كيف تساعد المعادن الأوكرانية في تقليل اعتماد أمريكا على الصين؟
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
يسعى ترامب إلى الحصول على المعادن الأرضية النادرة والمعادن الهامة في أوكرانيا لتعزيز نفوذها في كبح صادرات الصين. ومع ذلك، قد تكون عملية طويلة الأجل بالنسبة للولايات المتحدة لإنهاء اعتمادها على الصين.
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأمين معادن نادرة وهامة من أوكرانيا بقيمة 500 مليار دولار (477 مليار يورو) في إطار مفاوضاته على اتفاق سلام، بهدف تعويض المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لكييف خلال الحرب.
ورغم أهمية هذه الموارد الاستراتيجية، فإن محادثات السلام لا تزال تواجه طريقًا مسدودًا، لا سيما بعد قرار الولايات المتحدة وقف جميع مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، في أعقاب محادثة مفاجئة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
منذ ولايته الأولى، كرس ترامب جهوده لتحقيق شعاره "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، حيث استهدف الصين بإجراءات جمركية تهدف إلى حماية القطاع الصناعي الأمريكي. إلا أن البنية التحتية الصناعية وسلسلة التوريد الراسخة في الصين جعلت من الصعب على الولايات المتحدة قلب المعادلة التجارية، خصوصًا فيما يتعلق باعتمادها على المعادن النادرة اللازمة لصناعات التكنولوجيا المتقدمة.
Relatedبرلماني أوروبي بارز: على الاتحاد الأوروبي أن يكون "أقوى وأجرأ" بشأن المعادن الأوكرانيةالمعادن النادرة في أوكرانيا.. هل تُصبح بوابة لضمان الدعم الأمريكي؟رفضٌ تلاه قبول: أوكرانيا تستأنف مفاوضاتها مع واشنطن بشأن المعادن النادرةفي هذا السياق، تشكل مفاوضات السلام مع أوكرانيا اختبارًا حاسمًا لاستراتيجية ترامب التجارية، إذ قد تحدد مدى قدرته على تصعيد الإجراءات ضد صادرات الصين، في ظل محاولاته تأمين مصادر بديلة لهذه الموارد الحيوية.
كيف ترد أمريكا؟وصعّد ترامب من حربه التجارية مع الصين عبر مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%، بينما يواصل خططه لفرض رسوم بنسبة 25% على أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة حاليًا. ورغم هذا التصعيد، يتساءل البعض عن سبب تجنب ترامب فرض رسوم أكثر عدوانية على بكين، كما فعل مع المكسيك وكندا.
يكمن السبب الرئيسي في اعتماد الولايات المتحدة الكبير على الإمدادات الصينية من المعادن الحيوية، التي تُعد أساسية لصناعات الأجهزة الكهربائية، والسيارات التي تعمل بالبطاريات، والطائرات، والمعدات الدفاعية. ووفقًا لتقرير صادر عن TD Economics، تهيمن الصين على الإنتاج العالمي لأكثر من نصف المعادن الهامة الخمسين التي حددتها الحكومة الأمريكية عام 2022، كما تحتكر ما يقرب من 90% من عمليات تكرير العناصر الأرضية النادرة. وبين عامي 2020 و2023، استوردت الولايات المتحدة 70% من معادنها الأرضية النادرة من الصين، ما يجعل تأمين مصادر بديلة، مثل أوكرانيا، عنصرًا حاسمًا في استراتيجية ترامب.
وفي تطور يعكس تصاعد التوترات الاقتصادية، فرضت الصين في ديسمبر 2024 قيودًا صارمة على تصدير العديد من المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، كرد مباشر على قيود أمريكية جديدة استهدفت صادرات الرقائق الإلكترونية إلى بكين. وشمل الحظر الصيني عناصر استراتيجية مثل الأنتيمون، والغاليوم، والجرمانيوم، بالإضافة إلى المواد فائقة الصلابة، مع تشديد قواعد تصدير منتجات الجرافيت. ويُعد الغاليوم مكونًا أساسيًا في الصناعات الدفاعية، بينما يُعتبر الجرافيت ضروريًا في تصنيع السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، ما يزيد من تعقيد المشهد أمام واشنطن في محاولتها تقليل اعتمادها على سلاسل التوريد الصينية.
كيف يمكن أن تفيد صفقة المعادن الأوكرانية الولايات المتحدة؟تقدّر وكالة المسح الجيولوجي الأوكرانية أن أوكرانيا تمتلك نحو 5% من إجمالي المواد الخام الحيوية في العالم، بما في ذلك ملايين الأطنان من احتياطيات الجرافيت، وثلث احتياطيات الليثيوم الأوروبية، و7% من إمدادات التيتانيوم في القارة. كما تزخر البلاد بكميات كبيرة من المعادن الهامة، مثل النحاس والزنك والفضة والنيكل والكوبالت، بالإضافة إلى وجود معادن أرضية نادرة تضم 17 عنصرًا في أراضيها.
