موقع 24:
2025-07-03@08:02:11 GMT

أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي

تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT

أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي

لم يعد يؤرق قادة أوروبا في الوقت الحاضر إلا مشكلة أساسية احتلت المساحة الأكبر في مناقشاتهم على الميديا وهي: كيف يمكنهم تطوير صناعة السلاح لديهم بأسرع ما يمكن بعد أن تخلت عنهم الولايات المتحدة وآثر رئيسها التحالف مع العدو التاريخي لبلاده وخصمهم اللدود؟

كانت الولايات المتحدة تتحمل العبء الأعظم في حمايتهم أمنياً وعسكرياً باسم الصداقة والتضامن والإيمان المشترك بقيم الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ابتلاهم القدر بمن ينسف روابط القربى والصداقة.

لا شك أن الولايات المتحدة كانت تنوء بنسبة كبيرة بنفقات حلف الناتو وتتكفل بمده بالمال والعتاد الأساسي من السلاح والجنود. كما أنها لعبت الدور الأكبر في تزويد أوكرانيا بالسلاح وبالمعلومات الاستخبارية الحيوية في حربها ضد روسيا. ومن ثم فإن جل ما يشغل بال قادة أوروبا الآن هو يتركز على وضع خطة عاجلة تمكن الدول الأوروبية من الصمود أمام الحليف الأمريكي الذي خان عهد الصداقة والعشرة وتخلى عنهم وجعلهم يواجهون وحدهم بوتين.

لهذا قررت أوروبا الاستثمار بكثافة في الدفاع والتسلح بعد أن رسخ في أذهان قادتها أن بوتين بعد أن يلتهم أوكرانيا بأكملها لن يتردد في الزحف على بولندا وما يجاورها من بلاد كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفيتي. والواقع أن نفور ترامب من القارة الأوروبية وضيقه باستغلال دولها لموارد بلاده قد دفعه إلى أن ينشر على منصة السوشال تروث «Social Truth» بوستا متضمناً عبارة قالها له بوتين أثناء لقائهما وتقول: «سترى بنفسك قريباً الجميع وهم واقفون عند أقدام سيدهم يهزون له ذيولهم بخفة ولطف». إن ما يريده ترامب هو إذلال القارة القديمة، إذ لديه شعور قوي بأن الأوروبيين قوم من المبذرين المتغطرسين الذين يتبرمون حتى من سداد ثمن مظلة عسكرية تحميهم! إن ما أثار حنق ترامب التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية وأعلنت فيها التزام الاتحاد الأوروبى بمد أوكرانيا بكل ما تحتاجه من دعم مادي وبدون أي شروط حتى تتمكن من هزيمة بوتين رغم أن الاتحاد مثقل بالديون ومتعثر اقتصادياً وعسكرياً اعتماداً منه على أن الولايات المتحدة هي التي ستتكفل بسداد فواتير السلاح لأوكرانيا! والواقع أن تحالف ترامب مع بوتين لا يزال يثير العديد من علامات الاستفهام في مجال الاجتهاد النظري لمحاولة التعرف على ما يمكن أن تفضي إليه التغيرات العميقة في السياسة الأمريكية من تحولات في النظام العالمي والعلاقات الدولية بين القوى المتنافسة، فضلاً عن النزاعات المحتملة بينها. فالواضح أن شخصية ترامب تكاد تؤكد أنه لا يزأر بالتهديد والوعيد إلا لمن يرتجف أمامه وإذا ما وجد فيه طاعة وخنوعاً تمادى في تهديده له. كما أن قراراته كلها محكومة بمنطق الصفقة وحجم ما ستجلبه له من عائد مادي وفير ويمكنه بسهولة التراجع عنها إذا ما جاءه عرض أكبر. وأكثر ما يتأفف منه ترامب الألفاظ الكلية المجردة التي تلوكها المؤسسات الدولية والقانونية في خطاباتها المكررة مثل: الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، فهي بالنسبة له فارغة المضمون مادامت منقطعة الصلة بالتجارة المربحة.
ويعقد المفكر الفرنسي جاك أتالى مقارنة مثيرة بين ترامب وهتلر. إذ يرى أن ترامب في تصرفاته كلها في طريقه إلى أن يكون شخصية مطابقة لنموذج الشخصية الهتلرية. فقد سبق لترامب أن حاول القيام بانقلاب فاشل وأشاع الذعر بين المواطنين وسعى إلى الترويج لكثير من الأكاذيب ويسعى إلى تهجير الناس من بلادهم ولا يتوانى عن إلقاء معارضيه في السجون وتهديد القضاة وضرب بأحكامهم عرض الحائط.

