مسقط- الرؤية

افتتح المتحف الوطني بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الإثنين، معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، وذلك تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم إمارة الشارقة، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والمتحفي.

ويأتي المعرض بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوره جنبًا إلى جنب الاسهامات العلمية لعلماء المسلمين عبر العصور، ويستمر المعرض لعموم الزوار حتى 3 مايو 2025. ويضم المعرض 82 مُقتنًى فريدًا من روائع فنون الحضارة الإسلامية ونتائج العلماء المسلمين، تُبرز ثراء وتنوع الثقافة الإسلامية، ويُعرض بعضها لأول مرة خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرزها أول مصحف مطبوع بتقنية الطباعة الحجرية، وكأس فضّية مزينة بنقوش نباتية نُقش عليها طغراء السلطان العُثماني عبد الحميد الثاني. يتألف المعرض من 3 أقسام؛ وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، وقسم التناغم والتنوع.

وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: "في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني يُقام معرض ’روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية‘ في المتحف الوطني، والمعرض ما هو إلا استمرارٌ لخطوة خطاها المتحف الوطني بدءًا بإقامة معرض ’الحضارة العُمانية: النشأة والتطور‘ في عام 2023 في متحف الشارقة للآثار والذي حظي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، التي فتحت أبواب التعاون المتحفي بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف".

وأضاف الموسوي أن معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، يُقدِّم مقتنيات تمثل كنوزًا معرفية من العصور الإسلامية، والتي يمكن الاستدلال بها على التقدم العلمي والحضاري والمعرفي الذي كانت تشهده تلك العصور، وكيف أسهم الإسلام في تأسيس حضارة متينة، أساسها العلم والارتقاء بالمعرفة والنهوض بالمعارف البشرية وتسخيرها لخدمة الأرض والإنسان.

من جانبها، أشادت سعادة عائشة راشد ديماس المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف، بأهمية المعرض، معربةً عن فخرها بالتعاون مع المتحف الوطني. وأكدت ديماس الدور المحوري للمعرض في الاحتفاء بالروابط الثقافية والأخوية المتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان المتجذرة في التراث والقيم المشتركة. وقالت: "يأتي هذا المعرض الاستثنائي بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، عقب زيارته سلطنة عُمان؛ حيث استقبله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بحفاوة". وأضافت أنَّ مثل هذه الشراكات لا تعزز الروابط طويلة الأمد بين البلدين فحسب؛ بل وتعكس المهمة الأوسع للدبلوماسية الثقافية، من خلال تعزيز الفهم والوحدة عبر الفنون المشتركة".

ويُبرز قسم فنون الخط جماليات الخط العربي عبر العصور التاريخية والفنية من خلال مجموعة المخطوطات الإسلامية والمنسوجات والمسكوكات، ومنها المصاحف والصفحات القرآنية، وستائر المسجد النبوي، وإطار مطرز من كسوة الكعبة (القنديل)، وأدوات الكتابة، إضافة إلى مجموعة من المسكوكات الإسلامية التي تعود إلى الفترتين الأموية والعباسية؛ حيث أسهم أسلوب الإعجاز في القرآن الكريم في إثراء عقول علماء المسلمين وإلهام قلوب الخطاطين والفنانين في العصور اللاحقة، مما انعكس على إبداعاتهم وتنوع الخط العربي وفنون التزيين والتذهيب.

أما قسم العلوم والابتكارات فيسلط الضوء على إنجازات واختراعات علماء المسلمين من معظم أرجاء العالم الإسلامي كعلوم الفلك والطب، من خلال عرض نماذج للأسطرلابات والكرات السماوية، ومخطوط طبي مترجم باللغة العربية، بالإضافة إلى أدوات طب الأسنان والكي.

