بيت ثول.. هوية قرية فلسطينية مهجرة ترقد على تلال القدس
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تعد بيت ثول من قرى قضاء القدس الشمالية حيث قامت ونهضت على قمة سلسلة جبال تمتد على محور شرقي غربي من مدينة القدس، وعلى بعد 17 كم منها، وتبعد عن طريق يافا- القدس نحو 4 كم، فيما ترتفع أعلى نقطة فيها عن سطح البحر ما يقارب 772 مترا في منطقة باطن العرش التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.
بلغت مساحة القرية 4629 دونما منها 30 دونم للطرقات، وتحيط بها قرى: نطاف وقطنة وأبو غوش والعنب وساريس ويالو ضمن منطقة باب الواد.
بلغ عدد سكان بيت ثول في عام 1922نحو 233 نسمة. ارتفع في عام 1932 إلى282 نسمة. وفي عام 1948 حين هجروا بلغ عددهم 360 نسمة. وكان معظم سكان القرية يعتمدون على الزراعة بكافة أشكالها، وخاصة الزيتون، كما اشتهروا بزراعة الحبوب والخضراوات بكافة أنواعها والأشجار المثمرة والبناء.
موقع قرية بيت ثول قبل التهجير القسري.
وحول تسميتها بهذا الاسم تقول روايات متفق عليها بأن اسمها مشتقا من كلمة تولا الآرامية، وتعني التل أو الظل ومنه اشتق اسم بيت ثول. وفي سجلات ضرائب العثمانيين التي تعود إلى عام 1596 كانت بيت ثول تعرف باسم بيت تون.
وتتمتع قرية بيت ثول بتاريخ عريق يمتد إلى عصور قديمة وتشهد على ذلك العديد من المواقع التاريخية والدينية والأثرية وبعض الأعمدة والآبار وعيون الماء والخرب والمقاومات التي تدل على أهمية القرية. من بينها:
ـ خربة مسمار أو مسمر، وهي خربة أثرية وتحتوي على أشجار أثرية وفسيفساء، وعلى حظائر أثرية كان الرومان الذين قطنوا فيها يستعملونها لأمور كثيرة.
ـ خربة زبود، تحتوي على بقايا أعمدة وأبنية أثرية قديمة من العهد الروماني، وكان الرومان يسكنون بها، ولعل اسمها مشتق من كلمة زبوديا السريانية وهي تعني عطيه أو هبة.
ـ خربة جرابة، والبعض يسميها خربة ذويقة تحتوي على أساس وأكوام وصخرات ضخمة مبنية ومدقوقة في الصخر من العهد الروماني وتحتوي على صهريج ضخم، وذكرها الفرنجة في تاريخهم لاحقا باسم جيرابيج، وكانت مشهورة بأشجارها المثمرة أهمها الزيتون واللوزيات والتين والعنب والصنوبر والخروب.
ـ خربة القصر، وبها أساس صهريج منقور في الصخر ومعقود على مستوى سطح الأرض.
ـ خربة حرشة، يوجد بها مغارات وآبار ارتوازية قديمة يقال أنها كفرية رومانية، ويوجد بها مجمع من الماء ولها من السطح مدخل عام ولها 7 أبواب أخرى، ويوجد بها أكثر من عشر سراديب ويبلغ حجم الحجر فيها 3 أمتار.
ـ علية النمر، توجد هذه العلية غرفتان ويوجد لهذه العلية طريق درج ويقال أنها مليئة بالآثار الرومانية القديمة.
ـ بير المراح، وهو من الآثار الرومانية القديمة ويوجد به بئر ماء كبير وقديم محفور على الطريقة الرومانية القديمة وكان هذا البئر يستعمل للشرب والزراعة.
ـ عين شومال، وكانت مياهها أيضا تستعمل للشرب والزراعة وخاصة ري البساتين التي تقع جنوب القرية.
هجرت قرية بيت ثول في إطار عملية نحشون التي نفذتها منظمة الهاجاناه في صباح يوم 15 تموز/ يوليو عام 1948 حيث قامت كتيبة ومشاة وسرية الدبابات بالهجوم على القرية وحاصرتها من الجهات الأربع ودارت معارك قوية بين أبناء القرية الذين استبسلوا بالدفاع عن أراضيهم، مع قلة وجود المجاهدين والثوار والسلاح.
مدخل القرية المدمرة والمطهرة عرقيا.
وكان الهدف في حينه من احتلال القرية والسيطرة عليها، محاصرة القرى المحيطة بها وخاصة قرى يالو، عمواس، دير أيوب، والقضاء على بؤرة الثورة حينئذ حيث كان الشهيد عبد القادر الحسيني يتخذ من القرية مركزا لشن الهجمات على القوافل والإمدادات الصهيونية في باب الواد بالتعاون مع شباب القرية.
وتذكر بعض الروايات بأن أحد ثوار القرية ويدعى صالح سليمان محمد علي قد أسقط طائرة بريطانية ببندقيته المتواضعة. وكانت نساء القرية يخبئن الأسلحة الخفيفة حين تداهم القوات البريطانية القرية بحثا عن القائد عبد القادر الحسيني والثوار الذين يقاومون معه.
وقد سقط العديد من الشهداء على أرضها وأرض دير أيوب .وكان أهالي بيت ثول يمجدون بطولات الحاج أمين الحسيني وينادونه بكنيته "أبو صلاح"، وبعد التهجير غنوا له وقالوا "يا أبو صلاح لشو هالعيشة، من بعد الرز أكلنا جريشة".
