MEE: الإمارات تضغط على إدارة ترامب لرفض الخطة المصرية بشأن غزة
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
كشف مسؤولون أمريكيون ومصريون لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن الإمارات تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنسف خطة ما بعد الحرب على قطاع غزة، والتي صاغتها مصر وأقرتها جامعة الدول العربية.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "ذلك يعكس تزايد التنافس العربي على من يتخذ القرارات في مستقبل حكم قطاع غزة وإعادة إعماره، بالإضافة إلى اختلاف الآراء حول مدى النفوذ الذي ينبغي أن تحتفظ به حركة حماس هناك".
وذكر أن "الضغط الإماراتي يشكل معضلة للقاهرة، لأن كلا من الإمارات ومصر تدعمان بشكل عام نفس الوسيط الفلسطيني المؤثر في غزة، وهو محمد دحلان، المسؤول السابق في حركة فتح".
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي، أنه "لا يمكن أن تكون الإمارات الدولة الوحيدة التي عارضت خطة جامعة الدول العربية عند الاتفاق عليها، لكنها تعارضها بشدة مع إدارة ترامب".
النفوذ الإماراتي
وتابع: "تستغل الإمارات نفوذها غير المسبوق في البيت الأبيض، لانتقاد الخطة باعتبارها غير قابلة للتنفيذ، واتهام القاهرة بمنح حماس نفوذا كبيرا".
وقال مسؤول أمريكي ومصري مطلع على الأمر لموقع "ميدل إيست آي" إن "سفير الإمارات العربية المتحدة القوي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، يضغط على الدائرة المقربة من ترامب والمشرعين الأمريكيين، لإجبار مصر على قبول الفلسطينيين النازحين إليها بشكل قسري".
ولفت الموقع إلى أنه سبق أن صرح العتيبة رسميًا بأنه لا يرى "بديلًا" لدعوة ترامب، بشان تهجير الفلسطينيين قسرا إلى خارج قطاع غزة.
وذكر أن الإمارات تنتقد خطة مصر بشأن غزة، لأنها لا توضح كيفية نزع سلاح حماس وإخراجها من القطاع.
بينما يقول مسؤولون مصريون إن "الخطة واضحة في أن السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة شؤون الحكم. وتدعو الخطة إلى تشكيل قوة أمنية في غزة تُدربها الأردن ومصر. وتترك الباب مفتوحا أمام نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في غزة والضفة".
وبحسب "ميدل إيست آي"، فإنّ "حماس أعربت عن قبولها للخطة، لكن دبلوماسيين إقليميين يقولون إن إسرائيل تعارض تدويل الصراع بهذه الطريقة".
ونوه إلى أن الولايات المتحدة توسطت لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه انهار فعليا، مشيرا إلى أن واشنطن طرحت مؤخرا خطة على "حماس" للإفراج عن 27 أسيرا إسرائيليا لا يزالون على قيد الحياة في غزة، مقابل تمديد الهدنة المؤقتة، لكن الحركة أصرت على إنهاء الحرب بشكل دائم، كما هو منصوص في الاتفاق المبرم في كانون الثاني/ يناير الماضي.
غضب إماراتي
وأشار إلى أن المحادثات الأمريكية مع "حماس" أثارت غضبا إسرائيليا وإماراتيا، مضيفا أن "كبار مستشاري ترامب لا يزالون مترددين بشأن خطة جامعة الدول العربية لما بعد الحرب في غزة".
وأكد أن "الحملة الإماراتية قد أثرت بالفعل على العلاقات الثنائية الأمريكية المصرية، وحذرت واشنطن القاهرة من أنها ستخفض مساعداتها العسكرية في عام 2026"، وفقا لما ذكره مسؤول مصري ومسؤول أمريكي لموقع "ميدل إيست آي".
وبيّن الموقع أنه "من العوامل المعقدة في النزاع أن كلا من مصر والإمارات تنظران إلى دحلان كوسيط قوي في غزة ما بعد الحرب"، منوها إلى أنه عندما أقرت جامعة الدول العربية الخطة التي صاغتها مصر، أصدر رئيس السلطة محمود عباس عفوا عن مسؤولين مفصولين من حركة فتح.
وذكر أنّ هذا القرار كان يشير بشكل واسع إلى "دحلان"، الذي كان منفذ أوامر "فتح" في غزة قبل فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ولكنه انتقل إلى الإمارات بعد خلافه مع عباس في الضفة الغربية.
وأفاد موقع "ميدل إيست آي" بأن الإمارات تضغط على دحلان للإشراف على لجنة تحكم غزة، ليحل محل عباس كرئيس في مرحلة لاحقة، مشيرا إلى أن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي يتمتع بعلاقات وثيقة مع دحلان، وتعد أبو ظبي داعما رئيسيا لحكومة السيسي التي تعاني من ضائقة مالية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الإمارات ترامب غزة مصر مصر غزة الإمارات التهجير ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة الدول العربیة میدل إیست آی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
معاريف: بشارة بحبح وسيط الظل بين واشنطن وحركة حماس
كشفت الصحفية الإسرائيلية في صحيفة "معاريف" العبرية٬ آنا بارسكي٬ عن دور غير معلن لشخصية أمريكية من أصل فلسطيني تُدعى بشارة بحبح، وصفته بأنه "وسيط الظل" الذي يتحرك في المساحات الرمادية بين الدوحة وواشنطن، من خلال قنوات غير رسمية تربطه بقيادة حركة حماس والمقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت بارسكي إن بحبح، المولود في القدس عام 1958 لعائلة مسيحية معروفة، بدأ مسيرته الصحفية من خلال تأسيس صحيفة "العودة" بالشراكة مع ريموند الطويل، والدة سهى عرفات.
