موقع 24:
2025-11-17@18:37:07 GMT

أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي

تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT

أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي

لم يعد يؤرق قادة أوروبا في الوقت الحاضر إلا مشكلة أساسية احتلت المساحة الأكبر في مناقشاتهم على الميديا وهي: كيف يمكنهم تطوير صناعة السلاح لديهم بأسرع ما يمكن بعد أن تخلت عنهم الولايات المتحدة وآثر رئيسها التحالف مع العدو التاريخي لبلاده وخصمهم اللدود؟

كانت الولايات المتحدة تتحمل العبء الأعظم في حمايتهم أمنياً وعسكرياً باسم الصداقة والتضامن والإيمان المشترك بقيم الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ابتلاهم القدر بمن ينسف روابط القربى والصداقة.

لا شك أن الولايات المتحدة كانت تنوء بنسبة كبيرة بنفقات حلف الناتو وتتكفل بمده بالمال والعتاد الأساسي من السلاح والجنود. كما أنها لعبت الدور الأكبر في تزويد أوكرانيا بالسلاح وبالمعلومات الاستخبارية الحيوية في حربها ضد روسيا. ومن ثم فإن جل ما يشغل بال قادة أوروبا الآن هو يتركز على وضع خطة عاجلة تمكن الدول الأوروبية من الصمود أمام الحليف الأمريكي الذي خان عهد الصداقة والعشرة وتخلى عنهم وجعلهم يواجهون وحدهم بوتين.

لهذا قررت أوروبا الاستثمار بكثافة في الدفاع والتسلح بعد أن رسخ في أذهان قادتها أن بوتين بعد أن يلتهم أوكرانيا بأكملها لن يتردد في الزحف على بولندا وما يجاورها من بلاد كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفيتي. والواقع أن نفور ترامب من القارة الأوروبية وضيقه باستغلال دولها لموارد بلاده قد دفعه إلى أن ينشر على منصة السوشال تروث «Social Truth» بوستا متضمناً عبارة قالها له بوتين أثناء لقائهما وتقول: «سترى بنفسك قريباً الجميع وهم واقفون عند أقدام سيدهم يهزون له ذيولهم بخفة ولطف». إن ما يريده ترامب هو إذلال القارة القديمة، إذ لديه شعور قوي بأن الأوروبيين قوم من المبذرين المتغطرسين الذين يتبرمون حتى من سداد ثمن مظلة عسكرية تحميهم! إن ما أثار حنق ترامب التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية وأعلنت فيها التزام الاتحاد الأوروبى بمد أوكرانيا بكل ما تحتاجه من دعم مادي وبدون أي شروط حتى تتمكن من هزيمة بوتين رغم أن الاتحاد مثقل بالديون ومتعثر اقتصادياً وعسكرياً اعتماداً منه على أن الولايات المتحدة هي التي ستتكفل بسداد فواتير السلاح لأوكرانيا! والواقع أن تحالف ترامب مع بوتين لا يزال يثير العديد من علامات الاستفهام في مجال الاجتهاد النظري لمحاولة التعرف على ما يمكن أن تفضي إليه التغيرات العميقة في السياسة الأمريكية من تحولات في النظام العالمي والعلاقات الدولية بين القوى المتنافسة، فضلاً عن النزاعات المحتملة بينها. فالواضح أن شخصية ترامب تكاد تؤكد أنه لا يزأر بالتهديد والوعيد إلا لمن يرتجف أمامه وإذا ما وجد فيه طاعة وخنوعاً تمادى في تهديده له. كما أن قراراته كلها محكومة بمنطق الصفقة وحجم ما ستجلبه له من عائد مادي وفير ويمكنه بسهولة التراجع عنها إذا ما جاءه عرض أكبر. وأكثر ما يتأفف منه ترامب الألفاظ الكلية المجردة التي تلوكها المؤسسات الدولية والقانونية في خطاباتها المكررة مثل: الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، فهي بالنسبة له فارغة المضمون مادامت منقطعة الصلة بالتجارة المربحة.
ويعقد المفكر الفرنسي جاك أتالى مقارنة مثيرة بين ترامب وهتلر. إذ يرى أن ترامب في تصرفاته كلها في طريقه إلى أن يكون شخصية مطابقة لنموذج الشخصية الهتلرية. فقد سبق لترامب أن حاول القيام بانقلاب فاشل وأشاع الذعر بين المواطنين وسعى إلى الترويج لكثير من الأكاذيب ويسعى إلى تهجير الناس من بلادهم ولا يتوانى عن إلقاء معارضيه في السجون وتهديد القضاة وضرب بأحكامهم عرض الحائط.

