صحيفة التغيير السودانية:
2025-08-14@14:59:35 GMT

غربال الثورة الناعم

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

غربال الثورة الناعم

 

غربال الثورة الناعم

حيدر المكاشفي

لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما.

وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار “السابقين” “يردد أمن يا جن.. ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب..
ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد الى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة الا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الاهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في اهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعا عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلبا لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالاصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو الا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب وليس المليشيا بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلا لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيرا قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فارادة الشعب دائما هي الأقوى والردة مستحيلة..

 

 

الوسومالإنقلابيون الثورة حيدر المكاشفي وائل محجوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإنقلابيون الثورة

إقرأ أيضاً:

ياسين السقا: لا أشاهد أعمالي وأنتقد نفسي كثيرًا.. واسم والدي فتح لي أبواب الفرص

حل الفنان الشاب ياسين السقا ضيفًا على برنامج «عيشها بإنرجي» مع وائل منصور ومنة عامر عبر إذاعة «إنرجي 92.1»، حيث تحدث عن أبرز محطات تجربته الفنية وأعماله الأخيرة.

وتحدث السقا عن كواليس تصوير مسلسل «سيد الناس»، مؤكدًا أنه تعلم الكثير خلال العمل، خاصة الالتزام من النجوم الكبار وعلى رأسهم الفنانة إلهام شاهين.

وأضاف أن المخرج محمد سامي يملك أسلوبًا خاصًا في العمل، دائما يبتكر أفكار على الهواء لذا يحتاج دائما ليكون في كامل تركيزه ومستعد لأي تغيير، كما أشار إلى أن العمل جمعه لأول مرة بالفنان عمرو سعد، مؤكّدًا أنه أصبح يحبه كثيرًا ويتمنى التعاون معه مجددًا.

وعن الانتقادات التي وجهت لمسلسل «سيد الناس»، أوضح ياسين السقا أنه تأثر في البداية، لكنه أدرك مع الوقت أن العمل يحقق نسبة مشاهدة عالية، قائلًا: «مش بقول إنهم انتقدوني عشان أنا ابن أحمد السقا، بس الانتقادات والميمز كانت على المسلسل كله، وده معناه إنه متشاف، بعض الانتقادات كانت مبالغ فيها وبعضها من لجان، فقررت أتجاهل».

وكشف السقا أنه لا يحب مشاهدة أعماله، لأنه دائم النقد لنفسه، موضحًا أن اسم والده ساعده في بداية مشواره: «كوني ابن أحمد السقا فادني في حاجات كتير، زي إن المنتجين يوافقوا عليا وأخد خطوة للأمام، لكن مهما حققت نجاح هتفضل فيه نسبة بتقول إن ده واسطة، أنا هركز مع نفسي وباخد من الجمهور الحاجات اللي لازم أسمعها».

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل الصدق أحد أسباب دخول الجنة؟
  • أمسية احتفالية حاشدة لقطاع الأشغال في الحديدة بذكرى المولد النبوي
  • مسير عسكري وشعبي في مديرية الثورة تعظيما لرسول الله ونصرة لغزة
  • رئيس وزراء نيوزيلندا: نتنياهو تمادى كثيرًا وفقّد صوابه
  • رؤساء اللجان التحضيرية النسائية في المحافظات لـ«الثورة »: نستعد لإحياء فعاليات الربيع المحمدي بوتيرة عالية من التوعية والتحشيد
  • ياسين السقا: لا أشاهد أعمالي وأنتقد نفسي كثيرًا.. واسم والدي فتح لي أبواب الفرص
  • فعاليات طلابية في مديرية الثورة بذكرى المولد النبوي
  • أفضل سورة تقرأ لسداد الدين.. النبي أوصى بتلاوتها قبل الفجر
  • علي جمعة يرد على الخلط بين التصوف وتصرفات أتباعه
  • تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي في أكاديمية القرآن الكريم للطالبات بالأمانة