ويعرض قسم التناغم والتنوع جمالية الفن الإسلامي من الزخارف الهندسية والنباتية والتصويرية، وتطوره ما بين القرنين الثاني – الرابع عشر الهجري/الثامن - العشرين الميلادي، من خلال مجموعة فريدة من المقتنيات تمثل الحياة الاجتماعية وتأثير التبادل التجاري والفني في مختلف دول العالم الإسلامي، أبرزها كرسي عشاء على هيئة منضدة سداسية الشكل باسم الناصر محمد بن قلاوون (أحد أهم سلاطين المماليك)، وأدوات مائدة متنوعة تشمل الأباريق والأوعية والجرار الفخارية المزججة والمعدنية، بالإضافة إلى القوارير الزجاجية والمعدنية، والمباخر، والمصابيح، والشمعدانات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المتحف الوطنی من خلال

إقرأ أيضاً:

نيزك بعمر ملياري عام وعقيق البيشمركة.. قصص جيولوجية فريدة لأحجار متحف أربيل

في قلب قلعة أربيل الأثرية، الشاهدة على آلاف السنين من التاريخ، يضيء متحف نوعي بنوره العلمي والجمالي، يروي قصصا تعود إلى عصور جيولوجية سحيقة.

متحف الأحجار الكريمة والحفريات في أربيل ليس مجرد معرض، إنه أول متحف متخصص من نوعه في العراق وإقليم كردستان، يجمع بين عبق التاريخ ومكنوزات الأرض النادرة.

يحتضن المتحف، الذي يقع في مبنى قديم ذي طابقين داخل القلعة، أكثر من 700 قطعة فريدة جُمعت من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أميركا اللاتينية روسيا وآسيا، وتتنوع المعروضات لتشمل حفريات تعود إلى عصور جيولوجية مختلفة، وكائنات بحرية منقرضة، وأحجار كريمة نادرة.

المتحف يُعدّ مركزا علميا وثقافيا رائدا يهدف إلى نشر الوعي بأهمية هذه الأحجار وقيمتها التاريخية والجمالية، كما أنه أصبح وجهة سياحية مهمة تستقطب الزوار من داخل العراق وخارجه، بالإضافة إلى الباحثين وطلاب الجامعات المهتمين بعلم الأرض.

من "ألعاب الطفولة" إلى شغف جيولوجي

خلف هذا الصرح الفريد يقف سربست مجيد عمر، مؤسس ومدير متحف أربيل الجيولوجي، الذي حوّل شغفه الشخصي بجمع الأحجار الكريمة إلى إنجاز وطني. يحكي عمر للجزيرة نت عن بداية رحلته التي تفتحت في المناطق الجبلية: "كل ألعابنا كانت مع الأحجار". ومع دخوله كلية العلوم، قسم الجيولوجيا في جامعة الموصل، تحولت هذه الهواية الطفولية إلى شغف علمي.

وأضاف أن جمع هذه التوليفة النادرة استغرق أكثر من 40 عاما، وتمّ الحصول على معظمها عن طريق الشراء، بالإضافة إلى بعض القطع المُهداة. ويوضح عمر أن المتحف يركز بالأساس على الجانب العلمي للأحجار والحفريات، متجاوزا قيمتها التاريخية أو الأثرية التقليدية.

سلّط عمر الضوء على التحديات التي واجهته، مشيرا إلى أن العقبات كانت في البداية مادية في توفير مبالغ شراء القطع، خاصة خلال فترة دراسته الجامعية. ومع تضخم المجموعة، أصبح التحدي الأكبر هو إيجاد مكان مناسب لتخزينها والحفاظ عليها بشكل آمن، وهو ما تحقق أخيرا داخل قلعة أربيل العريقة.

عدد من قطع النيازك والأحجار الكريمة النادرة (الجزيرة)فخر النيازك والحفريات

ويفتخر المتحف بضمّه قطعا ذات قيمة علمية استثنائية، منها:

إعلان قطعة من نيزك "بلاسيت" يقدّر عمره بـ ملياري سنة. متحجرات "ترايلوبايت" التي يعود عمرها لنحو 600 مليون سنة. "عقيق البشمركة" وهو قطعة من حجر العقيق عُثر عليها خلال فترة الحرب ضد تنظيم الدولة، وسُميت بهذا الاسم اعتزازا بلونها الذي يشبه زي قوات البشمركة.

