاحق: “ليس لدينا أي مؤشر على وجود خلفية متطرفة أو دينية في الوقت الحالي. قد يكون الدافع وراء الحادث هو شخص الجاني نفسه.”
وصف شهود عيان أشخاصًا ممددين على الأرض في مكان الحادث بالقرب من ساحة المشاة المركزية بعد أن اصطدمت السيارة بالحشد، متجهة نحو برج مياه. كانت هناك محاولات لإنعاش شخصين على الأقل في مكان الحادث.
وقالت الشرطة إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان السائق قد قاد سيارته عمدًا في الحشود التي تحتفل بالكرنفال. ومع ذلك، فإن الحادث يأتي بعد سلسلة من الهجمات العنيفة بما في ذلك حادثتا دهس أخريان بسيارتين، في ميونيخ الشهر الماضي وفي ماغديبورغ في ديسمبر. كانت مانهايم مسرحًا لطعن في مايو 2024 قُتل فيه ضابط شرطة وأصيب خمسة أشخاص.
نفذ المهاجرون كل هذه الهجمات، مما أدى إلى تأجيج نقاش حاد حول سياسة الهجرة في البلاد قبل الانتخابات العامة في ألمانيا الشهر الماضي. فاز تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ بالتصويت، والذي خاض حملته الانتخابية على أساس وعود بتشديد الرقابة على الحدود، في حين جاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المناهض للهجرة في المرتبة الثانية بأفضل نتيجة له على الإطلاق.
ومع ذلك، يُفهم أن المشتبه به في هجوم يوم الاثنين مواطن ألماني.
يبلغ موسم الكرنفال في ألمانيا ذروته في روزنمونتاج (يوم الاثنين الوردي)، مع حشود ترتدي ملابس تنكرية وعروض من العربات التي تتميز عادة بعروض كوميدية وساخرة للأحداث التي تهيمن على الشؤون الجارية. وأقامت مانهايم موكبها الرئيسي يوم الأحد.
كانت قوات الأمن قد نبهت منظمي الكرنفال والجمهور قبل أكثر من أسبوع بشأن تحذيرات نُشرت على حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بجماعة مسلحة إسلامية، تدعو المتابعين إلى تنفيذ هجمات في معاقل الكرنفال في راينلاند، التي تنتمي إليها مانهايم، والمناطق في الجنوب، وكلتاهما منطقتان كاثوليكيتان.
وقال متحدث باسم وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر، التي كان من المقرر أن تحضر عرضًا شعبيًا في كولونيا يوم الاثنين، إنها ألغت حضورها للسفر إلى مانهايم بدلاً من ذلك.
كتب فريدريش ميرز، الذي من المرجح أن يكون مستشار ألمانيا القادم، على منصة X أن “الحادث – بالإضافة إلى الأعمال الرهيبة في الأشهر القليلة الماضية – هي تذكير عاجل بأننا يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع مثل هذه الأعمال”. وأشار المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز إلى هجوم الطعن العام الماضي، وكتب على X: “مرة أخرى نحزن مع مانهايم. مرة أخرى نحزن مع عائلات ضحايا عمل عنف لا معنى له”.
وفقًا لتقارير إعلامية، كان ثلاثة أشخاص يتلقون العلاج الطارئ في مستشفى جامعة مانهايم، بما في ذلك شخصان بالغان وطفل. وكانت ثماني فرق طبية للصدمات على أهبة الاستعداد لرعاية البالغين والأطفال، وفقًا للمستشفى.
حثت الشرطة الناس على عدم نشر مقاطع فيديو من الهجوم، أو نشر معلومات لم يتم تأكيدها رسميًا، محذرة من العديد من “التقارير الكاذبة” المتعلقة بالهجوم والتي كانت متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: یوم الاثنین
إقرأ أيضاً:
مدينة غزة تتعرض لقصف دام والعائلات تجبر على النزوح غربا
إيطاليا تلوح لفرض عقوبات على تل أبيب: إسرائيل فقدت الإنسانية
ارتفاع عدد الوفيات جراء سوء التغذية إلى 222 شخصا
عواصم "وكالات": تعرضت مناطق شرق مدينة غزة اليوم لأعنف قصف إسرائيلي منذ أسابيع، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه يتوقع استكمال هجوم موسع جديد في القطاع "بسرعة معقولة".
وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة غير مسبوقة، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وقال ماكرون، في تصريحات أرسلها مكتبه للصحفيين "إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة غير مسبوقة، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها".
وأضاف ماكرون "سيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة الضحايا الرئيسيين لهذه الاستراتيجية".
من جهته، أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو في مقابلة نشرت اليوم بأن الحكومة الإسرائيلية "فقدت الصواب والإنسانية" في ما يتعلّق بغزة وأشار إلى انفتاحه على إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل.
وقال كروسيتو لصحفية "لا ستامبا" إن "ما يحصل غير مقبول. لا نواجه عملية عسكرية تتسبب بأضرار غير مقصودة، بل نكران تام للقانون والقيم المؤسِّسة لحضارتنا".
وأضاف "نحن ملتزمون في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، لكن علينا الآن إيجاد طريقة لإجبار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على التفكير بوضوح، تتجاوز مجرّد الإدانة".
وردا على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات دولية على إسرائيل، قال كورسيتو إن "احتلال غزة وبعض الأعمال الخطيرة في الضفة الغربية تشكّلان تحولا كبيرا ينبغي أن تُتّخذ قرارات في مواجهتها تُجبر نتنياهو على التفكير".
وتابع "لن تكون خطوة ضد إسرائيل، بل طريقة لحماية الناس من حكومة فقدت الصواب والإنسانية".
استهداف صحفيين
وأدت غارة جوية على خيمة بمجمع مستشفى الشفاء إلى استشهاد ستة صحفيين من بينهم المراسل البارز لقناة الجزيرة أنس الشريف. وقال شهود إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت أحياء الصبرة والزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع اليوم، مما دفع عددا من العائلات إلى النزوح غربا.
ووصف بعض سكان مدينة غزة الليلة قبل الماضية بأنها كانت إحدى أسوأ الليالي منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من استعدادات عسكرية لشن هجوم أعمق على مدينتهم التي تؤوي حاليا نحو مليون شخص بعد نزوح السكان من الأطراف الشمالية للقطاع.
وقال عمرو صلاح (25 عاما) "الوضع كان وكأنه الحرب بتبلش من جديد". وأضاف لرويترز عبر تطبيق دردشة " قذايف من الدبابات على الدور، كذا دار انضربت والطيارات كمان عملت أحزمة نارية، صواريخ كتيرة على أماكن وطرق شرق غزة".
وقال نتنياهو الأحد إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بتسريع خططه للهجوم الجديد.
وأضاف "أريد أن أنهي الحرب في أسرع وقت ممكن، ولهذا السبب أصدرت تعليماتي لقوات الدفاع الإسرائيلية باختصار الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة".
وأثارت الخطط الجديدة القلق في الخارج. وأعلنت ألمانيا يوم الجمعة أنها ستوقف صادرات العتاد العسكري لإسرائيل الذي يمكن استخدامه في قطاع غزة، رغم أنها حليف أوروبي أساسي لإسرائيل. وحثت بريطانيا ودول أوروبية حليفة أخرى إسرائيل على إعادة النظر في قرارها الخاص بتصعيد الحملة العسكرية على القطاع.
وقال مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل لرويترز إن بعض الدول تضغط فيما يبدو على إسرائيل بدلا من أن تضغط على حماس. واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وكان الهجوم الذي أودى بحياة أنس الشريف الصحفي بقناة الجزيرة وأربعة من زملائه عند مستشفى الشفاء، الأكثر دمية بالنسبة للصحفيين منذ بدء الحرب وأثار تنديدا من صحفيين ومنظمات حقوقية.
وقال مسعفون في المستشفى اليوم إن الهجوم تسبب أيضا في مقتل الصحفي المحلي المستقل محمد الخالدي، مما يرفع عدد الشهداء من الصحفيين في ضربة واحدة إلى ستة.
