في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، بدأت الأنظار تتّجه نحو احتمال عقد قمة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الصيني، شي جين بينغ.

وعلى الرغم من عدم صدور إعلان رسمي من الطرفين، فإنّ تصريحات ترامب الأخيرة حول ضرورة "تنظيف البيت الداخلي" قبل أي لقاء مع الرئيس الصيني، أثارت عدّة تكهنات بخصوص إمكانية إعادة ضبط العلاقات بين البلدين، التي تعاني من اضطرابات شديدة جرّاء النزاع التجاري والتوترات السياسية المتزايدة.



وشهدت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، ما وُصف بـ"التقلّبات الحادة" خلال السنوات الماضية، حيث دخل الطرفان في معركة تجارية شرسة، فرضت فيها واشنطن رسومًا جمركية قاسية وصلت إلى 20 في المئة على المنتجات الصينية، مع تهديدات بمزيد من الإجراءات العقابية.

وفي خضمّ ذلك، لم تقف بكين مكتوفة الأيدي، بل ردّت بفرض قيود مضادة استهدفت بشكل أساسي المنتجات الزراعية الأمريكية، ما زاد من تعقيد المشهد، ولم يقتصر الخلاف على المجال التجاري فحسب، بل امتد إلى قطاع التكنولوجيا، إذ فرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على الشركات الصينية.

كذلك، زاد التوتر بشأن قضية تايوان، التي تراها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تدعمها واشنطن بشكل غير مباشر، وهو ما اعتبرته بكين تجاوزًا للخطوط الحمراء.


في هذا السياق المتأزم، جاءت تصريحات ترامب الأخيرة التي لم يكشف فيها بشكل واضح عن موعد القمة أو تفاصيلها، لكنه أشار إلى ضرورة ترتيب الأوضاع الداخلية قبل المضي قدما في أي مفاوضات مع الصين.

إلى ذلك، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في هذه التصريحات، إشارة إلى وجود تحرّكات داخل الإدارة الأمريكية لإعادة تقييم العلاقة مع بكين، ولكن دون تحديد مسار واضح أو شروط مسبقة، ورغم التزام الصين، الصمت رسميًا، إلا أنها أبدت اهتمامًا بإجراء حوارات تمهيدية غير رسمية.

من جهتها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ مسؤولين صينيين زاروا واشنطن مؤخرًا، والتقوا خبراء في السياسة الخارجية، ومسؤولين أمريكيين سابقين، لمحاولة فهم موقف إدارة ترامب وإمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة، لكن هذه اللّقاءات لم تصل بعد إلى مستوى المحادثات الرسمية.

بالنسبة للصين، فإن أي قمة مع ترامب يجب أن تحقّق نتائج ملموسة، حيث تسعى بكين إلى إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على سلعها، ورفع القيود التي فرضتها واشنطن على استثماراتها وشركاتها التكنولوجية، إضافة إلى الحصول على ضمانات واضحة بعدم تدخل الولايات المتحدة في ملف تايوان.

في المقابل، يرى ترامب في اللقاء فرصة ثمينة لتعزيز موقفه السياسي، خاصة مع اقتراب جولة الانتخابات الرئاسية، إذ يمكنه تقديم نفسه كزعيم قادر على التفاوض وتحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة. كما أنه قد يستخدم القمة كورقة ضغط على الصين، لدفعها إلى تقديم تنازلات أكبر، قبل التوصّل إلى أي اتفاق.


ومع ذلك، فإن الطريق إلى القمة لن يكون سهلًا، فالتوترات المتزايدة في الحرب التجارية، وانعدام الثقة المتبادل بين الجانبين، إضافة إلى الضغوط السياسية الداخلية التي يواجهها كلا الزعيمين، كلها عوامل تجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا معقدًا.

وبعض مستشاري ترامب يتبنون مواقف متشددة تجاه الصين، فيما يرون أن تقديم أي تنازلات قد يكون خطأ استراتيجيًا، بينما تواجه القيادة الصينية ضغوطًا داخلية تمنعها من إظهار أي ضعف أمام واشنطن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الصيني الحرب التجارية امريكا الصين ترامب حرب تجارية قمة مرتقبة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تبدأ بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين وبكين تصف القرار بـغير المنطقي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ستبدأ "بشكل صارم" في إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية، هو قرار تعرض لانتقادات حادة من بكين.