وفيما يخص استمرارية المتحف، أوضح عمر أن رسوم الدخول تُستخدم لتغطية نفقات الموظفين، ويُخصّص المبلغ المتبقي لتطوير المتحف وإضافة المزيد من القطع النادرة، مستفيدا من طبيعة الأحجار الصلبة والحفريات التي لا تتأثر كثيرا بالظروف المناخية، مما يسهّل عملية الحفاظ عليها على الأمد الطويل.

جانب من المتحف (الجزيرة)فكرة رائعة تستحق الاهتمام

زيارة متحف الأحجار الكريمة الواقع في قلعة أربيل التاريخية أثارت إعجاب الزوار، الذين عبروا عن انبهارهم بالمعروضات القيمة وتنوعها، داعين إلى مزيد من الاهتمام بالمتحف ليواكب المعايير العالمية.

فالمواطن معز الدين صلاح أعرب عن انطباعه الإيجابي قائلا: "بصراحة، كانت زيارة معرض الأحجار الكريمة داخل قلعة أربيل تجربة جميلة".

وأكد صلاح للجزيرة نت الأهمية الخاصة للأحجار الكريمة، مضيفا: "حقيقة، هي موضوع لافت ويشد الانتباه، لأن له علاقة بالجمالية والروحانيات. لذلك، فإن معرضا يختص بهذه الأمور هو مبادرة جميلة جدا".

كما أشاد صلاح بالمعلومات المتوفرة عن المعروضات: "كمنظر للأحجار وكمعلومات عنه كبلد المنشأ والعمر والمصدر فهي معلومات جيدة وجميلة لأي شخص يحب ويدخل هذا المجال ويتعمق فيه".

كنوز من كل العالم

من جهتها، وصفت المواطنة يمام سامي المتحف بأنه "من نوع مميز"، مشيرة إلى "كثير من الكنوز التي يتم تجميعها من كل العالم، وهذا شيء جدا مهم للكبار والصغار".

وأكدت سامي للجزيرة نت أن ما لفت انتباهها كان القطع النادرة التي يحتويها المتحف، "خصوصا النيزك والرودايمنز الموجود، والأحجام الكبيرة من الأحجار".

وأضافت أن "التنوع في المعروضات، وأيضا لمن لديه معلومات أو اهتمام بعالم الأحجار الكريمة، سيُمتع نظره ويرضي شغفه بهذا المتحف".

يفتخر المتحف بضمّه قطعاً ذات قيمة علمية استثنائية (الجزيرة) إعلان متحجرات ترايلوبايت التي يعود عمرها لنحو 600 مليون سنة (الجزيرة)قطعة من نيزك بلاسيت يقدّر عمره بـ ملياري سنة (الجزيرة)(الجزيرة)(الجزيرة)(الجزيرة) إعلان (الجزيرة)(الجزيرة)(الجزيرة)(الجزيرة)من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • معرض «من أرضٍ ومياه» ينطلق بعد غدٍ في كلباء
  • نقيب التشكيليين يفتتح معرض “أطلال” للفنان حسين قطنه بجاليري ضي 
  • متحف العين يستعد لاستقبال زواره بدءاً من 24 أكتوبر
  • افتتاح معرض مناظر ثقافية أندلسية في الشارقة
  • «اللوفر أبوظبي» و«ريتشارد ميل» يفتتحان «فن الحين 2025»
  • المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يفتتح معرض الكتاب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية
  • الأعلى للشئون الإسلامية يفتتح معرضا للكتاب بدراسات الإسكندرية
  • وزير السياحة يناقش تطوير تجربة الزائرين داخل المتحف القومي للحضارة
  • وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية
  • نيزك بعمر ملياري عام وعقيق البيشمركة.. قصص جيولوجية فريدة لأحجار متحف أربيل