وتلقى الشريف في السابق تهديدات من إسرائيل التي أكدت أنها استهدفته وقتلته، قائلة إنه كان يقود خلية من حماس وشارك في هجمات صاروخية على إسرائيل.
ورفضت الجزيرة هذا الاتهام كما رفض الشريف قبل استهدافه أيضا الادعاءات الإسرائيلية بأن له صلات بحركة حماس.
وربطت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بين قتل الصحفيين وخطط الهجوم الموسع الجديد.
وقالت حماس إن عملية القتل قد تكون مؤشرا على بدء الهجوم الإسرائيلي الجديد. وأضافت في بيان "اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة".
وقال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إن 238 صحفيا قتلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. وقالت لجنة حماية الصحفيين إن 186 صحفيا على الأقل قتلوا خلال الحرب الدائرة في غزة.
ودانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم استهداف إسرائيل وقتلها ستة صحفيين في غزة، معتبرة أن الخطوة تمثّل "خرقا صارخا للقانون الإنساني الدولي".
وقالت المفوضية إن الجيش الإسرائيلي استهدف خيمة تضم خمسة من طاقم شبكة الجزيرة القطرية بينهم مراسلها أنس الشريف. كما قُتل مصوّر مستقل في الضربة التي أقرّت إسرائيل بأنها نفذتها.
وأكد مكتب تورك أن على إسرائيل "حماية جميع المدنيين بما في ذلك الصحفيين". وأضاف "ندعو إلى وصول فوري وآمن ومن دون عراقيل لجميع الصحفيين إلى غزة".
كما نددت منظمة "مراسون بلا حدود" اليوم "بشدة وغضب بالاغتيال المُقرّ به" لطاقم الجزيرة. وقالت المنظمة المدافعة عن الصحافة في بيان "كان أنس الشريف، أحد أشهر الصحفيين في قطاع غزة، صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة"، داعية إلى "تحرك شديد من الأسرة الدولية لوقف الجيش الإسرائيلي".
وأكدت المنظمة أن "على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع بصورة عاجلة بناء على القرار 2222 الصادر في 2015 والمتعلق بحماية الصحافيين في زمن النزاعات المسلحة" لتفادي "جرائم القتل المماثلة خارج إطار القانون للعاملين في مجال الإعلام".
وأشارت إلى أنها رفعت "أربعة شكاوى" ضد الجيش الإسرائيلي "لدى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب بحق الصحافيين في غزة".
وأعلنت قناة الجزيرة القطرية على موقعها الإلكتروني "اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعدما استهدف خيمة للصحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة"، منددة بـ"اغتيال مدبر" لأفراد طاقمها وهجوم "جديد وسافر على حرية الصحافة".
وأضافت أن ثلاثة من مصوريها هم إبراهيم زاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، قتلوا أيضا في الضربة ذاتها.
المجاعة تفتك بالسكان
وفي سياق متصل، ارتفع عدد الوفيات في غزة نتيجة سوء التغذية إلى 222 شخصا، بينهم 101 طفل، بعد تسجيل 5 وفيات جدد بينهم طفل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جراء مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية والمجاعة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزة اليوم.
وتواجه غزة، التي يعيش فيها أكثر من مليوني نسمة، أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وسط تدهور حاد في الأوضاع المعيشية والخدمات الصحية، لا سيما في شمال القطاع.
وتفرض إسرائيل إغلاقا شبه كامل على المعابر المؤدية إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، مع تقنين شديد لدخول المساعدات، بينما تلجأ بعض الدول إلى إسقاط المساعدات من الجو عبر الطائرات، غير أن منظمات الإغاثة الدولية تقول إن هذه الكميات لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني شخص في القطاع.
وتحذر منظمات دولية من تفاقم الوضع الصحي والغذائي في القطاع، وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أفادت بأن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت بين مارس ويونيو من هذا العام، نتيجة استمرار الحصار ونقص المواد الأساسية.
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 20% من الأطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعانون من سوء تغذية حاد، ووصفت الأوضاع بأنها بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن التأخر في إدخال المساعدات ساهم في تسجيل عدد كبير من الوفيات خلال الأشهر الماضية.