وأوضحت أن الصحيفة كانت تحت رقابة مشددة من وزارة الدفاع الأمريكية بسبب تقارير عن علاقتها بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأضافت أن بحبح واصل دراسته في جامعة هارفارد، حيث برز كباحث في قضايا الشرق الأوسط، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى العمل السياسي والدبلوماسي، وكان عضواً في الوفد الأردني الفلسطيني لمحادثات مدريد.
تحوّل سياسي باتجاه ترامب
وذكرت بارسكي أن بحبح كان في بداياته من مؤيدي الحزب الديمقراطي، غير أن خيبته من سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه الفلسطينيين دفعته إلى تغيير ولائه السياسي.
وأكدت أنه انضم في عام 2024 إلى حملة ترامب وأسس حركة "العرب الأمريكيين من أجل ترامب"، في خطوة تعكس تحوّله من الفكر اليساري إلى مقاربة براغماتية تُركز على النفوذ.
صرحت بارسكي بأن بحبح يشغل اليوم موقعًا غير رسمي لكنه محوري في قنوات الاتصال بين قيادة حماس، وبشكل خاص خليل الحية، وبين مستشار ترامب المقرب ستيف ويتكوف. وأوضحت أن هذه القنوات تتم دون تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، ما أثار قلق المؤسسة الأمنية والسياسية في تل أبيب.
وبحسب بارسكي، فإن الاتصالات التي يديرها بحبح لا تهدف إلى فرض شروط إسرائيلية، بل تسعى لصياغة تفاهمات عملية تشمل قضايا إنسانية وأمنية، من بينها إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى٬ والتي كان منها إطلاق سراح الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
"المساعدات مقابل الإفراج"
أوضحت بارسكي، نقلاً عن تقرير لمركز القدس للسياسات التطبيقية، أن بحبح كان شريكًا في صياغة ما بات يُعرف بـ"المعادلة الجديدة"، التي تربط بين تقديم مساعدات إنسانية لغزة وبين الإفراج عن أسرى يحملون الجنسية الأمريكية. وأكدت أن هذه الصيغة نالت دعمًا من كل من حماس والدوحة، وتتماهى مع أولويات ترامب الانتخابية التي تُعلي من شأن "الرهائن الأمريكيين" في معادلات الحرب والسلام.
وأشارت بارسكي إلى أن بحبح ليس رجل دين، بل يحمل توجهات فكرية راسخة من السبعينيات والثمانينيات، تتمثل في مناهضة الاستعمار والدفاع عن حقوق الأقليات.
وذكرت أنه في مقالات كتبها في صحيفة هآرتس، وصف إسرائيل بأنها "دولة استعمارية ترتكب جرائم ضد الإنسانية".
مع ذلك، لفتت بارسكي إلى أن بحبح أظهر في السنوات الأخيرة براغماتية سياسية واضحة، إذ أيد "اتفاقيات أبراهام"، واعتبر رفض الفلسطينيين لـ"صفقة القرن" التي قدمها ترامب بأنه "خطأ فادح".
وأضافت أن هذه المواقف المختلطة، مع علاقاته الوثيقة بكبار المسؤولين الفلسطينيين، وبينهم سهى الطويل وقيادات في حماس، تجعل منه شخصية مؤثرة في مفاوضات تجري غالباً خلف الأبواب المغلقة.
تحذير من تفكيك التنسيق مع واشنطن
وقالت بارسكي إن رئيس قسم الأبحاث في مركز القدس للسياسات التطبيقية، ران يشاي، حذر من خطر الجهات التي تحاول تقويض التنسيق الإسرائيلي-الأمريكي من خلال خلق تمايز زائف بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
ونقلت عنه القول إن هناك تلاقياً بين تيارات الانعزالية الأمريكية، الرافضة للتحالف مع إسرائيل، وبين دوائر مؤيدة لقطر والفلسطينيين، تسعى إلى منع إسرائيل من تحقيق نصر عسكري حاسم في غزة.
وختامًا، شددت بارسكي على أنه رغم الدعم الامريكي المتواصل لإسرائيل في معركتها مع إيران، فإن الساحة الفلسطينية تخضع لحسابات مختلفة.
واعتبرت أن بحبح، وإن بدا غائبًا عن الواجهة حالياً، قد يجد لحظته المناسبة للعودة عبر قناة تبادل أسرى جديدة، ترعاها قطر وتُبرز دوره من جديد كوسيط ظل يتمتع بنفوذ صامت لكنه فعال.