والواقع أن أكثر أن ما يقلق ترامب سببه النفوذ الذي يتمتع به العملاق الصيني. وليس يخف على أحد أن يكون تقاربه الأخير مع بوتين وهو الغريم التاريخي للولايات المتحدة ليس إلا محاولة منه لإحداث شرخ في العلاقة الوطيدة التي تربط الصين بروسيا. لن تنظر الصين بعين الارتياح إلى تقارب من هذا النوع بين الولايات المتحدة وحليفها الروسي. فهل سيتمكن ترامب بمنطق الصفقة من عزل العملاق الصيني بعد أن تخلص من القارة العجوز التي استنزفت موارد بلاده باسم التضامن والمحبة؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة بعد أن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تختبر قنبلة نووية

الثورة نت/وكالات أعلن مختبر “سانديا” التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، أنّ “طائرة مقاتلة من طراز إف-35 أسقطت قنابل نووية من طراز بي-61-12 بدون رؤوس حربية في ميدان تونوباه للتجارب في نيفادا” ،حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية اليوم السبت. وأوضح المختبر أنّ “الاختبارات أجريت في الفترة من 19 إلى 21 أغسطس، في إطار تقييم سنوي لموثوقية الترسانة النووية وتدريب الطيارين”. وقد مددت مدة خدمة قنابل “بي-61-12” لمدة 20 عاماً أخرى في عام 2024. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد نيته استئناف الولايات المتحدة تجارب الأسلحة النووية “قريباً جداً”، دون تقديم أي تفاصيل. كما أعرب عن تأييده لنزع السلاح النووي، معلناً رغبته في عقد اجتماع مع قيادات روسيا والصين بشأن هذه القضية. في غضون ذلك، من المقرر أن يجتمع مسؤولون من وزارة الطاقة مع مسؤولين من البيت الأبيض لرفض فكرة ترامب بشأن إجراء تجارب نووية متفجرة، وفق ما أوردت “سي أن أن”. ويعد هذا أحدث مؤشر على تداعيات منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر، والذي أصدر فيه تعليمات لوزارة الدفاع ببدء اختبار الأسلحة النووية “بسبب برامج اختبار دول أخرى”.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد السعودي يغادر إلى الولايات المتحدة استجابة لدعوة من ترامب
  • لأول مرة منذ 7 سنوات.. ولي العهد السعودي يزور الولايات المتحدة
  • مساعد الرئيس الروسي: تأجيل القمة المقررة بين بوتين وترامب.. والاتصالات مستمرة
  • مساعد الرئيس الروسي: الاتصالات حول اللقاء بين بوتين وترامب مستمرة
  • روسيا: لقاء بوتين وترامب تأجل لبعض الوقت ولكن الاتصالات حول اللقاء مستمرة
  • شركات أوروبا تتخلف عن الولايات المتحدة في تبنّي الذكاء الاصطناعي رغم بوادر تقدم محدودة
  • تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تختبر قنبلة نووية
  • ترامب: الولايات المتحدة ستجري اختبارات نووية “قريبا جدا”
  • ترامب : الولايات المتحدة ستجري تجارب نووية قريبا جدا