وفيما بعد قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريـد أهلها، وأقيمت على أراضي القرية لاحقا مستعمرة "نتاف".
محيت قرية بيت ثول عن الوجود إذ تنتشر اليوم أكوام من الأنقاض على مساحة واسعة من التل وتظهر بقايا حيطان نبتت الأعشاب البرية الكثيفة بينها. كما يغطي شجر الخروب ونبات الصبار وأشجار الزيتون واللوز المصاطب التي تحف بجانبي الموقع الغربي والشمالي.
أنقاض قرية بيت ثول المدمرة.
أما الجانب الشرقي ففيه بقايا منزل كبير يحيط به حائط متداع. ولا يزال من بقي من الفلسطينيين في المنطقة يتزودون المياه من بئرين منقورتين في الصخر. وتغطي الأعشاب البرية القبور في الطرف الجنوبي للقرية. وقد أقيم في موقع القرية نصب تذكاري لطيارين إسرائيليين تحطمت طائرتهما في هذا المكان، وأقيمت غابة صغيرة في الموقع تكريما لداعمين غربيين للحركة الصهيونية، كما أقيمت غابة أخرى في الموقع .
وغالبية سكان القرية حاليا لاجئين في الضفة الغربية وفي الشتات.
المصادر:
ـ هبة أصلان، "كيف هجرت قرية بيت ثول قضاء القدس؟"، الجزيرة نت، 15 /5/2017
ـ مصطفى مراد الدباغ، "بلادنا فلسطين" ج8، بيروت، 1974.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ موقع قرية بيت ثول.
ـ د.وليد الخالدي، "كي لا ننسى"..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير التاريخية الفلسطينيين فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ـ خربة
إقرأ أيضاً:
بن غفير وسموتريتش يعارضان وقف حرب غزة ضمن إطار يفضي لدولة فلسطينية
أعرب وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الخميس، عن معارضتهما الشديدة لأي مسار قد يؤدي إلى وقف الحرب على قطاع غزة وإجراء مفاوضات تفضي لإقامة دولة فلسطينية.
يأتي ذلك في أعقاب أنباء عن اتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن إمكانية وقف الحرب بغزة، وتوسيع اتفاقيات سلام مع بلدان عربية، مقابل إجراء مفاوضات قد تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن بن غفير قوله: "يصعب عليّ أن أصدق أن رئيس الحكومة (نتنياهو) سيكرر أخطاء الماضي، ويدخل في مفاوضات قد تؤدي إلى إقامة دولة إرهاب فلسطينية أو تنازلات خطيرة" وفق تعبيره.
وتابع: "شعب إسرائيل يريد النصر، لا محاولات جديدة لاسترضاء الإرهاب تحت غطاء السلام" بحسب قوله.
وأضاف: "رئيس الحكومة يعرف أيضا أن الحسم الكامل فقط (في غزة)، والذي يشمل الاحتلال، والاستيطان، وفرض السيادة، هو الرد الحقيقي على الكذبة الفلسطينية (في إشارة إلى الدولة الفلسطينية)، وليس الانسحابات أو الاستسلام".
من جانبه، عارض سموتريتش توسيع اتفاقيات السلام مع البلدان العربية مقابل إقامة دولة فلسطينية.
وقال في منشور عبر منصة إكس: "توسيع اتفاقيات أبراهام أمر رائع (...) لكن إذا كان هذا غطاءً لامعًا لتهديد وجودي يتمثل في تقسيم البلاد، وإقامة دولة فلسطينية تفوق مساحتها مساحة غزة بعشرين ضعفًا، وفي منطقة تسيطر جغرافيًا وطبوغرافيًا على معظم أراضي دولة إسرائيل، فالإجابة لا! شكرًا".
وتوصلت إسرائيل أواخر عام 2020 إلى مجموعة اتفاقيات تطبيع مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان، عرفت بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية".
بينما تشترط العديد من الدول العربية ومنها السعودية موافقة الحكومة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002 مقابل تطبيع العلاقات.
واختتم سموتريتش حديثه بالقول: "السيد رئيس الوزراء، ليكن واضحًا أنه ليس لديك أي تفويض، حتى ولو تلميحًا أو كلامًا".
وفي وقت سابق الخميس، نقلت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"يسرائيل هيوم" الخاصتان، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم إن نتنياهو وترامب اتفقا على إنهاء الحرب بغزة، في غضون أسبوعين كحد أقصى، وذلك في إطار خطة سلام إقليمية واسعة تشمل عدة مسارات سياسية وأمنية.
وتشمل الخطة، وفق المسؤولين، توسيع "اتفاقيات أبراهام" لتشمل دولًا إضافية مثل السعودية وسوريا، وإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، مقابل قبول إسرائيلي مبدئي بفكرة "الدولة الفلسطينية" في المستقبل، بشرط تنفيذ إصلاحات جوهرية في السلطة الفلسطينية.
ولم يصدر إعلان رسمي إسرائيلي بشأن ادعاءات الإعلام العبري.
كما لم تعلن أي من الدول الوارد ذكرها في الادعاءات مواقف بالخصوص حتى الساعة 19:30 ت.غ، لكن الدول العربية سبق أن أعلنت دعمها إعادة بسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على غزة، بينما يرفض نتنياهو أي دور للسلطة في القطاع.
ومنذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلن مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم نتنياهو، رفضهم إقامة دولة فلسطينية واعتزامهم ضم الضفة الغربية رسميا.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.