Relatedترامب يتحدى بكين بتعريفات إضافية على الواردات الصينية والأخيرة تحذّر: لا رابح في الحرب التجاريةمسؤولو القطاعات الصناعية الأوروبيون يدعون إلى إنهاء الحرب التجارية مع واشنطنالحرب التجارية لم تنته بعد.. البنتاغون ينشر قائمة شركات يقول إنها مدعومة من الجيش الصينيورغم هذه الثروة المعدنية، فإن الحرب التي اندلعت عام 2022 ربما أسفرت عن سيطرة روسيا على بعض المواقع الرئيسية للمناجم الأوكرانية والرواسب الأرضية النادرة، ما قد يحدّ من قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد. كما أن نقص الاستثمارات في القطاع قد يُشكل عقبة أمام تحقيق الإنتاج الذي يتصوره ترامب، لا سيما فيما يتعلق بتطوير قدرات التكرير اللازمة لمعالجة هذه المعادن.
ويطرح خبراء الصناعة تساؤلات حول مدى دقة التقديرات المتعلقة بالاحتياطيات الأرضية النادرة في أوكرانيا. وتشير بيانات Argus Media، وهي شركة مستقلة متخصصة في أبحاث الطاقة والسلع الأساسية، إلى أن القيمة العالمية لهذه الموارد تتراوح بين 4 مليارات دولار (3.8 مليار يورو) و12.5 مليار دولار (12 مليار يورو). وهذا يثير الشكوك حول مدى واقعية التقييم الذي حدده ترامب بقيمة 500 مليار دولار (477 مليار يورو) لاحتياطيات المعادن الأوكرانية، مما يجعل مبررات هذه الصفقة موضع جدل اقتصادي واستراتيجي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الرئيس الصيني يلتقي شويغو ويؤكد تعزيز التنسيق مع روسيا فرنسا والفلبين تعززان تحالفهما العسكري وسط تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي الصين لأمريكا: "صححوا أخطاءكم" بعد تغيير الصياغة بشأن تايوان فولوديمير زيلينسكيسوق المعادنالعملة الصينيةدونالد ترامبالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب جامعة الدول العربية بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا غزة دونالد ترامب جامعة الدول العربية بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي سوق المعادن العملة الصينية دونالد ترامب دونالد ترامب جامعة الدول العربية بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا قطاع غزة تيك توك فولوديمير زيلينسكي القاهرة سوريا غزة حكومة المعادن الأوکرانیة الولایات المتحدة الأرضیة النادرة فی أوکرانیا هذه الموارد یعرض الآنNext ملیار یورو
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: ترامب يعيد صياغة أولويات أمريكا من الداخل
أكدت الإعلامية هند الضاوي، مقدمة برنامج "حديث القاهرة"، أن الولايات المتحدة تعود اليوم إلى "مبدأ مونرو" في سياستها الخارجية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاد في ولايته الجديدة ليؤكد أن "أمريكا يجب أن تعود عظيمة"، وأن أولوياتها يجب أن تخدم مصالحها العليا قبل أي شيء آخر.
وأوضحت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن واشنطن أعلنت في 4 ديسمبر الوثيقة الاستراتيجية للأمن القومي الأمريكي، وهي وثيقة تُصدر مع كل رئيس جديد لتحدد فلسفة الإدارة تجاه القضايا الدولية الكبرى، مؤكدو أن الاستراتيجية الجديدة تعكس رغبة أمريكا في الاعتماد على نفسها وإعادة بناء قوتها من الداخل، بعد أن تورطت لسنوات طويلة في حروب استنزفتها ماليًا وسياسيًا.
وتابعت أن ترامب يرى أن استمرار الولايات المتحدة في سياساتها التدخلية لن يفيدها بل سيضعفها على المستويين الداخلي والخارجي، ولذلك أعلن تبني رؤية جديدة لإحياء قوة أمريكا بعيدًا عن التحالف الأوروبي، مع التركيز على الاقتصاد الداخلي.
وأضافت هند الضاوي: "واشنطن حققت نجاحات واسعة على المستويين السياسي والاقتصادي عندما اتبعت سابقًا استراتيجية "مونرو"، التي تقوم على عدم تدخل أمريكا في شؤون أوروبا أو صراعاتها، ترامب يعتبر النصف الغربي من الكرة الأرضية وأمريكا اللاتينية أولوية أولى في استراتيجيته الجديدة".
التمدد الصيني الروسي يثير تخوف أمريكا.. واشنطن “تمسك بخيوط اللعبة”أكدت الإعلامية هند الضاوي، أن الولايات المتحدة تعمل على الحفاظ على مصالحها دون الدخول في اشتباكات عسكرية مباشرة مع الصين، مؤكدة أن إدارة بايدن كانت قد أصدرت في 2022 استراتيجية مهمة نصّت على تراجع الشرق الأوسط ضمن أولويات السياسة الأمريكية، ليصبح في المرتبة الثالثة.
وأوضحت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب وعد بسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط لكنه أخفق في تنفيذ ذلك، مشددة على أن الولايات المتحدة، رغم اختلاف الإدارات، تظل دولة كبرى "تمسك بخيوط اللعبة" حول العالم، وأن المؤسسات الأمريكية العميقة تضع وثائق استراتيجية متكاملة في كل مرحلة لخدمة المصالح العليا للدولة.
وقالت هند الضاوي، إن أمريكا بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من خطتها الجديدة تحت ما يسمى "شدّ الأطراف"، وهي الاستراتيجية التي تتعامل بها مع الدول الرافضة للانصياع للقرار الأمريكي، عبر دفعها للدخول في صراعات تُضعفها وتحيّدها دون أن تتورط واشنطن مباشرة.
وتابعت: "كما تعتمد إدارة واشنطن على استراتيجية أخرى لمواجهة التمدد الروسي والصيني الذي يثير مخاوفها".