وإذا تم تطبيق هذه الخطوة على شريحة كبيرة من مئات الآلاف من طلاب الجامعات الصينيين في الولايات المتحدة، فإنها قد تعطل مصدرا رئيسيا للدخل للمؤسسات التعليمية الأمريكية وخطا حيويا من أصحاب الكفاءات لشركات التكنولوجيا الأمريكية.

وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تكثيف عمليات الترحيل وإلغاء تأشيرات الطلاب كجزء من جهود واسعة النطاق لتنفيذ برنامجها المتشدد بشأن الهجرة، بحسب ما نقتل وكالة "رويترز".


وقال روبيو في بيان إن وزارة الخارجية ستجري أيضا مراجعة لمعايير التأشيرة لتعزيز التدقيق في جميع طلبات التأشيرة المستقبلية من الصين وهونج كونج.

وأضاف أن "وزارة الخارجية الأمريكية ستعمل مع وزارة الأمن الداخلي لإلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الصينيين بشكل صارم".

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تعهدت في وقت سابق "بحماية الحقوق والمصالح المشروعة" للطلاب الصينيين في الخارج بقوة، في أعقاب تحرك إدارة ترامب لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب، وكثير منهم صينيون.

ووفقا لوزارة التجارة الأمريكية فإن الطلاب الأجانب، الذين يشكل الطلاب من الهند والصين 54 بالمئة منهم، ساهموا بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في عام 2023.

ولم يذكر بيان روبيو تفاصيل بشأن نطاق تطبيق إلغاء التأشيرات. وحتى لو كان العدد صغيرا نسبيا، فقد يُعيق تدفق الطلاب الصينيين الراغبين في الالتحاق بالتعليم الجامعي في الولايات المتحدة.


بدورها، وصفت الصين قرار الولايات المتحدة بأنه "غير المنطقي" بعد إلغاء تأشيرات طلاب صينيين، مؤكدة أنها قدمت احتجاجا لدى واشنطن عقب إعلان وزير الخارجية ماركو روبيو ذلك الإجراء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ الخميس: إن "الولايات المتحدة ألغت بشكل غير منطقي تأشيرات طلاب صينيين بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية" مضيفة أن "الصين تعارض هذا بشدة وقد قدمت احتجاجا لدى الولايات المتحدة".

ومنذ عقود صارت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للكثير من الطلاب الصينيين الباحثين عن بديل للنظام الجامعي الصيني شديد التنافسية، والذين انجذبوا إلى السمعة الطيبة للجامعات الأمريكية. 

وينحدر هؤلاء الطلاب عادة من عائلات ثرية قادرة على تحمل التكاليف الباهظة للدراسة في الجامعات الأمريكية.

وبقي الكثير من هؤلاء بعد التخرج في الولايات المتحدة وينسب إليهم الفضل في تعزيز القدرة البحثية الأمريكية والقوى العاملة في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، انخفض عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة إلى حوالي 277 ألفا في 2024، من حوالي 370 ألفا في 2019، بسبب التوتر المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم وتشديد الرقابة من جانب الحكومة الأمريكية على الطلاب الصينيين وجائحة كوفيد-19.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الصين "انتهكت بالكامل" الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض المتبادل للرسوم
  • ترامب يتهم الصين بانتهاك الهدنة التجارية ويهدد بتصعيد جديد
  • ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • بكين تحتج على قرار واشنطن إلغاء تأشيرات طلاب صينيين
  • منع برمجيات أمريكية متقدمة عن الصين يشعل الحرب التجارية
  • إدارة ترامب تلغي تأشيرات طلاب صينيين.. وبكين ترد
  • إدارة ترامب تبدأ بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين وبكين تصف القرار بـغير المنطقي
  • ترامب يخلط أوراق العالم.. قبة نووية لكندا وتحالف متعدد الأقطاب مع موسكو وبكين
  • ما هي خطة صنع في الصين 2025 التي أقلقت أميركا؟