والواقع أن أكثر أن ما يقلق ترامب سببه النفوذ الذي يتمتع به العملاق الصيني. وليس يخف على أحد أن يكون تقاربه الأخير مع بوتين وهو الغريم التاريخي للولايات المتحدة ليس إلا محاولة منه لإحداث شرخ في العلاقة الوطيدة التي تربط الصين بروسيا. لن تنظر الصين بعين الارتياح إلى تقارب من هذا النوع بين الولايات المتحدة وحليفها الروسي. فهل سيتمكن ترامب بمنطق الصفقة من عزل العملاق الصيني بعد أن تخلص من القارة العجوز التي استنزفت موارد بلاده باسم التضامن والمحبة؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة بعد أن

إقرأ أيضاً:

مندوب الاتحاد الأفريقي بالأمم المتحدة: تمثيل أفريقيا بمجلس الأمن يتطلب جهدا مستمرا

قال السفير محمد إدريس مندوب الاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة، إنّ الصوت الإفريقي حاضر بقوة داخل أروقة الأمم المتحدة من حيث التمثيل العددي والتصويتي، إذ تضم القارة 54 دولة من بين أعضاء المنظمة، ما يمنحها قوة تفاوضية كبيرة تقارب الربع من أعضاء الجمعية العامة، مشددًا، على أن الفرق كبير بين الصوت المسموع والصوت المؤثر، وهو ما يمثل التحدي الحقيقي.

وأضاف إدريس، في حواره مع الإعلامي عمرو خليل، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ  تحول الصوت الإفريقي إلى صوت مؤثر يتطلب توحيد المواقف داخل القارة تجاه القضايا الأساسية مثل التنمية، السلم والأمن، والحقوق الإنسانية والاجتماعية.

وأشار إلى أن التعدد الجغرافي والثقافي والسياسي لدول إفريقيا يعرقل هذا التوافق في بعض الأحيان، لكنه ليس مستحيلاً، بل يحتاج إلى جهد دبلوماسي جماعي مستمر.

ونبّه السفير إلى وجود قوى دولية مضادة تسعى لإضعاف أو تفكيك الموقف الإفريقي المشترك، سواء من خلال الضغوط أو تحييد بعض الدول لصالح مواقف خاصة، وفي المقابل، هناك حراك إفريقي جاد يحاول الحفاظ على وحدة الصوت وتقويته في المحافل الدولية، وهو ما يجب البناء عليه لتحقيق التأثير الفعلي.

وأكد، أن الحضور العددي وحده لا يكفي، بل يجب أن يصاحبه موقف موحد يعكس مصالح القارة ويعزز من حضورها النوعي، خصوصاً في القضايا العالمية الكبرى، وذلك عبر التنسيق المستمر داخل المؤسسات الإقليمية كالاتحاد الإفريقي وضمن تكتلات الأمم المتحدة.

طباعة شارك السفير محمد إدريس الاتحاد الأفريقي الأمم المتحدة الحقوق الإنسانية السلم

مقالات مشابهة

  • مندوب الاتحاد الأفريقي بالأمم المتحدة: تمثيل أفريقيا بمجلس الأمن يتطلب جهدا مستمرا
  • صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا تتراجع 18% في يونيو/حزيران الماضي
  • إيلون ماسك يعلن الإعداد لتأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة
  • ترامب يهدد اليابان برسوم جمركية جديدة إذا لم تشترِ الأرز الأمريكي
  • الخارجية السورية ترحب بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن دمشق
  • كيف سيؤثر إلغاء الضريبة الرقمية على مستقبل التجارة بين الولايات المتحدة وكندا؟
  • الولايات المتحدة تجري مباحثات تمهيدية حول الاتفاق الإسرائيلي السوري
  • هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تقدم لإيران أي شيء